سِرُّ الرقم 10 بين مكةَ ومرَّان.. وماذا بعد؟!
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
أشرف ماضي
من قاهرة المعز لدين الله دعوني أشارككم أهلنا في يمن الإيمان والحكمة ما تعيشونه من نصر أذهل العالم وعزة وكرامة!!
فأنا صحيحٌ مصري الهُوية لكني يمني الهوى وحب اليمن يجري في دمي، وَأنا في مقالي هذا لن أكتُبَ عن بطولات اليمن والصمود الأُسطوري لشعبها الكريم إنما سيكون حديثي عن السبب الذي جعل اليمن تصل إلى ما وصلت إليه من قوة هزمت قوى الشر العالمي وعلى رأسها أمريكا.
وكلما بحثت عن السبب الذي جعل اليمن تقف في وجه أمريكا دون خوف وتواجهها بثقة دائمًا يحضر في ذاكرتي الإمام المجدد المجاهد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مؤسّس المشروع القرآني والمسيرة القرآنية، التي جعلت اليمن على فوهة بركان أشعلته أمريكا لكنها استطاعت أن تنجو منه وأحرقت به كُـلّ من ناصبها العداء!!
فنحن نعلم أنه وعلى رأس كُـلّ مِئة عام يرسل الله منا آل البيت مجددًا للدين ومصلحًا للأُمَّـة، وَالسيد حسين من خلال مشروعه القرآني التنويري النهضوي هو إمام ومجدد، والسيد عبدالملك هو قائم آل محمد، وقد دعا سيدنا رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله وسلم- للقائم من آل بيته فقال: “اللهم انصُر قائمَهم واهدي ضالَّهم”.
فالنصر والتمكين قادم لا محالة على يديه، وعلى يد كُـلّ من انتهج منهج السيد حسين ومشروعه العظيم، الذي ظهر به من مران صعدة باليمن في فترة فارقة في تأريخ الأُمَّــة تجعل من الأهميّة الرابط بينها وبين الرسالة المحمدية في مكة المكرمة، تلك هي كلمة السر التي تغاضى عنها الإعلام العربي بشكل متعمد، وتلك هي حقيقة الصراع بين اليمينين وأمريكا واليهود.
وما أشبه اليوم بالأمس، بل ما أشبه المسيرة القرآنية التي هي على خُطَى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى اللّه عليه وآله وسلم.
فإذا استحضرت وضع العرب قبل الإسلام كيف كان الفساد الأخلاقي بكل أنواعه وأشكاله ظلماً، ربا، قتلاً، وَاستعباد البشر للبشر، انتشار السفاح وزنا المحارم وَ… إلخ، حتى جاء النور والرحمة المهداة للعالمين، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الباطل إلى الحق، ومن الاستعباد إلى الحرية حقّق فيها العدالة على الأرض، وظل رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله وسلم- عشر سنوات في مكة وهو محارب من أقرب الناس إليه وضرب عليه حصار من قبيلته قريش، وهو في جهاد مُستمرّ تحمل فيه أذية قومه ومحاولاتهم القضاء عليه وعلى دينه، وأبى الله إلا أن يتم نوره.
كذلك مؤسّس المسيرة القرآنية وأمام زمانه السيد حسين بن بدر الدين الحوثي، طراز آل علي بن أبي طالب، سلالة عبد المطلب بن عبد مناف، ذرية بعضها من بعض، وهي الذرية الصالحة التي أمرنا اللّه سبحانه وتعالى، أن نصلي عليهم في اليوم خمس مرات في الصلاة المفروضة!!
وكذلك إذَا نظرنا إلى حال اليمن في الفترة التي ظهر بها السيد حسين بمشروعه العظيم سنجد أنها بعد نهاية الدولة المتوكلية، وتحديداً في عهد الرئيس السابق على عبدالله صالح كانت تعيش حالة من التبعية والارتهان للخارج وبالذات لأمريكا، التي كانت تتحكم بأمر اليمن وثرواتها، في ظل تجهيل وتفقير متعمد لشعبها الذي يعيش في أرض غنية بالثروات سخرت لصالح أسرة النظام الحاكم.
غير أن يمنَ الإيمان والحكمة، بلد أولياء اللّه الصالحين وبلد الأنصار الأوس والخزرج، رزقهم اللّه بالسيد حسين المجدد المجاهد بالمشروع القرآني والمسيرة القرآنية، التي ما إن بزغ نورُها مُحدِثًا وعيًا كَبيرًا بين أتباع السيد حسين حتى وصلت إلى مسمعِ السفير الأمريكي فأدرك خطرها على مشروع بلده الاستعماري ليس فقط لليمن إنما على كامل الأرض العربية، وهذا ما جعل أمريكا تسعى لوأد هذه الصحوة الإسلامية الحقيقية عن طريق السلطة الحاكمة.
وكما حاول أبو جهل مكة أن يقضي على الدعوة الإسلامية، حاول أبو جهل اليمن علي محسن الأحمر وأبو سفيان اليمن علي عبدالله صالح القضاء على المشروع القرآني فقاموا باغتيال الشهيد القائد حسين سلام الله عليه.
وتبادلوا التهاني مع أمريكا بأنهم قد قتلوا حسين الحوثي ظنًّا منهم أن السيف سينتصر على الدم وسينتهي الخطر المحدق بأمريكا من هذا المشروع، سرعان ما خابت رهاناتهم؛ فثورة الوعي التي أحدثها الشهيد القائد كانت قد تغلغلت بعقول أتباعه الذين رفضوا الانصياع للسلطة وواصلوا مسيرة الحق بقيادة عبدالملك الحوثي، الذي كان خير خلف لخير سلف، على الرغم من الحروب التي شنت عليهم برعاية أمريكا والسعوديّة، فاستطاع أن يجعل من البذرة التي بذرها السيد حسين جبال راسخة بالوعي بعد أن انتشرت المسيرة القرآنية بين أهل اليمن محدثة وعيًا كَبيرًا، به أخرجوا أمريكا من اليمن وانتزعوا سيادتها، وهذا ما جعلها تأتيهم بعدوان خبيث لتستعيدَ سيطرتها على اليمن، التي رفضت الاستسلام وواجهت أمريكا وأدواتها طيلة عشر سنوات، جعلتها تمتلك قوة ردع هزمت مشروع الاحتلال لبلدهم، وأصبحت نِدًّا قويًّا لأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، واجهتهم ببأس شديد في معركة الإسناد لغزة ملحقة بهم أنكى الهزائم وكان تأثيرها قويًّا وسببًا لإنهاء الحرب على غزة.
وهنا نستطيع القول إن الفضل فيما وصلت إليه اليمن اليوم من مكانة كبيرة وهيبة في قلوب العدوّ والصديق هو المشروع القرآني ودم السيد حسين، الذي أروى أرض اليمن عزة وكرامة وأعادها إلى قيم الدين الإسلامي الصحيح.
وكما وعد السيد حسين أصحابه بأن يومًا ما سيصل صدى الصرخة من مران إلى كُـلّ اليمن؛ فكان وعده الحق، ومن مران وصل صدى الصرخة إلى كامل اليمن، بل وصلت خارج الحدود فقد تم الصدح بالصرخة في أغلب الدول العربية والإسلامية، منها أمام نقابة الصحفيين ومعرض القاهرة للكتاب، لا سيَّما بعد الانتصارات التي حقّقها الجيش اليمني في إسناد غزة خلال طوفان الأقصى وخلال سنوات العدوان على اليمن، هي نفس عدد السنوات التي حاربت بها قريش النبي الكريم للقضاء على الدعوة الإسلامية، لكن مكرهم هو يبور، وهذا سر الرقم 10 بين مكة ومران.
* كاتب مصري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المشروع القرآنی السید حسین ه علیه
إقرأ أيضاً:
أبو حمزة : التحية لأهلنا في اليمن وللقائد الشجاع السيد عبد الملك الحوثي
الثورة نت/
توجه الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أبو حمزة ، بالتحية للشعب اليمني والقائد الشجاع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذين حركوا صواريخهم ومسيراتهم لتضرب عمق الكيان الصهيوني وفرضوا حصاراً بحرياً غير مسبوق على الكيان المجرم.
كما توجه أبو حمزة في كلمة مصورة له اليوم الثلاثاء بمناسبة انتصار المقاومة الفلسطينية بالتحية للشعب المقاوم في لبنان ومجاهدي حزب الله الذين صمدوا في الميدان وقاتلوا العدو في كل شبر ونستحضر القائد العزيز سماحة السيد حسن نصر الله وإخوانه الشهداء قادة ومجاهدين ولكل شهداء الشعب اللبناني والفلسطين .
وأرسل التحية كذلك لإيران التي مسحت بكرامة المحتل شوارع “تل أبيب” في عمليات “الوعد الصادق 1 و2” والشكر للشعب العراقي ولمقاومته التي قدمت المستطاع والممكن نصرة للشعب الفلسطيني .
كذلك وجه أبو حمزة التحية الجهادية العطرة في الضفة ونخص بالذكر كتائب سرايا القدس في جنين وطوباس وطولكرم وكل الفصائل التي ألهبت آليات الاحتلال بالعبوات الناسفة، مضيفًا: “تابعنا مشاهد الفرح في المدن الفلسطينية التي استقبلت الدفعة الأولى من أسرانا في مشهد عظيم.”
وأضاف أبو حمزة في كلمته إن معركة طوفان الأقصى بدأت انطلاقاً من القوانين السماوية وكفلتها القوانين الدولية في العبور التاريخي المقدس للمقاومة الفلسطينية إلى أراضينا المحتلة في أكبر وأنجح عملية نوعية معقدة في الصراع العربي مع الاحتلال.
وتابع إن “معركة طوفان الأقصى البطولية التحمنا فيها منذ الساعات الأولى وقد أعلنا حينها عن أسرنا لعدد من الصهاينة والإجهاز على من تجرأ على مواجهة نخبة الباسلة التي أبدت جهوزية عالية النظير من خلال الإغارة السريعة على مواقع العدو تطبيقاً لما تعلموه على مدار سنين الإعداد والتهجيز.”
وشدد على أن شعار المقاومة “كان منذ بداية المعركة أنه مهما طالت الحرب فنحن أهلها يا نتنياهو لأننا أعددنا لها جيلاً تربويا ومن خلفنا شعبنا البطل الذي صمد معنا صمود عز نظيره في التاريخ وله في أعناقنا التزامات كبيرة.”
وأوضح: “بدأنا معركتنا بالتوكل على الله وتركنا بيوتنا وأهلنا وكل ما نملك وكنا نعلم صعوبة التكليف الذي يقع علينا مع شعبنا وأننا نواجه الاحتلال رفقة ثلة مؤمنة في اليمن ولبنان والعراق وإيران نيابة عن مليار ونصف مليار مسلم والواجب الشرعي والوطني يحتم علينا مواجهة الاحتلال بكل الطرق وكان اليقين بالله بتسديدنا”
وقال إنه مع دخول أول دبابة إلى قطاع غزة كانت سرايا القدس في الميدان وخرج مقاتلونا الرابضين في الأنفاق والعقد القتالية للتصدي بالوسائط القتالية المتوفرة، مشيرًا إلى استمرت عملياتنا الجهادية النورانية حتى الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار وهذه العمليات المباركة ما كانت لولا الإعداد والتجهيز طوال السنوات من مجاهدين تخرجوا من مدرسة عربية وإسلامية أصيلة..
وتابع: رأى الجميع كيف تصدينا لدبابات العدو وجهنا لوجه في مشهد يؤكد على أحقيتنا في الأرض، مضيفًا أن “الاحتلال انتظر منا رفع الرايات البيضاء ولم يجد سوى الرايات السوداء والموت في ميادين غزة.”
ولفت إلى أن عملية “طوفان الأقصى” جاءت نتيجة الاعتداء على المقدسات وشتم النبي الكريم والحصار المستمر على قطاع غزة، وأنه رغم الحصار صنعت غزة ما صنعت بالعدو وهذه حجة على جيوش العرب والمسلمين أمام الله بتقاعسهم عن الجهاد وخذلانهم لمسرى نبيهم.
ووصف أبو حمزة جرائم الاحتلال كدليل على أن جيشه قادم من مستنقعات الصرف الصحي، موضحًا: “أي جيش هذا الذي يدفع بآلاف الجنود إلى مدينة صغيرة ويرمي البيوت والمساجد والكنائس والجامعات بالصواريخ الأمريكية، ومع ذلك لم يقضي على مقاومتنا ولم يستعد أسراه ولم يحقق إنجازاً سوى الدمار والخراب.”
وأعزى الناطق باسم سرايا القدس شرف الإنجاز الكبير والعظيم على طريق التحرير الذي كان من أبرز عناوين المعركة إلى الصمود الأسطوري لشعب غزة وكان مثالاً يحتذى به في النضال والصمود، موجهة رسالة لهم: “فأنتم أوتاد الأرض ومرتكز كل رهان ولولا صمودكم ما كانت المقاومة ولا سجلنا هذا الإنجاز.”
ووجه الناطق باسم سرايا القدس الشكر للوسطاء في قطر ومصر على دورهم في سبيل إنجاح الصفقة، وإلى وسائل الإعلام العربية والأجنبية الحرة التي جعلت من غزة العنوان، لقناة الجزيرة التي لم تغادر الميدان رغم كل الاستهدافات، وللإخوة في الميادين وفلسطين اليوم والقدس اليوم والأقصى والمنار والعربي والمسيرة والغد وكل المنصات والطواقم الصحفية
ودعا كل القوى الفاعلة في العالم لوضع فلسطين على رأس أولوياتها، مؤكدًا أنه لا استقرار ولا سلام ولا أمان في المنطقة إلا باستقرار فلسطين وشعبها وعلى العالم العربي والإسلامي والغربي الوقوف عند مسؤولياتها أمام عنجهية العدو وجنونه.