يزور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لبنان اليوم الخميس حيث سيقدم التهاني السعودية لرئيس الجمهورية جوزف عون لتسلمه سدة الرئاسة الأولى، ولتولي رئاسة الحكومة نواف سلام تمهيداً لتشكيل الحكومة الجديدة.

وعلى الرغم من أن الزيارة للتهنئة، إلا أنها تحمل في طياتها رمزية معينة ومدلولات سياسية في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية-السعودية وعودتها إلى مجاريها بفعل التحولات السياسية في لبنان، وحيث ترغب المملكة في العودة إلى دعم لبنان وعدم التخلي عنه.

فيما لبنان يعود إلى السعودية والى الحضن العربي، بعد تقلص السيطرة الإيرانية على مواقفه وسياساته، وانتهاء الدور الإيراني القيادي في لبنان.

وكشفت المصادر، أن الموقف السعودي من الأوضاع اللبنانية كافة سيعبر عنه الوزير بن فرحان لا سيما بالنسبة إلى بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وإلى أن الإصلاحات الحقيقية هي شرط أساسي للتمويل والدعم. والشرط الآخر أن توزع المساعدة بشفافية دون أي استغلال سياسي من الأفرقاء الذين لم يسيروا وفق مصلحة تقوية الدولة اللبنانية بكافة مؤشراتها.

ولفتت المصادر، إلى أن الوزير بن فرحان كان أيّد خطاب القسم، وبيان التكليف لرئيس الحكومة الجديدة، وبالتالي أن هذين المرجعين يحظيان بتأييد سعودي يفترض الالتزام بهما.

الدلالات الاولى للزيارة هي بحسب المصادر الديبلوماسية المواكبة لها، في انها تأتي بعد جفاء خليجي استمر لسنوات. وبالتالي، هناك صفحة جديدة في العلاقات الخليجية مع لبنان ستفتح مع كل ما يعزز هذه العلاقات سياسياً واقتصادياً. ومن المتوقع ان تتوالى الزيارات الخليجية إلى “لبنان الجديد” للتهنئة وللعودة الى العلاقات الاخوية والودية.

وستفتح زيارة بن فرحان لبيروت الباب تدريجياً وفقاً للمصادر، امام التعاون الوثيق على المستويين السياسي والاقتصادي. وهذا ما سيطلبه لبنان أيضاً خلال المباحثات التي ستتم في الزيارة. مع الاشارة الى ان الزيارة في حد ذاتها تعبر عن وجود تطورات جديدة في العلاقات الثنائية، وعن الدور المميز للمملكة العربية السعودية في لبنان، والحوار المشترك بين البلدين والتواصل الذي لن ينقطع. وبالتالي، لن تكون المملكة بعيدة عن التقارب مع لبنان في ظل المستجدات والادوار الاقليمية، وتحديداً في الملف السوري.

وأكدت المصادر انه سينتج عن الزيارة مفاعيل مهمة ستتضح معالمها خلال المرحلة المقبلة، ذلك ان البحث في التفاصيل لن ينطلق في الزيارة الاولى. انما الزيارة الاولى ستفتح آفاق جديدة ومتينة بين المملكة ولبنان. وتلفت المصادر، الى اهمية وجود المملكة كدور اساسي بعد تقلص الدور الإيراني في لبنان، وتقلصه أيضاً في سوريا، بعدما لم يعد ممكناً أن يكون لاعباً جوهرياً في قضايا المنطقة.

ويحفظ لبنان للمملكة وقوفها الدائم إلى جانبه على مر السنين السابقة قبل مرحلة الجفاء التي ولدتها السيطرة الإيرانية على مواقف بعض الأفرقاء فيه، وعلى مقومات البلد وسياساته الداخلية والخارلجية. كما أن لبنان بحسب المصادر، يعول على الدعم السعودي لنهوضه من الانهيار الذي دام ست سنوات وعلى دعم الجيش اللبناني، وذلك في المؤتمرات التي ستعقد دولياً خصيصاً لهذه الأهداف.

وفي المقابل، سيكون لبنان داعماً أساسياً لمواقف المملكة إن عبر الجامعة العربية، أو عبر المواقف والمنابر الدولية. وهو يقدّر دائماً أنها رمز الحكمة والتعقل في المواقف السياسية

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ما هي رؤية وزير الخارجية السعودي عن زيارة نظيره السوري للمملكة؟ وما انطباع الرياض عن دمشق؟

السعودية – تحدث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن مرئياته وانطباعاته من زيارة وفد سوري من الإدارة الجديدة إلى المملكة في وقت سابق من هذا الشهر.

