ما تداعيات قرار واشنطن إعادة تصنيف الحوثي منظمة إرهابية؟
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إعادة تصنيف جماعة "أنصار الله" الحوثيين، منظمة إرهابية أجنبية، أسئلة عدة عن تداعيات هذا القرار على الجماعة.
ومساء الأربعاء، أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس ترامب قرر إدراج جماعة أنصار الله (الحوثيون) على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وذكر البيت الأبيض في بيان له، أن "أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأمريكيين في الشرق الأوسط، كما تهدد أقرب شركائنا الإقليميين واستقرار التجارة البحرية العالمية".
وأوضح أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تتمثل في "التعاون مع شركائنا الإقليميين للقضاء على قدرات وعمليات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد لإنهاء هجماتهم".
وأكد البيان، أنه سيوجه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للجماعة.
إمعان في العداء
وفي السياق، قالت جماعة الحوثي في تعليق لها على القرار الأمريكي، إن "واشنطن تمعن في العداء السافر للشعب اليمني وتستميت في دعم الكيان الصهيوني بكل إمكانياتها".
وأضافت الجماعة في بيان صادر عن المكتب السياسي التابع لها، مساء الخميس، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تهدف من قرارها الظالم بحق شعبنا للمزيد من الدعم لجرائم الكيان بحق الشعب الفلسطيني.
وحذرت الجماعة اليمنية المدعومة من إيران من تبعات القرار الأمريكي على "الشأن الاقتصادي والإنساني في اليمن وعلى جهود السلام التي وصلت إلى مرحلة متقدمة".
عزلة ويجمد خارطة الطريق الأممية
من جهته، قال إبراهيم جلال، الباحث اليمني بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن إعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كـ"منظمة إرهابية" تُعمق عزلة الجماعة سياسيا وتجمد محادثات خارطة الطريق، وترفع كلفة التسهيلات الاقتصادية واللوجستية التي تقدمها بعض الدول في الإقليم وخارجه.
وأضاف جلال عبر منصة "إكس"، أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تكتف بالمناورة السياسية الحوثية الأخيرة واختارت انفتاحها للتعامل مع التهديد في سياقه الحقيقي كونه يشكل تحديا استراتيجيا لأمن دول الإقليم والملاحة الدولية".
????إعادة تصنيف الولايات المتحدة ???????? للحوثيين كمنظمة إرهابية تُعمق عزلة الجماعة سياسياً، وتجمد محادثات خارطة الطريق، وترفع كلفة التسهيلات الاقتصادية واللوجستية التي تقدمها بعض الدول في الإقليم وخارجه.
????لم تكتفِ الإدارة الأمريكية الجديدة بالمناورة السياسية الحوثية الأخيرة واختارت… — Ibrahim Jalal | إبراهيم جلال (@IbrahimJalalYE) January 23, 2025
وتابع، " سيوسع التصنيف نطاق العقوبات المفروضة على الحوثيين وداعميهم بشكل مباشر وغير مباشر، مؤكدا أنه في حال استمرار هجماتهم العابرة للحدود فإن "التنصيف يمهد لاستهداف قيادات الجماعة وقدراتها بشكل أكثر جدية"، فضلا عن "تعزيز احتمالات تنفيذ عملية عسكرية لاستعادة الساحل التهامي بالكامل".
وتابع الباحث اليمني بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن بأنه قد يفرض التصنيف تقليص أو حتى توقيف مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مناطق سيطرة الحوثيين، الأمر الذي يقتضي إعادة برمجة مشاريع الوكالة على غرار بعض المانحين.
وبحسب الباحث اليمني فإنه في حال لم يرفع القرار خلال ٣٠ يوم وكان جزءا من استراتيجية شاملة فإن "على الحكومة اليمنية وشركائها اقتناص الفرصة التاريخية لفرض مشروع وطني يعزز ركائز السلام والاستقرار بما ينعكس على مستقبل اليمن ويحقق تطلعات شعبه، ويعزز أمن واستقرار ونماء الإقليم ويسهم في تأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن".
دفن خارطة الطريق الأممية
من جانبه، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي إنه صدر ما هو متوقع وهو "تصنيف الرئيس الأمريكي ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبيه بقرار تنفيذي بدل الانتظار لمشروع القانون في الكونغرس".
وتابع المذحجي عبر منصة "إكس" : "ما هو ملفت للغاية هو النص المتشدد للغاية للقرار الذي يحشد ويعاقب -بنص فضفاض ويمكن التوسع بتأويله- أي علاقه مع جماعة الحوثيين بما فيها قطع التمويل الأمريكي عن أي منظمة لا تقوم بما يكفي من توثيق لانتهاكاتهم، أو بما يكفي في مواجهة الحوثيين عموما.
وأوضح رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية أن هذا القرار يدفن نهائيا "خارطة الطريق الأممية ويستأنف تنفيذ قرارات البنك المركزي بنقل البنوك إلى عدن ( عاصمة البلاد المؤقتة جنوبا) رغما عن الجميع".
وبحسب المذحجي فإن قرار واشنطن أيضا "يجفف الموارد على الحوثيين ويعاقب على أي مستوى من العلاقة السياسية والمالية من أي منظمات دولية أو أطراف وشركات محليه مع الحوثيين، ويغلق باب السياسة والحوار معاهم"، و"يُصعد إلى السطح سياسات الخنق الاقتصادي الأقصى للجماعة، بما يبدو مسارا واضحا لتقويضها اقتصاديا وسياسيا قبل تقويضها عسكريا".
