مصر: البورصة تتحول للمنطقة الخضراء بعد وقف إطلاق النار في غزة..وخبيران يوضحان الأسباب
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحسنت مؤشرات البورصة المصرية بشكل كبير، منذ الإعلان عن التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إذ ارتفع المؤشر الرئيسي بمقدار 608 نقاط خلال الفترة من يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي وحتى ختام هذا الأسبوع.
وأغلق مؤشر البورصة قرب مستوى 30 ألف نقطة، وربح رأس المال السوقي 66 مليار جنيه (ما يعادل 1.
وأرجع خبراء هذا الصعود إلى تفاؤل المستثمرين بعد هدوء الأوضاع الجيوسياسية، وتوقعات استفادة الشركات المصرية من مشروعات إعادة إعمار قطاع غزة، وكذلك من زيادة الصادرات للولايات المتحدة الأمريكية بعد قررارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية على بعض الدول.
وحققت بورصة مصر أداءً قويًا خلال عام 2024، مدفوعة بإجراءات إصلاح السياستين المالية والنقدية للبلاد، وتحسن بيئة الاستثمار وأبرزها: تحرير سعر صرف الجنيه خلال شهر مارس/آذار من العام الماضي، وتحسن تدفقات النقد الأجنبي، إضافة إلى تنفيذ صفقات استحواذ كلي أو جزئي ضخمة على شركات مقيدة أبرزها السويدي إليكتريك، وتفوقت مؤشرات البورصة المصرية من حيث العائد على بورصات الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان وكذلك بورصات الخليج، وفق للتقرير السنوي لإدارة البورصة.
غير أن مؤشرات البورصة المصرية شهدت تراجعات حادة خلال آخر 3 شهور من العام الماضي ومطلع العام الجديد، بسبب موجة جني أرباح مما قلص من مكاسبها وحولت توقعات الخبراء للبورصة للمنطقة الحمراء على المدى قصير الأجل، وبعدما تم الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، عادت بورصة مصر للمنطقة الخضراء مجددًا بقيادة قطاعات الموارد الأساسية، ومواد البناء، والبتروكيماويات والأسمدة.
وأرجع رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للأوراق المالية-إيكما، محمد ماهر، أسباب صعود مؤشرات البورصة المصرية، إلى استقرار الأوضاع الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، عقب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة-رغم عدم ضمانات استمرار هذا الاستقرار- مما أعاد التفاؤل للمستثمرين مجددًا بشأن الاقتصاد المصري، من حيث عودة إيرادات قناة السويس لمعدلاتها الطبيعية بعد استقرار الأوضاع في باب المندب والسماح بمرور السفن دون هجمات من جماعة الحوثيين.
وتسببت هجمات جماعة الحوثيين على السفن المارة من باب المندب في عزوف كبرى شركات الشحن العالمية عن مرور السفن عبر قناة السويس، مما أدى إلى تراجع إيرادات القناة بقيمة 6.2 مليار دولار العام الماضي لتنخفض من 10.2 مليار دولار في عام 2023 إلى 4 مليارات دولار فقط العام الماضي، وفق تصريحات رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع.
وأوضح ماهر، في تصريحات خاصة لشبكة CNN بالعربية، أهمية استقرار الأوضاع الجيوسياسية على أداء البورصة المصرية، قائلًا إنه قبل التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كان يوجد تصاعد للعمليات العسكرية في القطاع، وكذلك انخفاض كبير في مرور السفن في قناة السويس، مما أدى إلى تعرض سوق المال المصري لموجة هبوط، ولكن الإعلان عن وقف إطلاق النار، واستعادة الهدوء في المنطقة، أثرا إيجابيًا على نفسية المستثمرين، وانعكس على صعود البورصة خلال الجلسات الماضية، ولكن ليس بنسبة كبيرة.
وحول توقعاته لأداء البورصة خلال الفترة المقبلة، قال محمد ماهر، إن البورصة المصرية ستسمر في موجة الصعود مدفوعة بالتفاؤل بشأن استفادة الشركات المصرية من قرارات ترامب، بشأن فرض رسوم جمركية على العديد من الدول ليست من بينها مصر، مما يمنحها فرصة لزيادة حجم الصادرات، مثل شركات الغزل والنسيج والصناعات الغذائية وكذلك فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية، لإنشاء مشروعات لإنتاج منتجات بمكون محلي مرتفع للسماح بتصديرها للولايات المتحدة وتجنب الرسوم.
وأشار رئيس الجمعية المصرية للأوراق المالية، إلى أن القطاع العقاري شهد صعودًا قويًا خلال الفترة الماضية، بسبب تحوط المستثمرين من تقلبات الأوضاع في المنطقة، واستفاد من هذا الصعود قطاع مواد البناء، نتيجة زيادة الطلب على العقار، وكذلك صعد قطاع البنوك مستفيدًا من زيادة سعر الفائدة، وزيادة استثمارات البنوك في شراء أدوات الدين الحكومية.
