ناصر عبدالرحمن يكتب: الشخصية المصرية «11».. (أُم)
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الشخصية المصرية شخصية أم، تغلب عليها الأمومة، وصفات الأمومة الربانية صفات فى الشخصية المصرية، امرأة أو رجل، فتاة أو شاب، طفلة أو طفل، الأمومة تفاصيل تجمع المصري وتفرقه عن غيره، الجنة تحت أقدام الأمهات، والنيل جنة تحت أقدام المصريين، صفات الأم التحمل واستيعاب الآلام، تحمل جنينها وتتنفس به عمرها كله، تتحمل انفعال الأبناء، خصامهم لها، نكرانهم وسبهم، تتحمل غيبوبتهم، يسرقونها فتطعمهم، يبتزّونها فتسترهم، الأم فى الشخصية المصرية، تطعم وإن جاعت، تحتضن وإن تغربت، تسكن وإن هدموا الجدار عليها.
الأم فى الشخصية المصرية بداية الدنيا وبوابتها، خزنة قلاعها، تشرق وإن كذبوا عليها بالغروب، الأم هى الأرض، وهى المدينة، وهى الحضن وهى روح الشخصية المصرية ومصدرها، لا تحارب الأم فإن فى قلبها بحر يغرق فيه المعتدى، للأم فى الشخصية المصرية أظافر وأنياب وشراسة، هل رأيت أماً تترك أبناءها جوعى، هل رأيت أماً تستسلم لحرب وابنها محاصر، الشخصية المصرية أم قادرة مهما ظهر عليها الهوان، كريمة وإن تعرضت للسلب، مهما قلّبت فى كتب شخصيات البلاد وتفاصيلها.
لن تجد ملمح الأمومة طاغياً، مثلما يتضح فى الشخصية المصرية، هى أم وإن اختلف الأبناء: ابن متكبر وابن جاهل وابن أنانى وابن مريض، ابن سلبى وابن متشرد وابن عاق، ابن مجنون وابن بلا حياء، الأم أم وإن كانت أمية، الأم أم وإن كانت عجوزاً أو متصابية أو متدينة، فيك شخصية الأم وفيك أحلامها وفيك مستقبلها، إن كانت شخصيتك أماً كالأرض البور فاعلم أنها رزقك ومنك، وإن كانت تثمر فرزقك وأنها منة لك، الأم ملمح أساسى للشخصية المصرية، عنوانها علم وذكرها ورد وزرعها ورد.
الأم لا تتبرأ من أبنائها، فقيراً كان أم غنياً، عزيزاً كان أم يترجى، الأم لها أكثر من صبغة، الأم الطفلة، ووقت طفولتها له خصائص، وللطفلة الأم ملامح، تاريخها من الشروق قادم، تحب اللعب وتحب والديها، مستقبلها مرهون بالفراغ، والأم الشابة عفية جميلة، فى حضنها الساحل والبذور والثمار، يخطبها القوى ويبنى لها المعابد والمدن، تبكى أنهاراً وتضحك أمواج البحار، تأنس لمن يودها وتنفر من المغتصب، الأم العجوز، دارها مأواها، وأولادها سمر وكلام، بِرها واجب وعصيانها ليل، الأم لها من طبيعة أرضها ملامح، من النهر رى، ومن الجبل سر، ومن الجمل نظرة، ومن البساط السمر، ومن البحار خزين، ومن القمح عجين، ومن الشجر فصول.
الأم شخصية فى المصرى، ترى الأمومة فى طيبة الشاب، ترى الأمومة فى مسئولية الرجل فمسئولية الرجل أمومة، أما إذا كثر النفاق فى حضرة الأم يكثر البلاء، وإذا استضعفت الأم يكثر الخلاف بين الأولاد، وإذا غابت الأم، يظهر الطامع فى البيت، فالأم فى كل أحوال وجودها مدد للكل، إذا تكبر أحدهم عليها، وتغير بفعل قوة ماله، أو تندل جارها عليها، أو إذا طمع فى ميراث أجدادها، وسرق منه حقها، أو شوه جار لها حدودها، أو شهر بأبنائها، لن يجد منها إلا الثأر، فمن عادة الأم أن ترث الثأر وتورثه.
