نظرية العلاج النفسى بالقراءة الادبية ليست جديدة لكن صدر مؤخراً كتاب بعنوان «THE NOVEL CURE» العلاج بالرواية لكلاً من «إيلا بيرثود وسوزان إيلدكرين» اللتين أجريتا أبحاث وتجارب عملية بشكل تفصيلى دقيق استغرقت 25 سنة وضعت الروايات العالمية العظيمة أساساً محورياً لعلاج جميع الأمراض النفسية فتعاطى الدواء الأدبى قد يؤدى إلى الشفاء التام فلكل مريض رواية تغير أفكاره المتطرفة وتقوم مشاعره المضطربة لاسيما اولئك الذين يعانون من مرض الإنكار المزمن حيث يختار المريض إنكار الواقع بطريقة غير عقلانية كوسيلة لتجنب الحقيقة غير المريحة من الناحية النفسية وهذا ما ينطبق تماماً على حالة جماعة الاخوان التى لا زالت أسيرة احداث 30 يونيو فهى ترفض قبول كل ما جرى ومازالت متشبثة باعادة عقارب الساعة إلى الوراء بتكرار ممل لنفس التجارب الفاشلة التى يتمخض عنها نفس النتائج المخيبة للامال وللاسف يدفع عناصرها المغرر بهم فى الداخل والخارج أثمانا باهظة فمنذ 12 سنة وهم يحاولون باستماتة حشد الشارع وخلق حراك مؤثر يفضى إلى ثورة شعبية تنجح فى تغيير النظام وبالتالى عودتهم مرة أخرى للحكم ولكنهم كل مرة يفشلون فشلاً ذريعاً ومع ذلك يستمرون فى ذلك المسار العقيم الذى أصبح حقلاً من الرمال المتحركة التى تغوص بهم إلى الدرك الأسفل من الجحيم السياسى والمجتمعى فمن يصدق أن هذه الأفعال الصبيانية تصدر من جماعة قد بلغت من العمر أرذله فبعد ثلاث سنوات من الآن ستكمل المئوية يحركها الغضب الأعمى ويجعلها عرضة للتدمير الذاتى لكنها لم تترك مناسبة إلا وقررت استغلالها لتأليب الناس ضد الإدارة الحالية مثل اتفاقية تيران وصنافير وأزمة سد النهضة الإثيوبى ومشكلة شح الدولار وارتفاع الأسعار حرب غزة … إلخ تستخدم نكرات مريضة لكى تصنع منهم ابطالًا شعبيين من نوعية المقاول الهارب محمد على والإرهابى الأجير احمد المنصور، لا يدركون انهم اصبحوا كارت محروق بعدما انفض عنهم المصريون وحتى حلفائهم قطر وتركيا وامريكا ولم يتبق لهم إلا ملجأ مؤقت فى لندنستان التى تساوم بهم النظام المصرى لأهداف اقليمية أليس فى هذا التنظيم المترهل رجل رشيد من نوعية البنا أو الهضيبى أو عمر التلمسانى يعرف كيف يتجرع كأس مرارة الهزيمة ويستكين لفترة طويلة من اجل قراءة الواقع والتكيف مع المتغيرات ومن ثمة اعادة ترتيب البيت وتنظيم الصفوف.
25 يناير ثورة شعبية عظيمة شاء من شاء وأبى من أبى قامت بها جموع الشعب وليس الاخوان أو غيرهم أهدافها بسيطة ونبيلة ترفع شعار عيش حرية عدالة اجتماعية ضد نظام شاخ على مقاعد السلطة رفض بصلف سماع صوت العقل بالتغيير كانت الظروف الداخلية والخارجية مواتية لنجاح هذا الحراك الجارف لكن مع كل تقديرى واحترامى لهذا الحراك الشعبى الهادر ما كان لينجح إلا بانحياز المؤسسة العسكرية إلى مطالبه المشروعة فهذه المؤسسة الوطنية العريقة هى ملك الشعب المصرى وليس لها ولاء لنظام أو حاكم لها تقاليد ومواقف مشرفة فى حماية الأمن القومى تعرف متى وأين وكيف تتدخل فى الوقت المناسب تنأى بنفسها عن مستنقع السياسة لكن فى نفس الوقت حريصة على الاستقرار والسلام المجتمعى.
