ماذا استفاد اليمن من مشاركته في معركة “طوفان الأقصى” انتصارًا لغزة؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
د. يوسف الحاضري
من طبيعة النفاق والمنافقين أن يسعوا لتثبيط أي عمل جهادي عظيم خدمة للأعداء، وهذا ما تجلى بكثير من الوضوح في مشاركة اليمن بجيشها وشعبها إخوانهم المستضعفين في غزة، معركتهم ضد العدوّ الإسرائيلي وتشكيكهم من جدوائية هذه المساندة، وماذا استفاد اليمن أرضاً وشعباً من هذه المشاركة؟ ولهذا سأسرد لكم بعضًا من هذه الاستفادة من منطلق مقاييس الله عز وجل، في النصر والاستفادة، وليس وفقاً لمقاييسهم، وهي كالتالي:-
– أننا عملنا بموجب الإيمَـان الذي عاهدنا الله به عندما شهدنا أن لا إله إلَّا الله، وهذا ألزمنا الخضوع والتسليم له؛ فأثبنا أننا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وأعظم الصالحات هو الجهاد انتصاراً للمظلومين.
– جعل الله لنا وداً في قلوب العظماء الشرفاء الأبطال في غزة بجميع تشكيلاتهم في حماس والقسام وسرايا القدس، ولا أعظم من أن ينظر لك العظماء بعظمة وامتنان.
– امتد هذا الود ليشمل قلب كُـلّ إنسان حر في المعمورة، لدرجة أن هذا الود شمل كُـلّ يمني حتى أُولئك الجبناء المنافقين الذين ما زالوا حتى اللحظة يطعنون في ظهورنا.
– جعل لنا قيمة وثقلاً عالميًّا لدرجة أن القوى الكبرى المناهضة لأمريكا كروسيا وكوريا الشمالية والصين وغيرها تقدرنا وتسعى لكسب ودنا وتقاربنا.
– ضرب الله في قلوب الأعداء الرعب مننا وعلى رأسهم أمريكا والعدوّ الإسرائيلي ومنافقي الأعراب في الأنظمة العربية المطبعة وَأَيْـضًا الأحزاب والتنظيمات العميلة.
– ألزمتنا هذه المشاركة أن نطور منظومتنا التسليحية بجميع تشكيلاتها ووحداتها (البرية والبحرية والجوية والصاروخية وغيرها) لتتناسب مع طبيعة المعركة (جغرافيًّا وعسكريًّا) فوصل مدى أسلحتنا إلى ما وصل إليه بفضل الله وعونه.
– ألزمنا هذا العمل أن نؤهل أكثر من ٨٠٠ ألف مدني تأهيلًا عسكريًّا يضافون للجيش اليمني المدرب على أعلى مستويات تدريبية.
– أظهر للعالم خَاصَّة الأعداء قدرة اليمني على التخطيط العسكري وقلب كُـلّ معادلاتهم ودراساتهم العسكرية رأساً على عقب.
– كشف عورة وسوءة القوة البحرية الأمريكية الهشة باستهداف أكبر حاملات طائرات أمريكية (أيزنهاور -روزفلت -لينكولين -ترومان) وهذه فائدة سيستفيد منها العالم مستقبلاً في مواجهاتهم لأمريكا.
– بَوَّرْنَا (أي جعلناها بلا قيمة) بأعظم طائرات بلا طيار أمريكية (MQ9) عندما أسقطنا أكثر من ١٦ طائرة في الأجواء اليمنية وهذه استفادة عالمية أَيْـضًا في عدم اقتنائها كونها لا قيمة لها عسكريًّا.
– استفدنا على المستوى النفسي والجسدي الرياضي من خلال خروجنا الأسبوعي لميادين العزة والشرف في كُـلّ محافظة يمنية حرة نصرة لغزة.
– استفدنا على المستوى الأمني عندما حرك العدوّ الإسرائيلي الأمريكي خلاياه النائمة فاكتشفناها وحصرنا الخطر الذي كان محدقاً بالشعب اليمني نتيجة خبث تحَرّكاتهم.
