سواليف:
2025-03-25@11:29:04 GMT

“كتّاب التدخل السريع: عباقرة الانحدار الأكاديمي”

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

“كتّاب التدخل السريع: عباقرة #الانحدار_الأكاديمي”
بقلم: أ.د. #عزام_عنانزة

في كل حقبة زمنية، يظهر نوع جديد من العباقرة الذين يعيدون تعريف معاني الانحدار الأخلاقي. أحدث هؤلاء “المبتكرين” هم ما يمكن وصفهم بـ”كتّاب التدخل السريع”، أولئك الذين باعوا أقلامهم بثمن بخس لا يكاد يكفي لشراء احترام الذات. هذه الظاهرة التي بدأت تغزو الوسط الأكاديمي هي تجسيد حيّ لما يمكن أن يصل إليه البعض من انحطاط، في سبيل التقرب إلى المسؤولين أو لتغطية أخطائهم وخطاياهم.

بل والأكثر إثارة للشفقة، أنهم أحياناً يصبحون عيون الإدارة في كل زاوية، وألسنتها في كل مجلس، مقابل مكاسب صغيرة أشبه بفتات الموائد.

هذه الفئة مكشوفة للجميع، وكما يقول المثل الشعبي: “معروف ثمنه”. لا أحد يأخذهم على محمل الجد، لا في الوسط الأكاديمي ولا في المجتمع عموماً. تأثيرهم؟ معدوم تماماً، لأنهم ببساطة استُهلكوا واحترقوا في عيون الجميع. وكيف لا يحترقون وهم ينقلبون على أعقابهم بين ليلة وضحاها، يتغنون بإنجازات الإدارة الحالية ورؤيتها العميقة، ثم يشتمون الإدارات السابقة باعتبارها سبب كل الأزمات والمصائب.

لكن المأساة الأخلاقية الحقيقية تتجلى في أن هؤلاء الكتّاب لم يبيعوا أقلامهم فحسب، بل وصل الأمر بهم إلى بيع ضمائرهم. فقد تحوّلوا إلى شهود زور في كل قضية، يلوون الحقائق وينقلبون على المبادئ ليخدموا أجندات المسؤولين، ضاربين بعرض الحائط أمانة الكلمة وشرف الموقف. لقد أصبحوا رموزاً للنفاق والرياء، يبيعون ضمائرهم في سوق المصالح الضيقة بلا تردد.

مقالات ذات صلة معلمو مخيمات اللاجئين السوريين يلوحون بالاضراب 2025/01/23

هؤلاء الكتّاب ذاتهم كانوا بالأمس القريب يتغنون بأمجاد الإدارة السابقة، يصفونها بأنها قائدة التغيير وصانعة المستقبل. ثم، وبقدرة قادر، تنسى هذه الأقلام “المستأجرة” أن ذاكرة الناس ليست بهذا القصر. تناقضاتهم مكشوفة، ومواقفهم تتبدل بسرعة تعجز عنها حتى عقارب الساعة، لتثبت أن لا ولاء لهم إلا لمصالحهم الضيقة.

هؤلاء الكتّاب لا يمثلون فقط حالة فردية من التلون والنفاق، بل هم خطر على المجتمع بأسره. فهم يكرسون نموذجاً منحرفاً من السلوك الأكاديمي، حيث يصبح النفاق وسيلة للارتقاء، والتكسب هو العنوان الأبرز. ومع ذلك، فإن المصير الحتمي لأي إدارة تعتمد على دعم هذا النوع من الكتّاب معروف: الانهيار والفشل.

عندما ترحل الإدارة التي دعموها (وربما ساهموا في تعجيل سقوطها)، يتحولون فجأة إلى أول من يهاجمها ويلقي اللوم عليها في كل صغيرة وكبيرة. في مشهد هزلي لا ينقصه سوى موسيقى تصويرية ساخرة، يبدأ هؤلاء الكتّاب في التغني بالإدارة الجديدة، يملأون الدنيا صخباً بوعودها البراقة التي ستغير واقع الجامعة بـ”لمسة قلم” أو “رمشة عين”.

