وقع رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون مرسوما رئاسيا يقضي باستدعاء الهيئة الناخبة يوم 9 أذار / مارس 2025، وذلك من أجل تجديد نصف أعضاء مجلس الأمة المنتخبين.

ووفقاً لما ينص عليه الدستور الجزائري ويأتي هذا القرار في إطار استمرارية عمل المؤسسات التشريعية وتعزيز الممارسة الديمقراطية، لا سيما أن مجلس الأمة يُعتبر أحد الركائز الأساسية للعمل البرلماني في الجزائر.



وبحسب نظام الانتخابات الجزائري، يتكون مجلس الأمة من 144 عضواً، يُنتخب ثلثاهما عن طريق الاقتراع غير المباشر والسري، حيث يقوم أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية بانتخاب ممثلين عنهم بواقع مقعدين عن كل ولاية، في حين يُعيّن رئيس الجمهورية الثلث المتبقي من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية في مختلف المجالات، وذلك لضمان التوازن داخل المجلس وتعزيز الكفاءة التشريعية.


وتحدد ولاية أعضاء مجلس الأمة بـ ست سنوات، على أن يتم تجديد نصف الأعضاء كل ثلاث سنوات، مما يضمن استمرارية العمل البرلماني وعدم حدوث تغييرات جذرية تؤثر على استقرار التشريع. ويأتي هذا الاستدعاء للهيئة الناخبة في ظل تحولات سياسية واقتصادية كبيرة تشهدها البلاد، حيث تُشكّل هذه الانتخابات اختباراً حقيقياً لمدى قدرة المؤسسات المنتخبة على تمثيل إرادة الناخبين وتعزيز الحوكمة الرشيدة.

من الناحية السياسية، يكتسب هذا الاستحقاق أهمية خاصة، إذ يعكس التوازنات داخل المشهد السياسي الجزائري، لا سيما أن مجلس الأمة يلعب دوراً محورياً في صياغة التشريعات وإقرار القوانين، فضلاً عن دوره الرقابي على الحكومة. وتأتي هذه الانتخابات وسط إصلاحات دستورية تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة داخل المؤسسات المنتخبة، مما يضع الأحزاب السياسية المختلفة أمام تحدٍ كبير لكسب ثقة الناخبين وضمان تمثيل أكبر داخل المجلس.

كما يُنتظر أن تشهد الفترة القادمة نشاطاً مكثفاً من قبل الأحزاب السياسية والمرشحين، في ظل توقعات بتنافس قوي بين مختلف التوجهات، خاصة في ظل رغبة العديد من القوى السياسية في تعزيز وجودها داخل المجلس لضمان تأثير أكبر على القرارات التشريعية. وفي هذا السياق، ستكون نزاهة العملية الانتخابية عاملاً حاسماً في ضمان تمثيل عادل يعكس تطلعات المواطنين، خصوصاً في ظل الجهود المبذولة لمحاربة الفساد السياسي وتعزيز مصداقية الانتخابات.


وفي ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي تمر بها الجزائر، من المتوقع أن يكون لمجلس الأمة القادم دور بارز في صياغة سياسات تتماشى مع الأولويات الوطنية، لا سيما في مجالات التنمية الاقتصادية، وتعزيز الاستثمار، ومواكبة التحولات الدولية. كما سيكون أمام الأعضاء الجدد مسؤولية كبيرة في مناقشة مشاريع القوانين المرتقبة، والتي تهدف إلى دعم الإصلاحات الهيكلية التي تعكف عليها الحكومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجزائري تبون مجلس الأمة الجزائر مجلس الأمة تبون المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الأمة

إقرأ أيضاً:

دول الخليج والمشهد السني.. مصالح استراتيجية تتخطى الأجيال السياسية - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

علق الباحث في الشأن السياسي غانم العيفان، اليوم الأحد (23 آذار 2025)، على التوقعات بشأن وجهة نظر دول الخليج تجاه المحافظات السنية في المرحلة المقبلة، بالتزامن مع إجراء الانتخابات.

وأضاف العيفان في حديثه لـ "بغداد اليوم"، أن "دول الخليج ترى في التحول العراقي الشامل أهمية كبيرة تخدم المصالح المتبادلة".

وأوضح أن "الانتخابات في الشارع السني قد تشهد رغبة من الدول المجاورة في أن تأتي قوى منسجمة مع توجهاتها السياسية، كونها تعد أكثر أمناً وأقل تحدياً".

وأكد أن "دول الخليج تعد واحدة من تلك الدول"، مشيراً إلى أن "دول الخليج قد خففت من خصوصية اهتمامها بالمكون السني دون المكونات الأخرى في الملف العراقي".

كما بين أن "لكل دولة من دول الخليج حلفاء مقربين في المشهد السني العراقي بغض النظر عن الأجيال السياسية" ، مشيراً إلى أن "الوضع لا يختلف بين الصقور القدامى والتكتلات الجديدة، والأهم هو وجود مصالح لهذه الدول. لكنه لفت إلى أن هذا الاهتمام قد تراجع في الفترة الأخيرة". 

في الآونة الأخيرة، شهدت الانتخابات العراقية اهتماماً أقل من قبل دول الخليج بالمكون السني مقارنة بالسنوات السابقة، حيث بدأت بعض هذه الدول تركز على التحولات الداخلية في العراق بشكل أوسع، مثل دعم الاستقرار الوطني والتعاون مع جميع المكونات العراقية بغض النظر عن الانتماءات الطائفية.

ومع ذلك، تظل المصالح الاستراتيجية لدول الخليج في العراق محورية، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • البرلمان العراقي يدعو لحوار إقليمي عاجل
  • أداء العمرة يُفرغ لجان البرلمان من الوزراء ونواب الأمة
  • مجلس جامعة بني سويف يكرم أعضاء الجهاز الإداري ممن بلغوا السن القانونية خلال مارس 2025
  • محرز :”نستهدف الفوز أمام موزمبيق وتعزيز الريادة”
  • المشيطي: الخلاف المكتوم بين أعضاء المجلس الرئاسي يشكل خطورة على العملية السياسية
  • القوى السياسية تراهن على البطاقة الوطنية لرفع نسب الاقتراع
  • مصدر مطلع: يجب إبعاد حزب مقتدى الطائفي عن المشاركة في الانتخابات
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • دول الخليج والمشهد السني.. مصالح استراتيجية تتخطى الأجيال السياسية
  • دول الخليج والمشهد السني.. مصالح استراتيجية تتخطى الأجيال السياسية - عاجل