لبنان ٢٤:
2025-04-22@19:09:45 GMT

السعودية تعود إلى لبنان من بوابته الرئاسية

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

يقول سياسي مخضرم إن لبنان لم يكن ليحظى بهذا الجو التفاؤلي بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية لو لم تقرّر المملكة العربية السعودية، وبغطاء دولي عام ومجهود أميركي، أن تدخل على خطّ الأزمة اللبنانية من بوابته الرئيسية. وما قام به الأمير يزيد بن فرحان خلال أيام من لقاءات واتصالات أتت بنتائج إيجابية لجهة إقناع جميع الأفرقاء اللبنانيين بضرورة إتمام الاستحقاق الرئاسي في الموعد الذي حدّده الرئيس نبيه بري فور سريان مفعول وقف إطلاق النار، على رغم الخروقات اليومية من الجانب الإسرائيلي، الذي لا يزال يدّمر يوميًا العديد من المنازل في أكثر من بلدة وقرية في الشريط الحدودي.


وللتذكير فقط يمكن الإشارة إلى أن الجو العام، الذي كان سائدًا على الساحة اللبنانية قبل مجيء الموفد السعودي، لم يكن مشوبًا بكثير من التفاؤل بإمكانية التوصّل إلى توافق واتفاق على اسم المرشح الرئاسي، وكان ميل لدى أكثرية النواب الى ارجاء الحسم الرئاسي إلى جلسة أو جلسات أخرى ريثما تتبلور مشهدية المرحلة الدقيقة، التي تمرّ بها المنطقة.

وما دفع الرياض إلى أن تعاود مبادراتها تجاه لبنان عبر البوابة الرئاسية، وفق ما تراه أوساط سياسية متابعة، هو أن المملكة التي طالما وقفت إلى جانب لبنان في مآسيه ومحنه الكثيرة على مدى سنوات غابرة، ارتأت أن الظرف مؤاتٍ لكي يكون لتدّخلها الإيجابي مصلحة لبنانية، فوقع الخيار على شخص العماد جوزاف عون لتولي المهام الرئاسية بما لديه من مؤهلات يمكن التأسيس عليها للانطلاق في مسيرة التعافي في لبنان بعد سلسلة من النكبات، التي تعرّض لها. 

ولا شك في أن زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تشكّل حدثاً ديبلوماسياً لم يعرفه لبنان منذ خمسة عشر عامًا لكونها الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع للبنان حتى قبل توتر العلاقات بين بيروت والرياض . ولولا حكمة الرئيس نجيب ميقاتي وسعيه الدؤوب لما اصطلحت العلاقات اللبنانية مع الرياض، ولو بحدودها الدنيا، فعادت المياه إلى مجاريها الطبيعية بعودة السفير السعودي وليد البخاري إلى مركز عمله في بيروت، ومشاركته الفاعلة في اللجنة الخماسية. 

وعلى رغم نفي مدى ارتباط الزيارة الأخيرة للعماد عون للرياض بالاستحقاق الرئاسي فإن التدّخل السعودي الإيجابي لتحريك الملف الرئاسي قد تُرجم بانتخاب العماد للرئاسة الأولى، واستتبع بالزيارة ذات الأبعاد الاستراتيجية للوزير بن فرحان في رسم سياسة جديدة من العلاقات الطبيعية بين بيروت والرياض، وهي رسالة مباشرة إلى جميع اللبنانيين عن مدى جدّية الدعم السعودي لعهد الرئيس عون، والتي تعكس عزم المملكة  على فتح صفحة مختلفة في العلاقات السعودية- اللبنانية وطي صفحة "غمامة الصيف" إلى غير رجعة، ولكن على أسس جديدة مرتبطة بمدى التزام لبنان بالسير قدمًا في الإصلاحات المطلوبة دوليًا.

فرئيس الديبلوماسية السعودية حمل معه رسالة من الملك سلمان تعكس الجو الودي والواعد الذي حصل خلال الاتصال الهاتفي بين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والرئيس عون الذي أبدى اهتماماً وحماسة لافتتين لمساعدة لبنان ما يعطي إشارات إلى التحول بالموقف السعودي لجهة الانخراط في إعادة الإعمار ودعم العملية السياسية في لبنان.

لا أحد يشكّ في أن لزيارة الوزير بن فرحان لبيروت دلالات سياسية بعيدة المدى، لكن نجاح مفاعيل هذه الزيارة مرهونة بمدى جدّية اللبنانيين في الانخراط في عملية اصلاحية من شأنها أن تعيد بناء الثقة التي فقدت كليا في السنوات الماضية، خصوصًا أن الوزير السعودي استبق زيارته لبيروت بتصريح خلال مشاركته في جلسة عامة على هامش منتدى "دافوس" قال فيه: "نريد رؤية اصلاحات حقيقية فيه من اجل زيادة مشركتنا، والمحادثات التي تجري في لبنان حتى الان تدعو للتفاؤل".

