يمانيون/ تقارير ​​​​​​​خطاب ناري غير متوقع يتطابق مع شخصيته وتوجهاته، حيث يحيل أصدقاءه الى شبه خصوم في لحظة.

لخص الخطاب توجها عنيفا تجاه أصدقاء، وخصوم أمريكا على السواء، ومصلحة أمريكا تكسر الحواجز التقليدية، وماهو متعارف عليه.

ترامب الجمهوري الحزبي، واللاحزبي، الشخصية الانتهازية المتقلبة، ليس معتادا في الحقيقة أن يحمل ورود “الديمقراطيين” التي  تخفي الكثير من المكر والخبث الهادئ.

على صراحته وعنفوانه ومزاجه المتقلب بدا للجمهور كملاكم حلبة، أطلق تهديداته التي لا تكترث لأحد “من اليوم سيحترم الجميع أمريكا” .. قال هكذا، فما علاقة هذا بثأر قديم بدا يومًا على محيا راعي الثيران الأمريكي؟ حيث يرى أن أمريكا أصبحت “سُخرة” بيد من لا علاقة لهم بشعاراته القومية الشعوبية  وقد عاد ربما كي يواجه أولئك، وحيث السؤال المطروح عن علاقة ذلك بلجنة “مجلس المحاربين”، ومساعي الخلاص من سياسة التنوع بمؤسسات الجيش؟ وعلاقة ذلك بلقاءات ترامب باليهود “اللاصهاينة”؟ والحديث عن سلام القوة؟ وتقاطع القومية الأمريكية مع حق المواليد في الحصول على الجنسيةا لأمريكية، والاستعداد لاتخاذ اللازم لترحيل المهاجرين غير القانونيين؟

وبصراحة التاجر، يعيد تكرار حديث سابق أننا “لن نسمح لأحد باستغلال أمريكا”، أكان ذلك استغلالاً داخليًا حيث مصالح اللا أمريكيين ، أو خارجيًا، حيث يرى في أوروبا حملا ثقيلاً حاكم البيت الأبيض، كما يرى في حلف شمال الأطلسي مستغِلاً حقيقيا، وفي ألمانيا باقتصادها الأقوى أوروبيا مستغِلاً وقحًا، وهذا ما يمكن إدراكه في هجوم مساعده “ماسك” على ديمقراطية ألمانيا، وديمقراطية فرنسا، وحزب ستارمر بريطانيا.

أما قصة القضاء والقانون فقد كانت سنوات ظهور ترامب الأولى في البيت الأبيض كرئيسٍ ايذانًا بفصل جديد في مواجهات الرجل الصدامي مع المحاكم الأمريكية، والمدعين العامين، ومحاولات ” الدولة العميقة” توظيف ذلك في سياق عزله وتنحيته ثم إخراجه من مضمار السياسة تمامًا، فهو يتذكر تحذيرات من “لا يعملون لصالح أمريكا”، من عودته للبيت الأبيض بعد أن أُسقط في انتخابات 2020 ، ويصر عن تجربة مسبقة أن استغلال “وزارة العدل” سلاحا سياسيا يجب أن ينتهي.

ويُذكِر أولئك ذوي التأثير العميق في الداخل الأمريكي بما جرى له، ويستحث طاقات مؤيديه للتحدي وهم الأكثرية “واجهت مساعي لسلب حريتي أكثر من أي رئيس أمريكي..نجوت من الاغتيال لـ (إنقاذ أمريكا)…انتخابات 2024 أهم انتخابات فى تاريخ أمريكا…سوف أعلن حالة الطوارئ على حدودنا الجنوبية…سأبدأ ثورة التغيير…كل المهاجرين غير القانونيين سيتم ترحيلهم…سأعلن العصابات المجرمة جماعات إرهابية…سوف نقوم بالقضاء على العصابات المجرمة…سنملأ مخزوناتنا الاستراتيجية من الطاقة…أصدرت أوامري بتكثيف “التنقيب” عن الغاز والبترول…أريد أن أكون صانع سلام…سنغير اسم خليج المكسيك الى خليج أمريكا… مهمة الجيش ستكون هزيمة أعداء أمريكا فقط “.

كل ذلك السرد الحماسي في خطاب تنصيب ترامب يظهر الرجل ليس كحاكم جاءت به انتخابات أمريكا، بل حاكم جاءت به حوافر الخيل، وهو من قال ذات يوم انه معجب بتجربة الحزب الشيوعي الصيني في الحكم.. فهل يمكن تصور كيف يفكر ترامب؟!

والواضح في سرده للجمل التي تلاحقت تباعاً وكانت الأذان مشدودة الى سماعها باهتمام كبير، أن رحلة التاجر الأمريكي ذي الأصول الألمانية، ستبحث عن مصالح أمريكا حيث لا مجال للحديث عما وراء الأمريكيتين قبل، وحيث ستتقلص ان لم تلغى مخصصات رعاية العالم، فأمريكا بحاجة كل سنت يمكن انفاقها لأجل إعادة بنيتها المتهالكة.