نحن لا نحسد هؤلاء، بل نشفق عليهم. نشفق على الرحلة التي يقومون بها بين أحضان الإدارات المتعاقبة، يجلسون عند أبوابها مستجدين رضاها، بينما تمتد أيديهم بلهفة لالتقاط أي فتات يُلقى لهم. هؤلاء الكتّاب ليسوا فقط عاراً على الوسط الأكاديمي، بل هم وصمة سوداء تذكرنا بما يمكن أن يحدث عندما يصبح القلم أداة للبيع، والرأي سلعة تخضع للعرض والطلب.

في النهاية، نرجو لهم التوفيق… في إيجاد مرافق جديدة يجلسون عند أعتابها، وإدارات جديدة يبيعون لها ولاءهم، في انتظار الفرصة القادمة للتلون والنفاق.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

جامعة حلوان التكنولوجية الدولية تبحث تعزيز التعاون الأكاديمي مع الهيئة الألمانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، وفدًا من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) والسفارة الألمانية بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التعليم العالي والتكنولوجيا.

وتناولت المباحثات آفاق الشراكة بين جامعة حلوان التكنولوجية الدولية والهيئة الألمانية، بالإضافة إلى مناقشة البرامج الأكاديمية المقترحة، وسبل تبادل الخبرات لدعم الابتكار وريادة الأعمال.

وضم الوفد الألماني كلًا من الدكتورة Wiebke Bachmann، مديرة مكتب الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) بالقاهرة، وLorena Mohr، المستشارة العلمية بالسفارة الألمانية بالقاهرة.

وتطرقت المناقشات إلى إمكانية توسيع نطاق التعاون ليشمل جامعة حلوان الحكومية، بما يتيح فرصًا أكاديمية وبحثية جديدة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس، إضافةً إلى تعزيز التبادل العلمي والتكنولوجي بين الجانبين.

كما تم استعراض البرامج التعليمية والتكنولوجية التي تقدمها جامعة حلوان التكنولوجية الدولية، وكيفية الاستفادة من الخبرات الألمانية في تطوير المناهج والتطبيقات الحديثة.

وأكد  الدكتور السيد قنديل أن هذه الزيارة تأتي في إطار استراتيجية الجامعة لتعزيز التعاون الدولي والاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في تطوير منظومة التعليم العالي، مشيرًا إلى أن الشراكة مع الهيئة الألمانية ستسهم في دعم مسيرة الجامعة نحو تقديم تعليم تكنولوجي متطور يواكب متطلبات سوق العمل.

وشارك في اللقاء من جانب جامعة حلوان التكنولوجية الدولية، الدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة، الدكتور أحمد بنداري، المشرف الأكاديمي للجامعة التكنولوجية، الدكتور أسامة القبيصي، عميد الكلية التكنولوجية، والدكتور حلمي الزغبى، وكيل الكلية.

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان التكنولوجية الدولية تبحث تعزيز التعاون الأكاديمي مع الهيئة الألمانية
  • مجلة “EV Magazine” البريطانية: التدخل الأمريكي وشن غارات على اليمن تسبب في اضطرابات واسعة بسلاسل التوريد العالمية
  • انتشار الشعوذة في “العشر الأواخر”.. ظاهرة متفاقمة و مفاهيم خاطئة
  • مهاجرون أفارقة يحولون “كاراجات” بالدارالبيضاء إلى كنائس غير مرخصة
  • إعلام عبري: نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا لمناقشة “التأثير التركي المتزايد” بسوريا
  • محدش يقدر يملى مكان محمد رمضان.. فريدة سيف النصر تدافع عن هؤلاء
  • الجيش السوداني يوجه ضربة قوية لـ”الدعم السريع” في الطريق إلى سوق ليبيا
  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية “تبخس” انتصارات الجيش بالقصر الجمهوري وتسخر من فرحة السودانيين: (عبارة عن مبنى مهدم والدعم السريع انسحب منه لتكتيك عسكري) وساخرون: (محطة غيار زيت جديدة ولا شنو؟)
  • بحث تعزيز التعاون الأكاديمي مع جامعة طوكيو
  • فولكر بيرتس .. “القوى المدنية الصغيرة” التي شكلت مؤخرًا تحالفًا سياسيًا مع قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة فقدت كل شرعيتها