عربي21:
2025-01-24@06:34:03 GMT

غادرت «إسرائيل» وبقيت المقاومة!

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

هنالك بعض الأحداث العالمية التي تبدأ بصَدْمة كبيرة وتنتهي بصَدْمة أكبر، وهذا واقع حال ملحمة «طوفان الأقصى» التي بدأت بهَزّة مُذْهلة «لإسرائيل» وانتهت بهَزّة أشدّ وأقوى!

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ظهرت مئات آلاف المقالات والمنشورات واللقاءات التلفزيونية والراديوية والنقاشات البرلمانية والزيارات الدولية والمظاهرات الشعبية وجميعها نَدّدت بوحشية «إسرائيل» وحذّرت من تداعيات «طوفان الأقصى» على فلسطين والمنطقة!

وهذه الأيام عاد العالم ليُتابع اتّفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية و»إسرائيل»، والذي دخل حيّز التنفيذ صباح يوم 19 كانون الثاني/يناير 2025!

وهذا الاتّفاق كانت له جملة من الارتجاجات في الداخل الصهيوني، وكأنّ الكابينة الحكومية والقيادات العسكرية الصهيونية تجرّعوا «سُمّ الهزيمة» بالموافقة على وقف الحرب!

وفي حديثه ليلة الاتّفاق لـ»القناة 12» العبرية، روى رئيس الموساد السابق «تامير باردو» هذه الحكاية: «في اليوم الأخير من (حرب فيتنام)، كان هناك ضابطان برتبة عقيد، أحدّهما أمريكي والآخر فيتنامي، فقال الأمريكي للفيتنامي: (في كل الحرب نحن لم نخسر في معركة واحدة)، فردّ الفيتنامي: (قد يكون هذا صحيحا، ولكن في صباح الغد، أنتم ستغادرون ونحن سنبقى)»!

وهذا الكلام فيه دلالة واضحة على أن الجيش «الإسرائيلي» بعد الاتّفاق سيُغادر غزة، والمقاومة باقية هناك!

والكلام الأشدّ نقلته إذاعة الجيش «الإسرائيلي» عن رئيس «الموساد» الحالي «دافيد برنياع»، الذي أقرّ بأن الصفقة مُرْيعة، ولكن» يجب تنفيذها نظراً للظروف التي وصلت إليها إسرائيل»!
وذكرت الإذاعة أن بعض وزراء حكومة نتنياهو «بكوا أثناء جلسة التصديق على الصفقة»!
فهل هنالك هزيمة أكبر من هذه؟

وتأكيدا للهزيمة أفادت القناة (12) العبرية بأن كتائب حماس ما زالت تحتفظ بقوّتها، وما يجري الآن «يؤكّد وجودها في كلّ مكان وسيطرتها على غزة رغم الحرب الطويلة»!

وبعد أن أعلنت «إسرائيل» بدء وقف إطلاق النار عقب (471) يوما من الحرب، أعلن وزير الأمن القومي «إيتمار بن غفير» استقالته من حكومة نتنياهو، ومعه وزراء حزبه، وغيرهم من كبار قادة الجيش احتجاجا على الاتّفاق!

وفي دلالة واضحة على مرارة الهزيمة منعت «إسرائيل» أيّ محاولة للاحتفال بالأسرى الفلسطينيين المفْرَج عنهم داخل الأراضي المحتلّة!

هذا النصر الفلسطيني الكبير ساهم فيه كبار رجال المقاومة وعلى رأسهم الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد يحيى السنوار، وعشرات آلاف الشهداء، والجرحى وجميع المرابطين الذين صمدوا وهُجِّروا وحقّقوا النصر بصبرهم وتضحياتهم وتلاحمهم!

وهذا النصر يُسَجّل للدول التي رَعَت المفاوضات بين المقاومة و»إسرائيل»، وفي مقدّمتها «دولة قطر» التي عملت لشهور متواصلة لترتيب الاتّفاق!

وهذا النصر ساهم فيه رجال الصحافة والإعلام بكافّة صنوفه المرئية والمسموعة والمقروءة ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك شهداء الصحافة الذين نَزَفت دماءهم الطاهرة وهم ينقلون المجازر الصهيونية للعالم!

وهذا النصر يُحْسب لجميع الأحرار الذين وقفوا مع غزة بمواقفهم ومظاهراتهم التي جابت المدن العربية والأوروبية!