هناك نفط صخري، وهناك ثروات القطب الشمالي الزاخرة، ولا تعنيه قضية المناخ ، وهناك بنما، حيث ذرائع اليد الصينية ستقرب المسألة من ديكتاتور أمريكا الجديد، وتحالف الأغنياء، كما أن هناك رؤية توسعية لما هو في قريب من اليد الأمريكية، حيث كندا التي تشرف عليها ثلاثة عشر ولاية أمريكية من أصل الخمسين ولاية؟

وإمكانية الاستحواذ على غرينلاند الغنية، واستعادة السيطرة على قناة بنما، وكلها تعكس رؤية تقوم على التوسع الإقليمي لتعزيز القوة الأمريكية الإقليمية، وتحولاً عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية، وتسويق ذلك في إطار مواجهة النفوذ الروسي والصيني.

ولعل واشنطن تسير على خطى “أثينا” القديمة والتنافس المحموم مع “اسبرطة”، حيث انتهت ديمقراطية الأولى إلى نظام ديكتاتوري توسعي انتهى بها الى زوال.

فمع تطور اقتصاد أثينا، بدأت الطبقات المختلفة في المجتمع الاثيني خاصة طبقة النبلاء تسعى لأن يكون لها دور في التنظيم السياسي للدولة الأثينية، ما فتح المجال للتحوّل نحو النظام “الأوليغارشي” بعد تراكم قوة النبلاء ونفوذهم، وتطبيق أثينا نظامًا أشبه ما يكون بنظام رأسمالي سيطرت فيه طبقة النبلاء على دورة الاقتصاد في البلد، بينما كانت الطبقة الدنيا هي من دفعت الثمن، بعد أن أفلست بسبب المديونية التي حولتهم من مزارعين إلى عبيد مع مرور الوقت.

تلك النتائج التي أحالت المجتمع الأثيني الى حالة العبودية والافلاس، مع استئثار الطبقات العليا بالقوة والمال، هي ذاته ما يشتكي منه مجتمع أمريكا اليوم رغم التوسع والنهب الذي جرى لثروات الشعوب خاصة في المنطقة العربية، فقد أظهرت أحداث حرائق لوس انجلوس مدى سخط الشارع الأمريكي على ساسة وقادة أمريكا، حيث تذهب أموال دافع الضرائب لدعم أفعال وجرائم نازية دموية بينما تعجز السلطات عن مواجهة حرائق كاليفورنيا تاركة المواطنين لمصائرهم، وقد خسروا منازلهم وممتلكاتهم، في ظل إهمال البنية التحتية الأمريكية المتهالكة أصلاً.

وبالعودة إلى “أثينا”، فإن العاملين اللذين كانا سبب زوال أثينا هما ذاتهما اللذان سيكونان سببا في زوال الهيمنة الأمريكية، فكما هو حال أمريكا اليوم في مواجهة قوى عظمى كالصين والروس وربما الهند، فقد كانت “أثينا” في صراع محموم مع الإمبراطورية الفارسية عندما حاولت الأخيرة احتلال اليونان فدخلت معها في حروب ممتدة انتهت بتحالف الدويلات اليونانية لإلحاق الهزيمة بتلك الإمبراطورية الكبيرة بعد سلسلة من المعارك الشهيرة على رأسها معركة «ثيرموبولي» ومعركة «ماراثون». وغيرهما.

 غير أن الحرب أضعفت “أثينا” بشكل كبير فارضة عليها ضغوطا اقتصادية وسياسية كبيرة، فيما العامل الثاني كان من صنع أثينا نفسها بعدما لجأت لسياسة “توسّعية” ضمن حكم ديكتاتوري، وصفتها الكتب التاريخية بأنها سياسة “إمبريالية”؛ وهو ما فعلته أمريكا  وما قد تفعله في جوارها  الأمريكي، فعندما سعت هذه الدولة (أثينا) لاحتلال الدويلات الأخرى والسيطرة عليها، اندفعت الكثير من تلك الدويلات إلى تطبيق مبدأ توازن القوى بالتحالف مع عدوّ أثينا “دويلة إسبرطة”، التي خشيت أن تؤدي السياسة التوسّعية لاثينا إلى القضاء عليها، فبدأت ما هي معروفة بـ”الحرب البيلوبونية” والتي انتهت بخراب أثينا وسيطرة إسبرطة على مقاليد السلطة في شبه الجزيرة اليونانية.

وهنا يمكن تصور أن أمريكا تنحو ذات المسار، حيث تقودها سنن أفول القوى والدول الى مصير الزوال، حيث تستعد لحرب مصيرية مع قوى عالمية، كالصين وروسيا كما أشرنا ما يجعل أولوياتها في نطاق جغرافي “أمريكي أولا”، والبحث عن الثروة والمكاسب بعقلية رجل المال، حيث يجب أن يدفع الخليج راض أو كاره مقابل الحماية التي لم تعد ذات جدوى، وحيث يجب على أوروبا أن تدفع، وهي تعيش حالة احتضار، وحيث على كندا أن تدفع ان لم تقبل بالانصياع للأحلام الترامبية، وأن يدفع العالم لأمريكا، فهذا هو معيار احترام العالم لها، وهو معيار ترامب لاحترام أمريكا.

