الثورة نت:
2025-02-03@10:31:15 GMT

ثقوب الذاكرة.. هنا تقيم أمريكا..!

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

 

رغم ما يبدو عليه أمر ترامب من أنه يختلف عن غيره من رؤساء أمريكا.. على العالم ألا ينخدع بتصريحاته ووعوده البراقة، فهو في النهاية إبن مدرسة الخداع والمكر والكذب الشيطانية الأمريكية التي تقول في العلن نقيضَ ما تفعله وتمارسه في الميدان العملي، وبالتالي حين يقول إنه حمامة سلام ويعد بالسعي لمنع الحروب والصراعات، فعلينا أن نحذر ونتوقع العكس تماما ونستعد للمزيد من مغامرات أمريكا الدموية والمشاكلِ والصراعات في شتى مناطق العالم والمزيد من المطبات والحفر والأفخاخ في سياستها العدوانية شديدة التوحش والتعرج والالتواء والمكر .

وهذا ما تفرضه علينا التجربة الطويلة والمريرة بدروسها وخلاصاتها التي لا لبس فيها مع أمريكا التي تحظى بلقب (القاتل الأكبر) في التاريخ، وهي في كل جرائمها بحق الشعوب الضحايا – على امتداد العالم وتاريخه الحديث والمعاصر منذ نشأتها المشؤومة – تعتمد سياسة الخداع والكذب والتضليل والاحتيال ودبلوماسيةَ الوعود السرابية وسيلةً أساسية لتمرير مشاريعها ومخططاتها الجهنمية والتغطيةِ على جرائمها وإباداتها وأشكال عدوانها هي وأذرعِها وأدواتِها التي لا حصر لها وتخديرِ ضحاياها وتنويمهم وإعمائهم وإعطاب وعيهم وذاكرتهم، عملا بمبدئها الشيطاني “تكلم بنعومة وأنت تقتل”.

وبهذا كله تسنى للشيطان الأكبر أن يخرج من كل جريمة يرتكبها وكأن شيئا لم يكن، وأن ينجو من عواقب اقترافاته وجرائمه وأفعاله المنكرة وفضائحه وينفُذ بجلده من تبعاتها في كل مرة، عابرا من الجريمة إلى أكبر منها ومن الفضيحة إلى اختها بسلام وإلى اليوم، لأن العالم أتاح لها، بتساهله وتغافله وذاكرته المثقوبة وانبطاحه أمامها في كثير من الأحيان والحالات، هذا المستوى من العربدة والعبث والغرور والوقاحة والأريحية في ممارسة جرائمها وفظائعها المتوالية منذ عقود بحق الشعوب المستضعفة المستهدفة وما أكثرها.

ونحن كعرب ومسلمين لسنا استثناء من هذا العالم المستغفل النازف من سكاكين أمريكا وعدوانيتها ونهمها المتوحش ومكرها وتضليلها وأفعال مخالبها الفتاكة وأنيابها السامة الحاتفة، وأولُها وأخطرُها في منطقتنا المبتلاة النابُ الصهيوني الخبيث الذي حرص زارعُه وراعيه الغربي الأمريكي على إحاطته بدرع وغلاف أمني محكم من الأنظمة الموظفة والمصممة خصيصا لخدمته وحمايته، على رأسها النظام السعودي الذي يتجدد الحديث اليوم عن قرب “تطبيعه” مع “إسرائيل” مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهذا أمر نلحظ تناوله أو تسويقَه إعلاميا بمكر لا يدرِك كنهَه إلا القليل وبقدر كبير من التدليس والمغالطة والدعاية المضللة الخبيثة من قبل أمريكا وأتباعها من هؤلاء الأزلام التعساء الساقطين ومنهم النظام السعودي ذاته الذي يقول الواقعُ المتستَّرُ عليه – وبعيدا عن قشور التضليل والتغفيل تلك – إن علاقته الخيانية الوثيقة مع العدو ليست بنتَ اللحظة أو وليدة اليوم، بل إنه “مطبِّع” منذ اللحظة الأولى لنشوء كيان هذا العدو الصهيوني اللقيط، وإن العلاقة السرية الشائنة بين الكيانين العائدين للصانع والمنشئ والموظِّف الشيطاني البريطاني الغربي ذاته، تعود إلى ذلك الوقت المبكر، وهي بعمر الكيانين المشؤومين اللذين تجمعهما علاقة التوأم السيامي بكل ما فيها من نوعية وخصوصية ومعنى، وهي تشكل واقعَهما ووجودهما الموحدَ المشترَك من ألفه إلى يائه، بدايةً واستمراراً ونهايةً إلى مصير التلاشي والزوال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا

نظم جناح المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية المشارك في فعاليات النسخة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، حفل توقيع لكتاب "عصر ترامب.. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة"، وذلك بحضور المدير العام للمركز الدكتور خالد عكاشة، عدد من الباحثين المختصين.


