الإمارات تستهدف استقطاب 1.3 تريليون درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر خلال 6 سنوات
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أكدت وزارة الاستثمار، أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار تُعد محوراً أساسياً لتحقيق رؤية الإمارات الاقتصادية الطموحة.
ونوه سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” إلى إطلاق الوزارة ورقة بيضاء حول البيئة الاستثمارية في الدولة خلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس 2025”.
وأوضح أن هذه الورقة تستعرض المكانة الرائدة لدولة الإمارات بوصفها وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة بفضل بيئتها التشريعية المرنة، وحوافزها الداعمة، وبنيتها التحتية المتقدمة، مؤكداً أن رؤية الإمارات تهدف إلى جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 1.3 تريليون درهم خلال الفترة من 2025 إلى 2031، لتسريع التنويع الاقتصادي وترسيخ مكانتها قوة استثمارية عالمية عبر القطاعات ذات الأولوية، ما يجعلها واحدة من أفضل 10 وجهات عالمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقال وكيل وزارة الاستثمار إن مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي الإجمالي الوطني بلغت 6% في عام 2023 ونستهدف زيادتها إلى 8% وفق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار.
وأكد سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار أن دولة الإمارات باتت مركز جذب عالميا للاستثمار يحقق قيمة دائمة للمستثمرين ويساهم في نمو الاقتصاد العالمي الشامل من خلال بيئتها الاستثمارية المواتية والداعمة للمستثمرين وارتباطها بالأسواق العالمية والتجارة ورأس المال واستقطاب المواهب من حول العالم.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار تهدف إلى تعزيز جاذبية الإمارات مركزا عالميا للتجارة والاستثمار من خلال تحسين سهولة مزاولة الأعمال وتقديم المزيد من الحوافز للمستثمرين وتوفير أطر تنظيمية مبسطة حيث احتلت الإمارات المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي في عام 2023.
وقال إنه في خضم المشهد العالمي التنافسي، تُعد دولة الإمارات نموذجاً يحتذى في تعزيز استدامة الأعمال والنمو الاقتصادي عبر تبني نهج يركزٍ على المستثمر في جميع السياسات والأطر التنظيمية التي تسنّها وفي إطار رؤية “نحن الإمارات 2031″، نهدف إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار ومدعوم بالاستراتيجية الوطنية للاستثمار.
وأضاف سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمارأن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تُعد ركيزة أساسية لهذه الرؤية وتعمل محفزا لنمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز بيئة ريادة الأعمال من خلال إنشاء منظومة متكاملة تركز على الأعمال حيث يعتمد هذا التوجه على بنية تحتية قوية ومتطورة وقدرات رقمية حديثة بالإضافة إلى إطار مؤسسي داعم يشمل الاتفاقيات الثنائية وزيادة الوصول إلى الأسواق من خلال اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة. وأكد أن هذه العناصر مجتمعة تعمل على توفير أساس للابتكار، وتعزيز المرونة ودعم الاتصال العالمي يمكّن الكيانات الاقتصادية من الازدهار في عالم مترابط موضحا أن الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات عزز مكانتها مركزا تجاريا عالميا حيث ترتبط بـ 260 وجهة طيران مباشر، كما تبعد الدولة مسافة 8 ساعات بالطائرة عن ثلثي سكان العالم، بالإضافة إلى اتصالها بـ 150 ميناء عالميا فيما تمتلك الإمارات بنية تحتية متقدمة للطيران والنقل البحري تربط الأسواق في جميع أنحاء العالم ما يفتح آفاقاً واسعة للتجارة الدولية ويرسخ مكانة الدولة بوابة رئيسية للأسواق سريعة النمو في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وأشار إلى أن الشراكات الدولية القوية تلعب دوراً محورياً في تحقيق هذا النموكونها ضرورية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي المشترك ودفع حدود الابتكار.. في حين تلعب اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات دوراً أساسياً في تعزيز التجارة العالمية.
وقال إنه في هذا السياق، وقعت دولة الإمارات العديد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الاقتصادات الكبرى و115 معاهدة استثمار ثنائية أخرى.
وأضاف سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمارأن النهج الوطني تجاه الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي يندرج في صميم رؤية وزارة الاستثمار لبلورة مستقبل الاقتصاد الوطني والاقتصادات العالمية بشكلٍ عام وتعمل دولة الإمارات على تقديم رؤى جديدة حول سبل الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتحقيق نمو مستدام وشامل من خلال الاستثمار المستدام في التكنولوجيا.
وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 تترجم رؤية الإمارات لضمان استعداد الاقتصاد الوطني للمستقبل وتحليه بالمرونة اللازمة لدمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والطاقة والبنية التحتية والتي تهدف إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي الوطني من 9.7% إلى 19.4% بحلول عام 2031 واستثمار 100 مليار درهم من القيمة الاقتصادية خلال السنوات العشر القادمة في القطاعات التحويلية مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة.
