غزة: مَن وقف ومَن خذل؟ التاريخُ لا يرحم
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
محمد الموشكي
سَجِّلْ، أيها التاريخ، في مجلدات الزمن، سجل عن الحقيقة وعن ماذا حصل.
سَجِّلْ وتحدث عَمَّنْ وقف مع غزة حتى الرمق الأخير، بدون كلل أَو ملل.
سَجِّلْ وتحدث عَمَّنْ دعم غزة بالروح والدم، وبالغالي والنفيس، وبالمال والمدد، وبالإعلام والكلمة الحرة.
سَجِّلْ واكتُبْ لكي تعلم الأجيال فيما بعد من وقف ومن خذل، لكي يحذروا من الذين يركبون الموجات كما يفعلون دائمًا، من أُولئك الذين لم ينصروا غزة حتى بكلمة.
تحدث عنهم وعرهم وافضحهم، وأرِّخْ فضيحتهم، فهم الذي خذلوا وباعوا غزة، بل ووقفوا ضد من يدعمها.
أيها التاريخ سجل وتحدث عن قبحهم وخيانتهم وعمالتهم وسفالتهم مع الكيان المحتلّ المجرم الذي ارتكب أبشع وأفظع الجرائم أمام أعين هؤلاء الخونة.
نعم، أيها التاريخ، أنت لا ترحم، وهذا هو الشيء الجميل الذي تحمله؛ فسطر واكتب بماء من ذهب عن الأحرار عن لبنان، عن حزب الله، عن أمينه الأعظم الشهيد الأقدس السيد حسن نصر الله، الذي ضحى بنفسه نصرة ودفاعًا عن أطفال ونساء غزة.
تحدث وسَطِّرْ واكتب عن موقف المقاومة العراقية البطولي، الداعم بالأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة لغزة.
تحدث واكتب عن موقف إيران الثابت والمشرق مع غزة، الذي ليس وليد يومه بل منذ أكثر من أربعة عقود، وكذا تحدث واذكر واكتب وسطر أعظم وأروع المواقف التي قدمها الشعب اليمني العظيم، الذي لم يتخلف أَو يتوقف عن نصرة غزة منذ السابع من أُكتوبر حتى تم إعلان النصر في غزة التي صمدت، ولم يحقّق فيها نتنياهو أهدافه المعلنة من تحرير الأسرى الصهاينة وإبعاد المقاومة، بل وترحيل أهالي غزة إلى صحراء سيناء.
نعم، تحدث يا تاريخ عن الشعب اليمني الذي ناصر غزة بكل ما يملك، رغم الضغوط المعلنة والعروض المغرية، ورغم العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني، تحدث عنه وعن صواريخه المتطورة التي اخترقت أعظم المنظومات الدفاعية في العالم، والتي وصلت بفضل الله إلى عاصمة الكيان المحتلّ، تحدث عنها وعن رجال هذه القوة؛ إذ لم يهدأ لهم بال طيلة أَيَّـام العدوان على غزة، فكانت الهاجس الأكثر رعبًا وقلقًا للكيان.
تحدث عن المسيرات والحشود والخروج المليوني في كُـلّ المدن والمحافظات اليمنية، الذي لم يتوقف أسبوعًا واحدًا، حَيثُ وصل عددها إلى 900,000 وقفة وخروج مليوني حاشد مع غزة، تحدث ولا تكل ولا تمل عن معركة اليمن واليمنيين الفارقة في البحر الأحمر، والتي أذلت وأغرقت ودمّـرت سمعة أعظم قوة بحرية في العالم.
تحدث بشموخ، أيها التاريخ، عن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي كفى ووفى، ووقف مع شعبه الصادق الواعي مع غزة حتى الرمق الأخير واللحظة الأخيرة.
في المقابل أيتها الشعوب المقاومة العظيمة، وأيها الأحرار المقاومون في كُـلّ أصقاع الأرض ومن كُـلّ المذاهب والجماعات السياسية والمجتمعات الشرقية والغربية، يا من وقفتم في كُـلّ مكان بدون خوف مع غزة، مع الإنسانية، بكل ما تملكون، نقول لكم بالنيابة عن أطفال ونساء ورجال غزة، الذين هم الأحرار، وهم الأوفياء، وهم الذين دمّـروا مشروع الكيان وكانوا السد المنيع، جزاكم الله خير الجزاء.
وفي المقابل كذلك، عهدنا سنقوله ونكرّره للتاريخ ولغزة ولكل الأحرار: إذَا عاد العدوان الصهيوني الأمريكي سنعود ونقف من جديد ضد هذا الكيان وكما عهدتمونا أوفياء، سنبقى إن شاء الله أوفياءَ معكم ومع تضحياتكم حتى النصر، واللهُ حسبُنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترامب يقلل من أهمية زيلنسكي.. تحدث عن قدرة بوتين على أخذ أوكرانيا
قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أهمية حضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي للاجتماعات، وذلك في إطار الانتقادات التي تعرض لها بسبب عدم مشاركة كييف في المحادثات الأمريكية-الروسية بشأن أوكرانيا.
وقال ترامب في تصريحات عبر إذاعة "فوكس نيوز" إن "زيلنسكي لا يمتلك أوراقا، وبالتالي هو ليس مهما للمشاركة في أي اجتماعات"، مضيفا أنني "كنت أشاهد لسنوات، وكنت أشاهده يتفاوض دون أوراق. ليس لديه أوراق. وسئمت منه. أنت فقط تشعر بالمرض من ذلك. وقد شعرت بالأمر"، وفق قوله.
وتابع ترامب عن زيلينسكي: "لقد كان يعقد اجتماعات لمدة ثلاث سنوات، ولم يقم بأي شيء. لذلك، لا أعتقد أن من المهم جدًا أن يكون في الاجتماعات، لأكون صادقًا معك"، وأردف: "إنه يجعل من الصعب جدا عقد الصفقات. لكن انظر إلى ما حدث لبلده، تم تدميره".
وأعرب عن خيبة أمله من رفض زيلينسكي لصفقة المعادن الأرضية النادرة التي طلبها منه، مقابل الدعم الذي قدمته أمريكا لأوكرانيا، ودون ضمانات مستقبلية، وفق قول الرئيس الأوكراني.
وفي سياق متصل، تحدث ترامب عن قدرة بوتين على أخذ أوكرانيا بشكل كامل لو أراد، مشددا على أن "هذا هو السبب في أن زيلنسكي يجب أن يعمل من أجل التوصل إلى اتفاق مع الدولة التي غزته قبل ثلاث سنوات تقريبا".
وأردف قائلا عن بوتين: "هو يريد التوصل لاتفاق، وبوتين ليس مضطرا لإبرام صفقة، لأنه لو أراد، لكان قد حصل على البلاد بأكملها".
وانتقد ترامب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وزيلينسكي، متهما إياهما بعدم بذل ما يكفي من الجهد من أجل التوصل إلى تسوية كان من الممكن أن تحول دون غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022.
وأردف الرئيس الأمريكي قائلا: "كان بوسعهما التحدث مع بوتين بسهولة حول الأمر، لكنهما لم يعرفا كيف يتحدثان"، وتابع بالقول إنه لا يحاول "جعل بوتين يظهر بشكل أفضل أو أكثر لطفا"، لكنه أضاف بأن الحرب لم يكن يجب أن تقع.