غزة تنتصر.. أين وجوهُكم أيها المتخاذلون؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
المعتصم العزب
ها نحن اليوم نشهد النصر لغزة الأبية، ولمجاهديها الأبطال، ولمواطنيها الأحرار، الذين أحذيتهم أشرف من وجوه حكام العرب والغرب والمسلمين الصامتين والمتخاذلين! هذا النصر، الذي يتحقّق رغم جرائم الكيان الصهيوني وتوغله البري الفاشل، يُثبت هشاشة قوة الظلم أمام صمود الحق.
بينما كان مجلس الأمن – اليد اليمين للكيان – عاجزًا عن أي تحَرّك جاد، بل كان ينبح وينهق بشعارات زائفة عن حقوق المرأة وحقوق الطفل، أين حقوق المرأة في فلسطين؟ وأين حقوق الطفل في غزة؟ أين كُـلّ ما تدعونه وتكذبون به أمام جرائم الكيان؟ كان الكيان الصهيوني يستهزئ استهزاءً واضحًا به.
بينما تتواصل خدماتهم الواضحة للكيان، لقد عبث الكيان بدور الأمم المتحدة، ولم يبالِ بها، متجاهلًا كُـلّ القوانين والأعراف الدولية، وهذا وصمة عارٍ على جبين كُـلّ من تواطأ معه ووصمة عار على مجلس الأمن.
كان الأجدر طرد هذا الكيان الغاصب من المجتمع الدولي، لا الاعتراف به كدولة! ولكن، للأسف، لم تتخذ “الدولة الأممية” أي إجراء تجاه جرائمه، ولم تتدخل لتأمين النازحين أَو حماية الأطفال والنساء، بل تجمدت كُـلّ المبادئ الإنسانية وخدمت مصالح العدوّ نفسه.
أما الخذلان العربي والإسلامي، الذي يُضاف إلى سجلات العار، سيُسأل عنه الجميع أمام الله. ويا للأسف من الدول المطبعة التي خابت آمالها وتعلقت بأوهام الحماية لمصالحهم التي طلبوا الحماية من عدو الله. فها هي من اتخذتموها إلهًا من دون الله تنهزم أمام ثلة مؤمنة! هذه الحرب، التي تمولها أمريكا بالكامل، كشفت زيف هذه القوة المزعومة. فهل تستحق هذه القوة أن تُعبد وتُخاف بدلًا عن الله؟
يا أنظمة التطبيع، فلْتَدُسّوا رؤوسكم في التراب خجلًا، فقد تبيّنت خسارتكم. وخاب رهانكم على سقوط غزة ومقاوميها، فما زادهم هذا الجمع الشيطاني إلا إيمانًا وثقة بالله، {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}.
إنّ الخوف والتخاذل يملأ قلوب الأنظمة العميلة والدول الخانعة، وليس قلوب المؤمنين. {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أولياءهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. ولتعلموا أن {الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شيئًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فلتكن هذه الأحداث عبرة لكم، فالمؤامرات لن تدوم، والنهاية الحتمية ستكون العذاب الأليم لكل من تواطأ مع الظالم ومع الكيان المجرم. قضية فلسطين باقية ما دام الاحتلال جاثمًا على أرضها، وهي قضية مظلومين مدافعين عن حقهم. أما الكيان، فهو محتلّ غاصب.
ونحن كشعب يمنيّ، سنواصل تطوير قدراتنا حتى تحرير فلسطين، ولن نتخلى عن الشعوب المظلومة. وندعو جميع الشعوب إلى الإعداد للمواجهة، فالكيان لا يراعي في مؤمن إلا ولا ذمة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
والخميس قالت إذاعة جيش العدو إن الأسرى الأربعة الذين تم تسليم جثثهم اليوم كانوا محتجزين في منطقة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث عملت قوات الجيش لفترة 4 أشهر.
وبرزت تساؤلات في الإعلام العبري عن سبب مقتل هؤلاء الإسرى الأربعة، الذين تؤكد المقاومة الفلسطينية أنهم أُسروا أحياء وقتلوا في قصف إسرائيلي متعمد على أماكن احتجازهم بغزة.
وتعود الجثامين الأربعة إلى "شيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل"، و "الأسير عوديد ليفشتس"، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار الساري.