وقال سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار إنه تم تطوير 778 مشروعاً متعلقاً بالذكاء الاصطناعي بقيمة 26.8 مليار دولار على مستوى العالم خلال الفترة من 2016 إلى 2023 وذلك وفقاً لقاعدة بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر “fDi Markets” فيما تتصدر دولة الإمارات مسار التحول الرقمي في المنطقة حيث تطور منظومة متقدمة للابتكار التكنولوجي والحلول القائمة على البيانات ويتجلى ذلك في استثمار مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في مجموعة G42 بأبوظبي لتعزيز قدراتها في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي ودعم توسعها العالمي.
وأضاف أن دولة الإمارات تعمل على بناء قدرات قوية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وستواصل التركيز على الاستثمارات الاستراتيجية في مشاريع الذكاء الاصطناعي ومشاريع التحول الرقمي الأخرى.
وأشار سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمارإلى استقطاب الإمارات 30.7 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2023 على الرغم من التحديات التي يفرضها المشهد العالمي الحافل بالمتغيرات مؤكداً مواصلة البناء على هذه الأسس في ظل الالتزام الراسخ ببناء مستقبل اقتصادي أفضل إذ يُشكل التنوع الاقتصادي والاستدامة أبرز ركائز الاستراتيجية الوطنية للاستثمار مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية بما فيها التصنيع والخدمات المالية والنقل والخدمات اللوجستية والمرافق والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
معلمون يسلطون الضوء على تعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم
مسقط- محمد بن علي الرواحي
مع التطور السريع في مجال التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من مختلف جوانب الحياة وبالأخص في قطاع التعليم، إذ بات المعلمون يوظفون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مهارات الطلبة.
وقالت صالحة بنت جمعة الدايري معلمة لغة عربية بمدرسة منبع الحكمة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة ظفار، إن الذكاء الاصطناعي في التعليم هو استخدام الأنظمة والتقنيات الذكية، مثل: التعلم الآلي، ومعالجة اللغات الطبيعية، لتحسين العملية التعليمية من خلال تخصيص المحتوى، وتقديم دعم مخصص للمتعلمين، إضافة إلى توفير تحليلات دقيقة حول الأداء الأكاديمي؛ لكونه أداة تعزز دور المعلم، وعلى سبيل المثال: يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تقييمات فورية، وتغذية راجعة مخصصة، مما يساعد المعلمين على تحسين استراتيجيات التدريس، وتوفير دعم إضافي للطلبة الذين يحتاجون إليه، ويسهم في تصميم موارد تعليمية تفاعلية ومتنوعة تُحفز الإبداع، وتُسهم في جعل التعلم تجربة أكثر فعالية ومتعة.
وأشارت إلى أن تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي ليكون أكثر فاعلية في العملية التعليمية، يكون من خلال تدريب المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي؛ لضمان تطبيق، وإدماج هذه الأدوات بفعالية في التدريس، حيث يجب توفير برامج تدريبية للمعلمين (حلقات تدريبية مُكثفة) حول كيفية استخدامها سواء في بيئة العمل، أو الالتحاق بهذه البرامج (عن بعد)، وكذلك تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متوافقة مع الثقافة المحلية: حيث يجب أن تتكيف الأدوات مع احتياجات البيئة التعليمية الخاصة بكل مجتمع، من حيث اللغة والمحتوى والقيم، والتشجيع على البحث والتطوير، وذلك من خلال دعم (المشاريع البحثية) التي تستكشف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتطوير نماذج جديدة تعزز التعلم الفعّال.
وتحدث خالد بن حميد الساعدي معلم مادة الأحياء بمدرسة السلطان قابوس للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الشرقية عن بداية تعلمه لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قائلا: واجهت بعض التحديات، مثل: فهم كيفية عمل النماذج الذكية، والتأكد من دقة النتائج، واختيار الأدوات المناسبة لمجال التعليم، لكنني تجاوزت هذه الصعوبات بالتجربة المستمرة، حيث قمت بتجريب أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، ومولدات المحتوى التفاعلي، وتطبيقات الواقع المعزز وتطبيقات الواقع الافتراضي، وكذلك متابعة المصادر التعليمية، والدورات التدريبية، وقرأت المقالات، والأبحاث التي تشرح كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وتطرق في حديثه عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم خلال السنوات القادمة بقوله: في السنوات القادمة سيحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في التعليم، وسيلعب دورًا كبيرًا في تحسين تجربة التعلم، وستتمكن أدوات الذكاء الاصطناعي من تصميم مناهج دراسية مخصصة لكل طالب بناء على مستوى فهمه، وأسلوب تعلمه، وكذلك لرصد تطور الطلبة في الوقت الفعلي؛ مما يساعد المعلمين على التدخل في الوقت المناسب لمعالجة أي صعوبات.
