أكد القنصل العام الصيني بالإسكندرية "يانغ يي" أن الصداقة التقليدية بين الصين ومصر تزدهر بحيوية جديدة في العصر الجديد، وأصبحت نموذجًا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الدول النامية.

وأشار لـ"بوابة الوفد" إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الصيني شي جين بينغ أوليا اهتمامًا مشتركًا للتعاون على مدار 10 سنوات؛ وقادا العلاقات للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر؛ وقد أثمرت هذه الشراكة نتائج تعكس مستوى عاليًا من الثقة السياسية المتبادلة، وتعاونًا عمليًا غنيًا، وتنسيقًا دوليًا وثيقًا، مما يبرز المستوى العالي والطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الثنائية.

وأشاد قنصل الإسكندرية بأن العلاقات مع محافظة الإسكندرية تحظى باهتمام كبير من قِبَل القادة الصينيين والسفارة والقنصلية الصينية في مصر، وكذلك القادة المحليين والشركات الكبرى في الصين.

وتابع أن الإسكندرية تربطها علاقات صداقة مع مدينة شنغهاي ومقاطعة قوانغدونغ الصينية، كما أقامت علاقات صداقة مبدئية مع مقاطعة شاندونغ ومدينة تشينغداو. وقد وقّع ميناء الإسكندرية اتفاقيات شراكة مع ميناء تشينغداو وميناء قوانغتشو.

 

وأوضح أن التعاون الثقافي بين الصين ومؤسسات الإسكندرية مثل المكتبة والمتحف اليوناني الروماني والمتحف الوطني وقلعة قايتباي شهدت تطورًا كبيرًا مؤخرًا، حيث قدّم مركز الإبداع بفوجيان عرضًا ناجحًا في الإسكندرية، مبينا أنه في خلال شهر من الآن، ستستضيف دار أوبرا الإسكندرية عرضين فنيين صينيين على مستوى عالٍ.

 

وكانت قد احتفلت اليوم قنصلية الصين بالإسكندرية بعيد الربيع الصيني لعام 2025؛ جاء ذلك بحضور القنصل العام الصيني بالإسكندرية "يانغ يي"، والمهندسة أميرة صلاح نائب محافظ الإسكندرية، وعدد من قناصل الدول العربية والأجنبية وأعضاء مجلس النواب وممثلي المجتمع المدني.

قال القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في الإسكندرية، يانغ يي، أن التبادل بين الشعبين المصرى والصينى زاد بشكل كبير في عام 2024،حيث بلغ عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين 32 رحلة أسبوعيًّا، كما زاد عدد السيّاح الصينيين إلى مصر في هذا العام، الذي من المتوقع أن يبلغ 300 ألف زائرخلال عام 2025، فيما أحدث معرض الآثار المصرية في شانغهاي تيارًا قويًّا للثقافة المصرية في الصين.

وأضاف القنصل، أنه شهدت مصر تيار الثقافة الصينية وتزايد دارسي اللغة الصينية ودخلت اللغة الصينية النظامَ التعليمي المصري، وتم إنشاء قسم اللغة الصينية أو بدء تعليم اللغة الصينية في 30 جامعة مصرية على وجه التقريب، منها جامعة الإسكندرية وجامعة فاروس؛ وأكثر من 20 مدرسة ثانوية، بما فيها مدرسة المتحدة 2 الرسمية للغات ومدرسة هدى شعراوي، تقدم موادًّا اختياريةً للغة الصينية. وتزايد أيضًا عدد الطلاب الصينيين الذين يأتون إلى مصر وإلى الإسكندرية للدراسة.

 

وعن التعاون العملى بين مصر وبلاده، قال أن مشروع محطة الحاويات بميناء أبوقير دخل حيز التشغيل، ويصبح ميناءً مهمًّا جديدًا في مصر،كما أحرزت المشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة تقدمًا ملحوظًا بالإضافة إلى ذلك، أطلقت العديد من الشركات الصينية استثمارات جديدة في مصر، فقد اتّصل التحديث الصيني النمط ببناء «الجمهورية الجديدة» لمصر، كما اتصلت مبادرة «الحزام والطريق» برؤية مصر 2030 اتصالًا عميقًا يعود بالنفع على شعبي البلدين.

