حديبو
عقد صباح اليوم الخميس الموافق 23 يناير 2025م اجتماع إشهار مؤتمر سقطرى الوطني في مدينة حديبوه بحضور عددا كبيرا من المرجعيات القبلية والأكاديمية والكوادر الإدارية والعلمية في محافظة أرخبيل سقطرى.
وفي الاجتماع قال الدكتور عيسى مسلم وكيل محافظة أرخبيل سقطرى أن هذا الاجتماع الذي سينبثق عنه عملا جبار يلبي تطلعات واحتياجات أبناء أرخبيل سقطرى، مشيرا بأن احتياجات سقطرى جمة وكثيرة ويتطلب من الجميع بكل شرائح المجتمع أن يساعد في بناء هذه المحافظة الناشئة.
وأضاف مسلم أنه وبكل اسف ان هذه المحافظة جُرت الى مربع الصراعات وبالرغم انها صارت اسم في دواوين الدولة لكنها منسية وغائبة في خطط الدولة الاستراتيجية ومشاريعها التنموية ولم تنل سقطرى حقها في الشراكة العادلة والندية في الثروة والسلطة.
وقال مسلم أن المسئولية تقع على عاتق الجميع دون استثناء ولا يعفى المسئول أو المواطن ان يقوم بدوره ومسئوليته وعلينا ان ندفع بهذه السفينة الى ان تصل الى شاطئ الأمان والراحة والسعادة ان نبرح مربع الهموم والمعاناة والشكاوي وننطلق الى مربع الميدان نحو العطاء والتنمية والإنتاج.
ودعا مسلم الجميع الى التكاتف والتعاضد لمصلحة المحافظة مشيرا الى أن ما نعانيه اليوم بسبب تشتتنا وتفرقنا.
وفي بيان اجتماع اشهار مؤتمر سقطرى الوطني ثمن المؤتمر دور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية شاكرا اياهم على جهودهم في دعم اليمن واستعادة مؤسسات الدولة والاستمرار في زيادة حجم التدخلات الإنسانية والتنموية.
كما اكد البيان على مطالبنا المشروعة في توفير المشتقات النفطية والغاز من الدولة وبالسعر الرسمي اسوة بالمحافظات المحررة ورفض العبث ببيئة أرخبيل سقطرى واراضيها وجميع تصرفات البيع والاستيلاء المخالف للقانون ومحاسبة المتسببين في ذلك، كما دعا السلطة المحلية للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والمعسكرات والسلم المجتمعي وادانة استخدام السلاح ضد المواطنين والاستهتار بالدماء.
كما دعا البيان الحكومة لدعم تذاكر الطيران بتخفيض أسعارها المكلفة التي أرهقت كاهل المواطن السقطري و طالب البيان مجلس القيادة والحكومة بمنح أبناء سقطرى مقاعد في مجلس الشورى والسفارات والقنصليات والوزارات والمؤسسات العامة واشراكهم في إدارة الدولة ودعا البيان مجلس القيادة والحكومة لزيارة المحافظة وتلمس احتياجاتها.
يدعو مؤتمر سقطرى الوطني المجتمع السقطري بكافة مكوناته السياسية والاجتماعية للاصطفاف وتوحيد الكلمة والمطالبة بحقوق المحافظة وابنائها وعدم احتكار مكون معين لإدارة المحافظة بكافة مؤسساتها ومفاصلها ، ورفض البيان اقصاء وتهميش الكفاءات من أبناء سقطرى من الوظائف العامة ونطالب سلطات الدولة بتصحيح الأوضاع المدنية والعسكرية في المحافظة
وثمن البيان موقف المشايخ الرافض للمساس بالشأن القبلي والحفاظ على النسيج الاجتماعي وندعو السلطة المحلية لتلبية مطالبهم.
