بوابة الوفد:
2025-02-23@10:18:48 GMT

دوامة الغباء

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

نظرية العلاج النفسى بالقراءة الادبية ليست جديدة لكن صدر مؤخراً كتاب بعنوان «THE NOVEL CURE» العلاج بالرواية لكلاً من «إيلا بيرثود وسوزان إيلدكرين» اللتين أجريتا أبحاث وتجارب عملية بشكل تفصيلى دقيق استغرقت 25 سنة وضعت الروايات العالمية العظيمة أساساً محورياً لعلاج جميع الأمراض النفسية فتعاطى الدواء الأدبى قد يؤدى إلى الشفاء التام فلكل مريض رواية تغير أفكاره المتطرفة وتقوم مشاعره المضطربة لاسيما اولئك الذين يعانون من مرض الإنكار المزمن حيث يختار المريض إنكار الواقع بطريقة غير عقلانية كوسيلة لتجنب الحقيقة غير المريحة من الناحية النفسية وهذا ما ينطبق تماماً على حالة جماعة الاخوان التى لا زالت أسيرة احداث 30 يونيو فهى ترفض قبول كل ما جرى ومازالت متشبثة باعادة عقارب الساعة إلى الوراء بتكرار ممل لنفس التجارب الفاشلة التى يتمخض عنها نفس النتائج المخيبة للامال وللاسف يدفع عناصرها المغرر بهم فى الداخل والخارج أثمانا باهظة فمنذ 12 سنة وهم يحاولون باستماتة حشد الشارع وخلق حراك مؤثر يفضى إلى ثورة شعبية تنجح فى تغيير النظام وبالتالى عودتهم مرة أخرى للحكم ولكنهم كل مرة يفشلون فشلاً ذريعاً ومع ذلك يستمرون فى ذلك المسار العقيم الذى أصبح حقلاً من الرمال المتحركة التى تغوص بهم إلى الدرك الأسفل من الجحيم السياسى والمجتمعى فمن يصدق أن هذه الأفعال الصبيانية تصدر من جماعة قد بلغت من العمر أرذله فبعد ثلاث سنوات من الآن ستكمل المئوية يحركها الغضب الأعمى ويجعلها عرضة للتدمير الذاتى لكنها لم تترك مناسبة إلا وقررت استغلالها لتأليب الناس ضد الإدارة الحالية مثل اتفاقية تيران وصنافير وأزمة سد النهضة الإثيوبى ومشكلة شح الدولار وارتفاع الأسعار حرب غزة … إلخ تستخدم نكرات مريضة لكى تصنع منهم ابطالًا شعبيين من نوعية المقاول الهارب محمد على والإرهابى الأجير احمد المنصور، لا يدركون انهم اصبحوا كارت محروق بعدما انفض عنهم المصريون وحتى حلفائهم قطر وتركيا وامريكا ولم يتبق لهم إلا ملجأ مؤقت فى لندنستان التى تساوم بهم النظام المصرى لأهداف اقليمية أليس فى هذا التنظيم المترهل رجل رشيد من نوعية البنا أو الهضيبى أو عمر التلمسانى يعرف كيف يتجرع كأس مرارة الهزيمة ويستكين لفترة طويلة من اجل قراءة الواقع والتكيف مع المتغيرات ومن ثمة اعادة ترتيب البيت وتنظيم الصفوف.

25 يناير ثورة شعبية عظيمة شاء من شاء وأبى من أبى قامت بها جموع الشعب وليس الاخوان أو غيرهم أهدافها بسيطة ونبيلة ترفع شعار عيش حرية عدالة اجتماعية ضد نظام شاخ على مقاعد السلطة رفض بصلف سماع صوت العقل بالتغيير كانت الظروف الداخلية والخارجية مواتية لنجاح هذا الحراك الجارف لكن مع كل تقديرى واحترامى لهذا الحراك الشعبى الهادر ما كان لينجح إلا بانحياز المؤسسة العسكرية إلى مطالبه المشروعة فهذه المؤسسة الوطنية العريقة هى ملك الشعب المصرى وليس لها ولاء لنظام أو حاكم لها تقاليد ومواقف مشرفة فى حماية الأمن القومى تعرف متى وأين وكيف تتدخل فى الوقت المناسب تنأى بنفسها عن مستنقع السياسة لكن فى نفس الوقت حريصة على الاستقرار والسلام المجتمعى.