لفت إلى أن الإسكندرية بصفتها «العاصمة الاقتصادية» لمصر، ظلت في طليعة التعاون الودي مع الصين، فأولى الفريق أحمد خالد، محافظ الاسكندرية، اهتمامًا كبيرًا بالعلاقات مع الصين، حيث استقبل العديد من الوفود الصينية التي زارت الإسكندرية. وكذلك، فإن العلاقات بين الإسكندرية ومقاطعات الصين ومدنها الصديقة مثل شانغهاي، وقوانغدونغ، وشاندونغ، وسيتشوان، وتشينغداو، تتميز بالنشاط والحيوية،مشيرًا إلى أنه ارتقى التعاون إلى مستوى جديد بعد إقامة علاقات ودية بين ميناء الإسكندرية ومينائي تشينغداو وقوانغتشو، واختارت العديد من الشركات من تلك المقاطعات والمدن الصينية الإسكندرية كوجهة للاستثمار في مصر. وفي أغسطس 2024، قام التشكيل البحري 163 التابعة للبحرية الصينية بزيارة ودية إلى ميناء الإسكندرية وأجرت تدريبات مشتركة مع البحرية المصرية.

 

وأضاف "يانغ يي" أن عدد السيّاح الصينيين في مصر ارتفع خلال هذا العام ومن المتوقع أن يبلغ 300 ألف زائر في 2025؛ كما أحدث معرض الآثار المصرية الذي أقيم في شانغهاي تيارًا قويًّا للثقافة المصرية في الصين.

وأشار إلى أن مصر شهدت تزايد دارسي اللغة الصينية؛ كما تزايد أيضًا عدد الطلاب الصينيين الذين يأتون إلى مصر وإلى الإسكندرية للدراسة.

 

فيما أكد أن 2024 كان عامًا مثمرًا في التعاون والتبادلات بين الصين ومصر، حيث اجتمع الرئيس شي جينبينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين خلال العام، وأعلنا أن عام 2024 هو "عام الشراكة الصينية-المصرية"؛ وأكملت هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة عامها العاشر الناجح، مما عزز الصداقة التقليدية والتعاون المثمر بين البلدين.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية اهتمام كبير اللغة الصينية احتفالات الصين السنة القمرية اللغة الصینیة بین الصین إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

لماذا تعزز الصين حضورها في إفريقيا..وما هو موقف ترامب من توسع النفوذ الصيني؟

أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في يناير/ كانون الثاني الجاري، جولة إفريقية شملت تشاد وناميبيا والكونغو ونيجيريا، لبحث سبل تعزيز التعاون بين بلاده والدول الأربع.

وجاءت الجولة في ظل تراجع نفوذ فرنسا في القارة السمراء، واهتمام دول بينها روسيا باستثمار هذا التراجع، وبالتزامن مع ولاية جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتسعى دول إفريقية للاستفادة من تجربة الصين في البنية التحتية، وزيادة الاستثمار، إذ ترغب ناميبيا مثلا، صاحبة خامس أكبر احتياطي لليورانيوم عالميا، بجذب مزيد من الاستثمارات في قطاع التعدين بمساعدة بكين.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا على مدار 15 عاما متتالية، عبر تجارة بقيمة 282.1 مليار دولار عام 2023، كما أنها أكبر مستثمر بالقارة.

ويرى خبير مغربي، في حديث للأناضول، أن زيارات المسؤولين الصينيين المتتالية لإفريقيا تدخل في سياق المنافسة الكبيرة بين الدول العظمى، وخاصة دول أوروبا والولايات المتحدة، على موارد وأسواق القارة السمراء.

وتوقع أن تغير واشنطن سياستها تجاه إفريقيا في عهد ترامب، على عكس سلفه جو بايدن الذي زار إفريقيا مرة واحدة خلال ولايته بين عامي 2021 و2025.

** جولة جديدة

وبين 6 و9 يناير/ كانون الثاني الجاري، زار وزير الخارجية الصيني وانغ يي 4 دول إفريقية، هي تشاد وناميبيا والكونغو ونيجيريا، ضمن مباحثات مكثفة لتعزيز التعاون، لاسيما الاقتصادي.