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

للمرة الثانية.. رحاب الجمل تتعاون مع دنيا سمير غانم بمسلسل “عايشة الدور”

تشارك الفنانة رحاب الجمل في مسلسل عايشة الدور بطولة الفنانة دنيا سمير غانم ومن إخراج أحمد الجندى ومن المقرر طرحه في موسم دراما رمضان 2025، على قنوات المتحدة.

وأعربت الفنانة رحاب الجمل عن سعادتها بالعمل للمرة الثانية مع الفنانة دنيا سمير غانم، حيث تعاونا الثنائى في مسلسل جت سليمة في موسم رمضان قبل الماضي وحقق نجاح كبير.

 كما أعربت عن سعادتها بالعمل لأول مرة مع المخرج أحمد الجندى، وتتمني أن ينال العمل إعجاب الجمهور، حيث تجسد من خلاله شخصية كوميدية مفاجأة، وتتوقع للعمل نجاح كبير خلال طرحه في موسم رمضان.

مسلسل عايشة الدور

مسلسل عايشة الدور مكون من 15 حلقة، ومن المقرر طرحه خلال موسم دراما رمضان المقبل 2025، والذي تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي حول سيدة تتفرغ لتربية أولادها بعد انفصالها، ومحاولتها استعادة حياتها وشغفها من جديد، ويشارك في بطولته: محمد كيلانى، محمد ثروت، سما إبراهيم، وآخرون وهو من تأليف أحمد الجندي، وكريم يوسف، وإخراج أحمد الجندي، وإنتاج السبكي.

مسلسل برغم القانون

وتألقت رحاب الجمل مؤخرا في مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصى وهانى عادل، محمد القس، وليد فواز، جورى بكر، فرح يوسف، فرح يوسف، عايدة رياض، إيهاب فهمى، محمد محمود عبد العزيز، جيسيكا حسام الدين ياسر عزت، نبيل على ماهر، بتول الحداد، ريهام محيى الدين وعدد آخر من الفنانين وتأليف نجلاء الحدينى وإخراج شادى عبد السلام وإنتاج شركة فنون مصر للمنتجين ريمون مقار ومحمد عبد العزيز.

أحداث مسلسل برغم القانون

يدور مسلسل برغم القانون في دراما اجتماعية حول ليلى المحامية التي تعيش في مدينة بورسعيد، وتستيقظ في صباح أحد الأيام لتكتشف اختفاء زوجها دون أي سبب وبعد أن تحاول العثور عليه، تكتشف أنه هرب بعد زواج استمر 10سنوات وقصة حب كبيرة أثمرت عن طفلين "ليلى وهاشم"، ليختفي "أحمد" زوجها دون سابق إنذار، وبمرور الأحداث تتكشف الأسرار حتى تصل "ليلى" إلى السر وراء هروب زوجها وتركه لها ولأولاده رغم حبه الشديد لهم

مسلسل بيت الرفاعي

وتألقت رحاب الجمل في موسم رمضان الماضى، بمسلسل بيت الرفاعى من بطولة: أمير كرارة، أحمد رزق، سيد رجب، ميرنا جميل، محمد لطفى، تامر نبيل، صفاء الطوخى،  ملك قورة، إيناس كامل، عايدة رياض، أحمد فؤاد سليم، أحمد عبد الله، مصطفى عباس وعدد آخر من الفنانين، ومن تأليف بيتر ميمي وهند عبدالله وعمرو أبو زيد وإخراج أحمد نادر جلال وإنتاج شركة سينرجى.

كما شاركت في مسلسل "صدفة" بطولة ريهام حجاج، ويشارك بجانبها كل من خالد الصاوى، عصام السقا، سلوى خطاب، رشدى الشامى، فراس سعيد، نور إيهاب، ميار الغيطى، عمرو صحصاح، تامر يسرى، عبير منير، سليم الترك، رباب ممتاز، وردشان مجدى، علاء خالد وهشام منصور، وتأليف أيمن سلامة وإخراج سامح عبد العزيز.

مقالات مشابهة

  • هل انتهى شهر العسل بين السيسي وترامب؟
  • للمرة الثانية.. استدعاء شقيق موظف دار الأوبرا المنتحر| اعرف الأسباب
  • للمرة الثانية.. رحاب الجمل تتعاون مع دنيا سمير غانم بمسلسل “عايشة الدور”
  • شنايدر إلكتريك الأكثر استدامة على مستوى العالم للمرة الثانية
  • موقف العراق الحالي من تنصيب الجولاني نفسه رئيسا
  • للمرة الثانية خلال مسيرتها.. سلوى خطاب بالزي الصعيدي في مسلسل حكيم باشا
  • سر حقيبة الهدايا الثانية التي أرسلتها حماس مع الأسير الأمريكي
  • أميركا ترد على تنصيب الشرع رئيساً لسوريا: ندعو لانتقال سياسي شامل
  • برايتون يرفض عرض النصر للمرة الثانية
  • حفل تنصيب ترامب يحصل على تبرع بملايين الدولارات من شركات العملات المشفرة