رئيس الجمهوريّة يكثف اتصالاته كيلا يصاب عهده بنكسة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
كتب كمال ذبيان في"الديار": لبنان امام استحقاق مصيري يوم الاحد في 26 كانون الثاني الحالي، مرتبط بانسحاب الاحتلال "الاسرائيلي" بعد اتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي، والذي خرقه العدو منذ اليوم الاول، ومنع عودة الاهالي الى 72 مدينة وبلدة، فكان يكشف عن اهدافه بانه لن ينسحب نهائياً من مناطق او مراكز في الشريط الحدودي المتاخم لشمال فلسطين المحتلة.
يمسك العدو بالقرار الذي تتجه حكومته برئاسة بنيامين نتنياهو، الى البقاء في نقاط عسكرية محددة تبلغ ما بين 3 و5 نقاط، وفق ما تكشف تقارير عسكرية صهيونية عن ضباط في جيش العدو، ومنهم قائد المنطقة الشمالية الذي يؤكد ان لا عودة لمستوطني شمال فلسطين المحتلة، الا باقامة "حزام امني" بعمق ما بين 5 و7 كلم، يكون للجيش "الاسرائيلي" مواقع ثابتة فيه، وهي تقع في نقاط استراتيجية، يمكن من خلالها مراقبة اي تحرك لحزب الله.
واجتمعت الحكومة "الاسرائيلية" المصغرة برئاسة نتنياهو للبحث في الانسحاب"الاسرائيلي"، وهي تتجه الى تمديد الاحتلال مهلة اضافية، لانها غير مطمئنة ان الجيش اللبناني يقوم بدوره في مداهمة مراكز لحزب الله ومخازن اسلحة له، وهي لا تبلغ سوى 20% من قدرته العسكرية التي دمرها العدو ، ودخل الى انفاق بناها حزب الله، اضافة الى انه لو انسحب فانه سيسلم الجيش اللبناني والقوات الدولية ارضا محروقة، لن تمكن حزب الله من ان يعيد بناء قوة عسكرية جديدة له، وهو ما يخطىء العدو في حساباته، لان مقاتلي المقاومة هم من اهالي هذه البلدات، وقاوموا واستشهدوا فيها، وما زالت جثث بعضهم بين الدمار، تقول مصادر في المقاومة، التي تنتظر الاحد المقبل لتقرر ماذا تفعل، فان بقي الاحتلال ، فان المقاومة جاهزة للتصدي له.
وتقدمت الحكومة "الاسرائيلية" بطلب من الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، للتمديد 30 يومأً للاحتلال في الجنوب، وهذا ما كشفه ايضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عن رئيس لجنة المراقبة العسكرية لتنفيذ وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفيرز، بان العدو سيمدد مهلة 60 يوماً، وهو ما رفضه ميقاتي، وابلغه بان لبنان ينتظر اليوم 60 ليرى الانسحاب الكامل للعدو ، والا فان الوضع سيكون خطراً، وقد تتجدد المواجهة العسكرية.
فاليومان المقبلان حاسمان للبنان، وهو الذي ينتظر الانسحاب "الاسرائيلي" مع بداية عهد جديد، توج بانتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، وتسمية نواف سلام رئيساً للحكومة الذي يجهد لتشكيل الحكومة، التي ما زالت متعثرة، ولكن طريقها ليست مسدودة، فيتزامن التشكيل مع تنفيذ الانسحاب "الاسرائيلي"، الا اذا قررت الادارة الاميركية تمديد مهلة تطبيق الاتفاق، فان الرئيس عون الذي يلقي تأييداً داخلياً ودعما عربياً ودولياً، سيكون امام نكسة يصاب بها مع بداية ولايته، التي ما زالت في شهرها الاول، ويعمل رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف الذي كان مندوباً للبنان في الامم المتحدة، على تكثيف الاتصالات مع لجنة المراقبة، لا سيما الممثل الاميركي فيها، ليكون الانسحاب كاملاً فجر 27 كانون الثاني، فيعطى العهد الجديد دعماً قوياً، ويعطي للدولة والجيش قوة، وبانه سيتولى الدفاع عن السيادة اللبنانية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سيبقى بيننا.. لحود: نصر الله كان علامة فارقة
اعتبر الرئيس السابق العماد اميل لحود أنّ "يوم الأحد لن يكون فقط يوم تشييعٍ، بل يوم تكريمٍ ووفاء للشهيدين الكبيرين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفيّ الدين، اللذين نفتخر بهما".
وقال لحود، في بيان: "يجب أن يكون هذا اليوم يوم تقديرٍ واحترامٍ لتضحيات جميع الشهداء، منذ انطلاق المقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي قبل 75 عاماً، وعلى رأسهم السيّد حسن نصرالله الذي عاش حياته وكرّسها كاملةً لهذه القضيّة السامية، وهي حماية الوطن والشعب من هذا العدو الذي أظهر مرّةً جديدةً مدى وحشيّته، عبر محاولة إفناء شعب بكامله، أكان في لبنان أو في غزة".
ورأى لحود أنّ "يوم 23 شباط يجب أن يكون يوماً وطنيّاً يشارك فيه جميع اللبنانيّين، وخصوصاً من وقفوا الى جانب أخوانهم في الحرب في مختلف المناطق اللبنانيّة، فجسّدوا مشهداً إنسانيّاً بامتياز ساهم بمواجهة العدوّ الذي سعى الى زرع الفتنة الداخليّة المستمرّة من خلال محاولة إفشال هذا اليوم الوطني الإنساني وتحويله الى جدليّة داخليّة سياسيّة يُراد بها زرع الشقاق بين اللبنانيّين".
وشدّد لحود على ثقته بأنّ "هذا المخطّط لن ينجح، وسيكون هذا اليوم يوم أخوّة ومحبّة نستذكر فيه إنجازات هذا الرجل المميّز الذي التزم بوعده بأنّه سيعيش ويستشهد من أجل لبنان، ولم تفارق وجهه ابتسامته المعهودة، حتى في أحلك الظروف"، مضيفًا: "سيكون يوم 23 شباط يوم تذكير العالم كلّه بأنّ المقاومة هي موقف قبل أن تكون مقاومة عسكريّة، وهي لن تموت مع استشهاد أبطالها بل ستزداد اندفاعاً وعزماً، وستجعلنا كلّ جولة من المواجهات مع العدو، على الرغم من قساوتها، تجعلنا أقرب الى كسر هذا العدو، مهما حاول البعض تشويه النتائج، في الغرب والداخل".
وختم لحود: "كان الشهيد السيّد حسن علامةً فارقة، وسيبقى بيننا، تماماً كما سيظلّ أسطورةً تلاحق العدوّ بعد استشهاده، كما في حياته. هو أصبح مثالاً للأجيال، وملهِماً لجميع المقاومين، جيلاً بعد جيل".