يمانيون../
للمرة الثانية يتولى دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، متعهدا في ثلاثة خطابات ألقاها أثناء تنصيبه باتخاذ جملة من القرارات الخارجية والمحلية التي ستعيد “العصر الذهبي لأمريكا حسب قوله.

وأمام ذلك تظهر العديد من التساؤلات والاستفهامات على الساحة حول ماهية السياسة التي سيعتمدها في التعامل مع الشرق الأوسط.

ويأتي تنصيب الرئيس دونالد ترمب في وقت لا تزال فيه الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة في تحالفها العدواني ضد اليمن الذي أنشأ في الثالث من ديسمبر العام2023م بهدف حماية الملاحة الإسرائيلية من العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة.

وعلى مدى عام كامل من المواجهة العسكرية لم تفلح الولايات المتحدة الأمريكية في منع العمليات العسكرية اليمنية ولم يقتصر ذلك العجز على الحماية فحسب، وإنما تفاجأت أمريكا بأن أسطولها البحري بكامل عدته الهجومية والدفاعية من مدمرات وبارجات وحاملات الطائرات باتت عرضة للاستهداف من قبل الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.

لم يكن في حسبان دول الغرب وعلى رأسها أمريكا أن هيمنتهم العسكرية في المنطقة ستنتهي يوماً ما، والأعجب من ذلك أن اليمن الفقير المثخن بالجراح سيفعل ذلك!

في معركتها ضد القوات المسلحة اليمنية، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية جل ما بوسعها لضرب البنية العسكرية وتدمير مخازن الأسلحة الاستراتيجية للقوات المسلحة اليمنية، ومع ذلك لم تحقق أي هدف، فالقدرات العسكرية اليمنية ما زلت في أوج قوتها، وفي تنام متصاعد بحسب قول السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي _يحفظه الله.

وبعد عام من الإخفاق الأمريكي في اليمن والذي تزامن مع تنصيب دونالد ترمب يؤمل حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية السياسيين وغيرهم أن إدارة ترمب ستتمكن من إعادة الهيبة الأمريكية في المنطقة التي سقطت على أيدي القوات المسلحة اليمنية.

وفي هذا السياق يؤكد الأمين العام للحزب الديمقراطي سفيان محمد العماري أن إدارة ترمب لن تؤثر بشيء على الملف اليمني.

ويرى في حديث أن النهضة العسكرية الكبرى للقوات المسلحة اليمنية هي نتاج طبيعي أوجده ميدان المواجهة مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي المتراكمة لعقد من الزمن.

ويوضح أن دونالد ترمب له تجربة خاصة مع اليمن أثناء توليه المرة الأولى للرئاسة والتي من خلالها قدم الدعم اللوجستي والعسكري لتحالف العدوان السعودي الإماراتي بشكل كبير جدا وغير محدود.

ويشير إلى أن الحل في اليمن يكمن من خلال مرتكزين أساسيين هما الوضع الداخلي المتماثل في مدى التوافق والانسجام بين مختلف المكونات السياسية، وعلى المستوى الإقليمي الخارجي، والمتمثل في عدم التدخلات الأجنبية في الوطن.

ويلفت إلى أن سياسة ترمب لن يكون لها أي تأثير سوى في ملف غزة والتي سيواجه بسياسة مناوئة من قبل اليمن ممثلا بالسيد القائد _يحفظه الله.

وبالرغم من التغير الدوري لرؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن التعامل الإقليمي والدولي يظل ثابتا وأساسياً ولا يتغير، إلا بتغيرات طفيفة بما يتلائم وفق المصالح الأمريكية، فالنجدة الأمريكية للكيان الصهيوني عامل سياسي ثابت لا يتغير حيث تثبت الدلائل والشواهد التاريخية أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تبخل يوماً على الكيان الصهيوني، ولم تمنع عنه أي شي، وإنما تبذل ما في وسعها لخدمته، ففي الإدارة السابقة، و أثناء تولي بايدن قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعما لوجستيا وعسكريا هو الأكبر من نوعه على مدى التاريخ.

وفي هذا السياق يؤكد الأمين العام المساعد لحزب شباب التنمية الوطني الديمقراطي عضو الهيئة التنفيذية لتحالف الأحزاب السياسية المناهضة صالح السهمي أن الإدارة الأمريكية وضعت برنامجا فيما يتعلق بالملف اليمني.

ويقول في تصريح خاص “للمسيرة “: “لا جديد في الأمر سواء في ظل إدارة بايدن أو في عودة إدارة ترامب إلى السلطة”.

ويضيف : “شاهدنا سياسة الإدارة الأمريكية حول الملف اليمني إبان تنصيب ترامب في المرحلة السابقة وكانت سياسته واضحة وجلية تجاه الملف اليمني”، مشيرا إلى أنه حاول استخدام أكثر من ورقة في هذا الملف، ولكن _بفضل الله تعالى_ تجاوزنا الكثير والكثير وبات اليمن اليوم يمتلك قوة أكبر مما كان عليه في السابق”، مؤكدا أن اليمن في معركته الجهادية “الفتح الموعود والجهاد المقدس” فاجأ العالم، وأدهش العدو بصموده الأسطوري، وأدائه النوعي في مواجهة قوى الشر العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا.

وذكر السهمي أن القوات المسلحة اليمنية سبق وأن استقبلت الرئيس الأمريكي ترامب أثناء توليه المرحلة الأولى بصاروخ باليستي أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية خلال الحرب العدوانية الظالمة على اليمن، موضحا أن القوات المسلحة اليمنية استطاعت _بفضل الله تعالى_ توجيه ضربات موجعة ومنكلة بالأعداء الأمريكيين والبريطانيين بشكل أذهل العالم وأدهش العدو نفسه.

علامة الدهشة والذهول والاستغراب والعظمة بما تقوم به القوات المسلحة اليمنية خلال معركة طوفان الأقصى بات واضحاً وجلياً من خلال حديث وسائل الإعلام الدولية والعالمية، وكذا ناشطي “السوشيال ميديا” عبر مختلف المنصات، والتي تسلط الضوء بشكل دائم، ومتكرر حول العمليات العسكرية اليمنية وأثرها على الكيان الصهيوني وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين.

ما حدث من تطور لافت لدى القوات المسلحة اليمنية يعد نبذه بسيطة مما توعد به صاحب القول والفعل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي _يحفظه الله_ والذي توعد بالتطوير المستمر والمواكب والمتصاعد للقدرات العسكرية اليمنية، وبالتالي فإن تغير الإدارة الأمريكية لا يغير من الواقع شيئا، فأحداث معركة البحر الأحمر كشفت للعالم مدى هشاشة وضعف الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها لم تعد كما كانت ذات هيمنة عالمية تفرض املاءاتها على دول المنطقة.

وفي هذه الجزئية يؤكد السهمي أن اليمن سيواصل تطوير قدراته العسكرية غير آبه بتهديدات الأعداء ووعيدهم، كما أنه سيعمل على بناء البلد وتنميته، وإعادة الإعمار، و في بناء القدرات العسكرية لقواتنا المسلحة التي تحمي سيادة البلد.

المسيرة محمد حتروش

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة القوات المسلحة الیمنیة العسکریة الیمنیة الملف الیمنی دونالد ترمب

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية: نرحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية أجنبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 رحبت الحكومة اليمنية، اليوم الخميس، بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية.

وأضافت من خلال بيان لها، "أن القرار يعكس إدراكا عالميا لخطورة الأعمال الإرهابية التي تمارسها مليشيا الحوثي بما في ذلك هجماتها المتكررة على الملاحة الدولية".

 وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، إدراج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقال البيت الأبيض في بيان له، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وإنه سيتم بعد المراجعة إصدار توجيه للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بإنهاء علاقتها مع الكيانات التي قدمت مدفوعات للحوثيين".

وأضاف البيان أن "سياسة الولايات المتحدة هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم".

مقالات مشابهة

  • الحكومة اليمنية: نرحب بقرار الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية أجنبية
  • من اليمن إلى سوريا.. ردود فعل عربية ودولية على تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا
  • بعد تنصيبه للمرة الثانية رئيسا لأمريكا.. ماذا بعد فوز ترامب؟
  • أبرز الأوامر التنفيذية التى وقعها ترامب بعد تنصيبه رئيسا لأمريكا
  • بعد تنصيبه رئيسا لأمريكا.. أول دعوى قضائية ضد ترامب
  • رئيس وزراء اليابان يهنىء دونالد ترامب على تنصيبه رئيسا لأمريكا
  • العليمي يهنئ ترامب لتوليه الرئاسة الأمريكية ويتطلع لدعم اليمن في استعادة دولته واسقاط إنقلاب الحوثيين
  • ردود فعل عربية ودولية على تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا
  • نشأت الديهي يكشف دلالة كلمة ترامب في حفل تنصيبه رئيسا لأمريكا