ويُقدّم الكتاب نظرة شاملة على "الترامبية الاقتصادية" أو ما يُعرف بـ"ترامبونوميكس"، التي تمثل النهج القومي والانعزالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب القائم على إعطاء قُبلة الحياة لشعار "أمريكا أولًا" من خلال إعلاء المصالح الأمريكية على مبادئ التعاون الاقتصادي العالمي، وتقليص الاعتماد على التجارة الدولية لصالح تعزيز الاقتصاد الأمريكي، ودعم الصناعة وسوق العمل المحلي.


ويشير الكتاب إلى أن ظهور الفكر الترامبي تزامن من جديد مع التحولات والتطورات العميقة التي شهدتها بنية النظام الدولي على مدار العقد الماضي، والتي كانت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أبرز ملامحها، فلم تقتصر تداعيات تلك التحولات على اضطرابات سلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتشديد السياسة النقدية فحسب؛ بل امتدت لتضرب الجذور الثابتة منذ عقود للنظام الاقتصادي العالمي، وتكشف حالة الهشاشة التي تعتري مقوماته؛ إذ حفزت تلك الأزمات مختلف الدول وصناع القرار حول العالم على الارتداد عن طريق العولمة، والاتجاه نحو القومية والانكفاء على الذات.


ويبرز الكتاب أن انعكاسات "الترامبية الاقتصادية" لا تقف عند بوابة الاقتصاد الأمريكي نظرًا لكونه الاقتصاد الأكبر في العالم، ولكونه متشابكًا بخيوط متداخلة مع باقي اقتصادات العالم، وعليه، فإن الفكر الترامبي من شأنه أن يُعيد تشكيل الأسواق العالمية، ويرسم من جديد خريطة الطاقة والتجارة العالمية في ظل السياسات الحمائية والعقوبات الاقتصادية المُقرر اتباعها ضد الدول الأخرى والتي نادرًا ما تُحقق الهدف المرجو منها، والاستجابات المُحتملة من الشركاء التجاريين على التعريفات الجمركية، وفي ظل الرجوع إلى الوراء فيما يتعلق بدعم صناعات النفط والفحم والغاز الطبيعي، وتثبيط عملية تحول الطاقة والتخاذل عن سياسات العمل المناخي بما يفاقم من التحديات الاقتصادية العالمية التي تتزايد يومًا تلو الآخر.


وقال الباحث الدكتور أحمد بيومي، في تصريح على هامش حفل التوقيع، إن العالم شهد خلال العقد الماضي، سلسلة من التحديات الاقتصادية والأحداث العالمية التي شكلت مسار تطور الاقتصادات والنظم الاجتماعية في مختلف البلدان، حيث بدأت الأزمة الاقتصادية الكبرى في العديد من الدول الناشئة، وتأثرت أسواق العمل العالمية بالتغيرات التكنولوجية السريعة وأزمة فيروس كورونا في 2020 التي تسببت في ركود عالمي غير مسبوق. 


وأضاف البحث الذي شارك في الكتاب: "كما عانت العديد من البلدان من تضخم الأسعار، والبطالة المرتفعة، وتأثيرات سياسية غير مستقرة، علاوة على ذلك، كانت الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، وروسيا واوكرانيا إضافة إلى الحروب الإقليمية والتغيرات المناخية، من العوامل التي أثرت على الاقتصاد العالمي".

مقالات مشابهة

  • بيونغ يانغ: أمريكا أكبر تاجر حرب في العالم
  • بيرم: أهل الجنوب يصنعون المعادلة التي تحمي الوطن
  • خبير أردني: أي إنزال عسكري في الحديدة مغامرة وهزيمة ستضرب سمعة أمريكا حول العالم
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا
  • رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: نعيش في عالم متقلب مع تولي "ترامب" رئاسة أمريكا
  • أحمد المسلماني: نعيش في عالم متقلب مع تولي ترامب رئاسة أمريكا
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي تذوقها