اعتبر أحمد جوكس أن ما حدث في الجزيرة هو امتداد لسياسات التصفية العرقية التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود مؤكدا في حديثه لـ”التغيير” أن الشباب يجب أن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة خطاب الكراهية

التغيير: فتح الرحمن حمودة

مع اقتراب إكمال الحرب الدائرة في السودان، عامها الثاني، دخلت البلاد مرحلة جديدة من العنف والتصفيات على أساس الهوية والعرق.

وفي تصعيد خطير شهدت ولاية الجزيرة جرائم وانتهاكات جسيمة بعد سيطرة الجيش السوداني عليها، وأصبحت مسرحًا لأعمال عنف طالت شبابا من لجان المقاومة وسط تصاعد مشاعر الرفض في أوساط الشباب لهذه الممارسات وخطاب الكراهية المتنامي.

يرى الشاب عامر إدريس أن الوضع تجاوز مرحلة الخطورة مؤكدا في حديثه لـ”التغيير”على دور الشباب في مواجهة هذا الخطاب من خلال تكثيف الجهود نحو التكاتف الاجتماعي وإيجاد حلول تقلل من خطاب الكراهية مشددا على أهمية تعزيز التعايش السلمي في ظل التحديات الراهنة.

أما ريان حسن فوصفت ما يجري بأنه أمر مؤسف ومقلق مشيرة إلى أن التركيز ينبغي أن يكون على بناء مجتمع متماسك بدلا من الانقسامات المتزايدة. وأكدت لـ”التغيير” أن الشباب يمتلكون القوة ليكونوا صوتا للسلام عبر منصات التواصل الاجتماعي والمبادرات المجتمعية داعية إلى الحوار والتفاهم كوسائل لتجاوز الخلافات دون اللجوء للعنف.

تصفية عرقية

من جانبه اعتبر أحمد جوكس أن ما حدث في الجزيرة هو امتداد لسياسات التصفية العرقية التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود مؤكدا في حديثه لـ”التغيير” أن الشباب يجب أن يكونوا في مقدمة الصفوف لمواجهة خطاب الكراهية الذي يهدد مستقبل البلاد وشدد على ضرورة تنظيم حملات إعلامية توعوية لمناهضة الخطاب العنصري والدعوة للسلام.

وبنبرة تحذيرية قالت إيمان ضين لـ”التغيير” إن ما يحدث هو محاولة لزرع الفتن بين القبائل في حين أن الجزيرة لم تكن تعاني من أي مشاكل قبل الحرب وأكدت أن الحل يكمن في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التعايش السلمي مع ضرورة تسليم الجناة للعدالة للحيلولة دون توسع دائرة الانتقام.

خطاب الكراهية

بدوره أشار محمد الصافي زكريا بحسب حديثه لـ”التغيير” إلى أن خطاب الكراهية أصبح ظاهرة معقدة تفاقمت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي مما يحتم على الشباب قيادة جهود التوعية عبر ورش العمل والحملات الإعلامية لتعزيز قيم التعايش المشترك.

بينما رأت يسرى النيل أن تصاعد العنف القائم على الهوية مؤشر خطير على تفكك النسيج الاجتماعي مؤكدة أن هذه الظاهرة ناتجة عن غياب العدالة الاجتماعية وتدهور الأوضاع الاقتصادية واستغلال الهوية في الصراع السياسي.

وأوضحت  لـ”التغيير” أن الشباب بحاجة إلى دعم المجتمع والمؤسسات المختلفة للحد من حدة الانقسامات.

أما أكرم النجيب فقد اعتبر أن العنف في الجزيرة هو نتيجة طبيعية للحرب المستعرة التي استغلت فيها الأطراف المتصارعة خطاب الكراهية لحشد المزيد من الأنصار وأكد في حديثه لـ”التغيير” أن الشباب يمكنهم لعب دور حاسم في الحد من الاستقطاب عبر النقاشات المفتوحة والمبادرات التوعوية في المجتمعات المحلية مع ضرورة الدعوة إلى وقف الحرب كخطوة أولى لمعالجة الأزمة.

 

منصات التواصل

وعلى منصات التواصل الاجتماعي عبر العديد من الناشطين الشباب عن رفضهم لما يحدث في مناطق ولاية الجزيرة حيث أدانوا الحرق والقتل والتهجير الذي يتعرض له المواطنون تحت ذرائع واهية.

وأكدوا أن تحقيق العدالة يجب أن يكون عبر الجهات المختصة بعيدا عن التصفيات العرقية والجغرافية.

ويتفق معظم الشباب السودانيين الذين يعارضون الحرب الحالية على ضرورة وقفها فورا خوفا من انزلاق البلاد إلى أتون الحرب الأهلية وقد شهدت الفترة الماضية بروز العديد من الأجسام الشبابية المناهضة لخطاب الكراهية، التي تنادي بإنهاء الحرب وتحقيق السلام والانتقال المدني الديمقراطي كسبيل وحيد للخروج من الأزمة.

وفي ظل هذه الظروف المعقدة يبقى الشباب في طليعة القوى الساعية إلى علاج الصدع الاجتماعي وسط تحديات جسيمة تتطلب إرادة حقيقية من الجميع للحد من الكراهية وإعادة بناء السودان على أسس العدالة والمواطنة المتساوية.

