روته غاضب.. الناتو أمام امتحان ترامب الصعب!
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
لا يحتاج الغاضب أن يقول إنه غاضبٌ، ملامحه، ونبرة صوته، وعباراته الحادة، تفي بالغرض. وهذه العوامل كلها، ظهرت في حالة أمين عام حلف الناتو مارك روته، وهو يتوسط المتحدثين في أحد ندوات منتدى دافوس الذي يفترض أنه اقتصادي، لكن صوت السياسة فيه، يكون عادة أكثر صخبًا.
صاخبًا.. كحال ما أدلى به روته، وقد قال من بين ما قال، إن انتصار روسيا على أوكرانيا سيمس بمصداقية الحلف ويقوض قوة الردع للحلف العسكري الأضخم على مرّ التاريخ، ثم يحتاج الأمر تريليونات من الدولارات لاستعادة مصداقيته.
قال روته من القرية السويسرية التي تكون أبرد ما يكون في أواخر يناير، إن الرئيس الروسي "فلاديمير اتش بوتين لا يملك أي فيتو ولا رأي فيمن ينضم إلى حلف الناتو في المستقبل، وإنه من الأساس يجب تكثيف الدعم لأوكرانيا وليس تقليله، وإن الحلف يجب أن يغير مسار الحرب لصالح الأوكرانيين".
أعاد روته التذكير بما رست عليه قيم الدولة الحديثة منذ عقود طويلة، لما قال إن "الحلف لا يستطيع أن يسمح في القرن 21، أن تغزو دولة أخرى وتحاول استعمارها. لقد ولت تلك الأيام".
والحال أن كلمات روته المحمومة إذا ما أمعنت سماعها، ستجد أنها لم تضف أي جديد على الموقف الأوروبي الأطلسي المتواتر مذ أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رصاصة الحرب الأولى، صباح الرابع والعشرين من فبراير 2022.
لكن من يجلس خلف مكتب البيت البيضاوي اليوم رجل مختلف عمن كان يجلس آنذاك، وعن سواه. دونالد ترامب الذي لا يمكن التكهن بما يدور في أوردة رأسه، ولا تكبيله بالتزامات التحالفات الاستراتيجية التقليدية.
أعرب مرارًا عن عدم ارتياحه للناتو، ولوّح بالانسحاب. أمهل قادة الحلف ليسددوا مستحقاتهم، ويرفعوا ميزانياتهم العسكرية. الولايات المتحدة بمنظوره ليست جمعية خيرية كي تبذل طاقاتها من أجل الآخرين.
حتى حرب أوكرانيا نفسها، فإن ترامب يقاربها من زوايا غير الزوايا التي ينظر منها قادة الحلف، ولم يتردد خلال حملته في التعهد بإنهائها بسيناريوهات على أغلب الظن ليست على مزاج كييف، ومن يعود إلى تصريحاته في استراحة ما بين الولايتين، يجد أنه ابتعد كثيرًا بالتصريحات عن الموقف الأميركي الرسمي، وقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال بأن ترامب وصف في محادثات جرت قبل سنوات قليلة مع زعماء أوروبيين أوكرانيا بأنها جزء من روسيا.
وبالمحصلة هذا هو سرّ احتقان روته، الذي عرفه الهولنديون لـ 14 عامًا رئيسًا هادئًا لحكومتهم عن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية. لكنه اليوم والحلف الذي يقوده أمام امتحان صعب، تفرضه عودة رجل الصفقات والمفاجئات، إلى البيت الأبيض.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات روسيا حلف الناتو فلاديمير بوتين دونالد ترامب حرب أوكرانيا أوكرانيا أزمة أوكرانيا حلف الناتو مارك روته روسيا حلف الناتو فلاديمير بوتين دونالد ترامب حرب أوكرانيا أوكرانيا أزمة أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
الناتو: تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا يتطلب ضمانات أمنية قوية
شدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو مارك روته على أن الجميع يريد أن يرى نهاية للعدوان الروسي "الرهيب" ضد أوكرانيا ، مشيرا إلى أن تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا يتطلب ضمانات أمنية قوية.
وأكد أمين عام الناتو في تصريحات له علي ضرورة استمرار تعزيز موقف أوكرانيا حتى تتمكن من القدوم إلى طاولة المفاوضات من موقع القوة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد في وقت سابق أنه يجب العمل على وضع ضمانات قوية لضمان تحقيق السلام الدائم في أوكرانيا.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فلادومير زيلينسكي، إنّ بلاده تحتاج إلى تمثيل واسع النطاق من المملكة المتحدة وتركيا والولايات المتحدة في تقديم الضمانات الأمنية.
وأضاف زيلينسكي: "هدفنا متمثل في تحقيق السلام المضمون وليس مجرد وقف إطلاق نار مؤقت، ويجب أن تكون هناك ثقة في أنه في غضون بضعة أشهر أو سنوات لن يعود بوتين للحرب".