أكد الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، أهمية التصدي للشائعات، داعيًا الجميع إلى عدم تداول الأخبار دون التحقق من صحتها، موضحًا أن الحروب النفسية التي تعتمد على نشر الرسائل السلبية تمثل بداية انهيار الشعوب، مما يستوجب تعزيز الوعي المجتمعي والعمل الجماعي للحفاظ على استقرار الوطن.

جاء ذلك خلال مشاركة محافظ قنا، في ندوة بعنوان "دور الأديان في مواجهة الشائعات"، التي نظمتها كنيسة مارجرجس بمدينة قنا بالتعاون مع مركز إعلام قنا، ضمن حملة "تحقق قبل ما تصدق".

 

وهنأ الدكتور خالد عبدالحليم الحضور بعيد الشرطة، مشيدًا بدور رجال الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

بدأت فعاليات الندوة بكلمة القمص يوحنا صبري، كاهن بمطرانية الأقباط الأرثوذكس، تلتها فقرة من الأغاني الوطنية قدمها فريق كورال الكنيسة.

ثم تحدث مدير الدعوة بمديرية أوقاف قنا الدكتور أحمد أبوالوفا، عن دور الإسلام في محاربة الشائعات، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة.

وأوضح أحد أبطال حرب أكتوبر اللواء نظامي سالم، أن الشائعات كانت دائمًا سلاحًا خطيرًا يستهدف معنويات الشعوب، مشيرًا إلى أن الحروب الحديثة أصبحت تعتمد على نشر الفتن بدلًا من الحروب التقليدية.

بدوره.. أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة قوية تستخدم لنشر الشائعات، لافتًا إلى أن التدمير النفسي والمجتمعي أصبح أسرع من خلال هذه الوسائل، مشددا على أهمية الوعي بمخاطر هذه الأدوات، مستشهدًا بالدول المحيطة كمثال واضح على المؤامرات التي تحاك ضد مصر.

من جهته.. أشار مدير مجمع إعلام قنا الدكتور يوسف رجب، إلى أن اختيار الكنيسة لاستضافة هذه الفعالية يحمل رسالة رمزية للتأكيد على وحدة النسيج الوطني، لافتا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن حملة أطلقتها الهيئة العامة للاستعلامات لمواجهة الشائعات التي تهدد استقرار الوطن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التصدي للشائعات الحروب النفسية المزيد إلى أن

إقرأ أيضاً:

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

يظلّ اليمن والتحولات التي شهدها، منذ خروج علي عبدالله صالح، من السلطة في فبراير (شباط) 2012، لغزاً كبيراً. زاد الوضع تعقيداً واللغز عمقاً منذ سيطرة الحوثيين، أي إيران، على صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014.