وفي اختتام الاجتماع تم اختيار هيئة رئاسة المؤتمر مكونة من:
علي عامر سعد القحطاني رئيسا لمؤتمر سقطرى الوطني و صالح قاسم محمد نائبا و د.احمد عيسى احمد الرميلي نائبا ومازن سعيد سالم باحقيبة نائبا ود.احمد سالم صالح امينا عاما د. باسم جلال عبدالله امين مساعد د. امير جوهر مبارك امين مساعد وعضوية كلا من الشيخ موسى بشير داتوا الشيخ سعيد الفان علي الشيخ صالح احمد عامر الشيخ عيس احمد جحي الشيخ عيسى سعد سالم الشيخ علي سالم باحقيبة الشيخ عبدالرؤوف احمد هلال الشيخ علي عبدالله الفان الشيخ عيسى احمد عربهي الشيخ عبدالله سالم علي دوهر الشيخ محمد عبدالله سالم الشيخ محمد صالح احمد الحريزي الشيخ دوعهن عبدالله جردد
الشيخ محمد رامي القيسي الشيخ اسعد مبارك بن نصيب الشيخ عبدالله محمد عبدالله ديموري الشيخ عمر علي عمر الأستاذ ناظم احمد محروس الأستاذ اياد يحي مبارك سعيد الشيخ ناصر سالم عفان الشيخ سعد خميس فرج د. موسى يحي محمد الشيخ عبدالله عامر الاشعري الشيخ خاتم محمد علي الشيخ احمد سعد عافر الشيخ محمد شونيه الشيخ سعد عبدالله الفرجهي الشيخ بدر خميس علي الشيخ احمد سالم سليمان كلمس نوح سدون احمد الشيخ سعيد برقهن حديد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
انا في محافظة المهرة...
نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: ماذا یعنی تصنیف الحوثیین منظمة إرهابیة أرخبیل سقطرى الشیخ محمد فی الیمن
إقرأ أيضاً:
بين تاريخين قراءة في رواية «ج» للكاتب عبدالله الزماي
تقدم رواية «ج» للدكتور عبدالله الزماي والصادرة عن دار رشم، تجربة سردية تتجاوز البعد الشخصي لتلامس موضوعات أوسع، مثل الذاكرة الجمعية، والهوية القروية، والتفاوت الاجتماعي، حيث تشكل القصة الإطار وسيطًا يعكس تناقضات الحياة، وقد أشار جيرالد برنس إلى أن «القصة الإطار ليست مجرد تقنية شكلية، بل هي وسيلة لخلق تعددية في المنظور السردي، مما يسمح بتقديم رؤية أعقد للحدث الروائي». وهكذا يتعدد المنظور بين الماضي والحاضر، وبين الطفولة والنضج، وبين الريف والمدينة، وينعكس هذا الاختيار على تقنيات العمل السردية، حيث ينأى المؤلف بنفسه عن التدخل المباشر في تفسير الأحداث، مفضلًا أن تظل التجربة ذاتية من منظور الشخصيات. ويعزز هذا النهج الطبيعة الأدبية للعمل، إذ يترك للقارئ حرية التفاعل مع النص وإعادة تأويله وفقًا لتصوراته الخاصة.
يُبنى العمل على فكرة القصة الإطار، حيث تسرد الرواية رغبة المؤلف في كتابة عمل تاريخي حول نشأة المملكة العربية السعودية. غير أن هذه النية تتحول إلى انشغال بأحداث أخرى، حين يجد نفسه أمام ما يصفه بــ«الرواية الجاهزة»، والمتمثلة في مجموعة من الأوراق والمذكرات التي كتبها أخوان، هما محمد وعبدالله، واللذان عاشا في قرية صغيرة تدعى «جيم». تعتمد بنية الرواية على التناوب في السرد بين الأخوين، مما يشي باقتناع السارد بأن التاريخ والنشأة لا ينفك عن الجماعة الاجتماعية وتحولاتها، إذ تتداخل الرؤى والمشاعر بين الشخصيتين الرئيسيتين، وهو ما يمنح الرواية بعدًا نفسيًا واجتماعيًا يعزز عمقها الدرامي ويعيد التأمل في مفهوم التاريخ الذي يتشكل عبر معادلة المكان وشخوصه وتقلبات الزمن.
