«أسوشيتد برس»: كيف يستخدم «سيد البيت الأبيض» التاريخ الأمريكى لبناء عصره الذهبى الجديد؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التفتت أنظار العالم يوم الإثنين الماضى إلى حفل تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب؛ إذ تم ترسيخ التاريخ الأمريكى بكل جوانبه؛ فقال الرئيس دونالد ترامب: "لن ننسى بلدنا".
وفى دعوة الناس إلى رؤيته للمستقبل خلال يوم من الاستعراض، جمع "ترامب" مجموعة مذهلة من الأساطير والمثل العليا الأمريكية.
فى هذا السياق؛ ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية؛ أن خطاب التنصيب عادة ما يكون بمثابة إسقاط للتوازن بين الأمس والغد الأمريكي. فقد وصل "ترامب" إلى السلطة فى المرة الأولى، واستعادها فى المرة الثانية، بدعوة إلى استعادة الماضى و"جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وفى خطابه خلط بين مجموعة واسعة ومربكة فى بعض الأحيان من الصور الوطنية من مختلف القرون لإثبات وجهة نظره الأكبر.
عودة فيلم Manifest Destiny إلى مركز الصدارة ولعل أكثر هذه القصص ملحمية كانت تلك التى تناولت التوسع الأمريكى والتى أطلق عليها ذات يوم "القدر الواضح"ــ وهى قصة رومانسية عن الحق "الممنوح من الله" للتوسع غربًا وخارجيًا، والذى حدد نمو الأمة حتى فى حين كانت تقمع وتقتل كثيرين آخرين كما حدث على مدى أكثر من ٣٥٠ عامًا.
وهذا، إلى جانب تعليقاته الأخيرة حول ضم جرينلاند، وجعل كندا الولاية رقم ٥١، والاستيلاء على قناة بنما؛ يشير إلى أن "ترامب" وإدارته يعتبرون التوسع ليس مجرد جزء من التاريخ؛ بل مسألة هنا والآن.
كان القدر المحتوم فى حد ذاته مدفوعًا بفكرة استثنائية أمريكا الأساسية - تصريح الحاكم الاستعمارى جون وينثروب فى القرن السابع عشر بأن أمريكا "مدينة متألقة على تلة" كمثال للآخرين.
كان هذا أحد الخيوط القليلة المهيمنة فى التاريخ الأمريكى التى لم يستحضرها ترامب فى خطابه، ربما لأن رونالد ريجان أعاد إحياءها بشكل مشهور فى خطاب وداعه عام ١٩٨٩. ومع ذلك، كانت أصداؤها فى كل مكان فى كلمات ترامب.
إن فكرة الاستثنائية الأمريكية تشكل فى حد ذاتها موضوعًا شائكًا. فبالنسبة للبعض، تبدو هذه الفكرة منتصرة وطبيعية ــ فالولايات المتحدة هى أعظم دولة على وجه الأرض ولا بد أن تتصرف على هذا النحو.
أما بالنسبة لآخرين؛ فهى بمثابة بيان للإمكانات الأبدية والمثال الذى لا يضع الأمريكيين بالضرورة فوق الآخرين.
لقد استند "ترامب" بقوة إلى التعريف السابق؛ حيث قال: "ستستعيد أمريكا مكانتها الصحيحة باعتبارها الأمة الأعظم والأقوى والأكثر احترامًا على وجه الأرض؛ ما يثير الإعجاب والرعب فى العالم أجمع".
وقال ترامب: "سنسعى لتحقيق مصيرنا الواضح فى النجوم". وردت إحدى وسائل الإعلام قائلة: "مصيرMAGAfest".
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه اللغة لم تكن سهلة على الإطلاق على لسان "ترامب"؛ فهو يميل إلى استخدام خطاب أكثر صراحة؛ بل وحتى وحشية، لإثبات وجهة نظره.
وكان التأثير الإجمالى بمثابة تمرين فى النظر إلى ما وراء الكتف الوطنى حتى وهو يتحدث عن التحرك نحو آفاق جديدة؛ فبمجرد قوله إن "العصر الذهبي" للأمة قد بدأ للتوــ وهو تصريح يبدو وكأنه يتطلع إلى المستقبل ــ كان ترامب يستخدم مصطلحات تلمح إلى الماضي. كما كانت بعض المزيجات الثقافية الأمريكية التى ظهرت محيرة بعض الشيء.
وأضافت "أسوشيتد برس" أنه على الرغم من كل التركيز على ما حدث من قبل، فإن تصرفات ترامب الفورية بعد تنصيبه لم تكن رجعية؛ بل كانت جذرية للغاية - فى سياقها فى القرن الحادى والعشرين على الأقل.
