استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية، الرئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، حيث تم تنظيم مراسم استقبال رسمية شملت عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

حيث تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والصومال، وتؤكد على عمق الروابط التاريخية بين البلدين.

شراكة استراتيجية جديدة بين مصر والصومال

صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد مباحثات ثنائية، تلتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، تم خلالها التوقيع على إعلان سياسي مشترك لترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وقد وقع الرئيسان على الإعلان، في حين تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين وزيري خارجية البلدين في مختلف المجالات.

مؤتمر صحفي مشترك

في ختام المباحثات، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا تم خلاله تسليط الضوء على نتائج اللقاء؛ أكد الرئيس السيسي أن هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد تطورًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يعد الرابع بين الرئيسين منذ بداية العام.

وتطرق الرئيس إلى أهمية تكثيف الجهود المشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر.

كما أشاد الرئيس السيسي بمخرجات "قمة أسمرة" التي عقدت في أكتوبر 2024 بين مصر والصومال وإريتريا، مؤكدًا على أهمية التنسيق المستمر بين البلدان الثلاثة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

تعزيز التعاون في مختلف المجالات

على الصعيد الثنائي، تناول الرئيس السيسي تطورات التعاون بين البلدين في مجالات متعددة.

أشار إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بعد تدشين خط مصر للطيران بين القاهرة ومقديشيو، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود في مجالات الصحة، التعاون القضائي، وبناء القدرات.

كما تم الاتفاق على تعزيز التعاون العسكري وفقًا لبروتوكول التعاون العسكري الموقع بين البلدين في أغسطس 2024، لدعم مؤسسات الدولة الصومالية في مجابهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الداخلي.

مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال

لفت الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي إلى مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، موضحًا أن هذه المشاركة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال دون المساس بأمن أي دولة.

أكد أن مصر تبدي تضامنًا كاملًا مع الشعب الصومالي في هذه الظروف الصعبة.

مشروعات جديدة لتعزيز التعاون

خلال الزيارة، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين، بما في ذلك اتفاقية التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي، واتفاقية تبادل الإعفاء من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز التنسيق السياسي بين مصر والصومال في المستقبل.

رسالة دعم من مصر للصومال

في ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي على استمرار دعم مصر لشعب الصومال في مواجهة التحديات المختلفة، مشيرًا إلى أن أمن واستقرار الصومال جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

وأعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين في المستقبل، مؤكدًا أن زيارة الرئيس الصومالي تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين البلدين.

تعاون استراتيجي في سياق التحديات الإقليمية

من جهته قال الدكتور رمضان قرني، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى القاهرة تحمل في طياتها العديد من الدلالات الاستراتيجية التي تؤكد عمق العلاقات الثنائية بين مصر والصومال، في وقت تشهد فيه منطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا تطورات هامة،  فهذه الزيارة، التي تعتبر سادسة بين الرئيسين خلال السنوات الأخيرة، تُظهر بشكل واضح تكريس دبلوماسية القمة بين البلدين.

أضاف قرني  في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه الزيارة تعكس تطور العلاقات بين مصر والصومال على مختلف الأصعدة موضحًا أن هذه الزيارة السادسة للرئيس الصومالي إلى القاهرة في العامين الأخيرين، وهو ما يعكس أهمية التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين في القضايا الاستراتيجية.

أكمل قرني أن أبرز المؤشرات على تطور العلاقات بين مصر والصومال في الآونة الأخيرة تشمل توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين في أغسطس الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الدفاعي؛ كما تم رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وهو ما يعكس تطورًا كبيرًا في التعاون السياسي والاقتصادي، وأخيرًا، استضافة القاهرة هذا الأسبوع لمنتدى رجال الأعمال المصريين والصوماليين، وهو ما يبرز تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين.


كما تناول قرني تطورات منطقة القرن الإفريقي وتأثيراتها على مصر والصومال، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه المنطقة، ومنها الاتفاقات الأخيرة بين إثيوبيا وأرض الصومال والتي قد تهدد استقرار الصومال ووحدته.

