التدخل العسكري في النيجر يهدد استقرار إيكواس
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تزدحم نيامي عاصمة النيجر بالوفود الإقليمية والدولية.. أحدهم جاء لمد يد العون للمجلس العسكري، وآخر يهدد باستعمال القوة لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة، في وقت يرى فيه محللون أن الخيار العسكري قد يفتح الباب أمام أزمات سياسية في المنطقة.
يأتي ذلك غداة خطاب متلفز ألقاه قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني وأعلن فيه عن فترة انتقالية لن تتجاوز "ثلاث سنوات" وإطلاق حوار وطني، وهو ما دفع الآلاف من المواطنين إلى النزول إلى الشارع، لدعم المجلس العسكري والتنديد بفرنساً والمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) التي أعلنت نيتها التدخل عسكرياً لإعادة الرئيس المنتخب.
ويرى محللون أن المشاركين في هذه المظاهرات يبحثون عن "بصيص أمل" لحياة أفضل، بعد أن سئموا انتظار وعود فرنسية للتنمية في دولة يقبع مواطنوها تحت خط الفقر المدقع رغم امتلاكها ثروات طائلة من اليورانيوم والذهب.
في حديث لـ24، يعتقد الباحث السوداني في الشؤون الإفريقية، د. محمد تورشين، أن التدخل العسكري سيكون له آثار وخيمة وتبعات على أمن واستقرار المنطقة، مع وجود انقسام بين الأطراف الفاعلة حول اللجوء لاستخدام القوة.
ورغم عدم استبعاد حدوث تدخل عسكري قد يكون ضمن نطاق محدود، يتوقع تورشين استمرار المباحثات الدبلوماسية بعد رسالة تياني التي تحمل طابعين أحدهما بأن بلاده جاهزة عسكرياً مع حصولها على دعم بطائرات مقاتلة من بوركينا فاسو ومالي، وآخر يتمثل بتقديمه مقترحاً لعودة الأوضاع الدستورية.
هذا الأمر سيضع إيكواس أمام تحد كبير كما يرى الخبير في الشؤون الإفريقية، وسيدفعها لمناقشة مسارات أخرى، لأن الخيار العسكري سيؤثر على الدول "المتحمسة" كنيجيريا التي تشهد معارضة داخلية من قبل الجيش والمخابرات لقرار التدخل.
ويشير تورشين إلى أن التدخل العسكري قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية في دول مستقرة وصاحبة تجربة ديمقراطية كنيجيريا، فضلاً عن أنه سيفتح الباب أمام قادة الانقلاب لبناء تحالفات جديدة وخاصة مع روسيا.
شكل جديد لإيكواس
ويؤيد الخبير المصري في الشؤون الإفريقي، د. رمضان قرني، أن تنفيذ الدخل العسكري في النيجر، سيقود إلى انقسامات في إيكواس، في ظل وجود 5 دول ترفض هذا القرار، فضلاً عن تشكل رأي عام إفريقي ينظر إلى المجموعة بأنها أداة فرنسية، ويرفض هذه الإجراءات ويعتبرها احتلالاً جديداً للمنطقة.
ولفت قرني إلى أن الانقلابات أفرزت أنظمة شعبوية تناهض الوجود الغربي، ولها ميل إلى السياسة الروسية، ما قد يضع المنطقة أمام صراع جديد يذكر بحقبة الحرب الباردة.
ويعتقد د. رمضان قرني، أن مستقبل المنطقة حتى الآن مرتبط بالموقف الأمريكي الذي لم يصف ما حدث حتى الآن بالإنقلاب وأرسل سفيرة جديدة إلى نيامي، ما قد يفتح الباب أمام تفاهمات مع المجلس العسكري، معتبراً ذلك دليلاً على أن واشنطن تولي الاعتبارات الأمنية الأهمية الأكبر، وقد يتسبب هذا الأمر بخلافات في الرؤى بين الولايات المتحدة وفرنسا.
زعيم انقلاب #النيجر يخطط لحكومة انتقالية ويحذر من التدخل الخارجي https://t.co/KKZrEaJijr
عدوى سياسية
يقول الخبير في الشؤون الإفريقية د. رمضان القرني، إن الاضطرابات في النيجر قد تؤدي إلى تشكل نظرية الدومينو، أي انتقال الأزمات إلى دول مستقرة مثل نيجيريا في ظل أخبار تتحدث عن وجود مشاكل سياسية، والسنغال التي تشهد صداماً بين الدولة والمعارضة.
وسيؤدي استعمال القوة، بحسب قرني، إلى أزمة جديدة تتعلق بمستقبل الاتحاد الإفريقي، خصوصاً إذا تدخلت المجموعة الاقتصادية بدون تفويض، الأمر الذي سيهز شرعية الاتحاد ويخلق أزمات كبيرة داخل منظومته.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر انقلاب النيجر إيكواس فی الشؤون
إقرأ أيضاً: