أظهر هجوم المقاومة الأخير، على مستوطنة كدوميم، مرّة أخرى، مدى صقل المقاومين لأساليبهم، مستوحين ذلك من عملية السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، إذ تبقى النقطة الضعيفة للاحتلال تتطلب تغييراً في حماية طرق المرور في الضفة الغربية، لأن سياسة "جز العشب" لم تعد تكفي.

وأكد قائد منطقتي القدس والضفة ورئيس قسم السايبر في جهاز الأمن العام- الشاباك، إريك باربينغ، أنّ: "الهجوم المميت الذي وقع في مستوطنة كدوميم، وقُتل فيه ثلاثة مستوطنين، يثبت، وليس للمرة الأولى، أن طرق المرور بالضفة الغربية أصبحت أكثر خطورة".



وأضاف باربينغ، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "المقاومين طوروا وصقلوا قدراتهم لإلحاق الضرر بالروتين اليومي للمستوطنين الذين يتنقل مئات الآلاف منهم على هذه الطرق".

المقاومون الأبطال

تابع رئيس قسم السايبر في جهاز الأمن العام- الشاباك، أن "منفذي العملية معروفون لأجهزة أمن الاحتلال، وهم أعضاء في خلية منظمة، ولا تعدّ هجومًا منفردًا عشوائيًا، بل إن عملياتها عادةً تكون نتيجة لتخطيط مسبق دقيق".

 "تنبع من وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذه العملية، خطّط المقاومون للتنفيذ، وقتل أكبر عدد ممكن من المستوطنين، بهدف العودة سالمين لمنطقة إقامتهم، حيث سيتخفّون بين الفلسطينيين المتعاطفين معهم، باعتبارهم: أبطالا" أضاف باربينغ.

وأشار إلى أنه: "في تنفيذ هجوم مخطط، يتم إجراء تحضيرات مسبقة من أعضاء الخلية ومساعديهم وأطراف أخرى ذات صلة، لذلك، حتى لو كان عدد شركائهم السريين صغيرًا، ويشمل من أرسلهم، ومن زوّدهم بالأسلحة، ومن يخفيهم بعد التنفيذ، فإن الافتراض العملي يجب أن يكون أنهم يعملون بمستوى عالٍ من السرية".

واسترسل: "يستخدمون المعلومات الاستخباراتية قبل العملية، ويقومون بدوريات في الموقع المخطط له، ويتعرفون على روتين المرور الإسرائيلي هناك، ويحددون ساعات الذروة، ويفحصون نشاط الجيش في المنطقة، ومدى تكراره، وبناء طرق الهروب، وإعداد مكان للاختباء مسبقًا".

وأوضح أنه "بهذا المعنى، فهي عملية عسكرية بكل معنى الكلمة، حتى وإن كانت خصائصها تختلف قليلاً عن مصطلح "العملية العسكرية" كما نعرفها، ولذلك فإن الإحباط الكبير الذي أصاب أفراد وضباط أجهزة الأمن الميدانيين ومكتب الشاباك يعود للفجوة الاستخباراتية والعملياتية أخفقت في إحباط الهجوم مبكراً".

وأردف: "مع أنه مقابل كل بضع هجمات مسلحة يتم إحباطها قبل تنفيذها، هناك واحد أو اثنان ينجحان، وهذه الحقيقة لا تمنح راحة للضباط الإسرائيليين".


التنفيذ والانسحاب
أضاف أنه "سيتم إجراء تحقيق شامل لمعرفة سبب نجاح منفذي العملية في الانسحاب من المكان، وأين يجب أن يكونوا، ما يعني توسّع ساحة المواجهة وتنتقل لجنوب الضفة، وهي منطقة حساسة ذات أهمية خاصة".

واعترف بأن "عملية حماس في السابع من أكتوبر، كان ولا يزال، مصدر إلهام كبير للخلايا المسلحة لحماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، رغم ما يستثمره الجيش والشاباك من كثير من الوقت والجهد في محاولة لإيجاد حلّ لهذه المعضلة الأمنية، ومنع التصعيد على الأرض".