يبدأ السرد بفصل يحمل عنوان «محمد»، وهو مستلهم من مذكراته الشخصية، حيث يتناول فيه يوم «البسطة» في قرية «جيم»، وهو اليوم الذي تفضل فيه النساء الخروج والسير في الأماكن العامة، وإن أتيحت لهن الفرصة، استقلال العربات. يركز السرد في هذه المرحلة على تصوير الحياة اليومية في القرية من خلال منظور الطفل محمد وقد أتصور أنها بديل عن «الرواية التاريخية» إذ يتحول البطل إلى نموذج مصغر لعين تدرك المكان تاريخًا ونشأة وحلمًا. يبدأ التاريخ بإدراك الطفل لما حوله ومحاولاته لتكوين مجموعة من العلاقات الاجتماعية؛ فيبدأ السرد بأقربها وهي علاقته بأخيه عبدالله، فيستعرض لحظات الطفولة التي تجمعهما، مما يعكس طبيعة الروابط الأسرية في البيئة القروية على مستوى مباشر، كما يعكس رغبة الفرد في توطيد علاقته بالجماعة أو فهم مراحل تشكلها. وتقوم تفاصيل الحياة في القرية بعرض قوانين هذا المشترك التاريخي حيث تظهر التقاليد والعادات الحاكمة للسلوكيات العامة، مثل أعراف السير في الشوارع، وارتياد السوق، وطبيعة التعامل مع النزاعات الاجتماعية.
مع تطور وعي محمد، يبدأ في إدراك أن «المدينة» تمثل عالمًا مختلفًا عن قريته الصغيرة، حيث إنها مقصد المرضى والمسجونين والمتوفين، فضلاً عن امتلاكها سراديب خفية تجعلها عالمًا مخيفًا وغير مألوف مقارنةً بالقرية. وأجد من خلال هذا التباين، انكشافا لمفهوم التحول المكاني في الوعي الفردي، إذ إن خروج الطفل من حيزه المحدود ومقارنته بعوالم أخرى يولّد لديه إدراكًا جديدًا لموقع قريته في سياق أوسع ربما يمثل إدراك الإنسان لوجوده وماهيته وسط هذا العالم. وهذا ما يتقاطع مع رؤية ميشيل دي سيرتو عندما يقول: «المكان ليس مجرد فضاء جغرافي، بل مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الأفراد الذين يقطنونه، ويُعاد تشكيله وفقًا لخبراتهم ورؤاهم الخاصة».
تتناوب البطولة بين محمد وعبدالله، مما يتيح استعراض تفاصيل الحياة من زاويتين مختلفتين تسمح علاقتهما الأخوية بتدعيم فكرة الفوارق الفردية الإدراكية للجماعة الواحدة؛ خاصة حين يتسم السرد بدفقة شعورية مكثفة، حيث تتجلى مشاعر النمو والتنافس والحميمية والمحبة بين الأخوين في سياق الإحساس بالمسؤولية لدى الأخ الأكبر محمد تجاه عبدالله، وشعور الأخير بامتياز أخيه الكبير، مما يخلق توازنًا دقيقًا في العلاقة بينهما مع إتاحة فرصة تقبل تباين الوعي لدى أفراد الجماعة الواحدة، حيث يتداخل الشعور بالمحبة مع مشاعر التنافس الطفولي. لا يغفل النص إبراز علاقة الأخوين بعائلتهما، مما يرسّخ صورة العائلة بوصفها كيانًا أساسيًا يورث عددًا من القيم والسلوكيات الاجتماعية والنفسية التي يرى فيليب أرييه فيها «العلاقة بين الأشقاء في النصوص الأدبية تعكس طبيعة التكوين الاجتماعي، حيث تُمثل الأسرة فضاءً لبناء الهوية والتجربة الشعورية». وتستميل معها إعادة النظر في التاريخ المتوارث للشعوب الذي يشكل بدوره دافعًا اجتماعيًا على مستوى أصغر متمثلًا في الأخوين.
