أبوظبي: هيئة البيئة توقف منشأتين صناعيتين لمخالفتهما نسب الانبعاث
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أبوظبي: «الخليج»
أصدرت هيئة البيئة – أبوظبي، قراراً بالإيقاف المؤقت للعمليات التشغيلية لمنشأتين صناعيتين إضافة إلى فرض غرامة مالية على إحداهما، وذلك نظراً لتكرار مخالفة المنشأتين اللوائح والقوانين وعدم امتثالهما للمتطلبات والاشتراطات المتعلقة بالحفاظ على الصحة العامة والسلامة البيئية من أجل الحفاظ على جودة الحياة في الإمارة.
وأوضحت الهيئة أن هذا القرار استند إلى زيارات تفتيشية منتظمة وإجراءات إنفاذ تصاعدية، إضافة إلى تقارير محطات مراقبة جودة الهواء التابعة لها، حيث بينت نتائج هذه التقارير تجاوز نسبة انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة الناتجة عن العمليات التشغيلية للمنشأتين الحدود المسموح بها، ما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحة الإنسان والبيئة في المناطق المحيطة.
وقال المهندس فيصل الحمادي المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: «تحرص الهيئة في إطار دورها التشريعي والرقابي بصفتها السلطة المختصة المعنية بشؤون البيئة في إمارة أبوظبي على التأكد من التزام وامتثال المنشآت في أبوظبي للوائح والقوانين البيئية، وتصدر مثل هذه القرارات بناء على تقارير الرصد الدورية لمحطات مراقبة جودة الهواء التابعة للهيئة، وتقارير الزيارات التفتيشية الدورية والاستجابة للشكاوى المختلفة الواردة من الجمهور».
وأشار الحمادي إلى ارتكاب المنشأتين العديد من المخالفات، منها عدم الالتزام باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أو تقليل الانبعاثات العضوية الضارة، وعدم إخطار الهيئة بأي تعديلات فنية في المشروع أو الأنشطة بعد الحصول على الترخيص بحسب اشتراطات الرخصة البيئية في أبوظبي.
وأكدت الهيئة التزامها بمواصلة الرقابة والتفتيش لضمان الامتثال للمعايير البيئية وحماية الصحة العامة لأفراد المجتمع والبيئة، كما دعت جميع المنشآت الصناعية العاملة في أبوظبي إلى الالتزام بالمتطلبات القانونية والاشتراطات البيئية تفادياً للعقوبات والإجراءات القانونية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي الإمارات
إقرأ أيضاً:
برد شديد يجتاح دولا عربية فما السبب؟ وهل ستزداد البرودة؟
تستمر حاليا تأثيرات المنخفض الجوي المعروف باسم "آدم" في لبنان و"الجلمود" في الأردن، وسط طقس غير مستقر يشمل 7 دول عربية أخرى، بما في ذلك مصر والسعودية وفلسطين وسوريا.
والأمر لا يقف فقط عند العالم العربي، فمثلا في الولايات المتحدة عانت عدة مناطق من موجة برد قارسة تسببت في تجمد السيارات في بعض الأحيان، مثلما حدث في ولاية ميشيغان.
دوامات القطبورغم أن العالم يستمر في احتراره، بل وكان يناير/كانون الثاني 2025 هو الأحر بالنسبة لمعدلاته فيما سبق من سنوات على مستوى عالمي، فإن بعض مناطق العالم -على عكس المتوقع- شهدت عودة استثنائية للشتاء شديد البرودة، ويعزو العلماء ذلك إلى ما يسمى "الدوامات القطبية".
وتعد الدوامات القطبية مناطق ضغط منخفض مستمرة تدور بطريقة تشبه الإعصار أعلى كل قطب، وتمتد في عمق الغلاف الجوي للأعلى، وتتسبَّب هذه الدوامات في كتلة كبيرة من الهواء البارد الكثيف تحتها وتُحيط بكل قطب.
وفي الحالة الطبيعية، فإن هذه الدوامات تكون في صورة خلية أو قُبة واحدة متماسكة، وبالتالي يكون الهواء البارد أسفلها محصورا تماما عند الدوائر القطبية فقط.