الشخصية المصرية أم، تجد الكل يخطب ودها، ويخطط العدو خطوط فنائه، احذر يا من تسخر بالأم، فإن مرونتها دليل استمرار وليس دليل انقضاء، وإنها أم وسطية دليل قلبها، فمن دخل قلبها بإيمان أمن وسكن، ومن دخل قلبها بمكر تقلب فى جوف أسود.. الشخصية المصرية شخصية أم.. الأم المصرية مثل آسيا امرأة فرعون، أم وإن لم تنجب، الأم المصرية مثل السيدة «صافورة» تختار القوى الأمين، وهى نفسها «ميريت»، وهى نفسها سميرة موسى العالمة الشهيدة، وهى الدكتورة حكمت أبوزيد، وهى الأديبة سهير القلماوى، وهى نفسها أم كلثوم، هى الدكتورة إلهام فضالى.
الشخصية المصرية أم، وإن ارتدت الملابس الخشنة، وعملت فى الأرض وهجرت البيت، وإن أهملت نفسها، الشخصية المصرية، تربى العالم وتربى وترعى بيتها كرجل وامرأة، ترضع ابنها على الثأر، وتدفع أبناءها على الهجر، تبكى الحرب، وتزغرد للشهادة، من يمتلك ملامح الأم فى ملامح شخصيته، لا تخف عليه، فقد ذكرت الأم فى القرآن، ووصى بها النبى الرحمة، هى التى كانت تطعم العالم، وتوزع قمحها للغريب، هى نفسها التى كانت تكتسى بقطنها الدنيا، هى التى علمت النساء الزينة، وعلمت الرجال الفلاح، هى التى شيدت المعابد، وهى التى كتبت وخطت ورسمت، هى مصر التى فى قلبك شخصيتها، وهى التى من أجلها خلقت الإشارة.. اللهم فاشهد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشخصية المصرية الأمومة فى الشخصیة المصریة هى التى الأم فى أم وإن
إقرأ أيضاً:
في عيد الشرطة 73.. اللواء محمد نور الدين: معركة الإسماعيلية أثبتت شجاعة الشرطة المصرية.. التطور التكنولوجي ساهم في ارتفاع معدلات ضبط الجريمة| فيديو
73 عاما مرت على ذكرى واحده من اعظم بطولات الشرطة المصرية حين تصدى رجال الشرطة لدبابات الجيش الإنجليزي بأسلحة بدائية مدافعين عن مبنى قسم ومحافظة الإسماعيلية.
شهدت معركة الخامس والعشرين من يناير عام 1952 بطولات وتضحيات كبيرة من رجال الشرطة المصرية، والذى لم ينساهم التاريخ حينما سطر اسمائهم بحروف من نور.
وفى إطار احتفالات الذكرى ال73 لعيد الشرطة كان لنا اقاء مع اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الاسبق للحديث عن بطولات وانجازات الشرطة المصرية على مر العصور.
وإلى نص الحوار:بدايتا حدثنا عن عيد الشرطة وذكرى 25 يناير وكيف شهد تلك التاريخ عن واحده من اعظم بطولات رجال الشرطة المصرية؟
يوم 25 يناير يعتبر أيقونة الشرطة المصرية فهو عيد لكل أبناء الشعب المصرى حيث شهد ذلك التاريخ ومنذ 73 عاما واحده من بطولات رجال الشرطة التى لاتنسى، كما ساهم يوم 25 يناير فى تقديم موعد ثورة 23 يوليو، بعدما شاهد رجال الجيش الروح الوطنيه المتأججه فى الشعب المصرىى ككل خلال الاحداث التى وقعت يوم 25 يناير عام 1952، ووقوفهم بجوار رجال الشرطة المصرية فى دورهم البطولى.
