الفنان العراقي محمود شوبر لـ24: أقدم خطاباً عالمياً بصيغة محلية
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
من ضمن الأعمال الفائزة بجائزة "سرد الذهب" 2025، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، فاز العمل الفني التشكيلي "عنترة وعبلة" للفنان الدكتور محمود شوبر من العراق، بالمركز الأول عن فرع السرد البصري.
محمود شوّبر: أعمالي ترتكز على التراث وتتجه نحو المعاصرة
ينتمي "عنترة وعبلة" للممارسات الفنِّيَّة المعاصرة، وتميز بقدرته على بثِّ روح الذّاكرة التراثية والمنمنمات الإسلاميَّة، عبر استلهام شخصيتي عنترة وعبلة، واستلهام فن الترقيم والمنمنمات من مقامات الحريري، بما تمثِّله هذه الرموز من قيمة فنية تراثية، وقد صاغ الفنان شوبَر عمله "عنترة وعبلة" بصورة حداثية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، مما جعله عملاً ملهماً وجاذباً.
رفع الفنان العراقي محمود شوبَر أسمى آيات الشكر للإمارات، التي تسبق الجميع لتحتفي بالمبدعين والإبداع، ولإمارة أبوظبي، منارة العلم والمعرفة.
وقال في حوار لـ24: "أحاول إيجاد خطاب عالمي، بصيغة محلية ترتكز على التراث، وتتجه نحو المعاصرة"، موضحاً أن الفنان العربي له حضور لافت للانتباه على الصعيد العالمي، ونحن مؤثرون وفاعلون، إذا ما اعتمدنا أدواتنا وليس أدوات غيرنا، وما نعرفه أفضل بكثير من الذي نحاول تقليده.
وتاليا نص الحوار:
_ماذا يمثل لك الفوز بجائزة سرد الذهب؟
حين أتحدث عن هذا التكريم فلابد أن أتحدث عن الإمارات الحبيبة، الدولة العظيمة التي تسبق الجميع لتحتفي بالمبدعين والإبداع أينما كان، لابد أن أتحدث عن أبو ظبي، التي أصبحت منارة للعلم والمعرفة وشاخصاً يستدل به أهل الارض أجمعين، نحن نتكلم عن مدينة تسعى لان تكون الأول عالميا بكل شيء، حين ذاك نفهم ما معنى أن يفوز المرء بجائزة هنا، تنافس المتنافسون وكان عددهم بالآلاف وجلّهم من مختلف بقاع العالم، ولكن توفيق الله سبحانه وتعالى والاعتماد على (أصدقائي) عنترة وعبلة، كان له أثراً بليغاً بإقناع لجنة التحكيم أن تكون المرتبة الأولى من نصيبي.
وهنا لا بد أن أشكر مركز أبو ظبي للغة العربية، الذي أعتبره دريئة حصينة ومعقلاً مهماً من معاقل لغة الضاد الغراء، والذي أتاح لي هذه الفرصة وهذه الرعاية الكريمة، متمثلاً برئيس المركز الدكتور علي بن تميم، والمدير التنفيذي سعيد حمدان، وعبد الرحمن النقبي، مدير إدارة الجوائز في المركز.
_برأيك ما مدى أهمية إدخال التراث في الفن التشكيلي؟
هذا من الأسئلة المهمة والمحورية التي أحبها، لأنها تتماهى مع مضمون ما طرحته في عام 2020، بالبيان الفني الذي أصدرته تحت مسمى ( الشوبريالزم)، والذي أكدت فيه على أهمية استلهام المستمدات الثقافية المحلية والموروثة، من التراث العربي والإسلامي و المشرقي بشكل عام.
وهذا لا يعني أن تكون ثقافة الغرب ثقافة غير معتبرة، أو لا يعتد بها بل بالعكس، فهي التي وثّقت لمفهوم الفنون الجميلة وآليات اشتغالها، وأعطت الآراء والأحكام النقدية والجمالية، وأسست المتحف الذي يحتفي بالنتاج الحضاري الإنساني، بضمّه ما كان على هذه الأرض، حين كانت هي المهيمنة ثقافيا وفكريا.