مع تقدم السرد، تنمو معرفتنا بالمكان «جيم» بالتوازي مع نمو وعي البطلين، خاصة عند خروجهما من حيز القرية الضيق ومقارنتها بقرية «جويم»، التي تبدو لهما أكبر حجمًا وأكثر حداثة. هذا التباين بين القريتين يعكس اختلاف درجات التطور الاجتماعي والعمراني بين المناطق الريفية، كما يمثل على مستوى آخر الدهشة التي تجتاح الإنسان حين ينتقل من محيط آمن خاص محدود وضيق إلى مساحة أرحب تمثل الآخر الحضاري. ويسلط عبدالله الضوء على كيفية تأريخ الأحداث في قريته من خلال الذكريات والمواقف التي حدثت لأفرادها، وهو ما يشير إلى دور الحكي الشعبي والتاريخ الشفوي في تشكيل الذاكرة الجمعية. ووفقًا لما يؤكده بول ريكور فإن «الذاكرة ليست مجرد استرجاع للوقائع، بل هي إعادة بناء مستمرة تتأثر بالسياق الاجتماعي والتجربة الفردية». سيثري السرد سياقه الاجتماعي بعدد من الأحداث الخاصة وفي سياق ذلك يتناول حادثة مقتل «غازي» على يد «زيد»، حيث اتُّهم الأول بالتلصص واستراق النظر إلى «حوش الحريم» في بيت «آل زيد». يعكس هذا الحدث طبيعة القيم الأخلاقية السائدة في المجتمع، التي تشكل مفهوم «الشرف» كحجر الأساس في العلاقات الاجتماعية، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بعواقب قاسية تصل إلى حد القتل والثأر. وتعيدنا هذه التفصيلات إلى إدراكنا لقوانين الحضارة التي لا تتشكل سوى عبر تقنين مجموعة من الأعراف الأولى تماما كما حدث خلال هذه الحادثة. فتقدم الرواية نقدًا ضمنيًا للبنية الاجتماعية التي تحكمها الأعراف والتقاليد المتوارثة، حيث تبرز القصة كيف يتم تأويل الأفعال والممارسات في ضوء معايير صارمة.
هكذا يتجلى عالم الطفولة في الرواية بوصفه مرآة تعكس موقع القرية ضمن محيطها الأوسع، ويصبح بديلا لفكرة «التاريخية» مستعرضا الفوارق الاقتصادية والاجتماعية داخل الجماعة الواحدة كنموذج مصغر للعالم الأكبر. فبينما يعتمد الأطفال القرويون على ابتكار ألعابهم من المهملات والأدوات البسيطة، فإن «علي» ابن الخالة القادم من الرياض يظهر كنموذج للحياة الأكثر تطورًا، حيث يجلب معه ألعابًا حديثة تعكس تطور الحياة في المدينة مقارنةً بالريف. يعكس هذا التباين الفجوة بين أنماط الحياة المختلفة، كما أنه يُبرز شعور الأطفال القرويين بالانبهار وربما الإحباط عند مواجهة أشكال الحياة الحديثة. وتؤكد ماري لور رايان أن «السرد من منظور الطفل لا يهدف إلى إعادة إنتاج الواقع فقط، بل يسهم في خلق نوع من الإدراك التأويلي الذي يعيد صياغة الحدث وفق حساسية خاصة».
تنتهي الرواية بخاتمة تُفسر وجود الحكاية، حيث يتحدث محمد عن الدافع وراء كتابة هذه الأوراق، مشيرًا إلى رؤيته لأخيه عبدالله وهو يكتب، وعدم رغبته في الاطلاع على ما يكتبه خشية اكتشاف شيء يؤذيه، مما يشير إلى العلاقة المعقدة بين الكتابة والذاكرة، حيث تصبح الكتابة وسيلة لإعادة بناء التجربة ومراجعتها، لكنها في الوقت ذاته تحمل خطر المواجهة مع الماضي. ويأتي بعد ذلك «أبو فهد»، ليعثر على مذكرات الطفلين داخل منزل اشتراه في القرية ليتمم القصة الإطار ويبررها، ويتخذ من تعليقه ما يؤكد صدق المنظور الطفولي، مع الإشارة إلى أن بعض مجريات الأحداث قد لا تكون واضحة تمامًا للأطفال، كما يحدث تمامًا في تناول التاريخ الأكبر أحيانًا.
د. زينب محمد عبد الحميد ناقدة ومترجمة