تشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم دول العالم احتفالها باليوم الدولي للتعليم، الذي يوافق الـ 24 من يناير من كل عام، وذلك للتأكيد على أهمية التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتطور المستمر الذي يؤكد على ضرورة الوصول إلى التعليم الجيد والشامل وذلك بحلول 2030. وجاء شعار اليوم الدولي للتعليم الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لهذا العام «الذكاء الاصطناعي والتعليم.

. التحديات والفرص»، وذلك تشجيعا على التفكير في قدرة التعليم على تزويد الأفراد والمجتمعات بالقدرة على التنقل وفهم والتأثير على التقدم التقني.

وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - خلال خطابه السامي في افتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس على على ضرورة إعداد برنامج وطني لتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوطينها، مع الإسراع في إعداد التشريعات التي ستسهم في جعل هذه التقنيات كأحد الممكنات والمحفزات الأساسية لهذه القطاعات.

تسعى سلطنة عُمان وفق «رؤية عُمان 2040» إلى تحقيق تعليم عالي الجودة مدمج بالتقانة، يعزز الابتكار وريادة الأعمال، ويبني المهارات، لذا فإن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة تختصر الكثير من الوقت والجهد في العملية التعليمية، وتواصل وزارة التربية والتعليم جهودها؛ لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في العلمية التعليمية، من خلال تنفيذ برامج تعليمية وتربوية؛ تعزز العملية التعليمية، واكتساب مهارات المستقبل، يتم تقديمها لأعضاء الهيئة التعليمية، والطلبة، لما توفره تقنيات الذكاء الاصطناعي من فرص كبيرة؛ لتحسين التعليم وتطويره. وتواصلا مع هذه الجهود تقوم الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات بالعديد من الخطط على المستويين التخطيطي من خلال تشكيل الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي تحت مظلة لجنة التحول الرقمي، وحوكمة خطته، وإعداد مسودة البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية التعلمية، وإعداد خطة الفريق المركزي للذكاء الاصطناعي بالوزارة، وتشكيل فرق للذكاء الاصطناعي في المديريات التعليمية بالمحافظات، وإعداد خططها، وتخصيص يوم للذكاء الاصطناعي، واللقاء مع مديري دوائر تقنية المعلومات بالمديريات التعليمية بالمحافظات، وإصدار مجموعة من الأدلة الاسترشادية: كدليل أدوات الذكاء الاصطناعي والتوعية باستخداماته، ودليل((ChatGPT واستخداماته، ودليل (Midjourney) للمستخدم، ودليل الذكاء الاصطناعي للاستخدام في العملية التعليمية، وتنفيذ (63) حلقة تدريبية داخل الوزارة وخارجها، وقد استفاد منها أكثر من (3268) موظفًا وموظفةً، وإعداد مجموعة من الإصدارات تمثلت في: «بصمة رقمية»، و(10) إصدارات لـ«أذكى الرقمية»، ومشاركة مجموعة من أعضاء الفريق في الحلقات والفعاليات والمؤتمرات المحلية والخارجية، وتنفيذ برنامج الرخصة الدولية للذكاء الاصطناعي (IAIDl) لـ(30) متدربًا من مختلف تقسيمات الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، وفي الأنظمة والتطبيقات تم توفير حسابات لمجموعة من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لعدد من مديريات وتقسيمات الوزارة؛ بهدف رفع الكفاءة وتجويد العمل وتحسينه، وقد استفاد منه عدد من المديريات والمستشارين.

وفي السياق قالت الدكتورة أسماء بنت سعيد الغسانية مدير مركز التميز في التعليم والتعلم بجامعة السلطان قابوس: في عالمنا اليوم الذي يتسم بوتيرة متسارعة من التغيرات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، بالإضافة إلى الثورة التقنية التي تتصدر المشهد العالمي، بات من الضروري إعادة تعريف التعليم وتحديد أولوياته بما يتماشى مع متطلبات المستقبل، وجاءت في مقالة للدكتورة راجول برنال بعنوان «كيف يمكن للتعليم أن يتكيف لإعداد المتعلمين لمتطلبات الغد؟» التي نُشرت في منتدى الاقتصاد العالمي، تم تسليط الضوء على دور المؤسسات التعليمية في تمكين المتعلمين من مهارات المستقبل. حيث أكدت برنال أن المهارات اللازمة لمواكبة احتياجات سوق العمل لا تقتصر فقط على المعرفة التقنية، بل تشمل أيضًا مهارات التفكير النقدي والإبداعي، والقدرة على التعاون والتواصل الفعال، وتعزيز القيم الأخلاقية. هذه المهارات تمثل حجر الزاوية في إعداد الأفراد ليكونوا مؤثرين وفاعلين في عالم يتغير بسرعة.

وأضافت الغسانية:مع انتشار التقنيات الناشئة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، بدأت المؤسسات التعليمية حول العالم بمراجعة أنظمتها وبرامجها الأكاديمية، تبنت العديد من هذه المؤسسات استراتيجيات رقمية موسعة، حيث أصبحت المنصات الرقمية جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، وأصبحت برامج الإنماء المهني للعاملين في المؤسسات التعليمية ضرورة وليست خيارًا. ورغم هذه التحولات الرقمية المهمة، إلا أن المؤسسات التعليمية تواجه تحديات جديدة، أبرزها غياب اللمسة الإنسانية في التفاعل بين أفرادها، خاصة بين الأجيال المختلفة. أصبح الاعتماد المفرط على الوسائل الافتراضية واضحًا، مما قلل من الروابط الإنسانية وجعل التفاعل أقل عمقًا وأكثر جفافًا.

وأشات الغسانية: في ظل سيطرة الذكاء الاصطناعي والعوالم الرقمية، تبرز الحاجة إلى تعزيز القيم الأخلاقية واستعادة الجانب الإنساني في التعاملات اليومية. يجب على المؤسسات التعليمية العمل على استخدام وسائل مبتكرة تتماشى مع تطلعات واحتياجات الأجيال الحالية، وتعزز القيم الأخلاقية والروابط الإنسانية داخل البيئات التعليمية. وإن تحقيق التوازن بين التطور التقني وتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية يمثل التحدي الأكبر أمام التعليم في عصرنا الحالي. المؤسسات التعليمية مدعوة لإعادة صياغة رؤاها وبرامجها بما يضمن إعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بأدوات تجمع بين الكفاءة التقنية والعمق الإنساني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المؤسسات التعلیمیة العملیة التعلیمیة الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

«ميتا» تطلق تطبيقها المستقل للذكاء الاصطناعي التوليدي

كشفت شركة ميتا العملاقة في مجال التواصل الاجتماعي الثلاثاء عن أول تطبيق مستقل لها لخدمات المساعدة بالذكاء اصطناعي، في محاولة لمنافسة “تشات جي بي تي” عبر منح مستخدميها مسارا مباشرا إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.

وقال رئيس “ميتا” ومؤسسها مارك زاكربرغ في فيديو نُشر على إنستغرام “يستخدم مليار شخص نظام +ميتا إيه آي+ عبر تطبيقاتنا حاليا، لذلك صممنا نسخة مستقلة منه لتجرّبوه”.

وأشار إلى أن التطبيق “مصمم ليكون ذكاءً اصطناعيا شخصيا لكم”، وسيتاح الوصول إليه بشكل أساسي من خلال المحادثات الصوتية مع تفاعلات مخصصة لكل مستخدم.

وأضاف زاكربرغ “ننطلق مع ميزات أساسية فعلا، مع القليل من معلومات السياق حول اهتماماتكم”، “لكن مع مرور الوقت، ستتمكنون من السماح لـ+ميتا إيه آي+ بمعرفة الكثير عنكم وعن الأشخاص الذين تهتمون لأمرهم من خلال تطبيقاتنا، إذا أردتم ذلك”.

يعتمد “ميتا إيه آي” على نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي “لاما” Llama الذي تحظى إصداراته المفتوحة المصدر بشعبية كبيرة بين المطورين والشركات، وقد جرى تحميله أكثر من مليار مرة.

وينسجم التطبيق مع هوية الشركة في مجال التواصل الاجتماعي، ويتضمن موجزا يتيح للمستخدمين رؤية منشورات الذكاء الاصطناعي التي ينشرها مستخدمون آخرون.

ويتيح استخدام نموذج Llama 4 الجديد “استجابات أكثر شخصية وتفاعلية”، بحسب بيان “ميتا” الصادر الثلاثاء.

ويمكن للمستخدم الطلب من الواجهة أن تتذكر معلومات معينة، حتى لا يُضطر إلى تكرارها أثناء محادثة لاحقة.

وإذا أعطى المستخدم الإذن، يمكن لـ Meta AI أيضا البحث عن العناصر الموجودة في حسابات “فيسبوك” أو “إنستغرام” الخاصة به.

كما يحل التطبيق الجديد محل “ميتا فيو” Meta View كتطبيق مصاحب لنظارات “راي بان ميتا” الذكية والذي يتيح إجراء محادثات بسلاسة بين النظارات وتطبيق الأجهزة المحمولة وواجهات أجهزة الكمبيوتر المكتبية، وفق الشركة.

يأتي هذا الإصدار فيما تتصدر “أوبن إيه آي” السباق في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي المُوجه مباشرةً للمستخدمين عبر مساعدها “تشات جي بي تي” الذي يُحدّث بانتظام بإمكانات جديدة.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «ميتا» تطلق تطبيقها المستقل للذكاء الاصطناعي التوليدي
  • برعاية وزيري التعليم العالي والشباب.. الاحتفال باليوم الأفريقي لطلاب الجامعات المصرية
  • يوم العمل تقدير الجهود وبناء المستقبل
  • نقابة أطباء قنا تشارك باليوم العلمي لمركز علاج الفيروسات الكبدية بالحميات
  • منحة تدريبية عن صحافة المستقبل.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل السلطة الرابعة؟!
  • 17 جهة خاصة تشارك باليوم المفتوح للتوظيف في الشارقة
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
  • النسخة الثامنة من إلهام ونجاح.. 50 موجّهًا يرافقون 50 رائد عمل نحو التميز الريادي في سلطنة عمان
  • خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في الابتكار واستشراف المستقبل
  • مدير تعليم مطروح تتابع انتظام العملية التعليمية بمدارس السلوم الحدودية