وزادت أسعار الفائدة في مصر 800 نقطة أساس خلال أول اجتماعين للجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري خلال عام 2024، ليصل سعر عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي إلى 27.25% و28.25% و27.75% على الترتيب، لتصبح مصر ضمن قائمة أعلى الدول من حيث معدلات الفائدة، ورغم ذلك استمر البنك المركزي في تثبيت الفائدة منذ مايو/أيار من العام الماضي للسيطرة على التضخم.
ومن جانبه، قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إيهاب رشاد، إن استقرار الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط أثر إيجابيًا على أداء البورصة المصرية، مشيرًا إلى أن التوترات الجيوسياسية تسببت في خفض عوائد قناة السويس، وقلصت من الإيرادات المتوقعة للسياحة المصرية، ولذا مع هدوء الأوضاع الجيوسياسية، سنشهد تحسنا في إيرادات القناة والسياحة مما يزيد من موارد البلاد الدولارية.
وارتفع عدد السياح الذين زاروا مصر إلى 15.7 مليون سائح خلال عام 2025، وفقا لبيان رسمي لرئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، والذي أكد أنه كان يتوقع أن تستقبل مصر 18 مليونًا لولا الاضطرابات الإقليمية التي تحيط بالبلاد.
وأضاف رشاد، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن هناك عوامل أخرى لصعود سوق المال المصري، ومنها توقعات استفادة الشركات المقيدة بالبورصة المصرية من مشروعات إعادة إعمار قطاع غزة، مثل شركات الأسمنت والسيراميك والمقاولات، وكذلك توقعات تحسن أداء البورصة الأمريكية وتأثيرها الإيجابي على أسواق المال في العالم كله، وذلك بسبب اهتمام ترامب بتحسين الاقتصاد الأمريكي، مما سيكون له تأثيرًا إيجابيًا على بورصة الولايات المتحدة.
ويرى إيهاب رشاد، أن العوامل الإيجابية السابق ذكرها ستدفع المؤشر الرئيسي للبورصة لكسر أعلى مستوياته عند 24 ألف نقطة، وأن يستمر صعود عدد من القطاعات مثل النقل والشحن، والذي سيستفيد من عودة مرور السفن من قناة السويس، وكذلك الصناعات الغذائية والبتروكيماويات.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري البورصة المصرية الحكومة المصرية الحوثيون غزة قناة السويس مؤشرات البورصة المصریة الأوضاع الجیوسیاسیة لوقف إطلاق النار فی استقرار الأوضاع العام الماضی أداء البورصة ملیار دولار قناة السویس المصریة من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الشربيني: الأيكوثيرم لعب دورا مهما في التحول للطاقة الخضراء بمؤتمر COP29 في أذربيجان
أكد السفير مصطفى الشربيني، الخبير الدولي في الاستدامة وتقييم مخاطر المناخ، رئيس الكرسي العلمي للاستدامة والبصمة الكربونية بمنظمة الألكسو بجامعة الدول العربية المراقب باتفاقية باريس لتغير المناخ، أهمية استكمال الجهود الدولية لتحقيق التزامات اتفاق باريس ودعم المبادرات التي تضمن توفير التمويل المستدام للدول النامية لتعزيز قدرتها على التكيف مع تغير المناخ.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة "مصر وأذربيجان: من COP27 إلى COP29 – مسار تكاملي"، بحضور الدكتور الخان بولوخوف، سفير جمهورية أذربيجان في القاهرة، ومشاركة واسعة من السفراء والخبراء البيئيين.
وأشار الشربيني إلى الدور المحوري الذي لعبه سفراء المناخ في الدفع بأجندة الاستدامة داخل COP29، حيث ركزت جهودهم على تعزيز الشراكات بين الدول النامية والمتقدمة من خلال مبادرات مثل "عالم أخضر" التي تهدف إلى تقليل الفجوة المناخية بين الدول، الضغط لتنفيذ التعهدات المناخية السابقة بما في ذلك مخرجات COP27 في شرم الشيخ، لضمان عدم التراجع عن الالتزامات المناخية لذلك يبرز دور سفراء المناخ كجهة رئيسية لمتابعة التنفيذ وضمان تحقيق تحول عادل ومستدام في السياسات البيئية والاقتصادية فنجاح COP29 لم يكن مجرد اتفاقيات، بل هو بداية لمرحلة تنفيذية حقيقية يجب أن يشارك فيها الجميع لضمان عالم أكثر استدامة.
