سرقة للمُحتويات، تخريب وتدمير للأثاث، اعتداء على كل من يُقابلهم، إشعال نيران أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب لتعانق السماء، ليقف أهالي محافظة الفيوم وقد أصابتهم حسرة على ديوان عام المحافظة الذي يحترق أمام أعينهم على أيدي جماعة الإخوان الذين لم يتركوا مجالًا للتخريب والإرهاب على أرض المحافظة إلا وفعلوه، حتى كانوا سببًا في ترتيب الفيوم لتصبح الثانية بعد شمال سيناء في الإرهاب.

عام كامل وملايين الجنيهات، استغرقتها الدولة لإعادة ترميم مبنى ديوان عام المحافظة، ليفتح أبوابه أمام مواطني المحافظة من جديد، ويقدم كل الخدمات التي يحتاج إليها الأهالي، ويعود الموظفين إليه بعدما عانوا طيلة عام من العمل في مقر بديل صغير.

نيران الإخوان أحرقت كل شيء

لم يقبل الإخوان فض رابعة، فرفعوا شعار الدم والخراب والتدمير أولًا، إذ أحرقت نيرانهم كل ما طالته، وعاثوا في الأرض فسادا، فحولوا المحافظة إلى حرائق مُشتعلة طالت ديوان عام المحافظة، وأقسام الشرطة، وعددٍ من الكنائس والأديرة، وغيرها من المنشآت، كما حاولوا اقتحام مديرية أمن الفيوم، إلا أنّ بسالة وشجاعة رجال الشرطة أفسدت لهم مخططهم.

إنقاذ المحافظ والموظفين داخل مدرعات

في الوقت الذي كان الجميع يختبئ في منازلهم، خوفًا من إرهاب الإخوان، حمل رجال الشرطة أرواحهم على أيديهم وألقوا بأنفسهم في نيران ديوان عام المحافظة، وأنقذوا الموظفين والعاملين والمواطنين المتواجدين داخل المبنى وعلى رأسهم محافظ الفيوم، وبعض الجرحى من رجال الأمن، وأخرجوهم من وسط نيران الديوان، ونيران الإخوان في إحدى السيارات المصفحة.

القضاء على الإرهاب وإعادة الحياة لطبيعتها

ودفعت الدولة، أثمان باهظة لإعادة ترميم ما أحرقته نيران الإخوان، بالتزامن مع القضاء على الإرهاب إذ جرى إعادة ترميم كافة المنشآت وإعادتها إلى مما كانت عليه قبل احتراقها، إذ افتتح الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم آنذاك ديوان عام المحافظة بعد مرور عام كامل على حرقه، بعدما تكلف نحو 27 مليون جنيه.

كان افتتاح مبنى ديوان عام المحافظة بعد ترميمه بمثابة الفرح لأبناء المحافظة، كما إنّه جاء ليتوّج جهود الدولة في إعادة الأمن والأمان للشارع الذي عانى منه الأهالي لفترات طويلة، لدرجة جعلت الشباب يشكلون لجانًا شعبية في كل شارع لحماية أسرهم في مساندة منهم لرجال الشرطة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان اخوان فاشلون دیوان عام المحافظة

إقرأ أيضاً:

ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه


هو أبو محمد علي بن أحمد ابن حزم الأندلسي الذي ولد عام 384 هجرية لأسرة عريقة، ونشأ في ظلال القصور، وطلب العلم في أول عمره، وجالس الفقهاء والعلماء والأدباء وانصرف إلى التأليف ومناظرة العلماء على اختلاف نحلهم.

تميز ابن حزم -الذي سلطت عليه الضوء حلقة (2025/4/15) من برنامج "تأملات"- بغزارة الإنتاج، وحضور البديهة وتنوع المعارف، كما كان موسوعي الثقافة، وصاحب مذهب في الفقه وصناعة في النقد والأدب.

وكان شاعرا، يَنظر إلى الشعر نظرة إجلال وإكبار، ورأى أن الشعر هو من العلوم النظرية التي لا بد لطالب العلم أن يأخذ بها. وابن حزم هو الذي جعل الشعر مكملا لعلمي اللغة والنحو.

عاش ابن حزم حياة حافلة بالفتن والاضطرابات والتقلبات السياسية، لكن ذلك لم يمنعه عن التصنيف والإبداع. ومن بين كتبه الكثيرة التي ذاع صيتها، "طوق الحمامة بين الألفة والأُلّاف"، وهو كتاب أدب لا يزال يحتفظ بمكانته حتى الآن.

ولابن حزم ديوان شعر له طبعات متعددة، ويعلق ابن حيان الأندلسي على إحدى مقطوعاته الشعرية بالقول: "ويا لبدائع هذا الحبر علي ابن حزم، ما أوضحها على كثرة الدافنين لها، والطامسين لمحاسنها".

وعرف ابن حزم بلسانه السليط، وكانت هذه الصفة من الأسباب التي جعلت العلماء ينفرون منه. وقد حُرقت كتبه في إشبيلية استجابة لفقهاء فاقهم في مناظراتهم، كما أوردت حلقة "تأملات".

إعلان

ويقول ابن حزم في سجنه متشوقا إلى أهله وولده:
يا راحلا عند حي عنده رمقي أقرِ السلام على من لم أودّعه
وسله بالله عن عهدي أيحفظه؟ فعهده بمكان لا أضيعه
تجهمت نُوَب الدنيا لعامرها فلا يد عن الضراء تمنعه
واطول شوقاه ما جدّ البعاد بهم إليهم مذ سعوا للبين أفظعه
لئن تباعد جثماني فلم أرهم فعندهم وأبيك القلب أجمعه
أقول والدهر قد غالت غوائله وحط مني مكاناً كان يرفعه
عسى لطائف مَن لا شيء يُعجزه تحنو على شملنا يوما فتجمعه

كما تناولت حلقة برنامج "تأملات" فقرات أخرى، منها "فصيح العامة"، و"أصل الكلمة"، و"طرائف لغوية" وغيرها.

15/4/2025-|آخر تحديث: 15/4/202508:28 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • «تريندز» يعقد في مقر «الشيوخ» الفرنسي مؤتمر «محاربة الإرهاب في حقبة الذكاء الاصطناعي»
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 16 أبريل
  • ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
  • القبض على محاسب متهم بسرقة حقيبة تحتوي على مبلغ مليون و200 ألف جنيه
  • استكمال أعمال رصف الطريق الدائري لمدينة إدكو بتكلفة 18 مليون جنيه
  • هآرتس: مكافحة الإرهاب اليهودي تثير التوتر وانعدام الثقة بين الشاباك والشرطة الإسرائيلية
  • إدانات بعد صلب جثة من قبل قوات مدعومة إماراتيا جنوب اليمن
  • العيداني يعطل الدوام الرسمي غداً في ديوان محافظة البصرة والدوائر المرتبطة به
  • مركز حقوقي: تمثيل الانتقالي بجثة مواطن بأبين تشريع لقانون الغاب وانهيار خطير في المعايير القانونية
  • الحديدة.. الشرطة تضبط متهم بسرقة ذهب بقيمة خمسة مليون ريال