اليوم الأسود في بغداد.. العالم يحيي ذكرى عراقية مؤلمة لعمال الاغاثة الانسانية
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ ذكرت إذاعة "صوت أمريكا"، أن المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة حول العالم آخذة بالتزايد، فيما يسعون الى مساعدة ملايين الأشخاص المتضررين من الصراعات والكوارث الطبيعية وتلك التي يتسبب بها الإنسان نفسه.
وأشار تقرير أمريكي، بثته الاذاعة، وترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أنه في ظل الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني، فان الامم المتحدة تقول ان العاملين في المجال الإنساني معرضون لخطر أكبر بكثير الان مما كانوا عليه قبل 20 عاما، وتحديدا في 19 آب/أغسطس العام 2003، عندما تم تفجير مقر الأمم المتحدة في فندق القناة بالعاصمة العراقية بغداد، والذي ادى الى مقتل 22 موظفا، بمن فيهم الممثل الخاص للأمم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو، واصابة حوالي 150 آخرين.
ونقل التقرير عن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) انه حتى الان فقد قتل خلال العام الحالي 62 من عمال الإغاثة خلال الأزمات حول العالم، أي بزيادة مقدارها 40٪ عن نفس الفترة من العام 2022، بينما أصيب 84 عامل إغاثة آخرين، وجرى خطف 34 آخرين.
ونقل التقرير عن رئيس مكتب "أوتشا" في جنيف راميش راجا سينغهام قوله إن هذه "الإحصاءات قاتمة، مضيفا أنه في كل عام يقتل نحو ستة أضعاف من عمال الإغاثة خلال أداء واجبهم أكثر مما قتل في بغداد في ذلك اليوم الأسود".
وتابع راجا سينغهام قوله إن "القانون الدولي واضح، فعمال الإغاثة ليسوا أهدافا. والجناة يجب ان يحاسبوا، لان الإفلات من العقاب على هذه الجرائم هو جرح في ضميرنا الجماعي".
وبحسب "أوتشا"، فإن أكبر عدد من الهجمات ضد عمال الإغاثة يقع في دولة جنوب السودان، تليها السودان مباشرة كما تم تسجيل وقوع ضحايا من عمال الإغاثة في افريقيا الوسطى ومالي والصومال وأوكرانيا.
ولفت التقرير إلى ان اليوم العالمي للعمل الإنساني أعلن كاستجابة للهجوم على الفندق في بغداد قبل 20 عاما.
واشار التقرير الى ان ناجين من ذلك الهجوم بالاضافة الى أفراد أسر الضحايا، وكبار مسؤولي الأمم المتحدة والدبلوماسيين وأفراد من الجمهور، حضروا مراسم أقيمت يوم الجمعة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وذلك إشادة بموظفي الاغاثة الذين فقدوا أرواحهم خلال خدماتهم الإنسانية.
ونقل التقرير عن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قوله إن "عمال الاغاثة يعملون بعيدا عن الأضواء وخارج العناوين الرئيسية، على مدار الساعة بهدف جعل عالمنا مكانا أفضل، وفي مواجهة الصعوبات الهائلة، ومع وجود مخاطر شخصية كبيرة، فإنهم يخففون المعاناة في بعض أكثر الظروف خطورة التي يمكن تصورها."
ولفت التقرير إلى أن أحمد فوزي، الذي كان مشرفا على الاحتفالات في هذا الحدث في جنيف، كان يتولى مهمة المتحدث باسم سيرجيو فييرا دي ميلو عندما وقع الهجوم الإرهابي على فندق القناة في بغداد، لكنه نجا من الموت لأنه كان بعيدا ينفذ مهمة.
ومع ذلك، لفت التقرير إلى أن الندوب تظل موجودة حتى يومنا هذا. ونقل عن فوزي قوله "لقد قيل ان الزمن يداوي كل الجراح، لكن لا اتفق مع ذلك". وتابع فوزي انه بينما "يخف الألم، لكنه لم يختف ابدا".
وذكر التقرير أن فوزي، وبصوت محطم، شارك ذكرى مؤلمة لمرافقته رفات صديقته نادية يونس التي قتلت في الهجوم الارهابي في بغداد، الى مثواها الاخير في القاهرة.
ونقل التقرير عنه قوله "يبدو أن بالامس فقط تشاركنا انا ونادية عشاءنا الاخير معا في بغداد".