توليد الصور والمعلومات
وقالت عائشة بنت مبارك الزدجالية معلمة تقنية معلومات بمدرسة الحكمة للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الباطنة عن بداياتها في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، التي كانت منذ (3) سنوات: تشكل أدوات الذكاء الاصطناعي ثورة في التطور التقني والتكنولوجي بما يقدمه من تسهيلات متنوعة للمستخدم في كافة المجالات، وأهمها مجال التدريس، حيث لا يخلو درس من أدوات الذكاء الاصطناعي، وكذلك يساعد المعلمين في تقديم دروسهم، وتوصيل المعلومة بطريقة سهلة وميسرة، وتتناسب مع ميول الطلبة، واهتماماتهم.
وأكدت الزدجالية على أهمية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التدريس بحيث سهل للطلبة فهم واستيعاب الدروس، وساعد الطلبة في مجالات البحث السريع، وتوليد الصور والمعلومات.
وأضافت: للذكاء الاصطناعي مستقبل واضح في مجال التعليم من خلال الاستفادة منه في إعداد المناهج للمراحل المختلفة، واستحداث مسارات تعليمية تعزز الذكاء الاصطناعي، والاستفادة منها في سوق العمل والإنتاج.
محتوى تعليمي تفاعلي
وعرف خالد بن سعيد السيابي معلم لغة عربية بمدرسة سهيل بن عمرو العامري بتعليمية مسقط الذكاء الاصطناعي في التعليم بقوله: "هو تطبيق لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: تعلم الآلة، والتعلم العميق في العملية التعليمية؛ بهدف تحسين جودة التعلم، وتخصيص التجارب التعليمية، ويشمل ذلك تحليل بيانات أداء الطلبة لتحديد نقاط القوة والضعف، وتوفير تقييمات فورية تساعد المعلمين على تعديل إستراتيجيات التدريس لتلبية احتياجات كل طالب، وتحسين إدارة الصفوف، وتقديم محتوى تعليمي تفاعلي، ومحاكاة تجارب تعليمية مبتكرة؛ مما يعزز من التفاعل والاندماج، ويسهم في تطوير العملية التعليمية بشكل شامل".
وعرج في حديثه إلى كيفية تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بقوله: يمكن تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بشكل فعال من خلال استخدام تقنيات تعتمد على البيانات؛ لتخصيص تجربة التعلم وفقا لاحتياجات كل طالب، وتدريب المعلمين بشكل مستمر على كيفية دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الممارسات التعليمية، وتحديث الخوارزميات بطرق أكثر تطورًا لضمان فعالية أكبر.
تدريب المعلمين
وأشارت سمية بنت سرحان المقبالية معلمة تقنية معلومات بمدرسة حفصة بنت سيرين للتعليم الأساسي بتعليمية البريمي إلى أهمية وجود أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم بتخصيص محتوى لكل طالب بناء على احتياجاته، ومستوى فهمه، وتوفير تقييمات سريعة ودقيقة؛ مما يتيح للمعلم متابعة تقدم الطلبة بشكل مستمر، وتنظيم الدروس واختيار الموارد التعليمية المناسبة بسهولة.
وأكدت على أهمية تدريب المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتنظيم حلقات عمل، ودورات متخصصة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وتشجيع المعلمين على استخدام الأدوات في الفصول الدراسية، وتقديم الدعم المستمر من خلال تجارب عملية، وبناء مجتمعات بين المعلمين لتبادل الخبرات والتعلم من بعضهم البعض عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي.
تعليم أكثر جاذبية
وذكر حمد بن سعيد الهشامي معلم لغة إنجليزية بمدرسة عبد الله بن رواحة للتعليم الأساسي بتعليمية الداخلية إلى سعيه في تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم من خلال إنشاء محتوى تعليمي مخصص لكل طالب، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل مستوى الطلاب، وتقييمها وفقا للخطط العلاجية، والإثرائية، وأضاف في حديثه: أخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء فيديوهات تعليمية، ومقالات مبسطة، وملخصات للدروس؛ مما يجعل التعلم أكثر جاذبية خصوصاً للجيل الحالي الذي يحتاج لمثل هذه الدروس لجذب الانتباه وزيادة الدافعية.
ويري الهشامي أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في فهم الطلبة له أهمية كبيرة في تطوير العملية التعليمية، وتحسين جودة التعلم، وتمكن المعلم من التعرف على الصعوبات التي يواجهها الطلاب مبكرًا؛ مما يسهل تقديم الدعم والإرشاد اللازم قبل تفاقم المشكلة، وتسهم كذلك في خلق بيئة تعليمية تعتمد على البيانات والابتكار، مما يساعد في تحسين استيعاب الطلبة، وتوجيه العملية التعليمية بشكل أكثر فعالية ودقة.
.