فى مناقشته لرسالة الدكتوراه التى حصلت عليها الباحثة مروة محمد النعمانى للحصول بعنوان : (فلسفة عقوبة السرقة فى الحضارات القديمة واَثارها فى العصر الحديث) من كلية الحقوق جامعة مدينة السادات قال القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة أن مصر الفرعونية أول دولة فى التاريخ عالجت جريمة التجسس والتخابر وجعلت فم التمساح (جلاد الطبيعة) عقوبة سرقة المقابر الملكية , وأن الأخلاق والفضيلة الدينية فى المجتمع الفرعونى أثرت على ديناميكية الجريمة والعقاب
وكانت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة برئاسة الدكتورة إيمان السيد عرفة أستاذ فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق بالجامعة وعضوية الدكتورة فاطمة محمد عبد العظيم  أستاذ فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق جامعة بنى سويف والقاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة قد منحت الباحثة درجة الدكتوراه بتقدير جيد جدا  
مصر الفرعونية أول دولة فى التاريخ عالجت جريمة التجسس والتخابر
ذكر الدكتور خفاجى أن مصر الفرعونية أول دولة فى التاريخ الإنسانى عالجت جريمة التجسس والتخابر بالإضافة للعقوبات الصارمة لعقوبة السرقة , وأن النظام العقابي الفرعونى يقوم على تقسيم الجرائم إلى نوعين : الجرائم الماسة بالمصلحة العامة والجرائم الماسة بمصلحة الأفرد ومنها السرقة , فمنذ تأسيس الدولة الفرعونية كان التجريم والعقاب من اختصاص الدولة، فهي التي تحدد الأفعال الإجرامية وتبين العقوبات المقررة لها.


وأشار الدكتور محمد خفاجى أن الجرائم الماسة بالمصلحة العامة:هي الجرائم التي يكون الاعتداء فيها موجها إلى مصلحة المجتمع والدولة وليس إلى فرد من الأفراد ومثالها : 1-محاولة قلب نظام الحكم: جريمة التآمرعقوبتها الإعدام أيا كانت الدرجة الاجتماعية للجاني.2 -جريمة التجسس وإفشاء أسرار الدولة:عقوبتها استئصال العضو الذي ارتكب به الجريمة، فيقطع اللسان في حالة التخابر الشفهي، وتبتر أصابع اليد في حالة التخابرالكتابي.3-جريمة خيانة العدالة:عقوبتها بالنسبة للقاضي الذي يحيد عن واجباته الوظيفية صلم أذنيه (أى قطعها) ، وقد تشدد العقوبة لتصل إلى جدع الأنف (قطعه)  
وأوضح أن الجرائم الماسة بالمصلحة الخاصة هي جرائم الاعتداء على الأفراد بما يمس أرواحهم أو سلامة أجسامهم أو أعراضهم أو أموالهم، منها جرائم: القتل والزنا والسرقة وفى جريمة السرقة يعاقب السارق برد مثلين أو ثلاثة أمثال الشيء المسروق، وتعويض الضرر الناشئ عن ضياع المال المسروق من صاحبه. وإذا كان المال المسروق  مملوكا لأحد المعابد تشدد العقوبة .
مصر الفرعونية جعلت فم التمساح (جلاد الطبيعة) عقوبة سرقة المقابر الملكية
وذكر الدكتور محمد خفاجى  أن مصر الفرعونية أول دولة فى التاريخ الإنسانى جعلت فم التمساح (جلاد الطبيعة) عقوبة سرقة المقابر الملكية وأن النظام العقابى الفرعونى لجأ إلى عقوبة شديدة لسرقة المقابر الملكية إلى الحد الذي يبدو وكأنه يتجاوز الحدود بين الأسطورة والواقع: إطعام المجرمين للتماسيح. وربما يتذكر المرء شخصية أميت الوحشية في علم الكونيات المصري القديم وهو شيطان يجمع بين رأس تمساح وأجزاء أمامية لأسد وأرباع خلفية لفرس النهر وعلى استعداد لالتهام أي قلب يميل بميزان معات أو ماعت إلهة العدالة عن الفراعنة .
وأشار كما عرف العصر الحديث فكرة العود كظرف مشدد للعقوبة عرفها القدماء المصريين منذ اَلاف السنين , حيث كان المخالفون المتكررون، وخاصة اللصوص الذين تم تغريمهم أو توبيخهم أو إجبارهم على التعهد بعدم السرقة مرة أخرى، يخاطرون بهذه العقوبة المروعة إذا تم القبض عليهم مرة أخرى. وبينما قد يكون العمل القسري أو الجلد كافياً للمخالفة الأولى أو الثانية، فإن المخالفة الثالثة تزيل كل التساهل. كانت تماسيح النيل الكبيرة، التي يتجاوز طول بعضها خمسة عشر قدمًا، حريصة جدًا على انتزاع وجبتها , حيث كان المجرم فى حالة العود يجد نفسه مدفوعًا أو ملقاة في مياه تعج بهذه الزواحف المخيفة.
وأوضح على المستوى الرمزي، كان إطعام التماسيح بمثابة طرد لسارق القبور الملكية من النظام الكوني. وعلى النقيض تماما من الدفن المنظم بعناية حيث يمكن رعاية جوانب الروح ، لكن هذه النهاية المائية الوحشية لم تترك أي كرامة للمتوفى لا فى الدنيا ولا فى الاَخرة  فقد تشتت الجثة الملتهمة، واستهلكت، وضاعت في الأعماق فلا قبر، ولا قرابين، ولا راحة هادئة
المجتمع الفرعونى مبادئ الأخلاق والفضيلة الدينية فى المجتمع الفرعونى أثرت على ديناميكية الجريمة والعقاب في مصر القديمة .
وقال الدكتور خفاجى أن المجتمع الفرعونى قام على مبادئ الأخلاق والفضيلة الدينية التي أثرت على ديناميكية الجريمة والعقاب في مصر القديمة .وأن المجتمع الفرعونى كان ملتزمًا بالقانون وكانت العقوبات القاسية على الجرائم وتأثير إلهة العدالة ماعت إرث هذه الحضارة القديمة. ولكن في بعض الأحيان كانت القواعد والأخلاق تنتهك، وكان على العدالة أن تأخذ مجراها لتحقيق الانسجام والتوازن.  
وأشار كان النظام الفرعونى يقوم على مفهوم "ماعت" الذي يدور حول الحقيقة والعدالة ويُنظر إليه في المقام الأول باعتباره تجسيداً فلسفياً للضمير الإنساني الحي. وكانت عملية العقاب بأكملها أحد العناصر الأساسية في حياة المصريين في مصر القديمة