وأضاف أنه مع اختتام مؤتمر الأطراف COP29 في أذربيجان، برزت العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة بالتمويل الأخضر، والاستدامة، والابتكار في مواجهة تحديات المناخ ومن بين الشخصيات البارزة التي لعبت دورًا رئيسيًا في المؤتمر الدكتور نايف الفقير، أمين عام سفراء المناخ وأحد الخبراء البارزين في مجال الاستدامة والذي قدم رؤى متقدمة حول دور الأيكوثيرم (EcoTherm) في تحقيق التحول نحو الطاقة المستدامة وتقليل الانبعاثات وهو نظام متطور لتقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية، يعتمد على تقنيات حديثة في إدارة الحرارة والطاقة، مما يجعله نموذجًا فعالًا يمكن تطبيقه في مختلف الصناعات، خاصة في الدول التي تسعى إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني.
من جانبه، أكد السفير الخان بولوخوف، أن أذربيجان لا تكتفي بمجرد استضافة المؤتمر، بل تسعى إلى أن تكون نموذجًا رائدًا في إشراك القطاعين العام والخاص في دعم المشروعات البيئية.. موضحا أن التمويل الأخضر هو مفتاح تنفيذ سياسات الحياد الكربوني، خصوصًا للدول النامية التي تواجه تحديات اقتصادية معقدة في التحول إلى الطاقة النظيفة.
وأشار بولوخوف إلى أن COP29 لم يكن مجرد مؤتمر سياسي، بل كان منصة لإيجاد حلول واقعية ومستدامة، حيث ركزت أذربيجان على جذب الاستثمارات البيئية، وتشجيع الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية، مما يضمن تحولًا عادلًا نحو الاقتصاد الأخضر دون الإضرار بالتنمية الاقتصادية.
ونوه بولوخوف إلى أهمية التعاون الدولي والمجتمع المدني في دعم العمل المناخي، وهنا يأتي دور سفراء المناخ بقيادة السفير الدكتور مصطفى الشربيني، الذي كان له إسهام بارز في مناقشات COP29، من خلال رؤيته حول التمويل المناخي العادل، وتعزيز إشراك المجتمعات المحلية في سياسات المناخ و دعم تطوير استراتيجيات الاستدامة عالميًا، وقيادته لمبادرات مثل سفراء المناخ، التي تهدف إلى إشراك الشباب والمجتمع المدني في تنفيذ أهداف المناخ.
وأشار أيضًا إلى أن الشراكة بين أذربيجان وسفراء المناخ تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي في ملف التمويل الأخضر، حيث تتلاقى رؤية أذربيجان مع مبادرات الدكتور الشربيني في وضع حلول فعالة لمواجهة تحديات المناخ، مع التأكيد على أهمية بناء القدرات المحلية وتطوير سياسات تدعم الاقتصاد الدائري وخفض الانبعاثات الكربونية.
وأكد السفير الأذربيجاني، أن التحدي الحقيقي لا يكمن في التعهدات والالتزامات، بل في آليات التنفيذ الفعلي، وهو ما دفع أذربيجان إلى التركيز على إيجاد آليات تمويل واضحة، وتعزيز الشفافية في توزيع الموارد المالية المخصصة للعمل المناخي.
وشدد على أن التعاون مع خبراء المناخ مثل الدكتور مصطفى الشربيني يساهم في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية، من خلال تبني نماذج مبتكرة في تمويل المشاريع المناخية، مثل السندات الخضراء، وصناديق الاستثمار المناخي، ودعم استخدام التكنولوجيا المتقدمة في إدارة الموارد الطبيعية.
من جهته، أشار الدكتور أحمد علي، عالم الايكو ثيرم بسفراء المناخ، خلال الندوة، إلى الدور الذي لعبه الدكتور نايف الفقير في المناقشات المناخية بمؤتمر COP29، حيث ناقش التحديات التي تواجه الدول النامية في التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وسلط الضوء على الحلول التكنولوجية التي يمكن أن تدعم هذا التحول والتأكيد على أن الاستثمار في تقنيات الأيكوثيرم ليس فقط ضرورة بيئية، بل هو فرصة اقتصادية، حيث يمكن أن يوفر على الدول مليارات الدولارات من تكاليف الطاقة، ويخلق فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا الخضراء؛ لذلك كان التركيز خلال مؤتمر COP29 على أن التحول إلى الاقتصاد الأخضر ليس مجرد خيار، بل ضرورة عالمية، وأن التكنولوجيا تلعب دورًا رئيسيًا في تسريع هذا التحول.
وأوضح الدكتور أحمد علي، أن نجاح COP29 لا يكمن فقط في التوصيات التي خرج بها المؤتمر، بل في كيفية تنفيذ هذه التوصيات عبر الشراكات الذكية بين الحكومات، القطاع الخاص، والخبراء الدوليين، وهو ما نراه يتحقق اليوم من خلال تعاون الأيكوثيرم وسفراء المناخ.