السؤال الذى يدور فى الأذهان: هل يصمد اتفاق الهدنة فى غزة وتمضى مراحله الثلاث مثلما اتفق عليه والتى فى الأخير ستؤدى إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل ونهائى للجيش الإسرائيلى من قطاع غزة, أم أن الصفقة لا تزال مهددة وفى أى وقت قد يعصف بها خبث نتنياهو بل وربما لا تصل للمرحلة الثانية أو حتى لم تكمل المرحلة الأولى، قلق مشروع فى هذا السؤال لاسيما وأن الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترمب عاد إلى البيت الأبيض على طريقة عاد لينتقم, وهو المعروف عنه أنه يأخذ صف إسرائيل بدون نقاش ففى ولايته الأولى اعترف بالجولان كجزء من إسرائيل وهى أرض عربية محتلة, وهو نفسه الذى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس, ولا نعرف ماذا سيفعل مع نتنياهو إذا خرق اتفاق الهدنة وأفسده وعاد للحرب فى غزة؟!
من جانب نتنياهو فأنا لا أستبعد أن يفعلها ويعود للقتال, بعدما يجد ما يسوقه للرئيس ترامب خاصة وأن الأخير هو الذى ضغط باتجاه الموافقة على الصفقة، وربما يكون الرئيس ترمب بالنسبة له الاتفاق فقط جزء من الشو الإعلامى المصاحب لدخوله إلى البيت الأبيض بجانب بعض اللقطات للأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهم, بمعنى أن ظاهر الأمر أنه اتفاق لوقف إطلاق النار وباطنه أنه اتفاق لعودة بعض الرهائن, وفى هذه الحالة قد يمر انقلاب نتنياهو على الاتفاق دونما وقفة من ترامب, يدعم هذا السيناريو تصريحات نتنياهو المتكررة والتى تعارض ما ورد فى الاتفاق جملة وتفصيلا كأن يقول مثلا لن ننسحب من قطاع غزة وسنعود للحرب ولن ننسحب من ممر فلادلفيا بل سنزيد قواتنا فيه, فى حين أنه وفقا للاتفاق من المقرر أنه بحلول اليوم الخمسين سيكون الجيش الإسرائيلى قد انسحب تماما من ممر فلادلفيا, هذا إلى جانب أن قوى أساسية فى الحكومة الإسرائيلية الحالية تصرعلى استئناف الحرب، فمثلا بتسلئيل سيموترتش زعيم الصهيونية الدينية ووزير المالية فى الحكومة، قال أن نتنياهو تعهد له شخصيا بأن تعود إسرائيل للحرب لتدمير حماس، حتى لا ينسحب الأخير من الحكومة، فيفقد التحالف الحاكم أغلبيته فى الكنيست، وتسقط الحكومة, وهذا معناه أن نتنياهو وافق على الاتفاق بيد وباليد الأخرى يجهز لخرقه, خاصة وأنه يعلم أن هناك أصوات معارضة للاتفاق فى الداخل الإسرائيلى وتصفه بأنه استسلام لحماس, ووضح هذا التيار جليا فى خطوة انسحاب وزير الأمن القومى ايتمار بن غفير وحزبه (العَظَمة اليهودية) من الحكومة، ووصفه للاتفاق بأنه كارثى.
فيما يخص الرئيس الأمريكى دونالد ترمب راعى الاتفاق والذى يقول أنه صاحب الاتفاق من الأساس, فهو شخص لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيفعله، صحيح أنه ضغط لإتمام الاتفاق, لكن الخطوة الأهم رأيى ستكون فى موقف الرئيس ترمب من الصراع العربى الإسرائيلى ككل, فقد يقف وقف إطلاق النار هذا العام ويتجدد العام القادم ما لم يحل الصراع من جذورة, ولا حل سياسى سوى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية, منعا لأى حروب مستقبلية, والرئيس ترمب يقول أن الله أنفذه من محاولة الاغتيال ليكون صانع سلام ولديه رغية شديدة فى اتمام «اتفاقيات إبراهيم» ويخطط للتطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية, لكن الأخيرة وضعت العقدة فى المنشار واشترطت حتى توافق على التطبيع قيام دولة فلسطينية, وهذا طبعا على عكس رغبة نتنياهو وحكومته بل وقطاع عريض من إسرائيل بما فى ذلك تيار الوسط وليس فقط اليمين المتطرف ولذلك سيكون الاختبار الحقيقى للرئيس ترمب هو اتمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل وتحقيق شرط السعودية بقيام دولة فلسطينية.
المغضلة فى رأيى ستكون فى ماهية هذه الدولة وحدودها هل ستكون على حدود الرابع من يونية حزيران عام 1967 وفقا للقرارات الدولية أم أن الحسابات ستختلف.
فى الأخير نحن مازلنا أمام صفقة هشة يمكن أن تسقط فى أى وقت بممارسات نتنياهو وألاعيبه, وحتى لا يحدث ذلك سيكون الدور الأهم للوسطاء مصر وقطر وقبلهم للرئيس الأمريكى دونالد ترمب ليؤكد أنه فعلا يدعم مسار وقف الحرب وإنفاذ المراحل التالية من الاتفاق، ليس هذا فحسب بل سيدخل دونالد ترمب التاريخ إن وضع حل القضية الفلسطينية على قائمة أولوياته إن أراد كما يقول السلام وتصفير الحروب وعقد صفقات ناجحة كونه رجل صفقات من الطراز الأول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يا خبر حسام فاروق السؤال ى الأخير دونالد ترمب
إقرأ أيضاً:
إسرائيل فشلت.. سمير فرج: نتنياهو لم يكن لديه رغبة بوقف إطلاق النار
أكد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أنه بعد حدث اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، عادت الاجواء نحو الهدوء، مشيرا إلى أن ذلك ما أكدت عليه خلال أوقات سابقة أن نتننياهو ورئيس الاركان ومدير الشاباك، ومدير المخابرات الحربي سيتم محاسبتهم.
وقال سمير فرج، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن”، عبر فضائية “الحدث اليوم”، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن لديه رغبة بوقف إطلاق النار، إضافة إلى قيام رئيس الاركان بتقديم استقالته.
وتابع الخبير الإستراتيجي، أنه بعد 15 شهر من العدوان على غزة، إسرائيل فشلت في تحقيق اهدافها سواء تحرير الرهائين أو سطرة على غزة والتهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما يدل على فشل إسرائيل.