رغم نجاح المونديال.. كيف تعاني السيدات من أجل ممارسة كرة القدم؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
لمدة نصف قرن، بين عامي 1921 و1971، منع اتحاد كرة القدم الإنكليزي النساء من ممارسة كرة القدم على الملاعب التابعة له بدعوى أن تلك الرياضة "غير مناسبة للإناث".
لكن هذا المنع انتهى قبل نصف قرن تقريبا، ومن وقتها تبدل كل شيء، واليوم الأحد أسدل الستار على مونديال تاريخي للسيدات استضافته أستراليا ونيوزيلندا، وانتهى بتتويج سيدات إسبانيا باللقب للمرة الأولى، على حساب إنكلترا.
وشهدت البطولة حضورها جماهيريا قياسيا، بعدما بيع أكثر من 1.8 مليون تذكرة، وهو رقم أكبر بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 1.3 مليون تذكرة، في كندا عام 2015، كما تضاعف على الأرجح عدد مشاهدي البطولة، عبر الشاشات، عن الرقم القياسي السابق، البالغ مليار مشاهد.
وانطلق مونديال السيدات لأول مرة في الصين عام 1991 بمشاركة 12 منتخبا، لكنه حظي سريعا بشهرة عالمية، وصولا إلى إقامته بمشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى.
وتملك الولايات المتحدة نصيب الأسد من عدد الألقاب برصيد 4 ألقاب خلال النسخ الـ8 الماضية، وقد فشلت بالتتويج للمرة الثالثة على التوالي بعد بطولتي 2019 في فرنسا و2015 في كندا، بعدما خرجت من دور الـ16 هذه المرة.
نضال مستمرورغم حقيقة التطور المذهل التي شهدته كرة القدم النسائية خلال السنوات الأخيرة، لكن "النضال"، كما تصفه صحيفة "إيكونوميست"، من أجل أن تؤخذ كرة القدم السيدات على محمل الجد، ومن أجل المساواة مع الرجال، من حيث الأجور والمميزات، لا يزال أمامه طريقا طويلا.
ورغم أن الجوائز المالية للسيدات تضاعفت أكثر من 3 مرات منذ كأس العالم الأخيرة، لكنها لا تزال تمثل نحن 25% فقط مما يحصل عليه الرجال.
ويبدو هذا التفاوت منطقيا للوهلة الأولى بالنظر إلى أن الرياضة النسائية، بشكل عام، حظيت فقط بـ13% فقط من التغطية التلفزيونية الرياضية في بريطانيا عام 2022، و5% في الولايات المتحدة عام 2019.
لكن فوق العشب الأخضر، تقول إيكونوميست، فإن كرة القدم تمارس بشكل متساو تمامًا بين الرجال والنساء، في ملاعب بنفس الأبعاد، وبنفس مقاييس الكرة، ونفس القواعد مثل الرجال، وهي معضلة معقدة تستحق إعادة النظر.
اختلافاتوحسب ما قال مدافعون عن حقوق المرأة، فإن ثمة خلافات عدة يجب الالتفات إليها في عالم كرة قدم النساء، فأجسام الإناث أصغر، في المتوسط، من أجسام الرجال، وتشير دراسات إلى أن حجم الملعب ينبغي أن يكون بمساحة ثلثي حجمه الحالي بالنسبة للسيدات، كما ينبغي أن يتم تصغير مساحة المرمى، وأن تكون الكرة نفسها أصغر، وأخف وزناً.
ويشير الباحثون إلى أن ممارسة النساء لكرة القدم على نفس الملاعب مثل الرجال، تعني مطالبتهن بممارسة لعبة قاسية، أكثر من التي يمارسها الرجال، وأكثر صعوبة.
نجمة إسبانيا كاتالينا كول تحتفل على طريقتهامصدر قلق آخر هو خطر الإصابة، وحتى وقت قريب، كانت صناعة حذاء كرة قدم للنساء لا تعني أكثر من مجرد اختيار حذاء رجالي وتلوينه باللون الوردي، أي أنه لم يكن ثمة اهتمام بالاختلافات في شكل وهيكل قدمي المرأة، أوحتى أن البروزات السفلى في الحذاء، المصممة لوزن الرجل، قد لا توفر الكثير من الثبات للمرأة الأخف وزناً.
وبالتالي لم يهتم صانعو الأحذية كيف يمكن أن يزيد ذلك من خطر إصابات الركبة، التي تبدو النساء أكثر عرضة لها.