وأكد أن الموقف المصري والصومالي مشترك في ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول المتشاطئة على البحر الأحمر، مؤكدًا تمسك البلدين بالقانون الدولي في هذا السياق.

اعتبر المتخصص في الشؤون الإفريقية أن التعاون الاستراتيجي بين مصر والصومال في مختلف المجالات يمثل حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة.

التعاون الأمني

 

من جهته، أكد الدكتور رامي زهدي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة تعكس توافقًا في الرؤى بين القيادة المصرية والصومالية بشأن تعزيز العلاقات الثنائية في ظل التحولات الإقليمية.

أضاف زهدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الزيارة تسلط الضوء على أهمية تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات الأمنية في الصومال، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

 

أكمل أن الزيارة تناولت عددًا من القضايا الإقليمية الحساسة، مثل نتائج التشاور بين الصومال وإثيوبيا، وتطورات الحوار مع إقليم أرض الصومال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في إطار بعثة AUSSOM، كما تم مناقشة سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، بما في ذلك رفع الميزان التجاري بين البلدين.


وفي ختام حديثه، أكد المتخصص في الشؤون الإفريقية، أن التعاون الاستراتيجي بين مصر والصومال في مختلف المجالات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة.

 

دلالات الزيارة 


في سياق أخري، يرى المحلل السياسي الصومالي أحمد جيسود أن الرئيس الصومالي يسعى لتوطيد العلاقات مع جميع الأطراف، بما في ذلك مصر، بينما يحاول الحفاظ على توازن دقيق بين القوى الإقليمية في المنطقة.

أضاف جيسود في تصريحات خاصة لـ "الفجر"،  أن الرئيس الصومالي ربما يريد أن يظهر كطرف محايد يحاول إرضاء كل من القاهرة وأسمرة وأديس أبابا، وذلك في ظل الضغوط الإقليمية المتزايدة.

أكمل حديثه قائلًا:" "الرئيس الصومالي يسعى للاطمئنان على شريكه المصري في هذه المهمة، حيث أن القاهرة قد عرضت دعمها العسكري، ودون التشاور المسبق مع شركاء مثل إريتريا وأثيوبيا، قد يكون من المهم أن يتأكد الرئيس الصومالي من موقف مصر".

ويضيف جيسود أن الرئيس الصومالي قد يسعى أيضًا لطمأنه القاهرة بشأن تطورات الاتفاقات مع إثيوبيا وإريتريا، والتي قد تحمل في طياتها بعض المخاوف بشأن استقرار المنطقة، موضحًا أن هذه الاتفاقيات يجب ألا تضر بالمصالح التاريخية لمصر في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.

كما أشار جيسود إلى أن العلاقة بين الصومال ومصر ليست جديدة، وأن القاهرة قد تكون مستعدة لتعزيز دعمها الأمني والاقتصادي للصومال في وقت حساس من تاريخ المنطقة، إلا أن الحفاظ على التنسيق مع كافة الأطراف سيظل جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية الصومالية، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه الصومال.

اختتم المحلل السياسي الصومالي، أن زيارة الرئيس الصومالي إلى القاهرة تعكس سعيًا حثيثًا لضمان استقرار بلاده، من خلال تعزيز التعاون مع مصر دون التأثير على العلاقات مع بقية الشركاء الإقليمين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الرئيس الصومالي الصومال مصر الرئيس السيسي الرئيس عبد الفتاح السيسي الصومال ومصر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية زیارة الرئیس الصومالی الصومالی إلى القاهرة بین مصر والصومال فی العلاقات الثنائیة بین البلدین فی تعزیز التعاون الرئیس السیسی العلاقات بین الاستقرار فی هذه الزیارة الصومال فی فی الصومال بما فی ذلک إلى تعزیز فی مختلف تطور ا أن هذه

إقرأ أيضاً:

«الخسارة الأكبر لجيش الاحتلال».. ما دلالات تسليم 4 محتجزين إسرائيليين في النصيرات؟

تسلم حركة حماس 4 محتجزين إسرائيليين اليوم ضمن الدفعة السابعة في النصيرات وسط قطاع غزة، والذي يقع على بعد دقائق فقط من مخيم المغازي، وفيه وقعت أكبر خسارة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي استمر لنحو 15 شهرًا.

