شاهد.. متظاهرون: "الجولاني لا يختلف عن الأسد"
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمظاهرة في مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، قالوا إنها خرجت للتعبير عن رفض وجود السلطات السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً بـ "أبو محمد الجولاني".
وظهر في الفيديو متظاهرين وهم يرددون شعارات تنتقد الشرع، ويرفعون "صورة مُركّبة" تدمج بين وجه الجولاني ووجه الرئيس السوري السابق بشار الأسد، كُتب عليها: "ماذا يختلف الجولاني عن الأسد؟"، في إشارة إلى استياء شعبي من سياساته، التي يعتبرونها استمراراً لنمط الحكم الاستبدادي السابق.
A video circulating shows a demonstration in Idlib where protesters are comparing Al-Julani to Assad.
The banner prominently displayed asks, "What's the difference between Al-Jolani and Assad?" suggesting that the demonstrators view them as the same. pic.twitter.com/HLUJRTnJ8d
ويُذكر أن أحمد الشرع، القائد السابق لهيئة تحرير الشام، تصدر المشهد السياسي بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
بماذا يختلف الحوثيون عن قراصنة البرابرة؟
بعد فترة وجيزة من استقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمى، واجهت الدولة الوليدة تهديداً من ولايات الجزائر وتونس وطرابلس العثمانية. فمنذ عام 1784، بدأ قراصنة الساحل البربري بمهاجمة السفن التجارية الأمريكية، حيث كانوا يحتجزون البحارة ويطالبون بفدية في البداية، قبل أن يفرضوا على الولايات المتحدة دفع أموال الحماية بانتظام.
كما كان القراصنة امتداداً لحكام شمال إفريقيا، فإن الحوثيين يعتمدون بشدة على إيران للحصول على التدريب والدعم العسكري
وعانت السفن التجارية الأمريكية من مضايقات متواصلة لمدة 15 عاماً، ورغم محاولات التفاوض للتوصل إلى اتفاقية فدية تضع حداً لما كان فعلياً إرهاباً ترعاه الدولة، لم تحقق واشنطن نجاحاً يُذكر. وعليه، قرر الرئيس توماس جيفرسون، المنتخب حديثاً عام 1801، التوقف عن مسايرة حكام الساحل البربري.
وبدعم من قوات وموارد مملكة نابولي، دخلت أمريكا في حرب ضد هذه الولايات. وبحلول عام 1805، أدت سلسلة من الانتصارات البحرية الأمريكية إلى معركة درنة، التي شاركت فيها السفن الأمريكية والمارينز والمرتزقة الأجانب، ما أدى إلى توقيع معاهدة سلام مع حاكم طرابلس.
لكن الجزائر استمرت في مضايقة السفن الأمريكية حتى أعلنت واشنطن الحرب عليها عام 1815، مما أسفر عن هزيمة القوات الجزائرية. وعلى الرغم من توقيع حاكم الجزائر معاهدة سلام مع الولايات المتحدة، سرعان ما تراجع عنها، واستمرت هجماته حتى قامت قوة بحرية بريطانية-هولندية مشتركة بقصف الجزائر عام 1816، ما أجبر الحاكم على توقيع معاهدة لم ينقضها لاحقاً. وهكذا انتهى الصراع أخيراً.
الحوثيون: قراصنة العصر الحديثوفي هذا الإطار، قال دوف إس. زاهايم، مستشار أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ونائب رئيس مجلس إدارة معهد أبحاث السياسة الخارجية: بعد قرنين من حروب الساحل البربري، تجد أمريكا نفسها مجدداً تخوض حرباً لحماية سفنها وسفن حلفائها. فالحوثيون اليوم هم قراصنة البرابرة الجدد.
وأضاف زاهايم، الذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع (المراقب المالي) وكبير المسؤولين الماليين في وزارة الدفاع الأمريكية من عام 2001 إلى 2004، في مقاله بموقع "ذا هيل" الأمريكي: الفرق الوحيد بينهم وبين أسلافهم هو أنهم لم يحاولوا بعد احتجاز رهائن أمريكيين الحصول على فدية. ومع ذلك، فإن هجماتهم أجبرت غالبية السفن التي تعبر البحر الأحمر على تغيير مسارها والإبحار حول إفريقيا، مما أدى إلى إطالة فترات الشحن وزيادة التكاليف.
أثبتت جهود إدارة بايدن المترددة وغير المنتظمة في استهداف الحوثيين أنها غير فعالة، مثلها في ذلك مثل فشل المفاوضات الأمريكية في القرن الثامن عشر مع ولايات الساحل البربري. وكما كان القراصنة امتداداً لحكام شمال إفريقيا، فإن الحوثيين يعتمدون بشدة على إيران للحصول على التدريب والدعم العسكري. لكن على عكس جيفرسون، الذي لم يكتفِ بحماية السفن الأمريكية بل هاجم رعاة القراصنة، امتنعت واشنطن حتى وقت قريب عن حتى مجرد تهديد إيران.
الرد الأمريكي الجديدوتوقف الحوثيون عن مهاجمة القوات البحرية والسفن التجارية في البحر الأحمر أثناء سريان هدنة إسرائيل-حماس، لكنهم استأنفوا هجماتهم فور معاودة إسرائيل قصفها لقطاع غزة.
وجاء الرد الأمريكي سريعاً وواسع النطاق. ففي 15 مارس (آذار)، شنَّت الطائرات الأمريكية ضربات استهدفت أكثر من 30 موقعاً، شملت وفقاً للبنتاغون "مواقع تدريب إرهابية، وقدرات تصنيع وتخزين الأسلحة، بالإضافة إلى عدد من مراكز القيادة والتحكم، بما في ذلك مجمع إرهابي كان يضم العديد من كبار خبراء الطائرات المسيرة".
وفي اليوم التالي، استهدفت موجة ثانية من الضربات مقرات القيادة ومرافق تخزين الأسلحة والقدرات الاستطلاعية للحوثيين التي تستهدف السفن. وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية أن هذه الهجمات ستكون مكثفة ومستدامة، وليست متقطعة.
وأخيراً، وجه الرئيس ترامب تهديداً مباشراً لإيران، محذراً من أنها "ستتحمل العواقب" إذا استمرت في دعم الحوثيين، وأكد بأسلوبه المميز أن "أمريكا ستحملكم المسؤولية الكاملة ولن تكون رحيمة في ذلك".
هل يمكن ردع الحوثيين؟وأعلن الحوثيون أنهم لن يتراجعوا أمام الضربات الأمريكية وسيواصلون مهاجمة السفن في البحر الأحمر، كما رفضت طهران تهديدات ترامب. ومن المرجح أن تضطر القوات البحرية الأمريكية إلى الحفاظ على وتيرة هجماتها لفترة طويلة قبل أن يظهر الحوثيون أي بوادر تراجع.
ومع ذلك، قد يجد ترامب في نهاية المطاف أن الطريقة الوحيدة لهزيمة الحوثيين، كما كان الحال مع القراصنة القدامى، هي تجاوز مجرد تهديد الدولة التي ترعاهم واتخاذ إجراءات حاسمة ضدها.