يمانيون:
2025-04-18@03:10:02 GMT

اليمن صوتُ الحق في زمن التخاذل

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

اليمن صوتُ الحق في زمن التخاذل

معين البخيتي

عندما اجتمع الظلم وأحكم الحصار على غزة، واشتدت آلة العدوان لتنهش جسدها الطاهر، بقي اليمن صوتًا نقيًّا يصدح بالحق في وجه العالم المتخاذل. في وقتٍ اختارت فيه الأنظمة العربية والإسلامية الصمت أَو التطبيع، وقف اليمن، برغم جراحه العميقة، موقف الأحرار، يُجدد العهد لفلسطين، ويُعلن أن غزة ليست وحدها، وأن قضيتها هي نبض الأُمَّــة وضميرها الذي لا يموت.

غزة، المدينة التي أرهقت عدوها، وأذهلت العالم بصمودها، لم تكن يومًا مُجَـرّد رقعة جغرافية، بل قصة إنسانية وموقف عز لا يُضاهى. أرضٌ تُنبت أبطالا لا يهابون الموت، وشعبٌ يعلّم العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق، مهما حاولوا طمسه، يبقى حيًّا كجذور الأرض. غزة التي قاومت القصف والحصار، صنعت من دمائها أفقًا جديدًا للحرية، وأصبحت أيقونةً تُلهم الأحرار في كُـلّ مكان.

في حين أن كَثيرًا من الدول العربية والإسلامية خذلت فلسطين، أَو التزمت الصمت المشين، كان اليمن شامخًا بموقفه، ثابتًا على مبادئه، رافضًا كُـلّ أشكال التطبيع والخضوع. اليمن، الذي يرزح تحت نير الحرب والحصار، لم يُثنه ذلك عن حمل راية فلسطين، ليقول للعالم أجمع: “نحن وإن كنا ننزف، فَــإنَّ غزة في قلوبنا، وفلسطين هي قضيتنا الأبدية التي لا تنكسر. “

ما قدمه اليمن لغزة في زمن التخاذل:

1. ثبات الموقف الرافض للتطبيع: في وقت هرول فيه المتخاذلون نحو المحتلّ، ظل اليمن شوكة في حلق المطبعين، يُجدد رفضه القاطع لأي علاقة مع الكيان الغاصب، ويؤكّـد أن فلسطين حقٌ لا يُفرط فيه.

2. الدعم الشعبي الذي لا ينضب: من كُـلّ بيت ومدينة في اليمن، تنطلق أصوات الدعم لغزة، تُعبّر عن وحدة الجراح والمصير. مظاهرات حاشدة، ودعوات لا تنقطع، وشعارات تلهب القلوب وتوحد الصفوف.

3. رسائل الحق للعالم: بينما صمت كثيرون عن الجرائم في غزة، رفع اليمن صوته عاليًا في المحافل الدولية والشعبيّة، ليقول إن الظلم لا يُغتفر، وإن العدوان على غزة هو عدوان على الإنسانية جمعاء.

عزة واليمن يشتركان في نضال لا يعرف الضعف، وصمود لا ينكسر أمام الطغاة. كلاهما يواجه الحصار والقصف، لكنه يزرع الأمل في الأجيال القادمة، ويُثبت أن إرادَة الشعوب لا تقهر. هما دليلٌ حيٌ على أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحق إذَا سُقي بالدماء، أزهرت الحرية على أرضه.

وفي زمنٍ اشتد فيه الظلم، وظن فيه المحتلّ أنه استحوذ على كُـلّ شيء، كان اليمن شاهدًا حيًّا على أن الأحرار لا يموتون، وأن الحق لا يضيع. غزة انتصرت وستنتصر، واليمن، بصموده ونخوته، سيبقى صوت الحق الذي لا يخفت. ستشرق شمس فلسطين يومًا، وستظل غزة أيقونة العزة، واليمن شاهدًا على أن الأُمَّــة التي تحمل الحق في قلبها، لا تُقهر أبدًا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