كما وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن توجيه الكرة بضربات الرأس بشكل متكرر يضر بأدمغة النساء أكثر من الرجال، وبعد وقائع رصدت مشكلات في الدماغ برياضات أخرى، ترى "إيكونوميست" أنه سيكون من واجب السلطات الرياضية التفكير في استخدام كرة أخف وزنًا.
لعنة الركبةوقد واجه مونديال السيدات قبل انطلاقه ما وصفته وسائل إعلام بـ"لعنة" تهدد كرة القدم عند حواء، وهي لعنة تتعلق بجزء محدد من الجسم هو "الركبة".
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" باتت كرة القدم النسائية وكأنها في قبضة وباء "التمزق الصليبي"، لدرجة أن تلك الإصابة أبعدت عن الملاعب، في وقت واحد، ربع المرشحات لجائزة الكرة الذهبية.
وتقول أليكس كولفين، رئيسة قسم الإستراتيجية والأبحاث في FIFPro، اتحاد اللاعبين العالمي، فيما يتعلق بكرة القدم النسائية: "تلقينا الكثير من التعليقات من لاعبات قلن إنهن لا يشعرن بالأمان. لقد رصدت ذلك الموسم الماضي، في بعض الأحيان لم تكن اللاعبات يشاركن في التدخلات (الكروية العنيفة في الملعب) كما كن يفعلن عادة، لأنهن خائفات من الإصابة".
واعتبرت، في تصريحات لنيويورك تايمز، أن المشكلة تكمن في عدم وجود أبحاث كافية متاحة لإعطاء اللاعبات إجابات واضحة.
ويجري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، "يويفا"، دراسة لمراقبة الإصابات بالنسبة للرجال منذ أكثر من عقدين، أما فيما يتعلق بالنساء، فالأمر لم يزد عن 5 سنوات فقط، وتشير كولفين في هذا الصدد إلى أن "نقص المعرفة يخلق الخوف".
وتؤكد الإحصائيات أن النساء أكثر عرضة لخطر تمزق الرباط الصليبي من الرجال، وهو أمر لا تزال أسبابه غير قاطعة تماما.
ويعتبر مارتن هاغلوند، أستاذ العلاج الطبيعي في جامعة لينكوبينغ في السويد، أن الخطر يبلغ "مرتين إلى ثلاث مرات" أكثر عند النساء، بينما تذهب كولفين إلى مستوى أعلى قليلا، إذ تقول إن بعض الدراسات تشير إلى أن الخطر على النساء قد يكون "ستة أو سبعة" أضعاف الخطر بالنسبة للرجال.
أما السبب فيبقى موضع خلاف، وتقليديا ركزت الكثير من الأبحاث على "علم الأحياء". وقال هاغلوند: "هناك اختلافات تشريحية واضحة" بين ركبتي الرجال والنساء. ليس فقط الركبتين، في الواقع - الساق بأكملها".
وتقول بعض الدراسات إن خلايا الرباط الصليبي لدى النساء أصغر. وهناك اختلافات في الفخذين والحوض وهندسة القدم.
كما أن ثمة دلائل تشير إلى وجود صلة بين التغيرات الهرمونية وقابلية التعرض للإصابات بشكل عام، ولهذا يلجأ نادي تشلسي الإنكليزي الشهير حاليا إلى تخصيص أحمال تدريب اللاعبات، بالتزامن مع مراحل محددة من الدورة الشهرية، في محاولة لتخفيف تأثير ذلك.
وقد يثير تنفيذ مثل أي تغييرات جدلا واسعا، فعندما قررت الهيئة الدولية الحاكمة لاتحاد الرغبي، اختبار كرة أصغر مصممة للأيادي الصغيرة للنساء، انقسمت ردود الأفعال بشأنها، إذ رحب البعض بتعديل ما اعتبروه عائقا، بينما شعر آخرون بالقلق من أن الأمر يبدو وكأنه تراجع يهدد بتقويض هيبة لعبة السيدات.
وتستوعب الكثير من الرياضات الأخرى الفوارق الجسدية بين الجنسين، ففي ألعاب القوى، تكون حواجز السيدات أقل ارتفاعا، ووزن القرص الذي يتم رميه أقل.
كما تستخدم كرة أصغر في ملاعب السلة، وتستخدم في الكرة الطائرة شبكة أقل ارتفعا، وترى "إيكونوميست" أنه يجب معاملة الرجال والنساء على قدم المساواة في الرياضة كما هو الحال في كل مناحي الحياة، مع مراعاة انهما ليسا "متماثلين جسديًا"، ولا يمكن التظاهر بذلك أو التغاضي عن الأمر.