فلرجال الشرطة المصرية دور وطنى كبير خلال فترة الاحتلال البريطانى لمصر، حيث كان يقوم رجال الشرطة بتدريب الفدائيين على اعمال القتال والاعمال الفدائية التى تستهدف مخازن ذخيرة الجيش البريطانى، وذلك بعدما نقد الجيش الانجليزى وعده بالانسحاب من مصر بعد انتصاره فى الحرب العالمية .
فقامت الشرطة المصرية فى ذلك الوقت بهذا العمل البطولى لإجبار الانجليز على الجلاء عن مصر، ولكن كعادة أهل الشر قام عناصر جماعة الاخوان الارهابية بالاسماعيلية فى ذلك الوقت بإبلاغ الانجليز أن رجال الشرطة يقومون بتدريب رجال المقاومة الشعبية على اطلاق النار وطرق الاغارة على معسكراتهم.
وفى ليله ظلماء يوم 25 يناير عام 1952 فوجئ رجال الشرطة بمحاصرة دبابات الجيش الانجليزى لقسم الشرطة، وطالب قائد الجيش الانجليزى أوكسهام رجال الشرطة المصرية بالخروج من قسم الشرطة مستسلمين تاركين سلاحهم ، وهو مارفضه رجال الشرطة المصرية وأعلنو المقاومة حتى أخر نفس بعد موافقة وزير الداخلية اللواء فؤاد سراج الدين على موقفهم الشجاع.
فكيف تصدى رجال الشرطة المصرية لقوات الجيش البريطانى ومامعه من قوات وعتاد؟
دافع الضابط مصطفى رفعت والمجندين عن القسم الشرطة بطبنجات بها 6 طلقات وبنادق قديمة وخزنتها تحتوى على 6 طلقات أمام أحدث الدبابات فى العالم، وظل رجال الشرطة البواسل طوال اليوم فى حالة دفاع مستميت رافضين الاستسلام رغم عدم تكافئ القوى، حتى نفذت منهم الذخيرة، واستشهد حينها ثلثى القوة .
وهو ما اثار اعجاب القائد الانجليزة وقال حينها بعد معركة استمرت لساعات جملاه الشهيرة وهى " أنه يوم عار على الامبراطورية البريطانيه فلو أعلم ان هؤلاء الرجال العظام يقاومون طول اليوم بهذا السلاح المتخلف لم أكن لاقاتلهم" .
لماذا تحاول دائما الجماعات الارهابية مهاجمة الدولة خلال الاحتفالات القومية؟
دائما ما تسعى عناصر وقيادات الجماعة الارهابية فى مهاجمة الدولة فى المناسبات الوطنية ، لهدف خبيث منهم وهى أن يحولو ذكرى الانتصار دائما الى ذكرى حزينة .
كيف تطور جهاز الشرطة المصرية ليضاهى أجهزة الشرطة المتطورة على مستوى العالم ؟
جهاز الشرطة المصرية لديه من العقول والكفأت التى تمكنه من أن يضاهى أقوى أجهزة الشرطة على المستوى العلم ، ولكن كان ما ينقصه فقط الامكانيات اللوجيستية والتى تمكنه من أداء عمله على أكمل وجه مع مراعاه حقوق الانسان، وهو ما قامت به الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفيرة بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
فعلى سبيل المثال وفرت وزارة الداخلية سيارات النجده الحديثه والتى تحتوى على أجهزة ووسائل تكنولوجيه تربطها بقطاع الامن العام للاستعلام عن أى شخص فى حالة الاشتباه والتأكد من كونه مدان فى أى جريمة أو غير ذلك، بالاضافة الى كاميرات المراقبة المتواجده الان فى كل مكان والتى تساعد رجال الشرطة فى كشف الجرائم وضبط مرتكبيها فى أسرع وقت .
فبستعانة وزارة الداخلية بتلك الامكانيات الكبيرة وإدخال التكنولوجيا الحديثة فى كافة قطاعات الوزارة ساعد رجال الشرطة على أداء عملهم على أكمل وجه ومواجهة كافة أنواع الجرائم دون التعدى على حقوق الانسان .
