شاهد: "ميدن".. زورق شراعي بفريقيه النسائي يستعد لرحلته العالمية الأخيرة تشمل الأردن
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
قبل 33 عاماً، رَسَا الزورق الشراعي "ميدن" (Maiden) وعلى متنه البحّارة البريطانية تريسي إدواردز وطاقمها المؤلف بالكامل من نساء في ميناء ساوثهامبتون الإنكليزي بعد جولة حول العالم، ويستعد اليوم لإنجاز رحلته الأخيرة التي تشمل الأردن، إذ كان عاهله الراحل الملك حسين داعماً لليخت.
في العام 1990، تحدّت تريسي إدواردز وفريقها النسائي كل التوقعات إذ احتلت المركز الثاني في سباق وايتبريد الشاق حول العالم للزوارق الأحادية الهيكل بعد أن نجونَ من إعصار في المحطة الأخيرة منه وقضين الأيام الخمسة الأخيرة من دون تناول الطعام.
أما اليوم، فبات "ميدن" (أي "الشابة") بعد إعادة تأهيله بدقة على أهبة الاستعداد لرحلته الأخيرة الهادفة إلى الترويج لتعليم الفتيات، وربما لآخر لحظات مجده.
وقالت تريسي إدواردز لوكالة فرانس برس من على رصيف سانت كاثرين في لندن حيث يرسو الزورق، "لقد انتهى زمنه".
فهذا الزورق الشراعي الذي بُنيَ عام 1977 يتقاعد السنة المقبلة، بعد أن يشارك هذه السنة في سباق "أوشن غلوب" الذي حلّ مكان "وايتبريد".
وينطلق السباق من ساوثهامبتون، على الساحل الجنوبي لإنكلترا، في 10أيلول/سبتمبر.
وحرصت تريسي إدواردز التي كان طاقمها عام 1990 أول فريق نسائي بالكامل يشارك في سباق "وايتبريد"، على أن تجمع مجدداً طاقماً مكوناً بالكامل من النساء، ولكن هذه المرة من مختلف أنحاء العالم.
وينطلق السباق من ساوثهامبتون، على الساحل الجنوبي لإنكلترا، في 10أيلول/سبتمبر.
وحرصت تريسي إدواردز التي كان طاقمها عام 1990 أول فريق نسائي بالكامل يشارك في سباق "وايتبريد"، على أن تجمع مجدداً طاقماً مكوناً بالكامل من النساء، ولكن هذه المرة من مختلف أنحاء العالم.
وتتولى قيادة الزورق البريطانية هيذر توماس ومعها مجموعة من الهند وجزيرة أنتيغوا ومخرجة أفغانية.
ومنذ ترميم المركب الشراعي، تنظّم له تريسي إدواردز زيارات لدول من مختلف أنحاء العالم في إطار نشاط خيري يتعلق بدعم تعليم الفتيات.
فهذا الموضوع يهمّها كثيراً إذ عانت هي نفسها التمييز كونها بحارة شابة في رياضة يهيمن عليها الرجال إلى حد كبير.
ورَوَت أن قبطاناً رفض إلحاقها بطاقمه كونه لا يريد أن يكون فريقه "الوحيد في العالم يضمّ فتاة"، وأكدت أن هذا الرفض عزز تصميمها.
وصُدمت أوساط المراكب الشراعية بإنجاز فريقها، إذ أن كثراً كانوا يستبعدون أن تنجح حتى في إنهاء المرحلة الأولى من المسابقة، بحسب تريسي إدواردز. وما لبثت أن أصبحت أول امرأة تحصل على جائزة بحّار العام.
الملك حسين كان الراعي الأول لليختوأملت إدواردز في أن يكون طاقم 2023 مصدر إلهام لشابات قد يعتقدن أن قيادة المراكب الشراعية لا تناسبهنّ، وهي بذلت جهوداً كبيرة لاختيار أفراد طاقمها بعدما أعربت الممثلة ووبي غولدبرغ، راعية مؤسسة "ذي ميدن فاكتور" الخيرية لتعليم الفتيات عن أسفها لغياب التنوع.
وقالت إدواردز "عندما قابلناها في نيويورك، سألت +أين الفتيات السود في مجال المراكب الشراعية؟+، وكانت محقة".
وتتعاون "ذي ميدن فاكتور" مع جمعيات خيرية وبرامج تعليمية لمساعدة الفتيات اللواتي لا يستطعن ارتياد المدارس.
وأبدت تريسي إدواردز اهتماماً كبيراً بوضع النساء في أفغانستان منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة قبل عامين. وقالت في هذا الشأن "أنا غاضبة لكون النساء منبوذات".
فمنذ عودة طالبان، استُبعدت الفتيات من المدارس والجامعات، وكذلك من معظم وظائف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وقالت عضو طاقم السفينة الأفغانية نجيبة نوري (28 عاماً) "حصل جيلي على بعض الفرص. لم يكن الأمر سهلاً لكننا بدأنا النضال ونجحنا".