يتصرف الحوثيون بطريقة توحي بأنّ مصير اليمنيين المقيمين في مناطقهم آخر همّ لديهم. المهم بالنسبة إلى هؤلاء، وإلى إشعار آخر، خدمة الأجندة الإيرانية والمشروع التوسعي الإيراني اللذين لا أفق سياسياً لهما من جهة وتأكيد أنّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» باتت تمتلك موطئ قدم في شبه الجزيرة العربيّة من جهة أخرى.
انشغل العالم طوال سنوات عمّا يفعله الحوثيون في مناطق سيطرتهم، أي شمال اليمن. لم يكن شمال اليمن يوماً، على العكس من جنوبه، موضع اهتمام دولي ذي طابع جدّي.
يستفيد الحوثيون، الذي يسمّون نفسهم «جماعة أنصار الله» والذين كانوا ومازالوا، على علاقة وثيقة قديمة جدّاً مع «حزب الله» في لبنان، من نقاط قوّة عدّة. في مقدّم هذه النقاط عدم وجود بنك أهداف لدى القوى الغربيّة والإقليمية التي تحاول التصدي لهم. لم تستفق هذه القوى على خطر الحوثيين سوى بعد أحداث غزّة التي بدأت في السابع من أكتوبر عندما قرّرت إيران زج هؤلاء في حروبها.
شنت «الجمهوريّة الإسلاميّة»، مباشرة بعد «طوفان الأقصى»، سلسلة من الحروب استهدفت منها توجيه رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة. فحوى الرسالة أنّها تمتلك قرار توسيع الحرب التي بدأتها «حماس» والقدرة على ذلك... وأن المطلوب عقد صفقة معها تفادياً لجعل حرب غزّة تشمل المنطقة كلّها.
فشلت إيران في الحروب التي شنتها، لكنّ اللغز اليمني باقٍ على حاله. ارتدّت هذه الحروب الإيرانيّة على قطاع غزّة نفسه الذي دمرته الوحشية الإسرائيلية. في لبنان تلقّى «حزب الله» الذي فتح جبهة الجنوب ضربة قويّة لم يستفق منها بعد. لولا تلك الضربة، لكان الفراغ الرئاسي مستمرّاً، ولكانت رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة لاتزال رهينة لدى إيران. بكلام أوضح، لولا الضربة التي تلقاها «حزب الله»، لما كان قائد الجيش العماد جوزف عون، في قصر بعبدا الذي بقي شاغراً طوال سنتين وشهرين.
كان الفشل الإيراني الأكبر في سوريا التي كان النظام العلوي فيها برئاسة بشّار الأسد، مجرّد تابع لـ«الجمهورية الإسلاميّة». أمّا العراق، فقد سعى، أقلّه ظاهراً، إلى التملّص من السيطرة الإيرانية المباشرة أو غير المباشرة عن طريق ميليشيات «الحشد الشعبي». إنّّها ميليشيات يتحكّم بها بطريقة أو بأخرى «الحرس الثوري» الإيراني. من الآن إلى أن يخرج العراق من تحت الهيمنة الإيرانية، لابدّ من ملاحظة أنّ حماسة ميليشيات «الحشد الشعبي» لـ«إسناد غزّة» خفت كثيراً، بل باتت شبه معدومة.
لم يبق سوى جزء من اليمن يخوض منه الحوثيون آخر الحروب الإيرانية. سيأتي يوم تتوقف هذه الحرب أيضاً التي أضرّت بحركة الملاحة في البحر الأحمر والتي لم تلحق أذى يذكر بإسرائيل. كلّ ما في الأمر أن الخسائر الكبرى لحقت بمصر حيث هبط الدخل الذي كانت تؤمنه لها حركة الملاحة عبر قناة السويس. يبدو الخيار الوحيد أمام الحوثيين التراجع والسعي إلى صفقة ما تحافظ على وجود لهم في شمال اليمن الذي باتوا يعتبرونه مملكة خاصة بهم.
ليس غياب بنك الأهداف وحده الذي يجعل من الصعب القضاء على الحوثيين. هناك أيضاً طبيعة الأرض في اليمن التي تسمح للحوثيين بإخفاء ما لديهم من صواريخ في أماكن يصعب تحديدها بدقة. في النهاية، الأولوية بالنسبة إلى الحوثيين حكم منطقة محددة في اليمن والسيطرة على أهلها وتغيير طبيعة المجتمع في تلك المنطقة التي كانت تسيطر عليها القيم القبلية، وهي قيم تبقى راسخة في بلد مثل اليمن... ولابدّ من أن تعود إلى الحياة يوماً.
في مواجهة الوضع القائم، أي بقاء القرار في اليمن الشمالي في يد الحوثيين، سيعتمد الكثير على ما إذا كانت على الأرض اليمنية قوى محلّية مستعدة للتحرّك في مواجهة هؤلاء.
لا شكّ أنّ «الشرعية» اليمنية، بقيادة الدكتور رشاد العليمي، في حاجة إلى أخذ المبادرة، خصوصاً في حال قرّرت القوى الغربيّة التنسيق مع القوى المناهضة للحوثيين الموجودة على الأرض.
عاجلاً أم آجلاً، سيتغيّر الوضع في اليمن. يؤخّر ذلك أن العالم الغربي غير مستعد للذهاب بعيداً في مواجهة الحوثيين بطريقة فعالة. يدفع هذا العالم ثمن تهاونه مع «جماعة أنصار الله» وذلك منذ سنوات عدّة عندما منع سقوط ميناء الحديدة في العام 2018، وقرّر بدل ذلك عقد اتفاق ستوكهولم مع تلك الجماعة التي ليست سوى أداة إيرانيّة.
هل جاء دور التغيير في اليمن الآن بعدما اكتشف العالم خطأ استرضاء الحوثيين؟ الجواب أنّ العالم يستطيع الانتظار ما دام الأذى الذي تلحقه إيران، عبر أداتها اليمنية، لايزال محدوداً... وما دام الطرف الذي يعاني هو الشعب اليمني.
سيأتي دور اليمن والوجود الإيراني فيه يوماً. لا يبدو العالم الغربي في عجلة من أمره، خصوصاً أنّ اليمن الشمالي لم يهمّه يوماً... بل كان همّه دائماً في الجزء الجنوبي من البلد الذي لديه ساحل طويل يمتد من بحر العرب... إلى ميناء عدن وميناء المخا الذي يتحكّم بباب المندب مدخل البحر الأحمر وبالتالي قناة السويس!
يبقى أنّ الحاجة في كلّ وقت إلى التعاطي مع لغز يمني يتمثل في أهمّية الجنوب بالنسبة إلى العالم في مقابل العزلة النسبية التي عانى منها الشمال عبر التاريخ.

مقالات مشابهة

  • مطرانية قنا والنيل للإعلام ينظمان ندوة حول دور الأديان في واجهة الشائعات
  • محافظ قنا يشارك في ندوة «دور الأديان في مواجهة الشائعات» لتعزيز الوعي المجتمعي
  • الشائعات والحرب النفسية
  • البريد المصري "يحذر" من الرسائل النصية والروابط غير معلومة المصدر.. التي تستهدف اختراق حسابات المواطنين
  • لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة
  • الدفاع الجديدي يقيل مدربه زكرياء عبوب بعد توالي النتائج السلبية
  • أنواع الشائعات التي يروج لها جماعة الإخوان الإرهابية.. «وهمية وعنيفة»
  • تأكيدا لموقف أُعلن منذ بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