وتندرج هذه الجولة في إطار تقليد مستمر منذ 35 عاما، وفق بيانات منفصلة للدول المعنية، "في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، ما يدل على أهمية التعاون مع الصين".

وقال رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة بالمغرب (أهلي) رشيد ساري للأناضول إن "الصين أكبر مستثمر بإفريقيا، بفضل عملها على تقوية علاقاتها بالقارة، بعدما كان اهتمامها منصبا على آسيا وأوروبا".

وأضاف أن "هذا الاهتمام انطلق بشكل كبير منذ إعلان الصين عن مبادرة الحزام والطريق عام 2013، التي انخرطت فيها دول إفريقية عديدة".

و"الحزام والطريق" مبادرة صينية تُعرف أيضا بـ"طريق الحرير" للقرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى ضخ استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية لربط أكثر من 70 دولة.

وتتضمن المبادرة إنشاء حزام بري من السكك الحديدية والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، إضافة إلى طريق بحري يسمح للصين بالوصول إلى إفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي، بكلفة إجمالية تريليون دولار.

وأرجع ساري اهتمام الصين بإفريقيا إلى "توفر القارة على مواد خام، خاصة المرتبطة بالتكنولوجية الحديثة، مثل الكوبالت"، الذي يستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

وفي أغسطس/ آب الماضي، أفاد تقرير صادر عن مكتب المجموعة القيادية لتعزيز مبادرة "الحزام والطريق" (رسمي) بأن الصين ظلت أكبر شريك تجاري لإفريقيا للعام الـ15 تواليا، وفق وكالة الصين الرسمية (شينخوا).

وذكر المكتب أن الصين فرضت تعريفات جمركية صفرية على 98 بالمائة من المنتجات الخاضعة للتعريفات الجمركية من 27 دولة إفريقية أقل نموا.

ووقَّعت الصين اتفاقيات ثنائية لتعزيز وحماية الاستثمار مع 34 دولة إفريقية، إضافة إلى اتفاقيات لتجنب الازدواج الضريبي مع 21 دولة إفريقية، حسب التقرير.

وفي 2023، بلغ حجم التجارة بين الصين وإفريقيا 282.1 مليار دولار أمريكي، مسجلا رقما قياسيا جديدا للعام الثاني تواليا، فيما تجاوز حجم الاستثمار الصيني المباشر في القارة 40 مليار دولار في 2023.

** صراع على إفريقيا

وظهر الحضور الصيني القوي في إفريقيا، وفق ساري، في ظل العلاقات الباردة بين الولايات المتحدة ودول القارة خلال عهد بايدن.

وقال إن "زيارات المسؤولين الصينيين المتتالية لإفريقيا تدخل في سياق المنافسة الكبيرة بين الدول العظمى حول إفريقيا، خاصة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية".

و"التواجد القوي للصين في إفريقيا مؤخرا يأتي في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي بالقارة في عهد بايدن، الذي لم يزر إفريقيا إلا نادرا، منها زيارته لأنغولا".

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي قبل نحو شهر من انتهاء رئاسته، زار بايدن أنغولا وجزيرة الرأس الأخضر، لعرض مشروع السكك الحديدية المدعوم من واشنطن، ضمن مساعيها لمواجهة نفوذ الصين.

وهدفت زيارة بايدن الوحيدة لدفع مشروع ممر "لوبيتو" لتطوير السكك الحديدية بين أنغولا وزامبيا والكونغو.

ويندرج المشروع ضمن المنافسة مع الصين للحصول على المعادن المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وتقنيات الطاقة المتجددة.

ورأى ساري أن "قدوم ترامب (توليه الرئاسة) يمكن أن يغير المعادلة، لأنه رجل أعمال ويهدف إلى الرفع من مصالح بلاده التجارية في القارة".

وتوقع أن تتغير السياسة الأمريكية تجاه إفريقيا في عهد ترامب (بدأت ولايته الرئاسية في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري)، وهو ما يدفع الصين إلى تقوية حضورها في القارة.