لا خلاف بأن «إسرائيل» قتلت عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين، ولكنّ الأصحّ أنّها لم تقتل روح المقاومة لدى هذا الشعب الذي خرج بعد الاتّفاق من كافة أرجاء غزة وكأنهم يَتحدّون «إسرائيل» بصمودهم الأسطوري!

والمدهشّ أن الكوادر الطّبّيّة والشرطة ظهروا، بعد الاتّفاق، وهم يُحَيّون «السلام الوطني الفلسطيني» في غزة رغم الصور المأساوية المحيطة بالمكان!

وهكذا فإن صور اليوم الأوّل للاتّفاق من غزة تؤكّد أن المقاومة تمتلك شعبية كبيرة بين الأهالي، والحديث عن نهايتها مُجرّد أوهام محصورة بعقول الحاقدين والكارهين لفلسطين ومقاومتها!
إن حرب غزة لم تُنْه المقاومة الفلسطينية بل أنْهَت نتنياهو، وخلال الأشهر القليلة القادمة سيجد نتنياهو وحكومته أنفسهم خارج الملاعب السياسية والإنسانية بعد هذه الهزائم القاسية!

الدستور الأردنية

.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة غزة الاحتلال المقاومة القسام وقف العدوان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الات فاق

إقرأ أيضاً:

سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة

القدس المحتلةـ غابت "نشوة" النصر المطلق المزعوم، الذي وعد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال فترة الحرب على قطاع غزة، وتصدرت مشاهد الغضب والحزن لدى الإسرائيليين، وذلك مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وهو ما يؤكد الإجماع الإسرائيلي على الفشل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة.

وتجلى هذا الإجماع في حجم الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال في شمال القطاع، وهو ما يؤكد أن فصائل المقاومة ما زالت تتمتع بمزايا عسكرية ولديها قدرات وترسانة لخوض مواجهة مستقبلية مع إسرائيل، ويعكس فشل تل أبيب في القضاء على مقدرات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العسكرية، وكذلك المقدرات السلطوية للحركة في الحكم بغزة.

واستند هذا الإجماع إلى الاعتراف الإسرائيلي بأنه في مناطق شمال القطاع كافة، حيث كانت القوات الإسرائيلية تخوض المعارك مع المقاومة، وتروج القيادات العسكرية أنها نجحت في القضاء على مقاتلي حماس، وكانت قوات حماس تعود للمناطق التي ينسحب منها جيش الاحتلال.

وتتوافق قراءات المحللين والباحثين فيما بينها على أن الإخفاق في تحقيق أهداف الحرب يعكس الفشل السياسي للحكومة، وكذلك الإخفاق العسكري للجيش، وهو الفشل الذي يفتح الباب لمراجعات، وسط وجهات نظر نقدية تسلط الضوء على مسألة الإخفاق العسكري في الحرب والسخرية مما أطلقه نتنياهو "النصر المطلق"، الذي اعتبرته بعض القراءات والتقديرات بـ"الهزيمة".

جيش الاحتلال أخفق في السيطرة على شمال غزة (الجزيرة) خسائر فادحة

وقال الباحث بالشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، إن إسرائيل لم تحقق أيا من الأهداف المعلنة للحرب، وذلك على الرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في قطاع غزة.

إعلان

واستعرض شلحت -في حديث للجزيرة نت- طبيعة الخسائر للأهداف المعلنة، ولعل أبرزها إطلاق سراح "الرهائن" الذي لم يكن ذات أولوية بالمرحلة الأولى، وتحول إلى سلم الأولويات بإنجازه من خلال الترويج لمزيد من الضغط العسكري لتحقيقه، لكن في نهاية المطاف لم يتحرر أحد من "المختطفين" إلا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل.

ولفت الباحث بالشأن الإسرائيلي إلى أن الهدف الأبرز الذي روجت له إسرائيل، طوال فترة الحرب، هو القضاء على حركة حماس عسكريا وسياسيا، قائلا إنه "لربما دمرت إسرائيل جزءا من ترسانة المقاومة، لكنها فشلت في القضاء على مقدراتها العسكرية، خاصة أن مقاتلي حماس وقبيل أسابيع من الاتفاق كبّدوا الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بالقوات والمعدات".

