ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الراحل ويليام ما كينلي في حفل تنصيبه الاثنين الماضي، كان أمرا ملفتا، حيث تساءل الكثيرون عن سبب تلك الإشادة وخلفياتها.

وقال الصحفي ديفيد سانغر في مقاله إن الرئيس ماكينلي الذي كان قد اغتيل في أوائل القرن المنصرم لم يُعرف عنه اضطلاعه بدور أساسي على المسرح السياسي، كما أراد أن يوعز بذلك ترامب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: بنغلاديش تغلق أبوابها في وجه مسلمي الروهينغاlist 2 of 2تايمز: اليمين المتطرف يزداد جرأة بعد رفع ترامب العقوبات عن المستوطنين بالضفةend of list

وقد شغل الجمهوري ماكينلي، المولود في مدينة كانتون بولاية أوهايو، منصب الرئيس 25 للولايات المتحدة من 4 مارس/آذار 1897 حتى اغتياله في سبتمبر/أيلول 1901، بعد 6 أشهر فقط من فترة ولايته الثانية.

إشادة

وقد أشاد به الرئيس الحالي في خطاب تنصيبه، لأنه جعل "بلدنا ثريا جدا من خلال الرسوم الجمركية وموهبته"، ولأنه مهد الطريق أمام الولايات المتحدة لبناء قناة بنما، "وسنستعيدها".

وبعد سويعات، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا أثنى فيه على ماكينلي، قائلا "لقد قاد أمتنا بشجاعة إلى النصر في الحرب الإسبانية الأميركية"، بينما عمل على توسيع نطاق انتشار أميركا في جميع أرجاء العالم.

وأعاد سانغر إلى الأذهان أن ماكينلي هو من استولى على الفلبين وغوام وبورتوريكو كغنائم من تلك الحرب عندما انتهت في عام 1898. كما ضم جزر هاواي إلى بلاده، مما أتاح لترامب بعد أكثر من قرن بقليل إنشاء فندق دولي يحمل اسمه على ساحل وايكيكي في هونولولو عاصمة الولاية.

إعلان

واعتبر الكاتب أن هذا الاهتمام الجديد برئيس سابق يعبِّر عن طموحات ترلامب في ولايته الثانية، زاعما أن وصفته لعلاج كل ما تعاني منه الولايات المتحدة من علل تكمن في توسيع حدودها إلى غرينلاند وبنما وحتى إلى سطح المريخ.

مصدر إلهام

ولعل هذا ما يجعله -وفق التحليل- يشيد بالرئيس ماكينلي باعتباره ملهمه وقدوته، حتى لو كان الرئيس الأسبق قد فعل ذلك على مضض قبل أن يغتاله أحد "الفوضويين".

ونقل سانغر عن جاستن جاكسون، الأستاذ المساعد في كلية بارد في نيويورك إن "ماكينلي لم يحظ منذ فترة طويلة بمثل هذه اللحظة من الإشادة والإطراء".

ويشك جاكسون -مؤلف كتاب "نتاج الإمبراطورية" وهو رصد تاريخي لحقبة ماكينلي الرئاسية، والذي سيصدر هذا الربيع- في أن ترامب لا يعرف عن الرئيس الأسبق أكثر من أنه كان يحب التعريفات الجمركية وكانت لديه نظرة جيدة لامتلاك الواجهات البحرية.

ووفقا لتحليل نيويورك تايمز، فإن الشيء الوحيد الواضح في البيت الأبيض هو أن ترامب جاد فعلا في الاستحواذ على غرينلاند وقناة بنما، لكنه أقل اهتماما بالمريخ من حليفه الوثيق الملياردير الأميركي إيلون ماسك، ومع ذلك فإن هدفه النهائي يكتنفه الغموض.

فهل يريد الرئيس الحالي والمطور العقاري السابق امتلاك المنطقتين حقا؟ أم أنه يستخدم التهديد دبلوماسية مدافع الأسطول التي يُقصد بها استعراض القوة العسكرية لممارسة الضغط النفسي من أجل الحصول على المزيد من القواعد في غرينلاند وتخفيض رسوم عبور منطقة القناة؟ يتساءل سانغر ويجيب أن لا أحد من حوله سيقول ذلك.