– استفدنا أَيْـضًا بأننا تشرفنا للاستماع والاستفادة لواحد وستين مرة لسيد القول والفعل، سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- كانت فيها الكثير من المواعظ والتوجيهات والتحليلات العسكرية والسياسية والاقتصادية والفكرية والتاريخية المرتبطة بالقرآن الكريم؛ فارتقينا وارتقى العالم بوعيه ومعرفته في طبيعة الصراع مع الأعداء، وكيفية مواجهتهم والانتصار عليهم، خَاصَّة عند اختلاف موازين القوى المادية والعسكرية.
هذا جانب بسيط مما استفدنا منه مباشرة، وهناك استفادات قادمة كنتيجة لهذا الموقف سيمُنُّه الله علينا من استقرار اليمن ونصره على العدوّ الداخلي والسعوديّ والإماراتي المحتلّ وبطرق ووسائل سهلة وسريعة، وهذا ما سيتجلى للجميع قريباً بمشيئة الله؛ لأَنَّنا الآن في مخاصمة للذين كفروا في إطار (هَذَاْنِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوْاْ فِيْ رَبِّهِمْ) فنحن خصومٌ متسلحون بالله وبالحق وآمنا به وعملنا الصالحات، وهم تسلحوا بأعداء الله وسعوا لعمل الباطل والمنكرات.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: طوفان الأقصى تثبت أن هزيمة الكيان ممكنة
الثورة نت/..
قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة د. خليل الحية، إن شعبنا ومقاومتُه الباسلة حققوا أهدافَهم بعون الله ومنَّته من معركة طوفان الأقصى المجيدة، وفي مقدمتها تمريغُ أنفِ هذا الكيان الغاصب في التراب بقوة الله، وإسقاطُ هيبته ككيان لا يُهزم، وهيبةِ جيشهِ كجيش لا يُكسر، وأصبحت هزيمةُ الكيان ممكنةً، وتحريرُ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ ممكنًا.
وقال الحية في كلمة له، مساء الجمعة: بعد أن توقفت المعارك وانقشع غبارُها، قررت المقاومة أن تعلن بشكل رسمي عن ترجل عدد من القادة الكبار الذين رووا بدمائهم الطاهرةِ الزكيةِ هذه الأرضَ المباركةَ، لتنبتَ شجرةَ العزِّ والكرامة، وتزهرَ بطولةً ونصرًا، بعد أن أدَّوا الأمانةَ وسلَّموا الراية مرفوعةً لجيل جديد من القادة الصناديد، ليستكملوا المسير نحو القدس والأقصى، ويعبِّدوا الطريق للعودة الكبرى.
وأضاف: ها هي حركتنا المجاهدةُ المباركةُ كما عوَّدتْنا وعوَّدتْ شعبَنا أن نكون في طليعة الشهداء، ونلتحمَ مع شعبنا في نفس الخندق، ونشاركَهم التضحيات، فاختلطت دماءُ وأشلاءُ قادتنا مع دماء وأشلاء شعبنا.
وأشار إلى أن القادة يقدمون أرواحهم رخيصةً في سبيل الله مع الجند، لا يهابون الموت، مشتبكين مع العدو في الصفوف الأولى على طريق المقاومة من أجل فلسطين حرةً أبيَّة.
وقال الحية: تألَّمنا بوصول الأنباء المتتالية عن ترجل الشهداء القادة الذين عرفناهم وخبرناهم عن قرب ولسنوات طويلة، أمناءَ على قضيتهم ومصالحِ شعبهم العليا.
وأشار إلى أن القادة الشهداء خاضوا الملاحم البطولية والتضحيات الأسطورية في سبيل الله مع الآلاف من الكوادر والجنود من كتائب القسام، وإخوانهم من الفصائل المقاومة الأخرى، ومن أجل رفعة دينهم ووطنهم، ولم يتركوا الرايةَ لتسقط أو البوصلةَ أن تنحرف.
وقال: هذه الكوكبةُ المباركةُ من القادة الشهداء، التي جادت بدمائها بلا أي تردد، بعد أن أذاقوا العدو الويل والثبور لسنين طويلة، وسطَّروا صفحاتٍ من المجد التي سيخلدها التاريخ بأحرفٍ من نورٍ ونارٍ.
وأضاف القائد خليل الحية: سيذكر التاريخُ أن أبطالَ كتائبِ القسام والمقاومةِ أركعوا العدو وجاؤوا به جاثيًا على ركبتيه، كما عاهدوا شعبَنا وأوفَوا بالعهد وأبرُّوا بالقَسَم.