ولكننا كفنانين عرب ومثقفين بالمجمل، نسينا وتناسينا أشياءنا المهمة، وصرنا نأخذ الآراء والأفكار المستوردة، ونحاول تطويعها وتعريبها بشكل أو آخر، بالتالي كان فقدان كبير للهوية المعرفية، وضياع للاتجاه الذي يجب أن نكون عليه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نحن نقرأ تاريخ الفن العالمي، مما أفاضت به أوروبا بالعصور المتأخرة، مثل القوطي والباروك والركوكو وصولا الى عصر النهضة، وما تناسل منه من مدارس فنية، ابتدأت بالكلاسيكية ووصلت إلى المعاصرة، في حين أن الفترة العباسية وحدها، كان من الممكن أن تكون معيناً ثراً، ومهماً لإثبات ذواتنا أمام الآخر، الذي ينظر باحترام إلى تاريخنا المجيد، ومعظمنا ينظر إليه باستخفاف وعدم ثقة به وبما يضم من نفائس.
بالتالي صرت أبحث عن كيفية إيجاد خطاب عالمي، بصيغة محلية ترتكز على التراث، وتتجه نحو المعاصرة كمثل (شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها بالسماء).
_شاركت في عدة معارض دولية، كيف تجد حضور الفنان التشكيلي العربي على الساحة العالمية؟
الفن مثلما متفق عليه ومتعارف أنه لغة عالمية، تستند إلى قواعد مبتكرة ومستمدات من محيط الفنان، تكون هي وسيلته بإيصال تلك اللغة ومفرداتها بسلاسة وسهولة.
الفنان العربي له حضور لافت للانتباه، وخاصة حينما تكون رؤيته متطابقة الأضلاع والزوايا مع شخصه، إذ يكون خطابه قد اكتسب درجة عالية من الصدق، والخطاب الصادق يصل إلى الآخر دون حجاب أو مواربة، هذا ببساطة أو لنقل بتبسيط للفكرة.
وأذكر مثالاً حصل معي في إيطاليا مدينة باري تحديداً، كنا مجموعة من الفنانين الإيطاليين وبعض الأجانب وكنت الفنان العربي الوحيد، حين بدأت بالرسم كان الجميع منهمكاً، بلوحته وكلما تقدمت بإنجاز لوحتي، كلما ازداد عدد الفنانين الذين تركوا أعمالهم، ووقفوا خلفي ليشاهدوا ماذا يفعل هذا الفنان العربي، بعد الانتهاء كان التصفيق حاراً، والواقفين عبارة عن جميع المشاركين الذين تركوا الرسم وصاروا يحتفون بصديقهم القادم من بلاد العرب، نعم نحن مؤثرون وفاعلون، إذا ما اعتمدنا أدواتنا وليس أدوات غيرنا، وما نعرفه أفضل بكثير من الذي نحاول تقليده.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جائزة سرد الذهب الفنان العربی
إقرأ أيضاً:
«المتحف الوطني» يعلن عن اكتشاف أثري جديد في توكرة
أعلنت مراقبة الآثار “فرع توكرة”، عن “اكتشاف أثري جديد يعود إلى فترة ما قبل التاريخ بالقرب من منطقة “المليطانية”.
وبحسب “المتحف الوطني الليبي”، “يضم الموقع كهفا يحتوي على نقوش ورسومات وأشكال تعود لتلك الفترة، وتشمل صورا لحيوانات وطيور كانت تعيش في المنطقة، مثل الغزلان والأسود والطيور”.
ووفق المتحف، “يضيف هذا الاكتشاف إلى التراث الثقافي الغني في البلاد، ويسهم في تسليط الضوء على حضارات ما قبل التاريخ، مثل كهف هواء افطيح، الذي يعد من أقدم المواقع في شمال إفريقيا التي كانت مأهولة بالإنسان، حيث تشير أحدث الأبحاث إلى أن أقدم آثار للإنسان فيه تعود إلى حوالي 200 ألف سنة”.