غرينلاند وبنما

ويبرر ترامب مطالبته بغرينلاند بذريعة أن السفن والغواصات الصينية والروسية تجوب القطب الشمالي بالقرب من أراضي ذلك الإقليم التابع للدانمارك والذي يتمتع بالحكم الذاتي وعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو).

أما قناة بنما، التي كانت إحدى ثمار مبادرات ماكينلي، فهي "حالة مختلفة وأكثر تعقيدا"، مشيرا إلى أن ترامب طالما ادعى أن الممر المائي -الذي يبلغ طوله 82 كيلومترا ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادي– قد وقعت في أيدي الصينيين، وهو ما وصفه سانغر بأنه ادعاء "غير صحيح".

إعلان

ومع أن الكاتب يقر بأن الصين ظلت تحتفظ بموانئ ومحطات شحن على جانبي القناة منذ ما يقرب من 30 عاما وتستحوذ على حوالي خُمس إجمالي البضائع التي تستخدم الممر المائي، إلا أنه يؤكد أن الدولة الوحيدة التي تستخدمه أكثر هي الولايات المتحدة.

وحسب المقال، فإن كل هذه الأمور هي أصداء لحقبة ماكينلي، وهي المرة الأخيرة التي استولت فيها الولايات المتحدة على أراض كبيرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كاليفورنيا تنفصل عن الولايات المتحدة.. هل تندلع حرب أهلية؟

تناول تقرير لموقع "نيوز ري" الروسي إمكانية انفصال ولاية كاليفورنيا عن الولايات المتحدة مع الانطلاق في جمع التوقيعات لتحقيق هذه الغاية.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الحكومة المحلية وافقت على العريضة ذات الصلة التي يجب أن تجمع أكثر من نصف مليون توقيع للمضي قدما في اجراءات الانفصال.

وقد أعرب الناشطون عن ثقتهم في نجاح هذه المبادرة معلنين عن معارضتهم للقيادة الجديدة للولايات المتحدة.

ما المعروف عن انسحاب كاليفورنيا من الولايات المتحدة؟
في 27 كانون الثاني/ يناير، أعلنت وزيرة خارجية ولاية كاليفورنيا شيرلي ويبر عن موافقة الولاية على التماس الانفصال عن الولايات المتحدة. في الوقت الراهن، أصبح قرار التصويت لصالح البقاء أو الانفصال عن الدولة بيد سكان كاليفورنيا.

ومن أجل القيام بذلك ينبغي تأمين توقيع 546.651 مواطن على الوثيقة. ستستمر عملية التصويت الى حدود 22 تموز/ يوليو 2025. وفي حالة جمع التوقيعات اللازمة، سيتم إجراء استفتاء حول مستقبل كاليفورنيا في سنة 2028.

وأطلق على هذه المبادرة  اسم "كالكسيت" في إشارة إلى "بريكست". وستنطلق عملية الانفصال في حال صوّت لصالحها ما لا يقل عن 55 بالمئة من الناخبين، مع مشاركة لا تقل عن 50 بالمئة.

وتعليقا على ذلك، كتبت صحيفة نيويورك بوست" أن حدوث ذلك بمثابة تصويت بسحب الثقة من الولايات المتحدة الأمريكية وتجسيد لإرادة شعب كاليفورنيا في أن تصبح ولايته دولة مستقلة". وقال أحد سكان كاليفورنيا الداعمين للمبادرة: "ولايتنا تدفع ضرائب تفوق حجم المساعدات الفيدرالية التي تتلقاها بـ 83 مليار دولار. نحن ندعم الولايات الأخرى. لماذا لا ننفصل؟".

لماذا تريد كاليفورنيا الانفصال عن الولايات المتحدة؟
تعد كاليفورنيا الولاية الأكثر كثافة سكانية على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" الذي أعده صندوق النقد الدولي، احتل اقتصاد كاليفورنيا في نهاية سنة 2023 المرتبة الخامسة ضمن أكبر اقتصاد في العالم، متفوقًا على الاقتصاد البريطاني والهندي.