وشدد الوزير بن فرحان بعد لقائه رئيس الجمهورية على أهميّة تعزيز الإصلاحات في لبنان" من أجل إعادة ثقة الدول به ونعمل بجدّية للحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره".
اما عن اهتمام المملكة العربية السعودية بالمؤسسة العسكرية، فقد بات مؤكدا انها في صدد مساعدة الجيش اللبناني بتحويله الى قوة قادرة سواء في الداخل او على الحدود مع اسرائيل وكذلك مع سوريا لإبعاد لبنان عن أي تأثيرات مباشرة يفرضها واقع الصراعات في المنطقة.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: بن فرحان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يترأس وفد مصر فى أعمال لجنة المتابعة والتشاور السياسى مع السعودية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، وفد مصر في أعمال لجنة المتابعة والتشاور السياسي مع المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال زيارته إلى الرياض يوم الاثنين ٢١ ابريل ٢٠٢٥، وترأس الوفد السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، حيث تنعقد اللجنة سنويًا بالتناوب بين البلدين.

وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبد العاطي التقى مع نظيره السعودي في اجتماع ثنائي قبل أعمال اللجنة، حيث تم الإشادة بالعلاقات الثنائية الوطيدة والروابط الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وبالتطور السريع الذي تشهده العلاقات الثنائية، وقد عكس اللقاء التطلع المشترك لدفع وتيرة التعاون تنفيذًا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتعميق العلاقات بين البلدين والاستمرار في تطويرها في مختلف المجالات، والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

دعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين

وخلال أعمال اللجنة، تناول الوزيران سبل دعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، حيث أكد الوزير عبد العاطي على ضرورة تعظيم الاستفادة من الأطر المؤسسية الاقتصادية القائمة بين مصر والسعودية وتبادل الزيارات لكبار المسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين، منوهًا إلى الزيارة الناجحة لوفد مجلس الأعمال المصري السعودي واتحاد الغرف السعودية إلى القاهرة خلال الفترة ١٢ - ١٤ أبريل للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة، وأهمية البناء على النتائج التي تمخضت عن الزيارة بما يسهم في تعزيز التعاون الإقتصادي وزيادة الاستثمارات السعودية في مصر، مؤكدًا الاهتمام بتدشين منتدى الاستثمار المصري-السعودي باعتباره خطوة فارقة لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وأبرز وزير الخارجية توجه الدولة بتوفير المناخ الأمثل للمستثمرين ورجال الأعمال السعوديين من أجل دفع الاستثمارات السعودية في مصر، مستعرضًا في هذا الإطار الحوافز التي تقدمها مصر لدعم الاستثمار الخارجي، والإصلاحات المالية والضريبية التي تبنتها مصر. 

كما أكد أهمية ترجمة الروابط الأخوية بين مصر والسعودية والنقلة النوعية التي شهدتها العلاقات المؤسسية بين البلدين، لتحقيق طموحات الشعبين الشقيقين نحو التنمية الشاملة والمستدامة للوصول بمستوى الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى المستوى الذي يلبي تطلعات الشعبين المصري والسعودي الشقيقين عبر مضاعفة التبادل التجاري بين مصر والمملكة، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين مصر والسعودية من أجل تعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين الشقيقين.

 

وتناول السيد وزير الخارجية مسألة توطين الصناعة والتكنولوجيا وما تحظى به من أولوية متقدمة للدولة المصرية، مؤكدًا أهمية تحقيق التكامل بين مصر والمملكة في المجالات الصناعية، مستعرضًا التسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين في مجال الصناعة. وأشار إلى أهمية تحقيق توأمة بين رؤيتي ٢٠٣٠ المصرية والسعودية، وتحقيق التكامل بين الاستراتيجية الصناعية في كلا البلدين.

 

من جهة أخرى، تبادل الوزيران الرؤى إزاء مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في غزة، حيث تم التطرق إلى الجهود الخاصة بالتهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا سيما في ظل ما يشهده القطاع من أوضاع إنسانية متدهورة، وتم التأكيد على الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. كما بحث الوزيران الخطة العربية - الإسلامية لإعادة الإعمار فى غزة، والمؤتمر الدولى المزمع أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة.

 

وشهدت أعمال اللجنة تبادل وجهات النظر حول أخر المستجدات على صعيد الوضع في السودان وسوريا ولبنان وكذلك الأزمة اليمنية وأمن الملاحة في البحر الأحمر، وقد توافقت الرؤى بين الجانبين حول مجمل هذه القضايا والسعى المشترك نحو تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترمب يزور السعودية وقطر والإمارات من 13 إلى 16 مايو
  • اتحاد الغرف السعودية ينظم ملتقى الأعمال السعودي الإثيوبي
  • العلاقات السعودية الهندية.. شراكة إستراتيجية وتعاون مثمر
  • تقارب الرياض مع طهران يفضح ازدواجية إعلام السعودية تجاه حماس
  • ايران: زيارة وزير الدفاع السعودي لطهران نقطة تحول و”المستقبل بيننا” واعد 
  • السفير الإيراني: علاقاتنا مع السعودية تعود بالنفع على المنطقة
  • وزير الخارجية يترأس وفد مصر فى أعمال لجنة المتابعة والتشاور السياسى مع السعودية
  • نونيز إلى دوري روشن السعودي.. تعرف على النادي الذي اختاره
  • نائب رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السعودية
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما