بسبب الفشل أمام “طوفان الأقصى”.. موجة من الاستقالات تضرب قيادة جيش العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
يمانيون../
ضربت موجة من الاستقالات جيش العدو الصهيوني، بدأها أمس الثلاثاء رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي على خلفية الفشل في صد هجوم “طوفان الأقصى”، لتتواصل بذلك التداعيات الأمنية والسياسية للعملية التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وتتوالى العواصف السياسية والعسكرية داخل كيان العدو الصهيوني منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، أعنفها الهزة التي أحدثتها هذه التطورات في هيكل القيادة العسكرية الصهيونية، والتي تمثلت في استقالات متلاحقة لقادة عسكريين بارزين، على رأسهم هاليفي.
ويتفق الخبراء والمُحللون أن هذا الحدث ليس مجرد تغيير إداري، بل يعكس أزمة هيكلية عميقة ضربت جذور المؤسسة العسكرية الصهيونية وعلاقتها المتوترة مع حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي التفاصيل أعلن رئيس الأركان الصهيوني هرتسي هاليفي استقالته رسميًا، على أن تدخل حيز التنفيذ في السادس من مارس المقبل.. وجاءت هذه الاستقالة عقب فشل جيش العدو الصهيوني في منع العبور الكبير الذي استهدف مستوطنات “غلاف غزة”، وترك بصماته المريرة على المشهد الأمني والسياسي داخل كيان العدو.
وتزامنت هذه الاستقالة مع توقف إطلاق النار في غزة، بعد أكثر من 15 عامًا من الإبادة الجماعية التي جوبهت بصمود واستبسال فلسطيني فريد؛ ما كشف الستار عن صراعات داخلية حادة بين القيادة العسكرية والسياسية في الكيان الصهيوني.
وحفزت استقالة هاليفي موجة جديدة من الاستقالات في المؤسسة العسكرية، أبرزها قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، والمسؤولة عن النيابة العسكرية اللواء يفعات يروشلمي.. كما سبق ذلك استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، الذي تحمل مسؤولية الإخفاق الأمني في أحداث السابع من أكتوبر.
وكشفت هذه الاستقالات توترًا متصاعدًا بين المؤسسة العسكرية وحكومة بنيامين نتنياهو، خاصة مع التدخل السياسي الواضح في شؤون الجيش.
وخلال حرب الإبادة، تكررت الانتقادات الموجهة إلى رئيس الوزراء ووزير الجيش يسرائيل كاتس، بسبب تدخلاتهما في القرارات العسكرية، وتعمدهما تأخير التحقيقات في إخفاقات الجيش، فضلًا عن فرضهما تعيينات مثيرة للجدل في المناصب العليا.
ويؤكد المحللون العسكريون الصهاينة أن استقالة هاليفي لم تكن بسبب الإخفاق الأمني فقط، بل جاءت أيضًا نتيجة ضغوط سياسية، ما يعكس عمق الأزمة داخل جيش الإحتلال.. مشيرين إلى أن هذه الاستقالات ستترك جيش الإحتلال غارقًا في أزمة قيادة، وسط استنزاف للموارد البشرية وصراعات سياسية متفاقمة.
ومنذ اللحظات الأولى لهجوم “طوفان الأقصى”، واجه جيش العدو اتهامات بالجهوزية المتدنية والارتباك في اتخاذ القرارات.
ويقول مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية عميحاي أتالي: إن الجيش كان “فوضويًا”، منغمسًا في عقيدة عسكرية منفصلة عن الواقع.. فبعد 15 شهرًا من الحرب، لم تحقق “إسرائيل” أهدافها العسكرية، ولم تتمكن من تحرير رهائنها إلا ضمن صفقات تبادل.
ويتفق المحللون على أن استقالة هاليفي ستفتح الباب أمام تداعيات خطيرة، أبرزها رحيل مزيد من القادة العسكريين واهتزاز الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية.
ويرى المحلل السياسي والخبير في الشأن الصهيوني إيهاب جبارين، أن توقيت الاستقالة يأتي لإحراج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته.. مشيرًا إلى أن هاليفي باستقالته يعترف بفشل الجيش في أداء مهامه، محملا نفسه المسؤولية في ظل لجنة التحقيق والضغوط العامة.
ويؤكد جبارين أن الفشل لا يقتصر على المستوى العسكري، بل يمتد إلى المستوى السياسي الذي كتب السيناريوهات وأدار الحرب بشكل سيئ.. مُقدرًا أن الاستقالة تضغط على نتنياهو الذي يواجه تحديا كبيرا لإقناع الحلفاء الدوليين -مثل الولايات المتحدة- بقدرة حكومته على إدارة المرحلة المقبلة بعد 15 شهرا من الفشل العسكري والسياسي.
وأوضح أن استقالة هاليفي في هذا التوقيت تعني أن “إسرائيل” بدأت مرحلة جديدة من المحاسبة الداخلية.. مشيرا إلى أن الحرب على غزة وضعت أوزارها، لكن “الحرب السياسية داخل “تل أبيب” بدأت الآن”.
وتبقى استقالة هاليفي حلقة جديدة في سلسلة الأزمات التي تواجه الكيان الغاصب، ولا تقتصر على المؤسسة العسكرية، بل تمتد إلى النظام السياسي برمته.
وتنوعت ردود الفعل في الصحافة الصهيونية على استقالة هاليفي، ففي حين دعا كُتّاب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تقديم استقالة حكومته لأنها شريكة في الفشل، اعتبر آخرون الاستقالة جزءا أساسيا من حالة الاعتراف الصهيوني بالفشل في توقع هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
وسلط آخرون الضوء على أن حكومة نتنياهو ستستغل هذه الخطوة وما يليها من استقالات لضباط كبار آخرين للقيام بتعيينات جديدة تكرس المنهج اليميني المتطرف للحكومة في القضايا السياسية والعسكرية.
وكان هاليفي الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ في السادس من مارس المقبل، قال في خطابه: إن الجيش الصهيوني فشل في مهمة الدفاع عن “إسرائيل”، والدولة دفعت ثمنا باهظا”.. مضيفاً: “أتحمل المسؤولية عن فشل الجيش في السابع أكتوبر 2023.. مسؤوليتي عن الفشل الفظيع ترافقني يوما بيوم وساعة بساعة”.
ويعتبر وزير العدل الصهيوني الأسبق حاييم رامون أن هناك ثلاثة أشخاص مسؤولين عن هذا الفشل وهم بالإضافة إلى هاليفي، وزير الحرب يوآف غالانت الذي قدم استقالته في وقت سابق، ورئيس الوزراء نتنياهو.
ويقول “نتيجة لذلك، اضطررنا إلى إبرام صفقة تبادل كانت هزيمة كاملة”.. مستدركاً بالقول: “حتى لا يكون هناك سوء فهم، أعتقد أنه في ظل الظروف الحالية لم يكن هناك خيار سوى السعي للتوصل إلى اتفاق، وعلى الأقل سنحقق هدف إعادة المحتجزين حتى بثمن إنهاء الحرب وأن تظل السيادة في غزة بيد حماس”.
وفيما يلي أبرز الاستقالات الصهيونية على خلفية الفشل العسكري والأمني والاستخباراتي في التوقع والتصدي لهجوم السابع من أكتوبر 2023م:
-في 21 يناير 2025: رئيس هيئة أركان جيش العدو هرتسي هاليفي يعلن استقالته بداية من السادس مارس المقبل، ويقول في كلمة متلفزة: “في السابع من أكتوبر فشلنا في الدفاع والهجوم، وسأحمل نتائج ذلك اليوم الرهيب معي لبقية حياتي”.
-في اليوم ذاته يُعلن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الصهيوني يارون فينكلمان استقالته، ويقول في كتاب الاستقالة: “في السابع من أكتوبر فشلت في الدفاع عن (منطقة) النقب الغربي، وسيبقى هذا الفشل محفوراً في ذهني لبقية حياتي”.
-في 12 سبتمبر 2024: قائد الوحدة 8200 الاستخبارية في الجيش يوسي سارييل يستقيل قائلاً: “في السابع من أكتوبر لم أقم بالمهمة كما توقعت وكما توقع المرؤوسون والقادة”.
-في اليوم ذاته استقال قائد الشرطة الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة اللواء عوزي ليفي.
-في 11 يوليو 2024: قائد المنطقة الجنوبية في جهاز الشاباك (يشار إليه بالحرف “أ”) يستقيل جراء إخفاقه في التعامل مع هجوم حماس.
-في التاسع من يونيو 2024: استقالة قائد فرقة غزة في الجيش آفي روزنفيلد بسبب فشل فرقته في صد الهجوم، وتمكُّن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، من احتلال مقارّ الفرقة.
-في 22 أبريل 2024: رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا يستقيل، ويعلن تحمله مسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر.
-في الرابع من أبريل 2024: استقالة رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية عميت ساعر.
هذا ومن المتوقع أن يشهد جيش العدو الصهيوني مزيداً من الاستقالات حتى نهاية يناير الجاري، إذ حدد وزير الحرب يسرائيل كاتس هذا التاريخ الراهن موعداً لإنهاء الجيش تحقيقات داخلية في إخفاق السابع من أكتوبر.. في المقابل، يرفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تحمُّل أيّ مسؤولية، ويتمسك بمنصبه، ويرفض دعوات المعارضة إلى انتخابات مبكرة.
السياسية – مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی السابع من أکتوبر جیش العدو الصهیونی المؤسسة العسکریة بنیامین نتنیاهو استقالة هالیفی من الاستقالات رئیس الوزراء طوفان الأقصى فشل فی
إقرأ أيضاً:
قبل مواجهة الكاميرون.. غيابات بالجملة تضرب صفوف منتخبنا الوطني
تستعد بعثة “منتخبنا الوطني” للسفر إلى العاصمة الكاميرونية ياوندي، وذلك استعداداً لمواجهة صعبة أمام الكاميرون، الثلاثاء المقبل، بالجولة السادسة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وسط غيابات عديدة في صفوف كتيبة المدير الفني السنغالي “أليو سيسيه“.
وتسافر بعثة منتخب ليبيا الليلة، على متن طائرة خاصة نحو الكاميرون، وسيخوض منتخبنا اللقاء بملعب “أحمدو أهيدجو” في العاصمة ياوندي بغيابات ضربت الفريق.
ووفق المعلومات، “تأكد غياب المدافع “علي يوسف” ضد الكاميرون بسبب عقوبة الإيقاف في تصفيات المونديال، بعد تعرضه للطرد في لقاء ضد موريشيوس، وتم إيقافه عن اللعب لثلاث مباريات، وقضى منها عقوبة الإيقاف أمام الرأس الأخضر وأنغولا وبقيت مباراة الكاميرون”.
وبالإضافة إلى “علي يوسف”، “يفتقد المنتخب الوطني خدمات قائده “فيصل البدري” في وسط الميدان في مباراة ضد الكاميرون للإيقاف، بسبب تراكم البطاقات الصفراء، وسبق أن تحصل اللاعب على بطاقتين صفراوين خلال مباراتي الرأس الأخضر وأنغولا”.
أيضًا تعرض المنتخب الوطني، لضربة أخرى مزدوجة بسبب تراكم البطاقات الصفراء، بغياب الثنائي صانع الألعاب “عمر الخوجة” والجناح فاضل سلامة.
وفي حين ، تأكد غياب المدافع “عبد العزيز الصويعي”، لإصابة ستبعده عن مواجهة الكاميرون، وبدلًا منه استدعى الجهاز الفني للمنتخب الليبي لاعب الأخضر “أحمد صالح”، وتدور الشكوك أيضًا حول قدرة كل من “صبحي المبروك” الظهير الأيسر، و”عبد الله داقو” لاعب الوسط، على المشاركة بعد تعرضهما لإصابة في المواجهة الأخيرة أمام أنغولا”.
من جهة أخرى، وبعيدًا عن الإصابات والإيقافات، “يستعيد منتخب فرسان المتوسط خدمات نجمه “أسامة الشريمي” خلال المباراة المرتقبة التي ستجمعه أمام الكاميرون، بعد غيابه عن المواجهة الأخيرة بسبب الإيقاف”.
وغاب “الشريمي” عن مواجهة المنتخب الوطني الأخيرة ضد “أنغولا” للإيقاف، “بسبب تراكم البطاقات الصفراء، بعدما سبق أن تحصل اللاعب على بطاقتين صفراوين خلال مباراتي موريشيوس والرأس الأخضر”.
وبالرغم من هذه الغيابات، إلا أن “منتخب ليبيا يأمل في تحقيق نتيجة إيجابية الثلاثاء المقبل ضد الكاميرون، رغم صعوبة المهمة في ياوندي”.
وحيث “يتصدر منتخب “الرأس الأخضر” ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 10 نقاط، بينما يأتي “الكاميرون” في المركز الثاني برصيد 9 نقاط، فيما يحتل “المنتخب الليبي” المركز الثالث برصيد 7 نقاط، ويأتي منتخب “أنغولا” في المركز الرابع برصيد 7 نقاط، يليه “موريشيوس” في المركز الخامس بـ 4 نقاط، بينما يتذيل “منتخب إسواتيني” الترتيب بنقطة وحيدة”.