لكن ورقة بحثية، نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي في سبتمبر 2021، تحذر، من تجذر التركيز على التفسيرات الفسيولوجية وعلاقتها بالصورة النمطية المعادية للنساء التي تروج لفكرة أن "مشاركة المرأة في الرياضة أمر خطير في الغالب بسبب البيولوجيا الأنثوية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: کرة القدم الکثیر من أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
أغرب فوبيا في العالم.. وزيرة سويدية تعاني خوفا مفروطا من أحد أنواع الفاكهة
من الغريب أن يكون هناك شخص يخاف من شيء بسيط مثل الفاكهة، لكن عندما يكون هذا الشخص وزيرة في حكومة دولة كبيرة، يصبح الأمر أكثر إثارة، إذ إنّ الوزيرة السويدية بولينا براندبيرج تُعاني من واحدة من أغرب أنواع الرهاب في العالم وهي «فوبيا الموز»، هذا الخوف المفرط من الفاكهة التي يراها معظمنا جزءًا من حياتنا اليومية، دفعها إلى اتخاذ قرارات مصيرية لمنع وجود الموز في الأماكن التي تتواجد فيها. فما السبب وراء هذا الرهاب الغريب؟ وكيف أثرت هذه الحالة على حياتها المهنية؟
رهاب الموز يلاحق وزيرة سويديةأصدرت وزيرة المساواة بين الجنسين السويدية قررت بولينا براندبيرج، منع إحضار فاكهة الموز تمامًا في جميع المناسبات التي تشارك فيها، نتيجة معاناتها من أغرب فوبيا في العالم، وفقًا لما نشرته صحيفة Expressen.
وبحسب الصحيفة، فالخوف الغريب التي تعانه منه الوزيرة، جعل زملاءها والعاملين معها يتخذون إجراءات نيابة عنها، إذ عليهم التأكيد مسبقًا من عدم وجود الموز في الأماكن التي ستزورها الوزيرة، ذاهبين بأنّها تعاني من «حساسية شديدة»، من دون التطرق عن الرهاب الذي يصيبها.
ونقلاً عن هيئة الإذاعة البريطاني «بي بي سي»، كشفت وكالة «إكسبرسن» المحلية عن المراسلات الإلكترونية الموجودة بين الوزيرة والعاملين معها، وطلبها من مساعديها في إحدى الرسائل رفع الموز وعدم ترك أي أثر له في القاعة التي ستجتمع بها مع رئيس البرلمان.
وتشير الصحيفة إلى أنّ الشيء نفسه حدث عندما دُعيت الوزيرة السويدية إلى مأدبة غداء لكبار الشخصيات في إحدى الهيئات القضائية، لتطلب حينها رفع الموز، مؤكدة أنّها تتلقى مساعدة مهنية لمكافحة «رهاب الموز» الذي تعاني منه.
يذكر أنّ بولينا براندبرج نشرت على موقع «إكس» عام 2020، تدوينة تقول إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم»، لكن حُذف تلك المنشورات مؤخرًا، وفقًا لـ«روسيا اليوم».
ما رهاب الموز؟ووفقًا للموقع الطبي «klarity.health»، فإنّ رهاب الموز يعني الخوف الشديد وغير العقلاني من الموز، فقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من رهاب الموز من الانزعاج الطفيف ونوبات الهلع عند تعرضهم للموز بأي شكل من الأشكال، في حين أن خوف بعض الناس ينجم عن ظهور الموز أو قشره، فإنّ آخرين قد يشعرون بالضيق بسبب رائحته أو ملمسه أو طعمه.
وعلى الرغم من عدم تصنيف رهاب الموز رسميًا على هذا النحو، فإنّه يمكن تصنيفه على أنه «رهاب محدد»، ووفقًا للتصنيف الدولي للأمراض، فإنّ الرهاب المحدد هو خوف شديد وغير عقلاني من شيء أو نشاط أو موقف ما.
وفي حالة رهاب الموز، فمن يعانون من الأمر إذا نظروا للفاكهة، سيواجهون حتمًا صعوبات في أداء وظائفهم اليومية نتيجة لرهابهم، لكن الطبيب النفسي أنطوان بيليسولو إلى أنّ 15% من حالات الرهاب يمكن يكون سببها، التعرض إلى أحداث معينة في الطفولة ينمو بعدها الرهاب مع الإنسان، وقد يلازمه طول حياته، وهذا وفقا لموقع «ديلي الفرنسي».