"في ما تبدو رسالة تحدٍ لخصومها وسط توترات إقليمية"، أعلنت إيران أنها أنتجت محركا رئيسيا لتكنولوجيا صواريخ "كروز" الأسرع من الصوت، بحسب تقرير لموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد".

وأمام حشد من المصلين في العاصمة طهران يوم الجمعة الماضي، قال وزير الدفاع الإيراني الجنرال محمد رضا آشتياني إن بلاده طورت محرك نفاث، المكون الرئيسي لصواريخ "كروز" الأسرع من الصوت، وباتت قادرة على إنتاج المحرك بكميات كبيرة، ما يمكن أن يزيد سرعة الصاروخ إلى خمسة أضعاف سرعة الصوت.

وأوضح أن التطوير تم باستخدام القدرات المحلية. وجاء الإعلان بعد أقل من أسبوعين من إعلان إيران أنها اكتسبت الخبرة في إنتاج صواريخ تفوق سرعة الصوت، إذ  قدمت أول نسخة محلية الصنع من صاروخ باسم "الفتاح".

آشتياني أردف أن صناعة الدفاع في إيران تعتمد على شبكة ضخمة من حوالي 6500 كيان إيراني، بينها مراكز البحوث والجامعات والشركات القائمة على المعرفة التي تساهم باستمرار في التقدم العسكري للبلاد.

وأفاد بأن إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تعمل بالوقود الصلب وصواريخ كروز "تضاعف في السنوات الأخيرة"، مضيفا أن عدد الزوارق السريعة ارتفع بمقدار الثلث في السنوات الأخيرة.

وذكر الموقع أن هذه السفن تخدم مشاة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في الخليج العربي ومضيق هرمز الاستراتيجي، وباستخدامها، شوهدت قوات الحرس على نحو متزايد "تضايق" السفن التجارية الدولية وناقلات النفط، مما يجبرها أحيانا على إعادة توجيه مساراتها لتفادي الاستيلاء عليها.

وتنفي إيران صحة اتهامات إقليمية وغربية لها بتقويض أمن الملاحة في الممرات البحرية الحيوية لتجارة النفط والسلع، وتحمّل في المقابل الوجود العسكري الأمريكي في تلك الممرات المسؤولية عن التوترات.

اقرأ أيضاً

صراع الخليج يتفاقم.. أمريكا تحشد عسكريا وإيران تستعرض صاروخيا

برنامج مثير للجدل

وتكنولوجيا المحرك النفاث، وفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، يمكن أن تضع إيران الآن على الطريق باعتبارها منتجا ضخما لصواريخ "كروز"، مشددة على أن اعتراض تلك الصواريخ الإيرانية سيكون "صعبا للغاية".

وخلال الأشهر القليلة الماضية، كشفت إيران عن صاروخ بعيد المدى تلو الآخر "فيما يبدو أنها رسالة تحد لخصومها"، بحسب الموقع.

وتابع أن "الانتقادات حول البرنامج الصاروخي الإيراني المثير للجدل جاءت بشكل أساسي من القوى الكبرى، إسرائيل والدول العربية الإقليمية؛ لأنها تعتبر برنامج إيران الصاروخي تهديدا للأمن الإقليمي والعالمي، بينما تقول طهران إن أنشطتها الصاروخية تهدف إلى الردع فقط".

الموقع زاد بأن "هذا السلوك الإيراني قد يؤدي إلى توترات محتملة متصاعدة بين القوات الإيرانية والأمريكية، وقد أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات إلى مياه الخليج في يوليو/ تموز الماضي، بينها (3 آلاف من عناصر) مشاة البحرية (المارينز) وطائرات "إف -15" ومدمرة "يو إس إس توماس هودنر"، للحد من انتشار قوات الحرس الثوري الإيراني التي تقول إنها لا تخاف من الانتشار الأمريكي لأن إيران، حسب زعمها، القوة الإقليمية الرائدة".

ولعقود من الزمن، بحسب مراقبين، استخدمت إيران استراتيجية مضايقة السفن في مياه الخليج كوسيلة للضغط في نزاعات أو/ وللتعبير عن استيائها من العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليها؛ بسبب برنامج نووي إيراني يقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية بينما تشدد طهران على أنه مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء. 

وكثيرا ما واجهت إيران اتهامات من دول خليجية وأخرى إقليمية وغربية، في مقدمتها السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة، بامتلاك أجندة تسوعية في المنطقة، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الحوار.

اقرأ أيضاً

"400 ثانية إلى تل أبيب".. لافتات تعريفية بصاروخ إيران الجديد

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران محرك صواريخ كروز إسرائيل الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية، عباس صروط، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، عن ثلاثة أسباب رئيسة تمنع الولايات المتحدة من شن ضربة واسعة ضد إيران، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.

وقال صروط، لـ"بغداد اليوم"، إن "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط استراتيجية ومتعددة الأبعاد، وتلعب دورًا حاسمًا في قرارات البيت الأبيض لا سيما أن هذه المنطقة تمد العالم بنحو نصف احتياجاته من الطاقة، ما يجعل أي توتر غير محسوب مصدر قلق كبير لواشنطن، لما قد يترتب عليه من ارتدادات خطيرة على الاقتصاد العالمي".

وأضاف، أن "إيران تمتلك قدرات تمكنها من استهداف مواقع استراتيجية أمريكية في المنطقة ما يجعل أي ضربة شاملة محفوفة بالمخاطر خاصة أن طهران لديها العديد من الأدوات والوسائل القتالية التي قد تفاجئ واشنطن".

وأشار إلى، أن "البيت الأبيض يخشى من أن تدفع أي ضربة شاملة إيران إلى التفكير جديًا في امتلاك السلاح النووي كخيار دفاعي، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا يثير قلق صناع القرار الأمريكيين".

وأكد صروط، أن "أي مواجهة عسكرية واسعة في الشرق الأوسط لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل ستكون لها ارتدادات إقليمية وعالمية خطيرة، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى تجنب هذا السيناريو، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الضغوط الاقتصادية والمناورات السياسية بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها دون الانجرار إلى حرب مفتوحة".

وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع، الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.

وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".

وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".

وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".


مقالات مشابهة

  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • إيران تبدي استعدادا مشروطا لمحادثات نووية مع الغرب
  • إيران تعلن شرطها لبدء المفاوضات النووية
  • الأسلوب الإيراني في التفاوض
  • وزير الخارجية الإيراني: لم نتلق أي رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل