خبير عسكري: سيناريوهات وراء إجبار سكان جنين على النزوح وإخلاء منازلهم
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
قال الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي إن ثمة دلالات وسيناريوهات وراء إجبار جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة على النزوح وإخلاء منازلهم قسرا.
ووفق حديث الفلاحي للجزيرة، فإن طلب إخلاء المنازل يثير الكثير من علامات الاستفهام، إذ قد تخضع هذه المناطق للسيطرة الإسرائيلية، أو تتعرض لعملية تدمير ممنهج، أو قد تكون جزءا من سيناريو يعده جيش الاحتلال.
وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه السيناريوهات تعتمد على قوة المقاومة في المواجهة والتصدي للقوات والآليات الإسرائيلية، لكنه أقر بأن مخيم جنين يعتبر "هدفا سهلا بالنسبة لجيش الاحتلال قياسا بالحرب على قطاع غزة أو على الحدود اللبنانية".
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب إن الاحتلال أجبر الفلسطينيين على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح وبالقوة وبعد تخويفهم، وفتح ممرا واحدا يضطر فيه الناس إلى المرور تحت كاميرات لفحص بصمات العين والوجه، حتى وصولهم إلى دوار العودة غرب المخيم.
وتوقع الفلاحي أن يحرز جيش الاحتلال تقدما في العملية العسكرية الحالية، بسبب تفاوت القدرات والإمكانيات العسكرية بينه وبين فصائل المقاومة، وهو ما يفسر قيامه بتطويق كامل منطقة جنين.
إعلانوأوضح أن جيش الاحتلال يحاول تنفيذ عمليات دهم لمناطق أو منازل معينة بحثا عن مقاومين في المنطقة، إلى جانب قيامه بتقطيع الأوصال كما يجري عادة في المناطق المبنية أو في محاصرة المدن.
والثلاثاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه وجهاز الشاباك وحرس الحدود باشروا حملة عسكرية "لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين"، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي".
بدورها، قالت متحدثة الجيش الإسرائيلي إيلا واوية في بيان "تُعدّ عملية السور الحديدي في مخيم جنين إحدى أكثر العمليات تطورا في تاريخ نشاطاته في المنطقة"، مشيرة إلى أن "القوات الأمنية استعدت للعمل المكثف منذ شهر لتحقيق أهداف هذه المهمة الإستراتيجية".
وحسب الخبير العسكري، فإن جيش الاحتلال يفرض حصارا على المنطقة، ثم يبدأ بالتقدم ميدانيا ويقضم المناطق باتجاه الداخل عبر عمليات عسكرية أو قصف بالطائرات أو المسيّرات أو من خلال الاعتقالات التي تجري.
ورجح ألا تقتصر العملية العسكرية الإسرائيلية على جنين فحسب، متوقعا امتدادها إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية مع جدول زمني مفتوح، وتضييق كبير على تلك المناطق وتدمير كبير للبنى التحتية.
ولم يستبعد الفلاحي أن تخضع جنين للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وتشديدها خلال الفترة المقبلة، عبر اعتقالات كثيرة لكل من يحاول مقاومة الوجود الإسرائيلي أو حسب المعلومات الاستخباراتية المتوفرة.
وأحرقت قوات الاحتلال منازل فلسطينيين بمحيط مخيم جنين، في حين حوّلت أخرى إلى تجمعات عسكرية، في حين فرضت مسيّرة إسرائيلية -مزودة بمكبرات صوت- حظر التجول في مخيم جنين بدءا من مساء الخميس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال مخیم جنین
إقرأ أيضاً:
شهيدان في جنين والضفة تحيي يوم الأسير الفلسطيني
استُشهد فلسطينيان ظهر اليوم الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب جنين، في حين شهدت عدة مدن وقفات ومسيرات إحياء لـ"يوم الأسير" في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة، إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشابين محمد عمر زكارنة (23 عاما)، ومروح ياسر خزيمية (19 عاما)، برصاص الاحتلال بين قرية مسلية وبلدة قباطية جنوب جنين.
وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت صباح اليوم مغارة في منطقة محاجر بين قباطية ومسلية، وأطلقت تجاهها قنابل الأنيرجا والرصاص الحي بشكل كثيف، ثم شرعت جرافات الاحتلال بتجريف الموقع.
وأظهرت مقاطع فيديو تنكيل جرافات الاحتلال وجنوده بجثماني الشهيدين، بعد انتشالهما من المغارة.
من جهتها، نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيدين زكارنة وخزيمة، اللذين استشهدا خلال اشتباك مسلح مع قوة إسرائيلية خاصة حاصرتهم لساعات جنوب جنين.
يُذكر أن عدد الشهداء في بلدة قباطية وصل إلى 34 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع استمرار العدوان المتواصل لقوات الاحتلال، وحملات الاعتقال المتكررة.
وقد تعرضت البلدة منذ نهاية 2024 وحتى اليوم لـ4 اقتحامات كبيرة، شاركت فيها جرافات عسكرية، ما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية والممتلكات، ووصلت الخسائر بحسب وزارة الأشغال إلى قرابة 8 ملايين شيكل.
إعلانيأتي ذلك بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه اقتحاماتهم لمدن الخليل والقدس، تزامنا مع العدوان على مخيمات شمال الضفة الغربية، ما أسفر عن شهداء وجرحى واعتقالات، ونزوح نحو 40 ألف فلسطيني، وتدميرا واسعا في مخيمات جنين، وطولكرم، ونور شمس.
في الوقت ذاته، شهدت عدة مدن في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء وقفات ومسيرات وفعاليات إحياء لـ"يوم الأسير الفلسطيني" الموافق لـ17 أبريل/نيسان من كل عام.
وشارك العشرات في فعالية مركزية بميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة، بدعوة من القوى والفصائل الوطنية.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصورا للأسرى ولافتات منددة بالجرائم الإسرائيلية بحقهم، وعقب الوقفة انطلقت مسيرة جابت عدة شوارع بالمدينة.
وقال رائد أبو الحمص رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير في كلمة له، إن الأسرى يذبحون في السجون الإسرائيلية، ويتعرضون لحرب إبادة صامتة.
وشدد أبو الحمص على أن الشعب الفلسطيني موحد في التضامن مع الأسرى.
كما نظمت مسيرات ووقفات مماثلة في مدن نابلس وقلقيلية وطوباس شمالي الضفة، وبيت لحم (جنوب).
وفي جميع المسيرات والفعاليات أكد المشاركون دعمهم للمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وطالبوا بالإفراج عنهم.
ومن المفترض أن تنظم غدا الخميس، مسيرات ووقفات مماثلة في مدن وبلدات الضفة الغربية.
ومنذ 1974، يحيي الفلسطينيون في 17 أبريل/نيسان من كل عام، "يوم الأسير الفلسطيني"، من خلال سلسلة من الفعاليات.
وحتى مطلع أبريل/نيسان 2025 تجاوز عدد الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية 9900 أسير، من بينهم 3498 معتقلا إداريا يُحتجزون من دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و27 أسيرة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
إعلانويحيي الفلسطينيون هذا العام يوم الأسير بينما تواصل إسرائيل بدعم أميركي إبادتها الجماعية في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مخلفة أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتوازي صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 950 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400 فلسطيني وفق معطيات فلسطينية رسمية.