صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-16@16:00:40 GMT

وعركي بن رباح والصباح رباح

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

وعركي بن رباح والصباح رباح

البراق النذير الوراق

وعركي كان ولا يزال هو عركي، بعناده وصبره وغضبه، عاصٍ بطبعه، وليّنٌ في تعامله، وإيمانه بالشعب والناس والبلد هو بوصلة معاشه؛ بدأ الغناء بوعد للناس والحبيبة، وعندي زيك كم حبيبة وكم قريبة، وعزف للحب وحكى قصته، وشرح لسنوات طوال كيف يمكن لساعات اللقاء القصار، بما فيها من تأمُّلٍ وأمل، أن تنتهي بالذهاب مع الجزر، على قسمٍ بالعودة مع المد الجديد، ووصف بركة القصر وازدحامها بالنيلوڤر، وكيف غازلت أفواف النخيل بتحفافٍ الرمل الساجي حولها مرة، فهي في الأصل حانة مفروشة به، وكيف في مرة أخرى غازلت الغيمة زهرة في جبل مرة، ثم غنّى لكل الوطن أجمل الأغاني، منذ الفجر والآذان وحتى صلاة الخلاص، بالضحكة التي هزت وتر الأزمنة، والأحزان الصاحية، والوجع الخرافي، ولم يكتفِ، بل قالها : قدرك تقيف في العاصفة منصوب الشراع.

. ورغم ذلك سأل: لمتين يرجانا ونحن نكابر وليلنا مشاتر..؟ وليس هناك من مجيب!
ولما أسر الجنجويد أنس عمر خرج علينا هؤلاء وقالوا: عمار بن ياسر العصر أهو!
وأنس هذا لمن لا يعرفه، كان يدعو للحرب منذ أن كان طالباً بالجامعة؛ دعا لها بشتى الطرق، وحمل أدواتها الفكرية والمادية ووفر لها الأرضية الأيدولوجية، ووظف قدراته الخطابية من أجل أن تستمر ” بلبس”! كان يقف في ركن النقاش وهو يرتدي الكاكي- مشهد تمثيلي- ويقول: أي سووعال؟! حتى انتهينا لنصف بلد!
وكان يقول للطلاب: العلم يرفعكم والضرب ينفعكم.. يقصد الضرب بالسيخ طبعاً في المعنى البعيد، والضرب بالرصاص والبمبان في المعنى القريب المجرب للطلاب، والمعتاد في شوارع عاصمة المشروع الحضاري ومدن دولتها الجهادية البارِكة، التي سمحت له بأن يدعو للحرب من منابر الطلاب!
وعندما اندلعت الحرب الآنية قال هؤلاء (بل بس)، وعندما غادر السكان ديارهم أو أخرجوا منها وطُردوا بغير حق قالوا لهم أبقوا وقاوموا أو موتوا بغيظكم.. من يقاوم ماذا؟ يريدون للسكان العُزَّل أن يقاوموا النيران التي تنطلق من جميع الاتجاهات باتجاههم هم، ولا تفرق بين عدو وصديق، محارب ومسالم، وهل هي تستهدف دولة ٥٦ أم دولة الديمقراطية المُرتجاة، المدنية عبر العسكرية، أم العسكرية التي تئد المدنية والتي جزروا من أجلها رقاب الصحاب والشباب! أم تستهدف الوصول لاستبداد غرماء اليوم أصدقاء الأمس وفوز هذا أو ذاك بجائزة الحاكم على الجماجم؟!
عركي لم يصنع هذه الربكة والتشتت والمواقف المرتبكة للعسكر والجنجويد ومن ساندهم ليحملوا على الثورة السلاح، وهي، أي هذه الثورة- ويا للأسف- هي التي حملتهم من بين أربطة البوت، نحو أنسجة الكراسي الفاخرة؛ ولكن مرمي الله هو مرمي الله لن يُرفع إلا على النعش هذا إن وجد من يرفعه.
عركي صمد وبقي حيث يريد وقاوم على طريقته، رغم أن هؤلاء الزوار الذين هم بلا حياء ولا حياة، حاولوا طرده مرات ومرات من داره، فاستمسك بعروة الحق والتزم داره بالرغم من أنه ليس آمن ولا مسترخ، بل ظل متماسكاً مثل بلال بن رباح.. أحد أحد والصباح رباح.

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

باستثناء هؤلاء.. الأهلى يسجل لاعبيه فى قائمة الإنتركونتننتال

كشف الإعلامي أحمد حسن، عن قائمة لاعبي النادي الأهلي المسجلة لنصف نهائي بطولة كأس القارات ‏‏"الإنتركونتيننتال".

وكتب أحمد حسن عبر حسابه على فيسبوك: "مصدر الأهلى يسجل جميع اللاعبين فى قائمة الإنتركونتننتال باستثناء الثلاثي محمد هاني وكريم فؤاد والتونسي على معلول".

رئيس البنك الأهلي يكشف مصير لاعبه أسامة فيصل| هل ينتقل للقلعة الحمراء؟ حسام عبد المجيد يصدم الزمالك بشأن تجديد عقده أحمد بلال: يجب وضع استثناءات بملف التجديد للاعبي الأهلي فوق الـ30 عاما الأهلي يفاوض مصطفى محمد واللاعب مرحب بالانتقال للقلعة الحمراء| تفاصيل

وتوج الأهلي بكأس "إفريقيا-آسيا-المحيط الهادئ" بعد الفوز على العين الإماراتي بثلاثة ‏أهداف دون رد، في المباراة التي أقيمت على استاد القاهرة.‏

ويلعب الأهلي مع الفائز من باتشوكا المكسيكي وبطل كوبا ليبرتادوريس على كأس التحدي في ‏قطر، ويتأهل الفائز لمواجهة ريال مدريد في نهائي كأس القارات للأندية "الإنتركونتيننتال".

مقالات مشابهة

  • ما هي البدعة التي حذرنا منها رسول الله؟ .. علي جمعة يوضحها
  • 40 مشاركًا في ملتقى أمناء سر الأندية بشمال الباطنة
  • باستثناء هؤلاء.. الأهلى يسجل لاعبيه فى قائمة الإنتركونتننتال
  • الأرصاد ينبه من أجواء شديدة البرودة خلال الليل والصباح الباكر
  • دار الإفتاء توضح أجر المرأة التي تعمل لأجل الإنفاق على ذاتها أو أسرتها عند الله
  • الصمود نصر
  • الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة في عدة محافظات
  • الأرصاد اليمني يتوقع أجواء شديدة البرودة على عدة محافظات
  • ما أهمية قاعدة “عاموس” الصهيونية التي استهدفها حزب الله؟
  • كان على “القمة” أن تسرق انتصارات ” المقاومة”!