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل

كشف الباحث الإسرائيلي المختص بالشأن الإيراني، إلياهو يوسيان، عن تفاصيل شبكة التجسس الإيرانية داخل إسرائيل، محذرًا من أن هذا يشكل تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا. 

وأوضح أن المعلومات التي تم كشفها حتى الآن تشير إلى وجود 16 حالة تجسس موثقة على الأقل، لكن يعتقد أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، وفقا لما ذكرته القناة 14 العبرية.

وقال يوسيان: "إنها شبكة تجسس منظمة تعمل ليس فقط داخل إسرائيل، بل أيضًا في مناطق أخرى حول العالم.. الإيرانيون يمتلكون مهارات متطورة في تجنيد الأشخاص، ونحن نلاحظ زيادة في عدد الإسرائيليين الذين يقعون في فخهم ليصبحوا عملاء لإيران."

وحسب تصريحاته، فإن أساليب التجنيد الإيرانية تشمل استخدام المنصات الرقمية، وتقديم عروض عمل وهمية، والتلاعب بالهويات، وفي بعض الحالات ممارسة الضغط والتهديد على عائلات المجندين. 

وأضاف قائلاً: "إيران تستثمر موارد ضخمة في هذه الأنشطة، وهذا ليس تهديدًا افتراضيًا، بل هو واقع يحدث الآن."

وتطرق يوسيان أيضًا إلى الاحتمالات المتعلقة بهجوم إيراني مباشر على إسرائيل، مؤكدًا أن الوضع في طهران معقد. 

وأوضح: "من الناحية الجغرافية والاقتصادية، إيران غير قادرة على خوض حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل، وبالتالي تركز على استراتيجيات بديلة مثل الحروب بالوكالة، الهجمات الإلكترونية، وتجميع شبكات التجسس."

وأكد يوسيان على ضرورة استعداد إسرائيل لأي سيناريو محتمل، قائلاً: “ردنا يجب أن يكون حازمًا وصريحًا؛ من ينضم إلى شبكات التجسس الإيرانية يجب أن يدرك أنه يوقع على حكم إعدام، إن لم يكن قانونيًا، فعمليًا.”

وفي ختام تصريحاته، شدد يوسيان على ضرورة أن تتحرك إسرائيل بشكل حاسم لمواجهة هذا التهديد: "إيران لا تريح نفسها أبدًا، ونحن لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بالتهاون.. يجب على كل من يتعرض لمحاولات تجنيد إيرانية أن يبلغ السلطات، ويجب أن يكون هناك رد واضح لا لبس فيه تجاه أي عمل إيراني."

وأشار إلى أن التعامل مع شبكات التجسس الإيرانية ليس مجرد مسألة استخباراتية، بل هو جزء من الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران.

مقالات مشابهة

  • نداء الكرامة يدين جريمة تعذيب وقتل المواطن عبد اللطيف الجميلي في سجون مرتزقة العدوان بمأرب
  • مركز نداء الكرامة يدين جريمة مرتزقة العدوان بمأرب بحق المواطن عبد اللطيف الجميلي
  • محمد صلاح على موعد مع التاريخ أمام باريس سان جيرمان.. تفاصيل
  • اعتداء وحشي على ابنة قاضٍ في تعز يثير موجة غضب واسعة
  • الإعلام العبري يكشف عن أساليب تجنيد إيران للجواسيس في إسرائيل
  • سمير خفاجي.. الأب الروحي للبهجة
  • إسرائيل تعتقل مواطنا بتهمة التجسس لصالح إيران
  • علاقة حوادث الكون بحقائق التاريخ!
  • داعية إسلامية تروي قصة «المكيدة التاريخية لإبليس.. أول جريمة قتل في التاريخ» |فيديو
  • مركز حقوقي يطالب بترشيح الدكتور العراقي محمد أبو رغيف لجائزة نوبل للسلام