فبزيادة المخصصات المالية لوزارة الداخلية ، نجحت الوزارة فى تقليل معدلات الجريمة وسرعة كشف القضايا وتحقيق نسب ضبط عاليه، بالاضافة الى احترام حقوق الانسان وعدم التعدى على أى شخص برئ.
لجأت الجماعات الارهابية خلال الفترة الاخيرة لترويج عدد كبير من الشائعات التى تستهدف مؤسسات الدولة.. كيف ترى سبب ذلك الاتجاه؟
بالتأكيد للشائعات خطر كبير على الامن القومى ، ففى عام 1967 انهزم الجيس المصرى هزيمة نكراء بسيناء ولكن مصر لم تسقط وذلك لان الشعب المصرى واعى فخرج الشعب يومى 9و10 يوليو مطالبين الرئيس جمال عبد الناصر بالعوده بعد قرار التنحى رافعين شعار "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وقام الشعب المصرى الواعى بالقطع من قوته لتوفير الدعم للقوات المسلحة، مع تضافر كل اجهزة الدولة للوصول لنصر 1973 ، وذلك بفضل وعى المواطن المصرى.
وذلك الامر هو ما دعى أهل الشر فى العالم الى التوجه لمحاولات التلاعب فى العقول وبث الشائعات لافقاد الشعوب الثقه فى دولهم ومؤسساتهم، فيقومو بترويج الشاعات بأخذ جزء من الحقيقة وإضافة الكثير من الاكاذيب عليه من خلال مواقع التواصل الاجتماعى لانها الاكثر والاسهل فى الانتشار .
وعلى كل مسئول فى وزارة أو مؤسسة ان يبادر بكشف الحقائق للمواطنين ونفى تلك الشائعات المغرضة أمام المواطنين فى أسرع وقت فهو ليس دور وزارة الداخلية وحدها ، ولكن على كل مؤسسات الدولة أن تقوم بتوضيح الحقائق أمام الرأى العام قبل أنتشار وتفشى تلك الشائعات الخبيثة.
هناك أجهزة فى الدولة المعادية كل مهامها هى محاولة تأجيج الرأى العام من خلال معرفتهم جيدا بمتاعب الشعب والاوقات المناسبة لترويج الشائعات التى تشكك فى الانجازات ، فبذلك يجب مواجهة تلك الشائعات بالحقائق فى حينه.
جهود كبيرة تبذلها وزارة الداخلية لتحقيق الامن والاستقرار بالاضافة الى دور مجتمعى كبير شاهدنا جميعا فى السنوات الماضية كيف ترى ذلك الدور للوزارة؟
وزارة الداخلية تعلم جيدا أن الامن المجتمعى دور من أهم الادوار المنوطه بها، لانها لم ولن تتخلى عن المواطن لتتركة لجشع مجموعة من التجار يستغلون الاوضاع الاقتصادية لتحقيق مكاسبهم الشخصية على حساب المواطن.
فلوزارة الداخلية وأشقائنا بوزارة الدفاع دور كبير فى تلك المجال من خلال إطلاق العديد من المبادرات لتوفير السلع والمستلزمات وكل مايخص المواطن المصرى باسعار مخفضة وهو ما أجبر ضعيفى النفوس من التجار على تقليل أسعار السلع وعدم المبالغه فى الاسعار.
وزارة الداخلية ميقنه تمام أن الأمن له دور كبير فى حماية شعبه إقتصاديا لا يقل أهمه عن الدور الأمنى فى ضبط الجريمة، فللمواطن حق أن يأخد السلع وكافة إحتياجاته بالسعر العادل وأن توفر له الأجهزة الأمنية تلك السلع وتحميه من جشع التجار .
شاهدنا واحده من أهم المبادرات خلال السنوات الماضية ، وهى مبادرة "كلنا واحد" التى أطلقتها وزارة الداخلية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوفير السلع والمستلزمات للمواطنين بأسعار مخفضة لتخفيف العبء على المواطنين .