وتابع: نرى الأسرى الأبطال يتم تحريرهم تباعًا، وجنودُ الاحتلال يخرجون من قطاعنا أذلَّةً صاغرين، تلاحقهم ضرباتُ المقاومين، ومحاكمُ المناصرين لفلسطين وأهلها.
وقال: نودع اليوم هذه الثلَّةَ من القادة الكبار، الذين عشنا معهم وعايشناهم سنين طويلة، فلئن أحزننا الفراقُ والألمُ على فقدهم، فإننا نفخر ونعتز بهم وبشهادتهم، وعزاؤنا أنهم رحلوا شهداءَ ما وهنوا وما ضعُفوا وما استكانوا، بل كانوا في الطليعة المؤمنة المجاهدة التي خاضت غمار هذه المعركة بكل شموخٍ واقتدار.
وخصُّ بالذكر قائدَ الجهادِ والمقاومةِ، الرجلَ الذي عشقتهُ الملايينُ، وهتفتْ له دون أن تعرف له صورة، وكان اسمُه يزلزل قلوب الأعداء، ويرهبهم ويطاردهم ظلُّه، القائدُ الشهيدُ الملهم: محمد الضيف “أبو خالد”، الأسدُ الهصورُ الذي أمضى حياتَه مُطارَدًا ومطارِدًا لأعدائه، وقهر كلَّ مطارديه لأكثر من ثلاثين سنة.
وأشار إلى أن الشهيد الضيف بدأ جهادَه في مرحلة لم نكن نملك فيها البنادق ولا الرصاص، ولم يكن لدى حماس وقسامها إلا الرؤيةَ السديدةَ والإرادةَ الصلبة.
ولفت إلى أن شهيدنا القائد محمد الضيف استطاع بفضل الله مع إخوانه الأحياء منهم والشهداء الأوائل: ياسر النمروطي، وعماد عقل، وصلاح شحادة، بناءَ جيشٍ تعجز عن فعله كثيرٌ من الجيوش حول العالم.
وأضاف: جيشٌ يضرب العدو بلا تردد، ويقتحم الحدود ويسطِّر المعاركَ والبطولات، جيشٌ يقوم على المجاهدِ الصنديد، قبل العُدَّة والعتاد… المجاهدِ صاحبِ الرؤيةِ والبصيرةِ والعقيدةِ السليمة… جيشٌ يحتضنه مجتمعُ المقاومةِ المستعدُّ لكل تضحية في سبيل حريته واستقلاله.
وتابع: على نفس الطريق كذلك القائدُ الشهيدُ الحكيمُ، ذو البصيرةِ النافذةِ، والعقلِ الراجح، والهِمَّةِ المتقدة، “أبو البراء” مروان عيسى، الذي كان يعمل دوما في صمت، ولكنه كان مدويًا بأفعاله.
ومضى يقول: الشهداءُ الأفذاذ صانعو الطوفان: القائدُ الشهيدُ أيمن نوفل، والقائدُ الشهيدُ غازي أبو طماعة، والقائدُ الشهيدُ رائد ثابت، والقائدُ الشهيدُ رافع سلامة، والقائدُ الشهيدُ أحمد الغندور.
وأشار إلى أن كلا منهم كانت له بصمتُه الخاصة، ودورُه الكبير في هذا البناء العظيم، حتى اكتمل البنيانُ واشتد، واستوى على سوقه، وبات عصيًّا على الانكسار بعون الله وتوفيقه، وبدأت المعركة الكبرى في طوفان الأقصى، التي كانت العلامةَ الفارقةَ ما بين الممكن والمستحيل، حيث أثبت صانعو الطوفان أنه لا مستحيل أمام شعب يناضل من أجل حريته، ومقاومةٍ تملك قرارها وإرادتها وسلاحها.
وقال الحية: نقف اليوم مع رفقاء الدرب الذين عملنا معًا سنين طويلة، في قيادة هذه الحركة المباركة، وتوجيهِ دفتها في ظل حسابات دقيقة، فرضتْها ظروف المراحل المختلفة.
وأضاف: استطعنا بعون الله ومعيته، ثم بحكمة شهدائنا القادة وجرأتهم، وبركة الشورى ودماء الشهداء، أن نعبُر المراحل القاسية والتحديات الصعبة، فكانوا عند مسؤولياتهم بهمَّة عالية، وحركة دؤوبة لتحويل الخطط والرؤى إلى وقائع على الأرض، وخاصة بدء مشروع التحرير.