ورجح أن تعيد واشنطن النظر في العلاقات الأمريكية الإفريقية، وتعمل على بناء علاقات قوية مع العمق الإفريقي.

** الديون والتنمية

ساري حذر من ارتفاع ديون بعض الدول الإفريقية من خلال انخراطها في مشاريع مشتركة مع الصين.

وأوضح أن "الخطير في الأمر هو أن الصين تبني علاقة مع بعض الدول الإفريقية وفق شروط بكين، ما يورط هذه الدول، كما حدث لمطار أوغندا الذي أنجزته الصين، ثم تعثرت أوغندا في تسديد ديونه".

وفي 2021 نفت الصين صحة تقارير إعلامية غربية عن اعتزامها الاستحواذ على المطار، مستغلة تعثر أوغندا في تسديد الديون.

واتهم وزير الخارجية الصيني، في أغسطس/ آب 2023، وسائل إعلام غربية بالترويج لنظرية "فخ الديون".

واعتبر هذا "ازدواجية معايير، فالديون المستحقة للولايات المتحدة استثمارا، وديون الصين فخا".

وتابع: "إذا كان هناك أي فخ في إفريقيا حقا، فهو فخ الفقر والتخلف، اللذين ينبغي التخلص منهما في أقرب وقت ممكن".

وأفاد بأن نسبة الصين من إجمالي الدين الخارجي الإفريقي تبلغ 17 بالمائة، وهي أقل بكثير من نسبة الغرب.

ساري استدرك: "رغم مشكل تمويل المشاريع، إلا أن بكين تبني علاقات مع بعض الدول في إطار علاقة رابح- رابح"، أي تحقق استفادة للطرفين.

ورأى ضرورة أن تتكفل الدول الإفريقية بتشييد البنى التحتية، بينما تخصص أموال الاستثمارات الصينية للمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية، حتى لا تبدد هذه الأموال على بنى تحتية متهالكة.

** قوة التحالفات الإفريقية

وفي ظل التنافس الدولي على موارد وأسواق القارة السمراء "هناك رغبة كبيرة لأن تكون لدى الدول الإفريقية استقلالية عن الدول الكبرى"، وفق ساري.

ودعا إلى "تقوية السوق الإفريقية الحرة وآليات عمل الاتحاد الإفريقي وباقي التجمعات الإفريقية، مع جعل الاقتصاد أولوية لنهوض دول القارة، فالجانب الاقتصادي مقدم على السياسي".

ولفت ساري إلى إطلاق المغرب مشاريع قارية، مثل أنبوب الغاز المغربي النيجيري ومشروع الأطلسي.

ولفت إلى أن "الحس الاقتصادي بدأ يظهر في العلاقات بين الدول الإفريقية، وهو مطلب خبراء منذ مدة، فمصلحة الشعوب مقدمة على الصراعات السياسية بين الدول".

وخلال زيارة ملك المغرب محمد السادس لنيجيريا، في ديسمبر/ كانون الأول 2016، اتفق البلدان على إحداث مشروع أنبوب غاز للربط بينهما.

ومن المقرر أن يمر الأنبوب بكل من بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا

 

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسكندرية يستقبل قنصل فرنسا لبحث دعم العلاقات الثنائية
  • خطوة نحو التحول الرقمي.. «القابضة للمطارات» توقع شراكة استراتيجية مع أورنج مصر
  • السفارة الصينية تُنظم احتفالًا بمناسبة عيد الربيع الصيني التقليدي
  • محافظ الإسكندرية يستقبل قنصل عام فرنسا لبحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين الجانبين
  • قنصل الصين يؤكد هذا العام شهد تطور كبير بين مصر والصين
  • "التعليم العالي" توقع شراكة استراتيجية لإدارة التغيير المؤسسي والرقمي
  • لماذا تعزز الصين حضورها في إفريقيا..وما هو موقف ترامب من توسع النفوذ الصيني؟
  • مجلس الأعمال المصري الصومالي يضع خارطة طريق لتحقيق شراكة استراتيجية
  • شراكة استراتيجية بين «أدنوك للغاز» و«مياه وكهرباء الإمارات»