هل تكون الضفة الغربية غزة الجديدة؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
تصاعدت مؤخرًا حدة التوترات في الضفة الغربية والقدس، حيث تكثف إسرائيل من نشاطاتها الاستيطانية وتوسيع سيطرتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة. يأتي هذا التصعيد في وقت حساس بعد إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي رفع العقوبات عن المستوطنين المتطرفين، مما أتاح المجال لحكومة نتنياهو لتنفيذ سياسات أكثر عدوانية.
وفي هذا السياق، حذر العديد من المحللين الفلسطينيين من أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى قمع أي حراك مقاوم في الضفة الغربية، وفرض أمر واقع من خلال العنف والممارسات الاستيطانية، ما يهدد الحقوق الفلسطينية ويقوض فرص الاستقرار في المنطقة.
دوافع وأهداف استراتيجية في الضفة
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس وسائر أنحاء الضفة الغربية يعود إلى مجموعة من العوامل الاستراتيجية والسياسية، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تسعى لتعزيز سيطرتها على الضفة الغربية عبر تكثيف النشاطات الاستيطانية وفرض الأمر الواقع، مستغلةً إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي رفع العقوبات عن المستوطنين المتطرفين في بداية ولايته الثانية.
أضاف دلياني في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الهدف الرئيسي من التصعيد هو قمع الحراك الفلسطيني المقاوم، خاصة في المناطق التي تشهد تصاعدًا في العمليات الفدائية مثل جنين ونابلس، عبر عمليات عسكرية قمعية تسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى وتدمير للبنية التحتية، لافتًا إلى أن الاحتلال يواصل فرض حصار على المدن الفلسطينية عبر 900 حاجز عسكري تم تفعيل معظمها مؤخرًا.
أكد عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن هذا التصعيد يأتي استجابة للضغوط الداخلية من أحزاب الائتلاف الحكومي الإسرائيلي التي تدفع نحو ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة عليها لافتًا إلى أن هذه السياسات تهدد الحقوق الوطنية الفلسطينية وتقوض فرص الاستقرار في المنطقة.
مواجهة جديدة في الضفة الغربيةفي السياق نفسه، حذر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي من أن التصعيد في الضفة الغربية يأتي في إطار خطط إسرائيلية لتوسيع الاستيطان في القدس، وتحقيق أهداف إسرائيلية في مواجهة ما أعلنه وزراء إسرائيليون مثل سموتريتش وبن غفير حول الانتقال بالحرب من غزة إلى الضفة.
أضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة جديدة شبيهة بالحرب على غزة التي استمرت 470 يومًا، مؤكدًا أن مصير الضفة الغربية سيكون مشابهًا لغزة إذا لم يتم الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف التصعيد الإسرائيلي.
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لوقف عمليات التهويد والاستيطان في القدس، مع ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية عبر ضغط دبلوماسي من الدول العربية والعالمية.
الضغوط الإسرائيلية على الضفةمن جهة أخرى، لفت الصحفي الأردني تيسير النعيمات، سكرتير التحرير في صحيفة "الغد" الأردنية، إلى أن فشل الاحتلال الإسرائيلي في تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، وخاصة بعد الموقف الرافض من الشعب الفلسطيني والدولة المصرية، دفع الاحتلال للضغط على الضفة الغربية.
وأضاف النعيمات في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن جيش الاحتلال مستمر في مصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تؤمن بالسلام.
وفيما يتعلق بمسألة تهجير سكان الضفة إلى الأردن، أكد النعيمات أن الحكومة الأردنية ترفض رفضًا قاطعًا تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وأشار إلى أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وصلابة المواقف الأردنية والمصرية الرافضة للتهجير تتطلب دعمًا عربيًا قويًا لإسناد هذا الموقف.
اختتم سكرتير التحرير في صحيفة "الغد" الأردنية أن ضرورة إحياء مبادرة السلام العربية ووضعها على الطاولة مجددًا، مع موقف عربي موحد يعزز صمود الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن التطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون مشروطًا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، داعيًا إلى دعم الموقفين الأردني والمصري في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الضفة الغربية الاستيطان في الضفة الغربية اسرائيل غزة فی الضفة الغربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أستاذ قانون: الاحتلال الإسرائيلي يريد الاستيلاء على الضفة الغربية
قال الدكتور بسام القواسمي، أستاذ القانون، إن ما تقوم به إسرائيل في مخيم جنين، استكمال للإبادة الجماعية التي بدأتها في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم المنازل، وترحل السكان من داخل مخيم جنين وممارسة أعمال الإبادة والقتل والهدم والتجويع وحصار المستشفيات.
وأضاف «القواسمي»، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج «مطروح للنقاش»، المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن يجب أن يكون هناك كلمة حقيقة للمجتمع الدولي، أن يجري إصدار قرار مجلس الأمن الدولي بموجب البند السابع المتعلق بالسلم والأمن الدولي، وأن يكون هناك جدية أكثر من المحكمة الجنائية الدولية، بتتبع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجميع المسؤولين عن الإبادة الجماعية التي تحدث من قبل جيش الاحتلال.
الاحتلال يريد ضم الضفة الغربيةوتابع: «من ضمن البرامج الانتخابية للحكومة الإسرائيلية، تهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء على الضفة الغربية، وضمها إلى دولة الاحتلال وبناء المستعمرات».