مر على المصريين كل انواع المواقف الصعبة فهو شعب مخضرم كثير من سماته الشخصية كونتها جغرافية البلاد السهلة فنهر النيل هادىء ينساب بوداعة نادرا ما يغضب لكنه اذا فعل يغير كل شىء وهكذا لا يثور المصريون كل يوم لانهم قد ينخدعون فى شعارات حماسية وبراقة لكنها غير مضمونة العواقب لذا يقدمون نعمة الأمن والاستقرار على الفوضى والتشرذم.
أعتقد أن من ينشد التغيير السياسى ليس أمامه سوى طريقين لا ثالث لهما إما الصدام العنيف مع الدولة والدعوة للانقلاب على الشرعية الدستورية وفى هذه الحالة ستكون العواقب وخيمة ولا يلومن إلا نفسه فمن السذاجة أن تتخيل أن الدولة القوية ستقف مكتوفة الأيدى وتفرش لك طريق الفوضى بالورود وأما الطريق الآخر العقلانى هو تشجيعها على مزيد من الاصلاح بفتح المجال العام وإطلاق العنان للحريات المتسقة مع قيم المجتمع.
الاخوان تنظيم بائس مثير للشفقة غارق حتى أذنيه فى دوامة من الغباء وهو لا يدرى ينتحر ببطء فهو يحارب طواحين الهواء بسيف من خشب مثل دون كيشوت ينطبق عليه مقولة أينشتاين الغباء هو أن تفعل نفس الشىء مرتين أو أكثر بنفس الأسلوب ونفس الخطوات ثم تنتظر نتائج مختلف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العلاج النفسي العلاج
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
من أحاجي الحرب ( ١٧٦١١ ):
○ كتب: د. إدريس عبدالله الله ليمان
□□ والغفلة تصنع الفوضى.
□ لم تعرف الدولة السودانية على إمتداد تأريخها إنزلاقات مجتمعية خطيرة كما تَجَسَّدَتْ فى أعمال الإبادة التى تقوم بها مليشيا آل دقلو الإرهابية بالسلاح الإماراتى والتى خرجت من كهوف الجبال وكثبان الصحراء الأفريقية ووصلت إلى حواضرنا وهى تعتريها حالة من الإعاقة النفسية لعدم تقبل المجتمع السودانى لوجودهم بينهم فهم غرباء فى لسانهم المتفرنس وفى مشاعرهم المتبلدة وطقوسهم البهيمية وثقافتهم الوثنية وجميع تفاصيل حياتهم البائسة .. فأسروها فى أنفسهم لحين إندلاع الحرب التى فجَّرَتْ المشهد السياسى المختَّل أصلاً بصورة كبيرة وأظهرت حقيقة كل القوى السياسية الفاعلة ، فهنالك من وقف مع القوات المسلحة الموقف الوطنى والأخلاقى الذى يشبهه ، ومجموعة أخرى عميقة الوضاعة شديدة الوضوح والصراحة فى دعمها للإرهابيين والسعى للنيل من بركة آل دقلو ومن بيده المال والقوة والسلاح فتهافتوا لإرضاء المجتمع الدولى المنافق والتزلف إليهم بهذا الصنيع وعدم إغضابهم ولاندرى كيف نشأوا وعلى أى شئ قامت شهرتهم ولا إلى أين تمضى أهدافهم وقد لوَّثوا ضمائرهم وأخلاقهم وعزائمهم بتلك المواقف الإماء ..!!؟ ، وفئةً أخرى إلتزمت الصمت المعيب والحياد المصطنع والمفضوح مع دعمها للمليشيا سراً من الباطن .
فكيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان وآخرها التى حدثت بالأمس فى الصالحة أن يعيشوا معهم بسلام وقد تعاظم البناء والحاجز النفسى ..!!؟ وكيف يمكن لأهل السودان أن يتعايشوا معهم بسلام وقد حولوا مساجدهم وبيوت الله إلى منصَّاتٍ للإعدام وبيوتاً للدعارة *وإندايات* يمارسون فيها المُنكر ..!!؟ كيف يمكننا أن نسامحهم وقد أسرفوا فى سفك الدماء والبطش والإيذاء ..!!؟ *كيف ..!!؟* لقد حفرت هذه الحرب الظالمة أخاديد عميقة فى الذاكرة الجمعية لأهل السودان من الصعب محوها بسهولة لاسيما بعد جريمتهم التى يندى لها جبين الإنسانية بالأمس القريب ، وبعد الذى تفوه به مستشار الهالك فى حديثه لقناة الجزيرة مباشر ..!!؟ إنهم وبصراحة ودون مواربة لايشبهوننا أبداً ، وأصبح المرء يجد صعوبة فى مجرد التفكير أن يعيشوا معنا فى دولةٍ واحدة وأن تُقِلَّنا أرضٌ وتُظَّلنا سماء تحت دستور واحد وقوانين تنظم الحياة ..!! فكيف نعيش مع تلك الكائنات التى دمَّرت بنيتنا التحتية وبيوتنا ومساجدنا ومؤسساتنا الصحية والتعليمية والثقافية ونهبت ثرواتنا ومدخراتنا وتراثنا وتأريخنا وأسرفت فى الدماء ..!!؟ *كيف ..!!؟*
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من تورط فى دماء السودانيين وسجله حافل بالمخازى والدماء ولايزال يتوعدنا ..!! بل من الصعب التعايش حتى مع من يُنكر علينا منازلة المليشيا والسعى لإمتلاك عناصر القوة للدفاع عن إرادتنا وحقنا فى الحياة ممن كُنَّا نُحسن الظَّن بهم ونَعُدَّهم من بنى جلدتنا ..!!؟
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من يُبرًَرُ للمليشيا الإرهابية جرائمها وفظاعاتها الدموية ويروِّجُ للسردية البائسة التى تقول أن جيش الإسلاميين هو من أشعل الحرب ويشوه صورة المقاومة الشعبية التى إنتظمت البلاد من أجل أهدافهم القذرة ويهلل فرحاً مع كل تدميرٍ بالمسيرات للمنشآت المدنية ومحطات الكهرباء ويُعظِّم فعل المليشيا المجرمة ويمارس حقده على الشعب السودانى المكلوم الذى يصفه بالكيزان والفلول ودولة ٥٦ المفترى عليها بكل أشكال الشماتة وقلة الأخلاق وإنعدام المروءة .!!؟
من الصعب التعايش مرةً أخرى مع من يمارس الصمت تجاه جرائم آل دقلو الذين دمروا المدن والقرى ودفعوا بمئات الآلاف إلى النزوح واللجوء
لدول الجوار بل وينتظر إنتصارهم على الشعب السودانى وإنهيار الدولة إرضاءًا لنزولتهم الإنعزالية ..!!؟
إنهم لا يشبهوننا بل إن أهل السودان الذين حملوا أرواحهم فى أكفهم ويقاتلونهم بكل بسالةٍ وفدائية لايشبهونهم .. فمعركة الكرامة القائمة تمثل عنواناً لسودانٍ جديد يَتَخلَّق الآن مهما علت أصوات الراجمات الهاونات والمدافع الثنائية والرباعية ومهما علت أصوات العملاء فلاصوت يعلو فوق صوت الكرامة .