وتناول التقرير ذكرى اخرى نقلها مجاهد محمد حسن، وهو أحد من نجوا من تفجير فندق القناة، حيث قال إنه كان يشعر بالسعادة بينما كان يخطط لحفل زفافه في اليوم الذي أصيب فيه، ثم تحدث عن سنوات من العلاج المؤلم، واحلامه المحطمة والكفاح من أجل البقاء.
وامام قاعة مليئة بالشخصيات، روى حسن كيف ان دعم عائلته منحه القوة ومكنه من "الوقوف أمامكم الآن، والتفكير بفخر في مسيرة استمرت 20 عاما من حياتي والتي حولتني الى شخص طموح وسعيد وفخور. عاقدة العزم على إحداث فرق في حياة المحتاجين"، مضيفا ان "رحلتي مستمرة، وما زلت اتعافى واتطور كل يوم لأنني اخترت ألا اكون ضحية".
وبحسب الامم المتحدة فان هناك 362 مليون شخص في العالم بحاجة الى مساعدات انسانية. وذكر التقرير انه في اطار مواجهة الاحتياجات الانسانية المتزايدة، وأنه برغم التحديات الأمنية وغيرها، فان مكتب "أوتشا" تعهد بأن تسعى الأمم المتحدة وشركاؤها إلى تقديم المساعدة لنحو 250 مليون شخص يعيشون في ظل الأزمات حول العالم، وهو رقم أكبر بـ 10 مرات مما كان عليه الحال في العام 2003.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد بغداد الامم المتحدة تفجير الامم المتحدة الأمم المتحدة عمال الإغاثة فی بغداد
إقرأ أيضاً:
ولاد الشمس.. دراما مؤلمة تكشف قسوة الحياة في دور الأيتام
يسلط مسلسل "ولاد الشمس" الضوء على واقع مؤلم يعكس معاناة الأطفال داخل دور الأيتام، حيث تدور الأحداث حول 4 شباب نشؤوا في دار رعاية تحت إدارة مدير قاس يستغلهم ويعرضهم لشتى أنواع العذاب.
من خلال شخصيات "ولعة"، و"مفتاح"، و"ألمظ"، و"قطايف"، يكشف المسلسل عن الحياة القاسية التي يعيشها هؤلاء الشباب، ونضالهم المستمر للهروب من هذا السجن وكسر قيود الاستغلال والقهر المفروضة عليهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سائقو شاحنات المساعدات بالعريش يقضون رمضان بصفوف انتظار فتح المعابرlist 2 of 2لماذا يُعد التمر "كنزا"؟ استخداماته من الغذاء إلى مستحضرات التجميل والوقود الحيويend of listالمسلسل من إخراج محمد عبد العزيز، ويضم نخبة من النجوم، حيث يجسد أحمد مالك دور "ولعة"، وطه دسوقي دور "مفتاح"، بينما يلعب محمود حميدة دور "بابا ماجد"، المدير المتسلط الذي يحكم الدار بقبضة من حديد. كما يشارك في البطولة كل من فرح يوسف، وجلا هشام، ومريم الجندي، ومعتز هشام، في عمل درامي يكشف الوجه الخفي لمؤسسات الرعاية.
قصة إنسانية وأداء يشبه الواقعنجح المسلسل في ملامسة مشاعر المشاهدين من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال في ظل هذه الظروف القاسية، حيث عكس الواقع المرير الذي يعيشه العديد من الأطفال داخل مؤسسات الرعاية.
ولم يكتفِ العمل بعرض هذه المآسي، بل حفّز الجمهور على التفكير في أهمية تحسين أوضاع دور الأيتام، وضمان حماية الأطفال من الاستغلال والتعذيب. كما قدم رسالة قوية حول حقوق الطفل وضرورة حمايته من أي نوع من الأذى، مما جعله عملا يحمل بُعدا إنسانيا عميقا.
إعلانتميز كل من طه دسوقي وأحمد مالك بأداء استثنائي في تجسيد شخصيتين متناقضتين تمامًا، حيث استطاع كل منهما إبراز جوانب مختلفة من الصراع النفسي والتفاعل بينهما.