كلمات تصنع الوعي… ومسؤولية تصنع التاريخ

هاشم عبدالرحمن الوادعي

في زمن الحروب الناعمة والخداع الممنهج، حين تتساقط الأقنعة وتتكشف الولاءات، تظهر بعض الكلمات كأنها قدرٌ، وتأتي بعض الأصوات كأنها امتدادٌ لصوت التاريخ، لتعيد للأمة بوصلتها، وتنتشلها من التيه إلى الوضوح…
في قلب هذا الظلام، يطل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، بخطاباته التي ليست مجرد كلمات تُلقى، بل مشاعل وعي، ومفاتيح إدراك، وأسلحة فكر وموقف في وجه أخطر مشروع استعماري يستهدف الأمة في دينها وعزتها وكرامتها.
خطاباته في هذه اللحظة المفصلية ليست ترفًا سياسيًا ولا تكرارًا مملًا، بل هي خلاصات رجلٍ يحمل أوجاع أمّته، ويخاطب ضمير الشعوب الحرّة، ويُحرك مكامن الإيمان والكرامة والعزة فيها.
في زمن تطبّع فيه الخونة، وتواطأ فيه البعض على دماء الفلسطينيين، وارتبك فيه حتى الصادقون، تأتي كلماته لتعيد ترتيب أولويات المرحلة: فلسطين أولًا، المقاومة حق، والعدو الأمريكي-الصهيوني هو أصل البلاء.
إنها خطابات تصنع الوعي، وتمنح الثبات، وتُسقط الزيف، وتبني جبهة المواجهة… خطابات تنقلنا من الاستنكار البارد إلى الفعل الحي، ومن الوجع الصامت إلى الصرخة المدويّة… من الموقف المتردد إلى الموقف المسؤول.
من هنا، تنبع أهمية نقل مضامين هذه الخطابات إلى كل ساحة، وكل بيت، وكل منصة. لأن كل منبر لا يوصل صوت الحق في هذا الزمن، هو شريك في جريمة الصمت.
وغدًا، في مسيرات يوم الجمعة، يرتفع النداء:
“انفروا خفافًا وثقالًا”
نداء استجابة لله، ونصرة للمظلوم، وكسرًا لصمتٍ أرادوه خنوعًا، وهو في الحقيقة غصة لا تسكن إلا بالتحرك. إن المشاركة الواسعة في المسيرات ليست مجرد فعل رمزي، بل إعلان صريح بأن الأمة لا تزال حيّة، وبأن فلسطين ليست وحيدة، وأن الصرخة في وجه المستكبرين هي أول الطريق إلى الحرية.
العدو الأمريكي والإسرائيلي تجاوز كل حدود الوحشية، متجردًا من كل القيم، ممعنًا في الإبادة الجماعية، وماضٍ في الحصار الخانق دون وجه حق. لم يكتفِ بقتل الأطفال والنساء، بل أجهز حتى على اتفاق الأسرى، فنقضه بصفاقة، وكشف زيف مبرراته التي لم تكن سوى ذريعة قذرة لتبرير المزيد من الدماء والدمار.
وفي لبنان، لا يختلف المشهد كثيرًا، حيث ينتهك العدو الصهيوني السيادة اللبنانية برعاية أمريكية فاضحة، ويسعى لتحقيق أطماع استعمارية تحت عناوين مفضوحة، غير عابئ بالقانون الدولي أو الكرامة الوطنية. أما العار الحقيقي، فهو أن بعض الأنظمة العربية باتت تشارك في هذه المؤامرة، لا عبر الصمت فقط، بل عبر الدعوة لتجريد المقاومة من سلاحها، وهو سلاح الشرف والكرامة، بينما يُسلّح العدو ليقتل ويحتل.
إن فرض العزلة على الكيان الصهيوني لم يعد خيارًا، بل واجبًا. واجبٌ تتحمله الشعوب والأنظمة الحرة، عبر التحرك السياسي، والمقاطعة الاقتصادية، والتحركات القانونية، والتظاهرات الشعبية. وكل خطوة في هذا الطريق، مهما بدت صغيرة، هي مسمار جديد في نعش الكيان الغاصب.
وكم هو بشع وجه أمريكا حين تجرّم حتى الوقفات الطلابية السلمية التي تطالب بإنهاء الحصار وإيقاف المجازر، لتثبت أنها ليست فقط شريكًا في القتل، بل عدوًا صريحًا لكل صوت حر ولكل تعبير شريف.
أما اليمن، فإنه يثبت في كل موقف ومرحلة، أنه خارج حسابات الانبطاح والخضوع، بموقفه المتكامل: قيادةً ،وشعبًا، ودولةً، وجيشًا. لقد ضربت عملياته النوعية العدو في مقتل، وأسقطت طائراته، وأربكت أساطيله، وأجبرته على الاعتراف بالفشل، من رأس هرمهم ترامب إلى تقاريرهم العسكرية. توقفت الملاحة، وتلقى العدو القصف في عمقه، ليعلم أن اليمن حاضرٌ بقوة، وماضٍ بثبات، لا يعرف الانكسار ولا المساومة.
ورغم الضربات، فإن قدرات اليمن العسكرية في تصاعد مذهل، بفضل الله، ما يدل على عبثية العدوان، ويكشف عن يأس العدو وإحباطه، وهو ما بات واضحًا في اعترافاته وخطابه المهزوز.

خاتماً صوت الحق لا يُقمع ولأن الكلمة موقف، فإننا اليوم أمام مفترق طرق: إما أن نكون مع الحق بصدق وثبات، أو نصبح مجرد صدى خافت في زمن الضجيج الزائف.
خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، ليست مجرد رد فعل على جريمة أو حدث، بل هي نبض أمة، وصوت مسؤولية، ونداء تعبئة لا يعرف المساومة، ولا يقبل أنصاف المواقف.
إنها لحظة يختبر فيها كل إنسان إنسانيته، وكل حرّ حريته، وكل مؤمن صدقه مع الله وقضايا الأمة…
فمن خذل فلسطين اليوم، خذل الله، ومن صمت عن الإجرام، نطق بالعار، ومن لم يتحرك، مات وهو يحسب نفسه حيًّا.
فلنكن في الموقف الذي يليق بنا، حيث لا نخجل غدًا من صمتنا، ولا نندم على تقصيرنا…
ولنرفع صوت الحق عاليًا، ونعلي من راية الوعي، ونمضي في هذا الطريق بعزمٍ لا يلين، حتى يأتي النصر، أو نموت دونه، وقد عرفنا الطريق وصدقنا الوعد….

مقالات مشابهة

  • شخصيات اجتماعية لـ “الثورة”:اليمن اختار الثبات على الحق وعدم التجند مع الباطل
  • كلمات تصنع الوعي… ومسؤولية تصنع التاريخ
  • برّي: الحق لا يموت
  • اليمن سيفُ الحق المسلول الظافر
  • مجلس النواب يثمن مواقف البرلمانيين والدول المساندة للشعبين اليمني والفلسطيني
  • مجلس النواب يثمن مواقف الدول المساندة للشعبين اليمني والفلسطيني
  • بعد توقف 14 عاما.. إعادة تأهيل خط مياه “طرابلس – بئر ترفاس”
  • اليمن سيف الحق المسلول الظافر
  • المصريين الأحرار يُشيد بجولة الرئيس السيسي لـ قطر والكويت
  • فريق الأحرار: فرق كبير في جودة خدمات الأحياء الجامعية.. حي السويسي ليس هو أحياء مدن أخرى!