وتوقفت رحى الحرب.. مشاعر مختلطة لكن لا أحد يوقف حزن الدار..!
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الثورة /
لا يخفي الفلسطينيون – الذين ذاقوا ويلات حرب الإبادة الصهيونية على مدار أكثر من 15 شهراً – فرحتهم العارمة بتوقفها وهي التي خطفت من بينهم أعزاء وأحباباً كثراً ومسحت عائلات بأكملها من السجل المدني، وشردت مئات الآلاف منهم وجوعتهم وعطشتهم، وجعلتهم يعيشون في “جهنم” حقيقية.
ووفق آخر المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد 47 ألفا و283 فلسطينيا، خلال حرب الإبادة على قطاع غزةـ، وأصيب مئات الآلاف، فيما خلفت دمارا واسعا، مع وجود أكثر من 14 ألف فلسطيني في عداد المفقودين.
ومنذ أول يوم لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدأت عائلات نزحت بفعل الإجرام الصهيوني العودة إلى منازلها في المنطقة الوسطى ومحافظة رفح، وكم كانت فرحتهم وهم يقتربون رويداً رويداً من حاراتهم التي لم تعد كما كانت، فقد بات الدمار شاملاً، وبات التعرف على الأماكن أمراً صعباً، ومحظوظ من بقي جزء بسيط من بيته “واقفاً” يستطيع الجلوس فيه والعيش بداخله رغم غياب كل مقومات الحياة الآدمية في الأماكن التي نفذ فيها الاحتلال عملياته الإجرامية.
مشاعر مختلطة ومتناقضة
عادت الحاجة “أم المعتصم غراب”، إلى بيتها التي تهدمت أجزاء واسعة منه، في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات إثر قصف استهدف منزل العائلة في شهر يوليو 2024، وأدى إلى مجزرة كبيرة لم تسحق البيت وحده بل مسحت ذكريات وحياة كاملة.
فقدت “أم المعتصم” في هذا القصف ابنها الصحفي معتصم، وابنها الثاني معاذ وزوجته وابنته، فيما بقي ابنه الوحيد يزن حيا بعد أن نجا من القصف بأعجوبة.
تعيش أم المعتصم مشاعر متناقضة، فقد فرحت للغاية بتوقف الحرب، والعودة إلى منزلها رغم ما حل به، لكنها ترى طيف أبنائها الشهداء وأحفادها في كل زاوية من زواياه، وتتخيلهم يدخلون عليها باب غرفتها في كل لحظة من لحظات يومها الذي يمر بصعوبة.
“في كل زاوية لهم ذكريات ومواقف، لا أستطيع فعل أي شيء سوى الترحم عليهم، فرحت لنجاة الناس من طاحونة الحرب القاسية، لكنني لا أستطيع تجاوز أمل فقد أبنائي وأحفادي، في كل لحظة يمر علي طيفهم وأستذكر لحظة إخراجهم من تحت الركام شهداء، أختنق في اليوم الواحد مئات المرات”، تقول “أم المعتصم”.
دخلت الحاجة “أم المعتصم” منزل ابنها معاذ لأول مرة بعد العودة من رحلة نزوح طويلة في اليوم الأول من أيام وقف إطلاق النار، مصطحبة معها الناجي الوحيد من عائلته الطفل ” يزن”، لم تتمالك دموعها، وهي تستذكر طيبة قلبه وحنيته، وبره بها وبوالده، وتطلعه للحياة، وآماله العريضة بتوفير حياة كريمة لعائلته الصغيرة.
تحاول “أم المعتصم” أن تبدو قوية أمام أحفادها الاثنين من ابنها معتصم “محمود ومحمد”، وحفيدها “يزن” من ابنها الشهيد معاذ، لكنها تفشل في ذلك أحياناً، فتبكي بحرقة ولوعة اشتياقا لهم، تقول: “لم أعرف المعنى الحقيقي للاشتياق وآلامه إلا في أعقاب فقد معتصم ومعاذ، هذا الاشتياق الذي لا يمكن الشفاء من أوجاعه مهما مر الزمن”.
لم تنس “أم المعتصم” أن تؤكد أنها احتسبت أبناءها في سبيل الله شهداء مظلومين، كسائر أبناء شعبهم الذين فارقوا الدنيا خلال الحرب الإجرامية على قطاع غزة، مبينة أن مشاعر الفقد وأوجاعه لا يمكن أن تفسر على أنها ضعف أو تراجع، ” فلله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار، وحسبنا أن الشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم”، وفق قولها.