ويدعم غالبية سكان الولاية الحزب الديمقراطي. وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة المنعقدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، دعم السكان المرشحة عن الحزب الديمقراطي ونائب الرئيس السابقة كامالا هاريس. وقد أثار نشطاء كالكسيت قضية انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة في سنة 2016 على إثر فوز ترامب.

ومع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي أن 14 بالمئة فقط من الناخبين المسجلين يؤيدون المبادرة. ويعتقد زعيم حركة كالكسيت ماركوس رويز إيفانز أن حظوظ الحركة في النجاح ارتفعت.

ونقل الموقع عن الخبير السياسي ورئيس الحركة الروسية المناهضة للعولمة ألكسندر إيونوف أن العملية التي أطلقت في كاليفورنيا ذات طابع سياسي.

ويرى إيونوف، أن "الديمقراطيين يحاولون الانتقام من ما يسمى بالجمهوريين الجدد بقيادة ترامب بسبب الانهيار الكامل لسياسة بايدن الداخلية".



لماذا يكره سكان كاليفورنيا ترامب؟
يجاهر الناشطون في ولاية كاليفورنيا بمشاعرهم العدائية تجاه الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، ويشاركهم في ذلك أغلب للسياسيين في الولاية الذين يعارضونه بشكل علني.

ومن جانبه، تعهد حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسم، وهو ديمقراطي، بحماية الحقوق المدنية الأساسية للسكان المحليين  من الجمهوريين.

وأشارت منظمة كالماترز إلى أنه خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى، رفعت قيادات كاليفورنيا دعاوى قضائية ضد ترامب بمعدل واحدة كل 12 يوما.

وفي المجمل، رفعت الولاية 123 دعوى قضائية ضد الرئيس، بحيث تعارض السلطات قضية حظر الإجهاض التي يروج لها الجمهوريون، وخطاب ترامب القاسي تجاه المهاجرين، فضلاً عن السياسات البيئية للإدارة الجديدة، إلى جانب إعلان الرئيس عن خطط لزيادة إنتاج النفط، وإصداره أمرا تنفيذيا بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.

وحسب تقارير إعلامية، تستعد حكومة ولاية كاليفورنيا بالفعل لرفع دعاوى قضائية جديدة ضد الزعيم الأمريكي.

وحسب إيونوف، فإن ترامب الذي أعلن عن خطط لتوسيع الأراضي الأمريكية لتشمل غرينلاند وكندا، سيحارب بشدة أي مشاعر انفصالية.

وتابع إيونوف: "حتى في عهد الديمقراطيين، عملت وكالات الاستخبارات الأمريكية عن كثب مع الكاليفورنيين وغيرهم من المؤيدين لاستقلال الولايات والأقاليم الفردية. وبعد كل حدث يتم استدعائهم للاستجواب ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بعمليات تفتيش في مكاتب المنظمات".

هل تنفصل كاليفورنيا عن الولايات المتحدة؟
ذكر الموقع أن القانون الأمريكي يفتقر إلى القوانين التي تنظم عملية انفصال الولاية، وفي سنة 1869، بعد الحرب الأهلية الأمريكية، قضت المحكمة العليا بأن قانون القبول نهائي ولا يمكن مراجعته أو إلغاؤه إلا "بالثورة، أو بموافقة الولايات".

وحيال هذا الشأن، يرى أستاذ قسم العلوم السياسية في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية جيفورج ميرزايان أن نجاح مبادرة كالكسيت لا يصب على الإطلاق في مصلحة المؤسسة الحاكمة الأمريكية "فالجمهوريون الذين تولوا السلطة لا يريدون خسارة أغنى ولاية والأمر سيان بالنسبة للديمقراطيين نظرا لأن كاليفورنيا، إلى جانب نيويورك، تشكّلان أكبر قاعدة انتخابية للديمقراطيين في الولايات المتحدة. وعليه من الصعب على الديمقراطيين احتلال البيت الأبيض بعد ذلك". وأشار ميرزايان إلى أن "الميزان الانتخابي سوف يتأرجح بشكل خطير لصالح الجمهوريين".