الوسومالجيش السوداني انتهاكات الجيش مدني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السوداني انتهاكات الجيش مدني

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السوداني بين دمار الحرب وخرافة الإنتاج

أبريل 2025

Email:o.sidahmed09@gmail.com

“"إنتاج السودان الزراعي خلال الحرب تجاوز مستويات الإنتاج في أعوام السلم” – تصريح منسوب لوزير مالية حكومة الأمر الواقع ، جبريل إبراهيم نُشر عبر “العربية السودان ” في 24 ابريل 2025 ، أثار جدلاً واسعًا. بينما تدخل الحرب عامها الثالث، يعيش السودان أحد أسوأ فصول تاريخه من الدمار الاقتصادي والانهيار الخدمي، والواقع على الأرض يدحض هذه المزاعم.
جبريل إبراهيم ليس مجرد وزير مالية مؤقت؛ هو قائد مليشيا مسلحة، أحد رموز الإسلاميين، وحليف تاريخي لحزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لثلاثة عقود بالاستبداد والفساد، قبل أن تطيح به ثورة ديسمبر. والآن، يعيد هذا الرجل إنتاج ذات المشروع القديم: دولة مختطفة، موارد منهوبة، ودعاية سياسية لا تستند إلى واقع.
الزراعة في السودان لم تكن يومًا مجرد قطاع اقتصادي، بل مصدر عيش لـ 70% من السكان. لكنها اليوم تحت حصار الحرب:
• معظم مناطق الإنتاج الزراعي تقع داخل مناطق عمليات عسكرية.
• الوقود، السماد، البذور، والتمويل غائبة.
• المزارعون نزحوا أو توقفت مشاريعهم بسبب انعدام الأمن.
• لا توجد بيانات رسمية أو تقارير ميدانية تدعم التصريحات الحكومية.
فمن يزرع؟ ومن يحصد؟ في بلد تُقصف فيه القرى وتُقطع فيه الإمدادات.،
بحسب تأكيد من مدير عام أحد البنوك، بلغت نسبة الديون المتعثرة في السودان 50%، ويعاني الجهاز المصرفي من ضعف شديد ظل يلازمه وازداد بسبب الحرب وتعاظم دور الاقتصاديّ الموازي حيث مازال حجم الكتلة النقدية خارج المصارف يقدر بنسبة 95 % . لا وتوجد قدرة مصرفية على تمويل الإنتاج الزراعي أو الصناعي، مما ينسف أي ادعاء بنمو اقتصادي.
اقتصاد السودان اليوم تُديره شبكة تحالف بين بقايا نظام المؤتمر الوطني ومليشيات عسكرية. لا موازنة، لا محاسبة، لا شفافية:. الذهب يُهرّب عبر مطارات موازية • • الإيرادات تُصرف خارج إطار الموازنة.
• الموارد تُوظف لدعم الحرب.
المؤسسات تُستغل لقمع الثوار والثورة.
• أكثر من 13 مليون طفل في حاجة ماسة إلى الدعم (اليونيسف).
• 70% من المرافق الصحية مدمرة أو متوقفة عن العمل (منظمة الصحة العالمية، 2024).
• الكهرباء والمياه معدومة في أجزاء واسعة من البلاد.
• أكثر من 20 مليون شخص يعانون من الجوع وانعدام الأمن الغذائي (برنامج الغذاء العالمي، 2024).
• انكماش الناتج المحلي بـ 18% (البنك الدولي 2023).
• توقف 60% من النشاط الصناعي.
• الفقر تجاوز 65%.
• تراجع الصادرات الزراعية بنسبة كبيرة.
هذا التصريح ليس زلة لسان، بل محاولة لتزييف الواقع وتبرير الحرب. السودان بحاجة إلى تفكيك اقتصاد الحرب وبناء اقتصاد السلام في ظل دولة مدنية شفافة تخدم مواطنيها، لا أن تضللهم.
المراجع:
• تصريح جبريل إبراهيم، منصة “العربية السودان24 أبريل 2025.
• البنك الدولي: Sudan Economic Monitor, 2023.
• منظمة الصحة العالمية، تقرير السودان 2024.
• اليونيسف: Sudan Education Emergency Report, 2024.
• برنامج الغذاء العالمي: WFP Sudan Emergency Update, 2024.  

مقالات مشابهة

  • مشكلة مشروع الجزيرة في أمثال هؤلاء الجبناء المنحازين للظلم
  • الاقتصاد السوداني بين دمار الحرب وخرافة الإنتاج
  • جنوب السودان على شفا الحرب الأهلية
  • توضيح للرأي العام حول ما تتناقله الوسائط من خطاب اللواء كيكل بشأن مشروع الجزيرة
  • توقعات ما بعد الحرب والاتفاق السياسي في السودان: فرص التحوُّل ومخاطر الانكفاء
  • أوكرانيا ترفض مقترحات ترامب بشأن معادنها مقابل وقف إطلاق النار
  • أطفال السودان.. البراءة بين الجوع والمرض والعنف والنزوح
  • واقع مرير خلَّفته الحرب في كهرباء السودان
  • القابلية للارتزاق والابتزاز
  • تأسيس مكتبة الكونجرس الأمريكية.. أبرز 10 أحداث وقعت في 24 ابريل