وتعد هذه أول مرة تسلم فيها “حماس” جثث أسرى صهاينة، في إطار الاتفاق الساري مع كيان الاحتلال منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
تراجع نتنياهو
نتنياهو المطلوب للعدالة على خلفية جرائم ضد الإنسانية أراد أن يحول مشهد استعادة الجثامين إلى نصر سياسي له، لكنه تحول فعليا إلى نقمة وسخط؛ ما أجبره على التراجع عن اعتزامه المشاركة في مراسم استقبال الجثامين، وفق تقديرات إعلام صهيوني.
وقالت القناة “12” العبرية (خاصة) إن نتنياهو تراجع في اللحظة الأخيرة عن المشاركة في مراسم استقبال جثامين الأسرى.
وتابعت: “درس رئيس الوزراء نتنياهو إمكانية المشاركة في استقبال الجثامين، وكجزء من ترتيبات المشاركة، صدرت تعليمات للمسؤولين الميدانيين بالاستعداد لوصوله، ولكن في اللحظة الأخيرة تقرر عدم حضوره”.
القناة رجحت أن يكون قرار إلغاء مشاركة نتنياهو اتُخذ بعد احتجاج عائلات الأسرى على نشر أسماء للأسرى الأربعة القتلى قبل التيقن من هويتهم، وانتقاد مكتب نتنياهو الذي نشر الأسماء قبل تعرف معهد الطب الشرعي النهائي عليهم.
وعبَّر صهاينة، بينهم سياسيون وصحفيون، عن غضبهم من نتنياهو بسبب مقتل بعض الأسرى والتأخر في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية حماس، بسبب مصالحه السياسية.
عضو الكنيست من حزب “هناك مستقبل” المعارض ميراف كوهين، قالت عبر منصة إكس: “منذ مايو/أيار 2024، قُتل 124 جنديا (إسرائيليا) في غزة، عندما كانت صفقة مماثلة تقريبا للصفقة الحالية مطروحة على الطاولة”.
ومستنكرة تساءلت: “كم عدد الذين سيموتون بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية بدلا من إعادة الجميع وإنهاء الحرب الآن؟”.
وارتكب كيان العدو الصهيوني بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
فظيع وبلا قلب
من جهته قال الصحفي البارز بن كسبيت، عبر إكس: “عندما يكون هناك نجاح فهو (نتنياهو) مَن سيحققه، (أما) عندما يكون هناك فشل، فهم المسؤولون عنه”، في إشارة إلى الجيش والمخابرات الإسرائيلية.
وأضاف بصحيفة “معاريف”: “ليس هناك خيار، علينا أن نقولها بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو رجل فظيع”.
كما لم ينجو نتنياهو من غضب وانتقادات عائلات الأسرى الصهاينة.
ومتحدثا عن نتنياهو للقناة “13” العبرية، قال إلحانان دانينو، والد أوري الذي أسر وقتل في غزة: “بحثت عن قلبه (نتنياهو) ولم أجده”.
ووقف عشرات الصهاينة يلوحون بأعلام الكيان على طرق مرت منها سيارات تحمل الجثامين.
وأقام جنود من جيش العدو مراسم تأبين مقتضبة، أجراها الحاخام الأكبر للجيش إيال كاريم، ووضعت الجثامين في توابيت مغطاة بعلم الكيان.
وقالت هيئة البث الصهيونية (رسمية): “عقب ذلك، نقلت الجثامين بواسطة سيارات إسعاف تحت حراسة الشرطة إلى معهد الطب الشرعي أبو كبير في تل أبيب للتعرف على هوياتهم”.
وأكد مسؤولون في جيش الاحتلال أن “عملية التحقق النهائي من هويات الجثامين قد تستغرق يومين. وفور اكتمال العملية، سيتم إبلاغ العائلات رسميا بنتائج الفحوصات”، وفق الهيئة.
بدوره قال يزهار ليفشيتس، نجل الأسير الصهيوني عوديد ليفشيتس الذي تم تسليم جثمانه، لهيئة البث: “هذا يوم حزين لنا كعائلة ولكل الدولة، لكن قلوبنا لا تزال مع أولئك الفتيان والفتيات الذين لا يزالون في غزة”.
وتابع مئات من الصهاينة مشاهد إعادة الجثامين في ما باتت تسمى “ساحة المختطفين” بتل أبيب.
وجرى تسليم الجثامين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة بني سهيلا بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، الذي تعرض لحرب إبادة استمرت نحو 16 شهرا.
وحمّلت حماس، في بيان الخميس، الجيش الصهيوني مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة بقصف أماكن احتجازهم، فيما أكدت أن المقاومة بقطاع غزة “عاملتهم بإنسانية وحاولت إنقاذهم”.
راي اليوم