وخلال تواجده في جلسة حوارية بمنتدى “دافوس”، أجاب الأمير بن فيصل بن فرحان على سؤال حول مرئياته وانطباعاته من زيارة وزير الخارجية السوري والوفد المرافق له إلى المملكة، وعما إذا كان إيجابيا بحذر وما هي وجهة نظره.

وقال بن فرحان: “أنا حذر ومتفائل بحذر بسبب أنه أولا لدينا إدارة جديدة قالت الأمور الصحيحة في العلن والخفاء.. وقامت بالكثير من الأمور الصحيحة.. وكذلك لدينا الشعب السوري القادر والذي لديه حيلة واسعة ومصادر متنوعة.. ولديهم الفرصة ليأخذوا سوريا إلى مسار إيجابي”.

وأضاف وزير الخارجية السعودي: “أعتقد أنه يجب أن نتفاعل ونشارك وأن نظهر بعض الصبر لدمشق.. إذا ما أردنا أن نقدم يد المساعدة، لأن الواقع أنهم ورثوا دولة معطلة.. دولة منهارة ويجب أن يبنوها من الصفر .. هذه ليست عملية سهلة وليست مهمة سهلة، خصوصا أننا لا نتوقع أن يكونوا ما كانوا عليه في الماضي، لذلك أنا أشعر بالمنطقة أولا، وكذلك دور المجتمع الدولي للمشاركة وللبناء على هذه التطورات الإيجابية ومساعدة سوريا والشعب السوري لينظروا إلى مستقبل أفضل وزاهر”.

وأردف: “وبالتوجه الذي رأيناه من الزيارة الثنائية التي قام به الوزير والمؤتمر الذي استضفناه مع عدد من الدول العربية لأجل المجتمع السوري، رأينا رغبة ملحة من الإدارة في سوريا مع المجتمع الدولي.. وكذلك لأن تشارك بطريقة مسؤولة، فهم منفتحون على الاستماع للتعليقات والعمل مع المجتمع الدولي حتى يتجهوا بالمسار الصحيح، وهنا نحتاج إلى أن نتفاعل، أن نظهر بعض الصبر وأن نساعد عن طريق إزالة العقوبات.. هناك عقوبات كثيرة فرضت على سوريا بسبب أفعال النظام السابق، لذلك أشعر أنه يجب أن نبذل الكثير. فلدينا دولة منهارة ودولة نحتاج أن ننتشلها، وهناك مصاعب إذا ما تفاعلنا مبكرا سنحصد فوائد ذلك مبكرا وممكن أن تكون فعالة ومنطقية”.

وتشارك المملكة بوفد رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان.

وكان قد كشف وزير الخارجية في الإدارة السورية المؤقتة أسعد الشيباني أن الوفد السوري الذي زار السعودية في بداية يناير، نقل إليها الرؤية الوطنية للإدارة السورية حول الحكومة المقبلة، والاقتصاد السوري.

وكتب الشيباني على منصة “إكس”: “نشكر المملكة العربية السعودية وأصحاب المعالي والسمو وزيري الدفاع والخارجية ورئيس الاستخبارات العامة على حفاوة الاستقبال والترحيب لأول زيارة تاريخية لوفد سوريا الجديدة”، مضيفا: “نقلنا – من خلال زيارتنا – رؤيتنا الوطنية المتمثلة بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة تضم كافة المكونات السورية، والعمل على إطلاق خطة تنموية اقتصادية تفسح المجال للاستثمار وتعقد الشراكات الاستراتيجية وتنهض بالواقع المعيشي والخدمي”.

وأردف: “عبرنا عن أهمية سوريا في لعب دور إيجابي في المنطقة، ونسج سياسات مشتركة تدعم الأمن والاستقرار وتحقق الازدهار إلى جانب الدول العربية”.

وأشار إلى أن السعودية عبرت عن دعمها للشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، وأكدت استعدادها للمشاركة بنهضة سوريا ودعم وحدتها وسلامة أراضيها.

وقام الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب بزيارة رسمية إلى الرياض مؤخرا، التقوا خلالها زير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.

 

المصدر: RT +  “الإخبارية”

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: زيارة وزير الخارجية السعودي رسالة أمل
  • وزير الخارجية السعودي: المملكة مستمرة في مساندة لبنان وشعبه
  • وزير الخارجية السعودي يؤكد على وقوف المملكة مع لبنان
  • وزير الخارجية السعودي يزور لبنان
  • وزير خارجية السعودية يصل لبنان في زيارة رسمية
  • وزير الخارجية السعودي يصل إلى لبنان
  • وزير الخارجية السعودي غداً في لبنان.. وهذا جدول مواعيده
  • ما هي رؤية وزير الخارجية السعودي عن زيارة نظيره السوري للمملكة؟ وما انطباع الرياض عن دمشق؟
  • وزير الخارجية السعودي: يجب تجنب الحرب بين إيران وإسرائيل