رئيسة اللوفر تحذر من تردي حالة المتحف الباريسي
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
باريس "أ.ف.ب": حذرت رئيسة متحف اللوفر في باريس لورانس دي كار الحكومة الفرنسية من حالة المتحف، مشيرة إلى "ازدياد الاختلالات" والحاجة إلى ورشة تجديد كبرى في الموقع، بحسب "مذكرة سرية" كشفت عنها الصحافة. هذه المذكرة المؤرخة في 13 يناير والموجهة إلى وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، تدين "الواقع القاسي لحالة" المتحف الأكثر استقطابا للزائرين في العالم، بفعل "الاستخدام المفرط" الذي أوصل بعض المباني في الموقع إلى "مستويات مقلقة من التقادم"، وفق ما ذكرت صحيفة "لو باريزيان".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: متحف اللوفر
إقرأ أيضاً:
"الإنسان الذري" لنيل د. لورنس
علي بن حمدان الرئيسي
ماذا يحدث عندما تبدأ الآلات في التفكير مثلنا؟ لم يعد الأمر مجرد سيناريو خيال علمي بعيد المنال؛ بل إنه يحدث الآن، فقد دخلت أدوات مثل ChatGPT وPerplexity وGoogle Bard وغيرها الكثير إلى حياتنا اليومية، وفجأة أصبحنا نعتمد عليها في كل شيء تقريبًا، من الإجابة على الأسئلة الكبيرة إلى حل المهام اليومية الصغيرة.
يبدو الأمر وكأننا عالقون بين الإثارة والقلق. فمن ناحية، من المثير أن ننجز الكثير في غمضة عين. ومن ناحية أخرى، هناك قلق مزعج: ماذا لو استولت هذه الآلات الذكية على وظائفنا؟ قد يصبح العثور على عمل أكثر صعوبة، والخوف من أن يتم استبدالنا أمر حقيقي للغاية. ولكن هل من السهل حقا استبدالنا؟
في كتابه "الإنسان الذري"، يدفعنا نيل د. لورانس إلى مواجهة أسئلة تبدو حقيقية للغاية اليوم. ومع تزايد ذكاء أنظمة الذكاء الاصطناعي وتزايد انخراطها في حياتنا، يطلب منا لورانس أن نفكر: هل هناك جزء أساسي من كياننا البشري لا يمكن للتكنولوجيا أن تمسه؟ أم أننا نتخلى ببطء عن أجزاء من إنسانيتنا مع تقدم الذكاء الاصطناعي؟
الفكرة الرئيسية للكتاب هي أنه مع تولي الآلات المزيد من مهامنا، يظل هناك جانب أساسي منا لا يمكن المساس به -ما يشير إليه لورانس باسم "الإنسان الذري". لا يتعلق هذا المفهوم بالذرات حرفيًا، ولكنه بمثابة استعارة لأصغر جزء من كياننا وأكثرها ثباتًا. ينظر لورانس إلى الجزء الفريد منا- سواء كان عقلنا أو روحنا أو مشاعرنا الذي لا يمكن للذكاء الاصطناعي نسخه. ولكن أين هذا الجزء، ومما صنع؟
ويتعمق لورانس في كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، كيف يتعلم وينمو ويصبح على نحو متزايد جزءا من عالمنا. ويوضح أن الذكاء الاصطناعي يتطور من خلال امتصاص كميات هائلة من الثقافة البشرية: قصصنا وفنوننا ومعرفتنا المشتركة. ويتعلم من خلال معالجة هذه البيانات ويبدأ في عكس نسخة منا، مصاغة من خلال سطور من التعليمات البرمجية. ولكن السؤال الكبير يظل قائمًا: هل يفكر الذكاء الاصطناعي حقا، أم أنه يعكس فقط ما تعلمه منا؟ ويؤكد لورانس أن الذكاء الاصطناعي لا يزال مجرد أداة متقدمة، نعم، ولكنها في نهاية المطاف لا تزال من صنع التصميم البشري. ويحذر من رفعه إلى مستوى يطغى فيه على القدرات البشرية.
ما يجعل هذا الكتاب مميزًا هو تركيز لورانس على ما يميزنا حقًا كبشر؛ فهو يزعم أن نقاط قوتنا أو إنجازاتنا التكنولوجية ليست هي التي تميزنا؛ بل هشاشتنا وضعفنا. هذه العيوب هي التي دفعتنا إلى النمو والتواصل وخلق ثقافات تتجاوز مجرد البقاء. من ناحية أخرى، قد يكون الذكاء الاصطناعي قويا ودقيقا، لكنه يفتقر إلى هذا الشعور بالضعف. ووفقًا للورانس، هنا نجد "إنساننا الذري" في السمات البشرية الفريدة التي لا يمكن لأي آلة تقليدها.
ولكن رسالة لورانس لا تتعلق بالذكاء الاصطناعي فحسب؛ بل إنها تتعلق بنا أيضًا؛ فهو يتحدانا لإعادة التفكير في هويتنا ومن نريد أن نكون في عالم تتشكل ملامحه بشكل متزايد بواسطة التكنولوجيا. ومع توسع دور الذكاء الاصطناعي، يعتقد لورانس أننا يجب أن نفهم طبيعتنا بشكل أفضل للتغلب على التحديات التي تنتظرنا؛ سواء كان ذلك في مقاومة التلاعب من خلال التكنولوجيا أو التكيف مع التغيرات الثقافية في عالم تقوده الآلات.
"الإنسان الذري" كتاب عن الذكاء الاصطناعي وتأمل في إنسانيتنا في مواجهة التغير التكنولوجي السريع. يترك لنا لورانس تذكيرًا قويًا: بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التطور، فإن نقاط ضعفنا، واتصالاتنا، وتجاربنا المشتركة هي ما يحددنا حقًا. وإذا نسينا ذلك، فإننا نخاطر بخسارة شيء أعظم بكثير من أي تقدم تكنولوجي، إنه جوهر هويتنا!
رابط مختصر