*هذا من ناحية* .. ومن ناحيةٍ أخرى هل يا تُرى أن دولتنا على ما يُرام فى تعاملها مع هذا الإنسان المكلوم ، وأنها قادرة على ملامسة جروحه ومكامن التضييق عليه ..!!؟
وهل ياتُرى أن دولتنا تُدرِك أن من حق هذا هذا الإنسان السودانى الكادح المعروق من القهر اليومى أن يعيش ولو بقليلِ حُلمٍ وبعض إهتمام ليعَوِّض زمَنَاً أغبَرَ بزمنٍ قابلٍ للحياة وأنَّ من حقِّه الخروج من الوحل الأمنى والوحل الصِحِّى والمعيشى وإنعدام الخدمات الضرورية أو ضعفها الذى إنغرست أقدامه فيه ..!!؟
وهل ياتُرى أن دولتنا تُدرِك أنها وحدها من يَحِقُّ لها إمتلاك القوة القاهرة والباطشة ، وأنها وحدها من يسمح لها القانون بإستخدام تلك القوة ولاينبغى لها أن تتنازل عنها إلاَّ وفق وضوابط صارمة كشرط من شروط الإباحة المسموح بها ..!!؟
وهل ياُترى أن دولتنا إستمعت لذلك الخطاب الفوضوى المتحدى لمؤسسات الدولة ولمشاعر الناس وكل شروط الإستقرار أم أنها غافلة ولاهية ..!!؟ وآمل أن يخيب ظنَّى وأنَّ الدولة ليست بضعيفة ولا غائبة بل هى واعية لكل المحاذير الأمنية وأنَّ عينها *لاتنام* ولن تُفَرِّط فى هيبة الدولة *والأنام*.. !! فمثل تلك الخطابات التى تطحن الدولة وتهرسها فى طاحونة القبلية وتُذيبها فى ماء المناطقية علناّ ودونما حَرَجْ فيه خطر كبير يجب أن لاتصبِر أو تصمت عليه الدولة مهما كان الثمن .. *فالتأريخ لايُعيد نفسه إلاَّ عندما لايفهمه الناس ولايستلهمون منه العِبَر .. !!* فلو أضحى كل من يملك البندقية ورصاصاتها هو صاحب الصوت الأعلى ولو كان فاقداً للتمييز وجاهلاً بأمور الدنيا والدين ، وهو الذى يُقرر فى شأن الدولة ويطرح شروط وطنيته وشروط إنضباطه وشروط إحترامه لقانون الدولة وإن لم تكن الدولة دولة قانون ستكون فوضى وخروج عن التنظيم والأعراف والإنضباط .. *فالفوضى ليست صُدفة والغَفلَة تصنعُ الفوضى ..!!* .
فعندما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن وأمنه وإستقراره فعلى الجميع أن يلتزموا السمع والطاعة دون تذمر أو إحتجاج ومن غير نقاش لأن الوطن وبعيداً عن كل المطامع فى السلطة والثروة يجب أن يظل فى منأى عمَّا قد يمس هيبته وسمعته وكبريائه وكرامته *وإلاَّ فالعازة ستكون فى خطر*.. ومن أجل ذلك يجب أن تكون المرحلة القادمة هى مرحلة الرجال الصادقين الذين عهدناهم أبطالاً أيام المحنة وسنوات الحرب لتتجاوز بلادنا هذا التحدى وليحقق كل مواطن أمله فى مستقبل أفضل .. وكُلنا يقين وثقة برب العالمين أنه وعلى الرغم من كل تلك المنغصات والمُسيَّرات الغادرة التى إستهدفت الإستقرار والأمن المجتمعى فالأحوال تُبَشِّر بفجرٍ جديد ملؤه الثقة والإصرار على النهوض من جديد وستستعيد الدولة عافيتها وقوتها وقواها وسنوات مجدها بحول الله وقوته وبتكامل وتكاتف وتضحيات أبنائها فليس بعد المخاض إلاَّ ميلاد الفرح .. !! وكل الذى يرجوه أهل السودان من حكامهم أن يُعلوا من مشروع دولة المواطنة الحَقَّة والعدالة الإجتماعية والمساواة والقانون وأن يَعمَلوا على نقض بناء مشروع المحاصصة .. كما يأملوا منهم أن يقودوا سفينة الدولة السودانية إلى شاطئ الأمان ، والاَّ يجعلوا منهم جسراً للعبور نحو المستقبل .. وأن يتلطفوا بهم ويُنعِموا عليهم بإعفاءات جمركية لجميع مدخلات الإنتاج وتشجيع الإعمار مهما تسبب هذا الأمر فى عجز الميزانية .. فأهل السودان دفعوا ثمن غفلة الحكام مع الهالك وجنوده دماءًا ودموعاً وجوعاً ومسغبة ونزوحاً ولجوءًا وهم راضون بقدر الله ومحتسبون الأجر عند الله .. فهل المواطن المنكوب بعد كل الذى حدث له يستحق قسوة الدولة التى تنظر إلى جيبه الخالى فى سنوات القحط والسنبلات اليابسات ..!!؟
إنها أسئلة لاتنتظر إجابات بل لتغيير الحال .
نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء .
✍???? *لواء شرطة (م) ????
*د . إدريس عبدالله ليمان*
*الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥م*