واستذكر القائدُ الشهيدُ إسماعيل هنية، فقيدُ الأمةِ والرمزُ الوطني الكبير، هذا البطل الهادئُ الحكيمُ، الذي كان يُخفي خلفَ هذا الهدوء والابتسامة بركانَ الثائرِ المجاهد.
وكذلك القائدُ المجاهدُ المغوار، سيِّدُ الطوفان، القائدُ صاحبُ العلامةِ الفارقةِ في تاريخ حماس وشعبنا الفلسطيني، التي ستبقى محفورةً جيلًا بعد جيل، الشهيدُ القائدُ “أبو إبراهيم” يحيى السنوار، الذي تحوَّل لأيقونةٍ لكل حرٍّ شريفٍ حول العالم يرفض الظلمَ والعدوان، القائدُ الثائرُ المشتبك.
والقائدُ الشهيدُ صالح العاروري، رئيسُ حركة حماس في الضفة الغربية، الذي شارك في تأسيس كتائب القسام في الضفة، المجاهدُ في السجون وخارجها، وأعاد لمشروع المقاومة في الضفة الروحَ والحياةَ، لا يهاب أن يقع على الموت، أو أن يقع الموتُ عليه.
كما استذكر إخواننا الشهداء، الذين كانت لكل واحد منهم بصمتُه وجهدُه المبارك في مسيرة هذه الحركة المعطاءة، وهم:
الشهيدُ القائدُ تيسير إبراهيم “أبو محمد”، رئيسُ مجلس القضاء الأعلى لحركة حماس.
الشهيدُ القائدُ أسامة المزيني “أبو همام”، رئيسُ مجلس شورى حركة حماس بقطاع غزة.
والإخوةُ الشهداءُ أعضاءُ المكتب السياسي لحركة حماس في غزة:
الشهيدُ القائدُ روحي مشتهى “أبو جمال”.
الشهيدُ القائدُ سامح السراج “أبو فكري”.
الشهيدُ القائدُ زكريا معمر “أبو أحمد”.
الشهيدةُ القياديةُ جميلة الشنطي “أم عبدالله”.
الشهيدُ القائدُ جواد أبو شمالة “أبو كرم”.
الشهيدُ القائدُ سامي عودة “أبو خليل”، رئيسُ جهاز الأمن العام لحركة حماس بقطاع غزة.
الشهيدُ القائدُ محمد أبو عسكر “أبو خالد”، عضوُ المكتب الإداري لحركة حماس بقطاع غزة.
الشهيدُ القائدُ خالد النجار “أبو عبادة”، عضوُ قيادة الضفة الغربية.
الشهيدُ القائدُ ياسين ربيع “أبو شهد”، عضوُ قيادة الضفة الغربية.
الشهيدُ القائدُ فتح الله شريف “أبو الأمين”، عضوُ قيادة الخارج، وقائدُ حماس في لبنان.
والأخوان القائدان المجاهدان الشهيدان سمير فندي وعزام الأقرع.
وقال الحية: نحن فقدنا هؤلاء القادة، فقدنا هذه التجربة وهذه الخبرة، ولكن حسبُنا أنهم ارتقوا شهداءَ في هذا الطوفان الهادر، مقبلين غير مدبرين، واثقي الخطى نحو ربٍّ كريم.
وشدد على أن هؤلاء الأبطال جميعًا تركوا من خلفهم جيلًا تربَّى على موائد القرآن، وفي ساحات الجهاد والمقاومة، جيلًا لديه من الوعي والفهم والإرادة ما يُمكنه من إتمام المسيرة، وإكمال ما بدأه القادةُ المؤسسون، وعلى رأسهم الشيخُ المؤسس أحمد ياسين.
وختم بقوله: نعاهد الله ونعاهد شعبنا أن نبقى على ذات الدرب، وأن نقضيَ على ما مات عليه القادةُ المؤسسون، الذين وإن غابت عنا أجسادُهم، فأرواحهم وأفكارهم وميراثُهم حاضرٌ بيننا، ينير لنا الطريق نحو القدس والأقصى والتحرير والعودة بإذن الله.