لعب طه دسوقي دور "مفتاح"، الشاب الهادئ الذي يعتمد على العقل والتفكير قبل اتخاذ أي خطوة، مما جعله الشخصية الأكثر اتزانًا في مواجهة الأزمات، حيث أبدع في إظهار سماته المتأنية والرصينة.
على الجانب الآخر، قدم أحمد مالك شخصية "ولعة"، الشاب المندفع والعنيف، الذي لا يتردد في اللجوء إلى القوة للتعبير عن مشاعره ومواقفه. ومع تصاعد الأحداث، تتضح العلاقة التكاملية بينهما، حيث يصبح كل منهما جزءا مكملا للآخر في الأداء وردود الفعل، مما أضفى على المسلسل مزيدًا من العمق والواقعية.
الشرير الأنيق وأداء متوقعأدى محمود حميدة في المسلسل شخصية "بابا ماجد" الشرير بمهارة عالية، وجسّد شخصية أنيقة وشريرة في الوقت نفسه. استغل حميدة قدراته التمثيلية ليظهر "بابا ماجد" كشخص يفرض سلطته بهدوء، ويستغل الأطفال في دار الأيتام لمصالحه الشخصية.
جعل حميدة الشخصية مليئة بالدهاء والبرود، وأبدع في نقل فكرة الشر المغلف بمظهر أنيق، كما أظهر براعة في التلاعب بالمواقف المختلفة لصالحه، ورغم الأداء القوي له، فإن هناك بعض المبالغة في التعبير عن الشر، ما أثر على مصداقية الشخصية في بعض المشاهد.
بالإضافة إلى تكرار بعض الحركات والتعبيرات، ما جعل حميدة يفقد عنصر المفاجأة. وفي مشاهد أخرى جاء تركيز حميدة على الأناقة، مبالغا فيه أيضا ليبدو كشخصية سطحية إلى حد ما، بدلا من كونه شخصية عميقة ومليئة بالتفاصيل والتعقيدات.
إيقاع بطيء وحبكة متوقعةنجح مسلسل "ولاد الشمس" في جذب الانتباه وتقديم حكاية تلامس الواقع، لكن إيقاع المسلسل جاء بطيئا إلى حد ما، ما جعل الأحداث تبدو مترهلة، خصوصا في المشاهد التي تتطور فيها الأحداث، وتسبب في فتور بعض المشاهدين، مع سهولة توقع ردود فعل بعض الشخصيات، وتزايد الصدف غير المنطقية في أحداث المسلسل، ما تسبب في انفصال المشاهد عن الأحداث.
إعلانليست فقط الحبكة المتوقعة أهم عيوب المسلسل، لكن المعالجة السطحية إلى حد ما دون تعمق في موضع المسلسل الأساسي وهو حقوق الأيتام واستغلال دور الأيتام لهم.
فقد جاءت فكرة المسلسل الأصلية، كأنها فكرة ثانوية تدور كخلفية لقصة الأبطال الأصليين، سواء القصص العاطفية أو الرغبة في التحرر من قبضة "بابا ماجد" والبحث عن حياة جديدة، ما جعل الرسالة الأهم من المسلسل تتوارى إلى حد كبير.
مشاهد معتمة وإضاءة قاتمةتميز تصوير مسلسل "ولاد الشمس" باختيار دقيق لموقع دار الأيتام وعمارته التي أظهرته كمكان معتم ومغلق، يعيش فيه الأطفال الأيتام، ليعكس البيئة القاسية والضاغطة التي يعيش فيها الأطفال، كما استخدمت الإضاءة بصورة متقنة، لتظهر العالم القاتم للأيتام، وتسلط الضوء على الحالة النفسية للشخصيات وعلى معاناتهم.
خاصة أن المكان على اتساعه، صمم ليشبه السجن في الكثير من تفاصيله، فالممرات الطويلة تعطي شعورا بالاختناق، بينما أضفت السقوف العالية إحساسا بالعزلة والبعد عن العالم الخارجي، لترسيخ حالة الخوف والتوتر التي يعيشها الأطفال داخل الدار.
وأسهمت الديكورات والألوان الباهتة والظلال الثقيلة القامة في تعزيز الأجواء المقبضة للمكان، بالإضافة إلى النوافذ المغلقة طوال الوقت، التي تضفي إحساسا بالحصار، وكأن الأطفال لا يمكنهم الهرب أو النجاة من هذا المكان، كما يؤكد على فكرة القسوة والظلم والعزلة.