وعلى مقربة من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، تسلم حركة حماس 4 محتجزين إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة، بعد أن سلمت 2 من المحتجزين في رفح الفلسطينية جنوبي القطاع صباح اليوم السبت، لكن ما قصة «مخيم المغازي»؟

جحيم المغازي

خلال مراسم التسليم، ظهرت قذيفة «الياسين 105» الفلسطينية، وكتب عليها «جحيم المغازي»، وهي كمين نفذته الفصائل الفلسطينية يوم 11 يناير من عام 2024، أي بعد أشهر قليلة من العدوان الإسرائيلي على غزة، وأدى إلى مقتل نحو 21 جنديًا إسرائيليًا، باعتراف جيش الاحتلال نفسه، بحسب «القاهرة الإخبارية».

وكانت «حماس» قالت في بيان سابق بعد العملية، إنّ مقاتليها استهدفوا منزلًا تحصنت فيه قوة إسرائيلية بقذيفة مضادة للأفراد، أدَّت إلى انفجار الذخائر والعتاد الهندسي الذي كان لديهم، وتم نسف المنزل فوقهم بشكل كامل.

وحينها أيضًا، قالت المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، إن حماس أطلقت قذائف «آر بي جي»، تسببت في انفجار مبنيين وانهيارهما ومقتل مجموعة من الجنود في غزة.

الخسارة الأكبر

وفي عملية المغازي، تكبدت إسرائيل الخسارة الأكبر بالنسبة للجيش في يوم واحد فقط ضمن الحرب على غزة والذي استمرت 15 شهرًا.

كاميرا القاهرة الإخبارية ترصد عملية تسليم الدفعة السابعة من المحتجزين الإسرائيليين#القاهرة_الإخبارية#تضامنا_مع_فلسطين#فلسطين #غزة pic.twitter.com/UCVa5lVHOI

— القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) February 22, 2025 الدفعة السابعة

ويشهد اليوم السبت تسليم الدفعة السابعة من صفقة تبادل المحتجزين والأسرى، وستفرج «حماس» عن 6 محتجزين إسرائيليين، في مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ويوم الخميس الماضي، شهد تسليم حماس لجثمان 4 محتجزين إسرائيليين في يوم استثنائي، وأثارت جدلًا واسعًا بعد أن سلمت جثة لا تعود لأي محتجز إسرائيلي، وقالت تل أبيب حينها أن الجثة تعود لسيدة فلسطينية، وأمس الجمعة، سلمت حماس جثة المحتجزة شيري بيباس، والتي قالت إنه تم تبديلها بالخطأ مع جثة سيدة من قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جمعية الجالية المصرية بالمغرب: نساهم في تعزيز التعاون الثقافي والاقتصادي بين البلدين
  • الرئيس الصومالي يؤكد دعمه ولاية "بونتلاند" في حربها على تنظيم داعش الإرهابي
  • الجيش الصومالي يقتل 5 قيادات بارزة في حركة الشباب الإرهابية
  • «الخسارة الأكبر لجيش الاحتلال».. ما دلالات تسليم 4 محتجزين إسرائيليين في النصيرات؟
  • "العزاوي": زيارة وزير الخارجية السوري لبغداد خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية
  • نائب: زيارة الرئيس لإسبانيا تعكس عمق الشراكة وتعزز التعاون الإقليمي
  • مصر القومي: زيارة الرئيس لإسبانيا تبرز قدرة القاهرة على تحقيق التوازنات بالمنطقة
  • صناعة النواب: زيارة الرئيس لإسبانيا وحدت الرؤى بين البلدين لمواجهة تحديات المنطقة
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيرته الأسترالية سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
  • عبدالله بن زايد ونظيره البلغاري يبحثان هاتفياً تعزيز علاقات البلدين