وأكد: "لكن الجميع يعلم أن هجمات إطلاق النار من السيارات المارة قد تكون خطيرة بشكل خاص بسبب قربها من السيارات الإسرائيلية، فضلاً عن القدرة على التوقف، والخروج من السيارة، ثم إطلاق النار على المستوطنين، ثم الانسحاب من المكان".

وزعم أنه: "رغم الجهود الاستخباراتية والعملية للجيش والشاباك، لكن نقطة الضعف الأساسية تتمثل بطرق المرور التي ستتطلب منهم استخدام أدوات إضافية لحماية المستوطنين عليها".

"بما فيها اتخاذ تدابير إضافية ومتزايدة، والنشاط الجوي، والطائرات بدون طيار للتعرف المبكر على المشتبه بهم، والملاحظات المموهة، والمواقع الديناميكية، والتغييرات المفاجئة وغير المخطط لها في أساليب التفتيش، مع التخطيط والفهم بأنها قد تسبب اختناقات مرورية كبيرة" أبرز باربينغ.


اشتعال الحريق
أكد أنه "كلما زادت درجة المفاجأة في إجراءات الأمن على طرق الضفة الغربية، زادت فرصة إحباط المقاومين في طريقهم لمكان الهجوم، ومن ذلك إمكانية فصل طرق المستوطنين عن طرق الفلسطينيين، رغم ما سيسفر عنه من إدانات دولية رافضة، بجانب توسيع عدد المستوطنين الحاملين لأسلحة شخصية".

ودعا الكاتب لـ"توسيع نطاق العقوبة والردع ضد عائلات المقاومين، بما فيها إبعاد وترحيل أفرادها"، بزعم أن: "الترحيل لقطاع غزة أصبح تنفيذه "أسهل" اليوم، وفي الوقت ذاته فإن عمليات انتقام المستوطنين ضد الفلسطينيين تعتبر غير أخلاقية وغير قانونية، ويرجح أن تشعل حريقًا أكبر، ما يؤدي لفوضى خطيرة للغاية".

وأكد أنها: "حرب يومية، 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع، مما يجعلها صعبة، وتشكل تحدياً كبيراً للاحتلال، وتتزامن مع ما يخوضه حالياً بكثافة عالية على جبهات إضافية، لكن الهدف دائماً هو مفاجأة العدو في مكان لم يتوقع أن نصل إليه، وفي وقت لم يتوقعه".

وأشار إلى أن: "الجهد الاحتلالي ضد المقاومة في الضفة الغربية يتطلب جمع معلومات استخباراتية معقدة، وقدرات تشغيلية عالية، لمواجهة ظاهرة "الكتائب" المسلحة في مخيمات اللاجئين شمال وبعض مدن شمال الضفة الغربية، بما فيها جنين وطولكرم ونابلس".


"هي حرب مستمرة يخوضها الاحتلال، ويستخدم فيها أساليب متنوعة من البر والجو، وبوسائل وأدوات مختلفة، تنفيذا لسياسة "جزّ العشب"، لكيفية تفكيك الخلايا، وهذا الصراع مستمر حتى اليوم، وأحياناً من خلال أنشطة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية" بحسب الكاتب نفسه.

وختم بالقول: "الفلسطينيين كانوا هدفاً رئيسياً لجهاز الشاباك منذ فترة طويلة، لكن الفوضى في الضفة الغربية تسببت باتساع ظاهرة المقاومة، وخلقت هذه الظاهرة روح "البطل"، الذي بات مثارا لإعجاب الشباب، خاصة في مخيمات اللاجئين".