لكنها أعربت عن قلقها في شأن فتيات الجيل المقبل إذ أن "مستقبلهنّ قاتم. إنها مأساة".
بعد سباق "أوشن غلوب"، يعاود "ميدن" جولته العالمية للترويج لتعليم الفتيات لبضعة أشهر قبل تقاعده.
وتشمل رحلته الأخيرة الأردن إذ كان العاهل الأردني الراحل الملك حسين الراعي الأول لليخت، وتولت ابنته الأميرة هيا بنت الحسين مواصلة دعم المنظمة بعد وفاته عام 1999.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية طرد من الكنيسة وجرد من رتبته الكهنوتية ما هي قصة الراهب الروسي الذي خالف تعليمات بطريرك موسكو؟ عازف في فرقة "بلوندي" يدعو إلى تعليم آلة الدرامز في المدارس لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد تحت حكم طالبان.. الأفغانيات مُنعن من التعليم الأكاديمي فلجأن إلى المدرسة القرآنية حقوق المرأة سفينة تعليم مجتمع الأردنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حقوق المرأة سفينة تعليم مجتمع الأردن كرة القدم الحرب الروسية الأوكرانية روسيا فرنسا رياضة قتل الجيش الروسي إسبانيا باكستان النيجر الضفة الغربية كرة القدم الحرب الروسية الأوكرانية روسيا فرنسا رياضة قتل فی سباق
إقرأ أيضاً:
بدء الاستعدادات لحفل إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية بأبوظبي.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأ منذ قليل، توافد الأدباء والكتاب ومجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 وذلك بحضور الدكتور ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة والدكتور على بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية والداعم للجائزة، والأدباء الست الذين ترشحوا القائمة القصيرة وهم أحمد فال الدين، وأزهر جرجيس، وتيسير خلف، وحنين الصايغ، ومحمد سمير ندا ونادية النجار.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الفائزة بالجائزة الكبرى بعد قليل في أبو ظبي.
وتضم لجنة تحكيم الجائزة كلا من منى بيكر، رئيسة لجنة التحكيم، وعضوية بلال الأرفه لي، أكاديمي وباحث لبناني؛ وسامبسا بلتونن، مترجم فنلندي؛ وسعيد بنكراد، أكاديمي وناقد مغربي؛ ومريم الهاشمي، ناقدة وأكاديمية إماراتية، بالإضافة إلى ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة، ومدير مكتبة الإسكندرية، أحمد زايد.
التنوع الغني في الموضوعات
وقالت رئيسة لجنة التحكيم منى بيكر عن الروايات الست تميزت نصوص القائمة القصيرة لدورة 2026 من الجائزة العالمية للرواية العربية بالتنوع الغني في المواضيع، إلى جانب قيمتها الجمالية والمعرفية. فقد أخذنا بعضها إلى أعماق المجتمعات الدرزية في جبال لبنان وإلى سكان قرية نجع المناسي" في صعيد مصر، وعالم المكفوفين في الخليج كما سلطت الضوء على ماساة جيل ضائع من الشباب الذي عاش - ولا يزال يعيش - الواقع العراقي المرير. أما بعضها الآخر فقد عاد بنا إلى حقبات من التاريخ الديني والسياسي التي شهدت صراعات الحكم والسلطة، واتسمت بتعدد اللغات والمذاهب الدينية.
حياة حجة الإسلام الصوفي
وفي هذا السياق، تأتي رواية "دانشمند" للكاتب الموريتاني أحمد قال الدين كعمل روائي مبدع يستعرض مختلف مراحل حياة حجة الإسلام العالم الصوفي أبي حامد الغزالي، و دانشمند" هو لقبه بالفارسية وتعني المعلم. تتبعت الرواية حياة الغزالي الشخصية بأسلوب روائي ساحر وسرد ممتع بدءًا بطفولته ودراسته الأولى وانتهاء بتجربته مع السلطان والسلطة، ثم قراره بالرحيل إلى التصوّف واكتشاف الذات. وقد نجح المؤلف في نسج عالم متكامل وغني بشتى التفاصيل، عالم تحوّل فيه الإمام الغزالي من "شبح" في التاريخ إلى "كائن من لحم ودم".
البساطة وخفة الدم
أما "وادي الفراشات" للكاتب العراقي أزهر جرجيس فتتفوق في إيصال الواقع العراقي المرير للقارئ بأسلوب يتسم بالبساطة والمزاح المستحب وخفة الدم حتى في أحلك الظروف، مما يعطي الشخصيات بعدًا واقعيا ومأساويا في الوقت نفسه هي قصة حب بين عزيز وتمارا، حبّ ترهقه التحديات وتنتهي فصوله رغم محاولات مستمرة لتخطي العقبات.
وترمز "الفراشات" في العنوان إلى الجمال والهشاشة، وأيضا إلى الرغبة في التحليق حتى في أقسى الظروف.
الخيالات التاريخية
وفي الاتجاه ذاته نجد أن رواية "المسيح الأندلسي" للكاتب السوري تيسير خلف تجمع بين الخيال والأحداث التاريخية، مستندة إلى بحث عميق خلال فترة محاكم التفتيش واضطهاد المسلمين وإجبارهم على اعتناق المسيحية في الأندلس.
وتدور أحداثها حول رحلة الأندلسي عيسى (أو خيسوس) للبحث عن قاتل والدته، مرورًا ببلدان وقارات عدة، مع توثيق عدد كبير من الشخصيات والأحداث التاريخية المهمة.
ويتميز أسلوب الكتابة باستخدام الكثير من المصطلحات الشائعة في تلك الفترة واستهجاء الأسماء كما تم نسخها في الكتب التاريخية، مما يثري الرواية ويدعم مصداقية الأحداث المروية.
إنها رواية مشوقة يتردد صداها في ما نشهده اليوم من اضطهاد فئات مختلفة في فلسطين وأجزاء من العالم العربي نتيجة التطرف الديني والعرقي.
ميثاق النساء وتجربة امل
من ناحية أخرى، تبني الكاتبة اللبنانية حنين الصايغ شخصياتها الرئيسية بعناية وحرص في ميثاق النساء"، وتمنح للصوت النسائي حقه من خلال تجربة "أمل" في مجتمع درزي منغلق يفرض وصايته على النساء ويعتبر تعليمهن شيئاً من الرفاهية لا حقًا مشروعًا. نخوض مع أمل تحديات الزواج غير المبني على الحب والمعاملة الجنسية المهينة والحقن المجهري والأمومة المبكرة، ثم رحلة اكتشاف الهوية والقوة الداخلية لتغيير مسار حياتها. "ميثاق النساء" عمل مبدع، غير نمطي، يتميّز بقدر كبير من الصدق والشفافية.
وبالمثل نجد في رواية "صلاة القلق" للكاتب المصري محمد سمير ندا سردا يكشف عزل نجع المناسي" - وهي قرية في وسط صعيد مصر - عن العالم بعد انفجار غامض يرجح ارتباطه بمناورات عسكرية في المنطقة. يتفوق الكاتب في وصف مرحلة القمع والتمويه والتسلط والكذب التي سادت في فترة النكسة وتأثيرها العميق على جيل كامل كما نرى آثارها بشكل مركز في أحداث وشخصيات النجع الذي لا يصله من العالم الخارجي سوى ما يسمح به خليل الخوجة، ممثل السلطة. يقوم بسرد الرواية ثمانية أشخاص، يلقي كل منهم الضوء على المأساة التي يعيشها النجع الذي يرمز للبلد ككل من وجهة
نظر فريدة ومؤثرة.
أما على صعيد آخر، تأخذنا الكاتبة الإماراتية نادية النجار في ملمس الضوء" إلى عالم مبهر وجديد بالنسبة لمعظم قراءها، هو عالم المكفوفين، فنتابع "نورة"، بطلة الرواية، وهي تستكشف وتنمّي حواسها الأربع في غياب حاسة البصر خلال أصعب مراحل انتشار وباء كورونا وفرض الحجر الصحي. ومن خلال هذه الرحلة، نعيش مع نورة تفاصيل علاقتها المتوترة مع أمها وتطوّر علاقتها مع قريبها سيف الذي تستكشف معه تاريخ عائلتها من خلال مجموعة صور فوتوغرافية تركها جدها الذي كان شغوفا بالتصوير. ولا تقتصر رحلتنا مع نورة على استكشاف عالم المكفوفين وتاريخ عائلتها وإنما تمتد إلى استكشاف تاريخ دبي والبحرين ومنطقة الخليج عامة، مما يمنح هذه الرواية بعدًا تاريخيا وإنسانيا عميقًا. وبذلك يعد "ملمس الضوء" عملا أدبيا متميزا يتنقل بسلاسة بين الماضي والحاضر، بين تجربة فقدان البصر والقدرة على استكشاف الذات وبين التاريخ الشخصي والتاريخ الجماعي.
مختتنا قائلة :"وفي النهاية نجد أن هذه الروايات الست تتشارك في نزوعها نحو استكشاف الذات والهويّة، سواء كانت هذه الهوية دينية أو طائفية أو قومية ولتحدي الظلم بأشكاله المتعدّدة. وبذلك، فهي تقدّم لنا صورا مختلفة للواقع الذي نعيشه نحن كقراء، وفي الوقت نفسه تومئ إلى مستقبل أكثر عدلا يمكننا فيه أن نكسر جميع أنواع القيود التي تحد من حريتنا ونعيش فيه بسلام وكرامة".