وحسب إيونوف فإن هناك حجر عثرة يعطل طموحات أنصار كالكسيت وهو وجود حركة نشطة في شمال كاليفورنيا تدعو إلى الانفصال وإنشاء ولاية جيفرسون جديدة غير موجودة حاليًا، من شأنها توحيد كاليفورنيا وجزء من ولاية أوريغون.

وذكر الموقع أن السلطات الروسية تراقب الأحداث الجارية في الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، وصف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي غريغوري كاراسين ما يحدث ومطالبات الولايات المتحدة بالأراضي الأجنبية بـ "السخافات".

هل تندلع حرب أهلية في الولايات المتحدة بسبب كاليفورنيا؟
وفي ربيع سنة 2024، أجرت مؤسسة راسموسن ريبورتس استطلاعا للرأي لمعرفة عدد الأميركيين الذين يحتملون وقوع حرب أهلية جديدة في البلاد.

وأجري الاستطلاع بعد إصدار فيلم "حرب أهلية"، الذي تجسد أحداثه اتحاد ولايتي كاليفورنيا وتكساس وإعلانهما التمرد ضد رئيس ديكتاتوري أدت سياساته إلى تقسيم المجتمع.

وأظهر الاستطلاع أن 41 بالمئة من المشاركين مقتنعون بأن صراعا أهليا جديدا سوف يندلع في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة، في حين أرجح 16 بالمئة حدوث هذا السيناريو.



وبحسب الخبير السياسي مالك دوداكوف فإن هذه الولايات حاولت في العديد من المناسبات الضغط على الحكومة الفيدرالية وابتزازها بالانفصال عن البلاد.

وقال دوداكوف: "بالنسبة لأي احتمال نظري لانهيار الولايات المتحدة، فهذا لا يمكن أن يحدث إلا في حالة حدوث حرب أهلية أو صراع نووي وما إلى ذلك. وعليه، لا ينبغي توقع أي نوع من الانفصال السلمي، على الأقل في المستقبل القريب أو على المدى  المتوسط".

وعلى النقيض من ذلك يرجح إيونوف احتمال اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة مشيرا إلى أن "هناك العديد من الطوائف الدينية المختلفة والمؤثرة في الولايات المتحدة. يمكن استغلال هذا العامل لإخراج الناس إلى الشوارع بسرعة. هناك ديناميكيات خطيرة للغاية في ولايات مثل تكساس وكاليفورنيا وهاواي والأراضي المرتبطة ببورتوريكو".

ويرى إيونوف أن كاليفورنيا بمثابة قنبلة موقوتة. وعدم حدوث الانفصال اليوم  لا يعني تجنبه في المستقبل القريب، مبينا أن حملة ترامب قسّمت المجتمع الأمريكي إلى نصفين، وأصبح المزاج السياسي المحلي يسوده التشاؤم.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: الحياة في غوما لا ماء ولا غذاء وكثير من عدم اليقين
  • ترامب: يجب انضمام كندا إلى الولايات المتحدة لتحظى بحمايتنا العسكرية
  • نيويورك تايمز: 5 أسئلة تشرح رسوم ترامب على كندا والمكسيك والصين
  • رداً على ترامب..المكسيك تفرض رسوماً انتقامية على الولايات المتحدة
  • مستقبل تيك توك في الولايات المتحدة.. مفاوضات معقدة ومصير مجهول
  • فنزويلا توافق على استقبال مواطنيها المرحّلين من الولايات المتحدة
  • هددوا الولايات المتحدة وحلفاءنا.. ترامب يعلن قتل إرهابيين في الصومال
  • عاجل| نيويورك تايمز: إدارة ترامب تخطط لمراجعة دقيقة لعملاء في إف بي آي تمهيدا لفصلهم
  • كاليفورنيا تنفصل عن الولايات المتحدة.. هل تندلع حرب أهلية؟
  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تبحث إرسال 24 ألف بندقية هجومية لإسرائيل