لكن في بعض الأحيان فإن تلك الدوامات قد تضعف، وهنا يمكن أن تنقسم إلى خليتين أو أكثر، وتبدأ في السفر بعيدا عن القطبين، وعندما تكون ضعيفة للغاية يمكن أن تتفتَّت بشكل كبير وبالتالي تسافر جنوبا إلى مناطق أعمق، وصولا إلى عمق دول مثل الولايات المتحدة، أو حتى شمال أفريقيا وجزيرة العرب.
وبحسب العديد من الدراسات في هذا النطاق، فإن التغير المناخي يتسبَّب في احترار المنطقة القطبية التي تمتلك معدل احترار أكبر من ضِعْف المعدلات في بقية الكوكب، ويتسبَّب ذلك في أن يصبح الفارق في درجات الحرارة بين المنطقة القطبية وخطوط العرض السفلى أقل، ويعد هذا الفارق دائما السبب في تزايد سرعة الرياح في الدوامة القطبية، مما يُسهِّل تفتُّت الدوامة مع الزمن، ويزيد فرص تكرار الموجات الباردة.
إعلانوفي دراسة صدرت بدورية "ساينس" المرموقة في فبراير/شباط 2021، أشار فريق بحثي إلى أن الأمر قد لا يتعلق فقط بتفتُّت الدوامة القطبية الشمالية، ولكن حتى مع عدم تفتُّتها هناك قابلية لأن تتمدد بسبب احترار المناخ.
وتشير الدراسة إلى أن ذلك يعني أن الدوامة القطبية قد تطول مناطق تقع في جنوبها لم تكن يوما تتأثر بالكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال، وقد وجد الباحثون أن حلقات الدوامة القطبية تمددت بالفعل تمددا ملحوظا خلال 40 سنة مضت.
ويعني ذلك أن مناطق متفرقة من العالم قد تشهد مستقبلا موجات باردة أشد، وبمعدلات أكبر، ولا يتعارض ذلك مع ارتفاع متوسطات درجات الحرارة عالميا.
يُعتقد أن ذلك كان السبب في موجات باردة قاسية عانتها بعض الدول خلال الأعوام القليلة الفائتة، مثلا في عامَيْ 2019 و2021، كانت موجة البرد في الولايات المتحدة هائلة لدرجة أن بعض المناطق (مثل ولاية شيكاغو) كانت درجة حرارتها أقل من درجة حرارة كوكب المريخ نفسه.
وهناك الموجة الباردة التي سُمِّيت "وحش من الشرق" التي ضربت بريطانيا عام 2018 وتسبَّبت في شلل كامل لبعض المناطق. أما في المنطقة العربية، ورغم أن تلك الموجات عادة ما تكون أقل قسوة بسبب بُعدنا النسبي عن أثر تلك التذبذبات في أوضاع الدوامة القطبية الشمالية، فإن ذلك لم يمنع أثرها أن يطولنا خافضا درجات الحرارة إلى معدلات لم تُرَ منذ زمن.
ويعتقد الباحثون أنه بداية من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، شهدت الدوامة القطبية الشمالية سلوكًا غير معتاد، بدأت في التفتت مما أدى إلى اندفاع الهواء البارد نحو الجنوب.
وتسبب هذا التغيير في موجة برد مبكرة ونادرة في منطقة الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وأدى إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وهطول الأمطار بمناطق مثل الأردن، فلسطين، سوريا، لبنان، العراق، مصر، شمال السعودية.
إعلانبالإضافة إلى ذلك، في ديسمبر/كانون الأول 2022، تعرض الدوامة القطبية للانهيار، مما أدى إلى أنماط طقس متباينة بين الاستقرار والعنف في مناطق الوطن العربي وأوروبا وأميركا الشمالية. وتسبب هذا الانهيار في تسرب الهواء البارد من المناطق القطبية إلى خطوط العرض الأدنى، مما أدى إلى برودة الهواء وتساقط الثلوج في بعض المناطق.