إذ تضمنت سلسلة أوامره التنفيذية، التى نفذها كما وعد، العفو عن نحو ١٥٠٠ متهم فى ٦ يناير والقيود على الهجرة التى استحضرت قواعد الاستبعاد فى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
عندما استدعى ترامب الكثير من الماضى الأمريكى فقد جمع كل ذلك فى نسيج من ما أسماه "التحرير" والذى أدى إلى هذا الاستنتاج الذى بدا متعارضًا مع المشاعر العامة: "الوحدة الوطنية تعود الآن إلى أمريكا والثقة والفخر فى ارتفاع غير مسبوق". هذا ما أريد أن أكونه ــ صانع سلام وموحد"، هكذا قال ترامب.
ولكن هناك سؤالا واحدا معلقا فى الهواء، كما يحدث عادة فى مثل هذه اللحظة المفصلية. إنه سؤال يجب عليه أن يعالجه، ولكن الأهم من ذلك أنه شيء يجب أن يؤخذ فى الاعتبار مع بدء إدارته الثانية بتصريح مفاده أنه يحمل رياح التاريخ خلف ظهره: من الماضى الأمريكي، ما الذى يستحق أن نحمله إلى المستقبل الأمريكي؟
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب أمريكا جرينلاند
إقرأ أيضاً:
ترامب يتوجه إلى البيت الأبيض بعد مراسم حفل تنصيبه
في يوم تاريخي شهده الشعب الأمريكي، توجه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رسميًا بعد أدائه اليمين الدستورية خلال مراسم حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية.
وبهذا يصبح ترامب الرئيس الـ47 في تاريخ البلاد، مستهلاً فترة ولايته الثانية وسط أجواء من الترقب والتحديات الكبرى التي تنتظره.
مراسم التنصيب
جرى حفل التنصيب صباح اليوم في مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن، بحضور حشد من المسؤولين السياسيين، وأعضاء الكونغرس، وقادة عسكريين، بالإضافة إلى عدد محدود من المواطنين بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. وفي خطاب تنصيبه، أعاد ترامب التأكيد على شعاره الشهير "أمريكا أولاً"، متعهداً بالعمل على تعزيز الأمن الداخلي، وتحفيز الاقتصاد، واستعادة مكانة الولايات المتحدة كقوة عالمية.
وقال ترامب في كلمته: "اليوم نبدأ صفحة جديدة في تاريخ أمتنا، وسنعمل بلا كلل من أجل بناء أمريكا القوية والمزدهرة التي يستحقها شعبنا".
التوجه إلى البيت الأبيضبعد انتهاء المراسم الرسمية، انطلق موكب الرئيس الجديد نحو البيت الأبيض، حيث اصطف المئات من مؤيديه على جانبي الطريق للاحتفال بهذا اليوم. وكان ترامب يلوح بيده من داخل السيارة الرئاسية المصفحة، التي رافقتها إجراءات أمنية غير مسبوقة.
ولدى وصوله إلى البيت الأبيض، التقى ترامب بكبار مساعديه وأفراد أسرته، ثم قام بجولة في أروقة المقر الرئاسي الذي سيصبح مركز قيادته للأربع سنوات المقبلة. وفي أول تصريح له من المكتب البيضاوي، قال: "هذا المكان ليس مجرد رمز للسلطة، بل هو قلب العمل الذي سنقوم به من أجل تحسين حياة كل الأمريكيين".
ترامب يدخل البيت الأبيض في ظل بيئة سياسية مشحونة وقضايا ملحة، من بينها إعادة توحيد الأمة التي شهدت انقسامات كبيرة، والتعامل مع الملفات الدولية الساخنة، مثل العلاقات مع الصين وروسيا، بالإضافة إلى مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.
كما أنه يواجه توقعات كبيرة من قاعدته الشعبية التي تأمل في رؤية تنفيذ وعوده الانتخابية سريعاً، لا سيما في مجالات تعزيز الأمن القومي، وإصلاح نظام الهجرة، وتحفيز النمو الاقتصادي.
ردود الأفعال
على الصعيد الداخلي، أعرب أنصار ترامب عن فخرهم بهذا اليوم، مؤكدين ثقتهم في قدرته على تحقيق وعوده. أما المعارضون، فقد دعا عدد منهم إلى مراقبة سياساته بحذر، خاصة في ما يتعلق بالقضايا المثيرة للجدل مثل البيئة والسياسات الاجتماعية.
دوليًا، أرسل العديد من قادة العالم رسائل تهنئة إلى ترامب، معبرين عن تطلعهم للعمل معه، بينما أبدى البعض الآخر مخاوفهم من توجهاته السياسية التي قد تعيد تشكيل العلاقات الدولية.
ومع دخوله البيت الأبيض، تبدأ مرحلة جديدة من حكم ترامب، مليئة بالتحديات والفرص.