واستطرد: "هؤلاء المُعجبون سرعان ما يتحولون لمقاومين مسلحين، ما يستدعي ضرورة دراسة مدى خطورة الموقف، والحاجة الماسة للعناية الكبيرة بالبيئة الداعمة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية المقاومة الضفة الغربية جز العشب الضفة الغربية المقاومة جز العشب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية.. وتسجيل حادث دهس في الخليل

بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة على مدينتي جنين وطولكرم والمخيمات المحيطة بهما شمال الضفة الغربية، وسعت القوات الإسرائيلية من عمليات الاقتحام والمداهمات، مستهدفة مدنا وقرى ومخيمات وشنت حملة اعتقالات واسعة طالت عددا من الفلسطينيين.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، “ففي مدينة جنين: دخلت العملية العسكرية الإسرائيلي يومها الـ84 على التوالي وسط عمليات تجريف للأراضي وإحراق منازل وتحويل عدد من البيوت إلى نقاط عسكرية، أما في طولكرم: فتواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية لليوم الـ77، وفرض ضغوط شديدة على السكان لإخلاء منازلهم، كما اقتحمت القوات الإسرائيلية مناطق متعددة في الضفة وأطلقت الرصاص الحي ما أدى إلى إصابات بين الشبان في مخيم الحلزون شمال رام الله”.

ووفق المعلومات، “في مدينة رام الله، قالت مصادر محلية “إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الحلزون اليوم الاثنين، وأصابت شابا بالرصاص الحي في البطن، وآخرين في الركبة، واليد، كما اعتقلت القوات الإسرائيلية شخصا ونجليه، من قرية كفر مالك شرق المدينة واستولت على مركبتهم”.

وفي “مدينة نابلس، اعتقلت القوات الإسرائيلية فجر اليوم الاثنين شابا من مخيم عسكر الجديد شرق المدينة، وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وداهمت عدة منازل واعتقلت الشاب من منزله، واعتقلت القوات الإسرائيلية فجر اليوم شابين من بلدة سبسطية شمال غرب نابلس قبل الانسحاب من البلدة”.

وفي “مدينة بيت لحم، أفاد مصدر أمني “بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شابا من مدينة بيت جالا غرب بيت لحم بعد مداهمة منزل عائلته”، وفي مدينة الخليل، أفادت مصادر محلية “بأن جرافات الجيش الإسرائيلي تنفذ عمليات تجريف في أراض للمواطنين في بلدة البرج جنوب المدينة اليوم الاثنين”.

ووفق ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، في مدينة سلفيت، “اقتلع مستوطنون نحو 50 شجرة زيتون في بلدة دير بلوط، غرب المدينة”، وقال رئيس بلدية دير بلوط سمير نمر لـ”وفا”، “إن مستعمرين من مستعمرة “ليشم” المقامة على أراضي المواطنين، أقدموا على خلع وتكسير نحو 50 شجرة زيتون في منطقة عراق التوتة شرقي البلدة”.

حادث دهس في الخليل

أعلن الجيش الإسرائيلي، “ن تلقيه بلاغا بشأن وقوع حادث دهس قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن تفاصيل الحادث لا تزال قيد التحقيق”.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن “الحادث أسفر عن إصابة شخص بجروح طفيفة، فيما لاذت المركبة التي يشتبه بتنفيذها عملية الدهس بالفرار من الموقع”.

مقالات مشابهة

  • استمرار جرائم الاحتلال.. استشهاد 8 فلسطينيين في الضفة الغربية وغزة
  • شاهد | اقتحام الأقصى وجرائم العدو الصهيوني في الضفة الغربية
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية.. وتسجيل حادث دهس في الخليل
  • إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في الخليل وانسحاب المنفذ
  • حماس”: عملية الدهس هي دلالة واضحة على أن المقاومة مستمرة
  • اقتحامات واعتقالات وإصابات برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • عاجل| إصابة مجندة إسرائيلية في عملية دهس جنوب الخليل في الضفة الغربية
  • بلاغات أولية عن عملية دهس قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • الهدم والتهجير في الضفة الغربية.. الوجه الآخر للإبادة الجماعية في غزة