مر على المصريين كل انواع المواقف الصعبة فهو شعب مخضرم كثير من سماته الشخصية كونتها جغرافية البلاد السهلة فنهر النيل هادىء ينساب بوداعة نادرا ما يغضب لكنه اذا فعل يغير كل شىء وهكذا لا يثور المصريون كل يوم لانهم قد ينخدعون فى شعارات حماسية وبراقة لكنها غير مضمونة العواقب لذا يقدمون نعمة الأمن والاستقرار على الفوضى والتشرذم.

أعتقد أن من ينشد التغيير السياسى ليس أمامه سوى طريقين لا ثالث لهما إما الصدام العنيف مع الدولة والدعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية وفى هذه الحالة ستكون العواقب وخيمة ولا يلومن إلا نفسه فمن السذاجة أن تتخيل أن الدولة القوية ستقف مكتوفة الأيدى وتفرش لك طريق الفوضى بالورود وأما الطريق الآخر العقلانى هو تشجيعها على مزيد من الاصلاح بفتح المجال العام وإطلاق العنان للحريات المتسقة مع قيم المجتمع.

الاخوان تنظيم بائس مثير للشفقة غارق حتى أذنيه فى دوامة من الغباء وهو لا يدرى ينتحر ببطء فهو يحارب طواحين الهواء بسيف من خشب مثل دون كيشوت ينطبق عليه مقولة أينشتاين الغباء هو أن تفعل نفس الشىء مرتين أو أكثر بنفس الأسلوب ونفس الخطوات ثم تنتظر نتائج مختلف.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلاج النفسي العلاج

إقرأ أيضاً:

“سكن” تحصد شهادة ISO 31000 العالمية في إدارة المخاطر

حصلت مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية “سكن” على شهادة ISO 31000 العالمية، التي تُمنح للمؤسسات المتميزة في إدارة المخاطر، وذلك بفضل تطبيقها معايير الكفاءة التشغيلية وتعزيز موثوقية عملياتها في تحديد ومعالجة المخاطر المؤسسية.

وأعرب الأمين العام لـ”سكن” عبدالعزيز الكريديس عن اعتزازه بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن حصول المؤسسة على هذه الشهادة العالمية يعكس التزامها بأفضل الممارسات في إدارة المخاطر، وحرصها على تعزيز استدامة خدماتها وتطوير إستراتيجياتها التشغيلية بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة والموثوقية.

وأوضح الكريديس أن هذا التميز جاء ثمرة جهود فريق العمل المتكاملة والتعاون الوثيق مع الشركاء المحليين والدوليين، مشيرًا إلى أن المؤسسة مستمرة في تبني أفضل المعايير والممارسات العالمية لتعزيز استدامة القطاع الإسكاني غير الربحي في المملكة.

وتعد مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية “سكن” مؤسسة أهلية يرأس مجلس أمنائها معالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، وتسعى إلى تحفيز العطاء والمشاركة المجتمعية من خلال مبادرات مبتكرة من بينها مبادرة “جود الإسكان” ومبادرة “حل للابتكار الإسكاني”، حيث تعمل على ريادة وتمكين قطاع الإسكان غير الربحي لتوفير حلول مستدامة.

مقالات مشابهة

  • بلغت 1.404.148 برميل يومياً.. معدلات الإنتاج في الحقول النفطية
  • اليوم.. مصطفى محمد في محاولة لإبعاد نانت عن دوامة الهبوط
  • «آدم» لبنان و«جلمود» الأردن… دوامة قطبية تضرب دولاً عربية وسط تحذيرات
  • «تراحم» تستهدف جمع وإنفاق 50 مليون درهم خلال رمضان
  • تخفيض أسعار 500 سلعة في الاستهلاكية المدنية بمناسبة رمضان
  • الأرقام.. معدلات الإنتاج في الحقول النفطية
  • الاحتفال بمرور 125 عامًا على خدمة المؤسسة الإنجيلية الجيرمانية في أسوان
  • “سكن” تحصد شهادة ISO 31000 العالمية في إدارة المخاطر
  • استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الجمعة
  • الغذاء والدواء توضح بخصوص دواء “أنجيوتيك”