جيش الاحتلال لم يستطع القضاء على المقاومة (الجزيرة) غياب الحسم

ويوضح شلحت أن جيش الاحتلال أخفق أيضا في تحقيق الهدف الأساس بألا يشكل قطاع غزة تهديدا أمنيا لإسرائيل في اليوم التالي للحرب، الأمر الذي يشير إلى أنه لا يوجد لتل أبيب أي خطة بعد انتهاء الحرب.

ولفت إلى أن ما تطرحه إسرائيل بهذا الصدد يتلخص في عدم الموافقة على أن تكون حماس جزءا من السلطة في القطاع، وهو الطرح الذي يتعارض مع الخطط الإقليمية والدولية كافة، التي ترى حماس جزءا لا يتجزأ من إدارة السلطة والحكم في غزة في اليوم التالي للحرب.

صالح لطفي: المقاومة بقيت صامدة في غزة وحظيت بحاضنة شعبية غير مسبوقة (الجزيرة) المظلومية التاريخية

ويرى المحلل السياسي والباحث بالمجتمع الإسرائيلي صالح لطفي أن الإجماع بتل أبيب بعدم تحقيق أهداف الحرب هو نتائج للتركيبة المجتمعية والسياسية والحزبية والدينية في إسرائيل، وهي التركيبة التي أخذت تتبلور بعد الانتفاضة الثانية، إذ كانت بوصلة المجتمع الإسرائيلي بجميع مكوناته التوجه نحو اليمين والفاشية.

إعلان

وعزا لطفي -في حديث للجزيرة نت- الإجماع على عدم تحقيق أهداف الحرب إلى 3 معضلات يعاني منها المجتمع الإسرائيلي، وهي الشك والريبة والهواجس، وكذلك الموروث التاريخي ما قبل قيام إسرائيل، والمتلخص في ظاهرة المظلومية التي ترافقهم في ضوء ما حدث معهم في أوروبا، إضافة للمعضلة الثالثة وهي نكبة الشعب الفلسطيني التي ما زالت تلاحقهم.

ويعتقد الباحث بالمجتمع الإسرائيلي أن معركة طوفان الأقصى كسرت المظلومية التاريخية على مستوى الشعوب والأنظمة على مستوى العالم، إذ بقيت مجموعات صغيرة بالمجتمع الغربي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني ما زالت تتبنى جوهر المظلومية التاريخية للإسرائيليين.

نشاط قوات من لواء "الناحال" في بيت حانون بقطاع غزة (الجزيرة) حالة وجودية

وتعليقا على معاني ودلالات الإجماع الإسرائيلي بعدم تحقيق أهداف الحرب، أوضح لطفي أن ذلك يعود بالأساس إلى حالة الريبة وفقدان المظلومية لدى الإسرائيليين، الذين باتوا يتساءلون "ماذا بعد؟"، وهو السؤال الذي يعكس الحالة الوجودية، وذلك خلافا للفلسطينيين في قطاع غزة الذين فقدوا كل شيء، لكنهم يصرون على العودة لأرضهم ومنازلهم المدمرة، وهي مشاهد ترهب المجتمع الإسرائيلي.

ويعتقد أن هذه المشاهد والمشاعر، التي تحمل في طياتها وجوهرها أبعادا أخلاقية ووجودية، تدلل على تشكل أول حالة انكسار بالمجتمع الإسرائيلي الذي ما عاد قويا، وما عاد قادرا على تحمل مزيد من تداعيات الصراع، كما يظهر أن الحكومة الإسرائيلية ما عادت قوية، إذ أثبتت الأحداث أن إسرائيل تعتمد على الدعم الأميركي والغربي.

وفي قراءة لخسائر إسرائيل من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، يشير لطفي إلى أن حكومة نتنياهو قبلت اليوم ما رفضته في خطة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، في مايو/أيار 2024، إذ كانت راهنت على عامل الوقت من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية وكسر شوكتها، لكن المقاومة بقيت صامدة في غزة وحظيت بحاضنة شعبية غير مسبوقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • “ويومئذ يفرحُ المؤمنون بنصر الله”
  • ممثل حماس بصنعاء: الدور اليمني في دعم غزة كان استثنائياً ومؤثراً
  • برلماني: كامل الوزير لديه إرادة صلبة لإزالة المعوقات التي تقف حائلا أمام الاستثمار
  • هل ثنائية النصر والهزيمة المدخل الصحيح لقراءة حرب غزّة؟!
  • مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان الأقصى
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • عن جدل النصر والهزيمة وغزة ما بعد صمت المدافع