شعور الانتصار
ولا يعتقد القارئ الكريم أن تناقض المشاعر الذي يحياه الفلسطيني في غزة، في أعقاب وقف إطلاق النار، قد يعبر عن روح هزيمة أو انكسار، بل هي مشاعر بشرية طبيعية.
فما يراه الناظر إلى أحوال الناس في غزة، ورغم آلامهم الكبيرة وخساراتهم المادية الفادحة، وشلال الفقد الذي يكسوهم بالحزن العميق، إلا أنهم لم ينكسروا أو ينقلبوا على قناعاتهم بضرورة المقاومة سبيلاً لتحقيق أحلامهم بتحرير أرضهم وتطهير مقدساتهم.
كما أنهم يعتقدون يقيناً أنهم لم ينكسروا أمام الاحتلال، الذي يرون أنه ما لم يحقق أهدافه التي أعلنها فإنه قد خسر وانهزم أمام إرادتهم وصلابة أبنائهم المقاومين.
هذا ليس قولاً عابراً، بل إن تقارير صحفية وتقارير عالمية صدرت خلال الأيام الماضية أكدت على ذلك الشعور الفلسطيني بالانتصار وعدم الانكسار، في مقابل الهزيمة التي مني بها الاحتلال.
ففي إحدى مقالاته التحليلية قال موقع Middle East Eye البريطاني، إن الاحتلال دمر الحياة في غزة لكنه بعيد كل البعد عن الانتصار، مؤكداً أن نقاط الضعف التي كشف عنها هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تفاقمت بسبب سلوك الاحتلال في الحرب.
وأبرز الموقع أنه بعد 15 شهراً من القصف المتواصل الذي تسبب في موت وتدمير غير مسبوق في غزة، يجمع المحللون على أن دولة الاحتلال بعيدة كل البعد عن الانتصار، “فرغم قوتها النارية الساحقة ودعمها الدولي، فشلت في تحقيق العديد من أهدافها الرئيسية للحرب”.
والأحد المنصرم، بدأ سريان وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة “حماس”، والاحتلال الصهيوني، والذي يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، ويتم خلاله التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، وصولاً إلى وقف كامل للحرب وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع بشكل كامل.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
كشفت صحيفة معاريف العبرية، صباح اليوم الأحد، 30 مارس 2025، أبرز ما يتضمنه المقترح الإسرائيلي البديل الذي أرسلته إلى الوسطاء، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة .
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أصدر بيانا مساء أمس جاء فيه، إن إسرائيل نقلت بالتنسيق مع واشنطن مقترحا بديلا للمقترح المقدم من قبل الوسطاء.
ونقلت معاريف عن مصادر مطلعة قولها إن مقترح إسرائيل الذي سلمته للوسطاء ينص على الإفراج عن 11 مُختطفا حيا، إضافة إلى نصف القتلى.
ومن جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر قوله: " حماس تطالب بالتزام بشأن إنهاء الحرب حتى لو وافقت حاليا على أحد الاقتراحات المطروحة".
اقرأ أيضا/ مكتب نتنياهو: نقلنا مقترحا بديلا للمقترح المقدم من الوسطاء
وأمس، قال رئيس حماس في غزة، خليل الحية، إن الحركة تسلمت قبل يومين عرضا جديدا من الوسطاء ووافقت عليه، مشيرا إلى أن سلاح المقاومة خط أحمر وبقاؤه مرتبط بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
وأوضح الحية، "تسلمنا قبل يومين مقترحا من الإخوة الوسطاء، تعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه، ونأمل ألا يعطله الاحتلال ويجهض جهود الوسطاء، كما استجبنا للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة تتحمل مسؤولية القطاع كاملا في كل المجالات، تتشكل من شخصيات وطنية مستقلة وأن يتسلموا عملهم بدءا من لحظة الاتفاق لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو".
وتابع، "وصلنا إلى مراحل متقدمة في هذه الحوارات، وقدمنا مع عدد من القوى والفصائل للأشقاء في مصر مجموعة من الأسماء لأشخاص مستقلين ومهنيين وخبراء لإتمام عملية التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراع في تشكيلها بعدما أخذوا دعما عربيا وإسلاميا لها".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مكتب نتنياهو: نقلنا مقترحا بديلا للمقترح المقدم من الوسطاء الجيش الإسرائيلي يبدأ عملية برية في حي الجنينة برفح الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في خان يونس الأكثر قراءة الإعلامي الحكومي: قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على رفح وخان يونس الهلال الأحمر: الاحتلال يواصل حصار أربع مركبات إسعاف في رفح منذ عدة ساعات الأمم المتحدة: 849 حاجزا وبوابة أقامها الاحتلال في الضفة الغربية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025