واختتم الباحث اليمني حديثه قائلا: "إنها نهاية عقد من الفرص استثمرتها هذه الجماعة على حساب اليمنيين" على حد قوله
صدر اخيراً ما هو متوقع: تصنيف الرئيس الأمريكي ترامب للحوثيين كمنظمة ارهابية اجنبية بقرار تنفيذي بدل الانتظار لمشروع القانون في الكونغرس!
ماهو ملفت للغاية هو النص المتشدد للغاية للقرار الذي يحشد ويعاقب -بنص فضفاض ويمكن التوسع بتأويله- اي علاقه مع جماعة الحوثيين بما فيها قطع… — Maged Almadhaji ماجد المذحجي (@MAlmadhaji) January 23, 2025
ومطلع العام الماضي، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن واشنطن أعادت إدراج جماعة الحوثي في اليمن "منظمة إرهابية عالمية".
وقال سوليفان إن التصنيف سيسري خلال 30 يوما لمنحنا الوقت لتقليل آثار هذا القرار على الشعب اليمني، موضحا أنه إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، فإن واشنطن ستدرس رفع هذا التصنيف.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن حينها، أن الحوثيين شنوا هجمات غير مسبوقة على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وعلى القوات المتمركزة في المنطقة، وأضاف أن واشنطن تريد أن يجبر هذا التصنيف الحوثيين على الابتعاد عن إيران.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب الحوثيين اليمني اليمن الحوثي قوائم الإرهاب ترامب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإدارة الأمریکیة الجدیدة منظمة إرهابیة الباحث الیمنی خارطة الطریق إعادة تصنیف
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس الرئاسي اليمني يوجه الجيش بـ التعامل الصارم مع الحوثيين
وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحاكم في اليمن، رشاد العليمي، قوات الجيش بـ"التعامل الصارم مع مخططات الميليشيات الحوثية" وتعزيز التنسيق بين كافة الوحدات العسكرية والأمنية في مختلف أنحاء البلاد.
وقال العليمي خلال مكالمات هاتفية أجراها مع وزير الدفاع محسن الداعري، ورئيس أركان الجيش صغير بن عزيز: إن "المعركة ضد جماعة الحوثي الذي وصفها بالمشروع الإمامي معركة مصيرية، ولن تنته قبل تحقيق كامل أهدافها في استكمال تحرير التراب الوطني والانتصار لقيم الجمهورية والشراكة والمواطنة المتساوية".
ووكالة "سبأ" الرسمية، فإن وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش أطلعا العليمي على "الاستعداد العالي للتصدي الحازم للمليشيات الحوثية وأعمالها العدوانية ومخططاتها الإرهابية، والمضي قدما في معركة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء الانقلاب".
وكان الجيش اليمني قد أعلن الخميس، مقتل جنديين وإصابة 7 أخرين في هجوم قالت إن جماعة أنصار الله "الحوثي" شنتها على الجبهة الجنوبية من محافظة مأرب الغنية بالنفط، شمال شرق البلاد.
وتتصاعد وتيرة المعارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي منذ أسابيع، إلا أن أشدها ما شهدته جبهات مأرب خلال الـ 48 ساعة الماضية، من قتال شرس بينهما.
مقتل جندي
وفي سياق متصل، قتل جندي من قوات "درع الوطن" التابعة للجيش اليمني وأصيب آخر، الجمعة، في هجوم استهدف قوة تابعة لها في محافظة حضرموت، شرق البلاد.
وفي بيان صادر عن قوات "درع الوطن" المشكلة مطلع 2023 بإشراف وتمويل سعودي كقوات احتياط تابعة لرئيس المجلس الرئاسي، ذكرت أن هجوما استهدف قوة تابعة لها في طريق العبر الرابط بين محافظة حضرموت والمحافظات الشرقية الأخرى.
وأضاف البيان الذي اطلعت "عربي21" عليه، أن الهجوم الذي نفذته عصابات التهريب وقطاع الطرق أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر.
وكانت هذه القوات قد بدأت منذ أشهر في الانتشار في منطقة العبر التي تربط المحافظات الشرقية بالمحافظات الجنوبية والشمالية من البلاد.
وتتألف قوات "درع الوطن" المشكلة بمرسوم رئاسي في كانون الثاني/ يناير 2023، كقوات احتياط تتبع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العليمي، من فرقتين عسكريتين؛ الأولى مؤلفة من 9 ألوية ومقرها في العاصمة المؤقتة عدن، وتنتشر في المناطق المجاورة لها، وفق ما تحدث به مصدر مقرب من قيادة القوات لـ"عربي21" في تموز/ يوليو 2024.
أما الفرقة الثانية من هذه القوات، فمقرها في محافظة حضرموت، شرقا، وتتألف من 5 ألوية، مؤكدا أن قوام القوة البشرية للفرقتين يبلغ نحو 20 ألف جندي تقريبا.
ومنذ الإعلان عن تشكيلها بدعم وإشراف سعودي، بدأت المملكة بنشر هذه القوات في عدد من المدن بينها العاصمة المؤقتة عدن، جنوبا، في سياق تعزيز حضورها وتثبيت أقدامها على الأرض.