روسيا – رأى خبير العلاقات الدولية فلاديمير كاراسيف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيسعى جاهدا لإخراج بلاده من الصراع الأوكراني كصانع للسلام، تاركا لأوروبا تكاليف الدعم العسكري لنظام كييف.

وقال كاراسيف في تصريح لوكالة “تاس”: “بالنسبة لترامب نفسه، لا معنى لأن يستمر بالصراع في أوكرانيا، لأنه رجل أعمال.

. ومئات المليارات من الدولارات التي تم إنفاقها على نظام بانديرا في كييف تثير تساؤلات كبيرة لدى الرأي العام الأمريكي قبل السلطات”.

وأضاف: “أعتقد أن ترامب سيلقي باللوم على بايدن وسيحمله مسؤولية كل شيء، لأن بايدن وإدارته هم من كانوا وراء تسليح الجيش الأوكراني في المقام الأول.. لذلك، سيحاول ترامب، وقد بدأ بالفعل التحدث عن ذلك، عن تحويل جميع التكاليف المالية لدعم النظام في كييف إلى أوروبا، بينما يسعى هو لإخراج بلاده من الصراع كصانع سلام.. وفي النهاية، يمكنه القول: لقد عرضنا السلام، لكن كييف لا تريده”.

ووفقا لكاراسيف، فإن “ترامب سيكون مهتما أكثر بالقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، وغرينلاند، وأفريقيا، وخليج المكسيك وبنما، والصين، وتايوان”.

وأضاف الخبير السياسي: “أنا متأكد من أنه لن يبني أي علاقات مع زيلينسكي، لأن زيلينسكي رئيس غير شرعي، فهو رئيس سابق بموجب القانون الأوكراني”.

وفيما يتعلق بالاتفاقات بين واشنطن وموسكو، قال كاراسيف: “أعتقد أن التفاصيل حول لقاء بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب تُناقش حاليا.. وبالطبع، لن يكون هناك أي ممثلين عن أوكرانيا في هذا اللقاء.. سيكون اللقاء بين قوتين عظيمتين لمناقشة مشاكل عالمية مختلفة، بما في ذلك خيارات إنهاء النزاع في أوكرانيا”.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن  ترامب كلّف مبعوثه الخاص إلى أوكرانيا، كيت كيلوج، بمهمة إنهاء الصراع الأوكراني في غضون 100 يوم.

وقالت الصحيفة إن “عقد صفقة مع الرئيس، بوتين، سيكون مهمة أكثر تعقيدا مما كان يتصور ترامب خلال حملته الانتخابية عندما قال إنه سيضع حدا للنزاع قبل توليه منصب الرئاسة”.

وصرح ترامب الذي تولى مهام الرئيس الأمريكي رسميا يوم الاثنين الماضي، مرارا بأنه يسعى لإنهاء النزاع في أوكرانيا، وتحدث خلال حملته الانتخابية عن أنه سينهي النزاع “في غضون 24 ساعة”.

وفي وقت لاحق اعترف الرئيس الأمريكي بأن تحقيق السلام سيستغرق وقتا أكثر، معربا عن نيته إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويوم أمس الثلاثاء، أعرب ترامب عن أمله في لقاء الرئيس بوتين “قريبا جدا”، مؤكدا استعداده لهذا اللقاء “في أي وقت”.

من جانبه، أكد بوتين أن موسكو منفتحة على الحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول الصراع الأوكراني.

وأشار الزعيم الروسي إلى أن روسيا تأخذ بعين الاعتبار تصريحات ترامب وفريقه حول الرغبة في استعادة الاتصالات، فضلا عن الحاجة إلى بذل كل شيء لمنع نشوب حرب عالمية ثالثة.

وفي يونيو الماضي أطلق الزعيم الروسي مبادرة لتحقيق السلام، ومن ضمن بنودها، الانسحاب الأوكراني من أراض محددة واجتثاث النازية من أوكرانيا، وعدم انضمامها إلى الناتو ورفع العقوبات عن روسيا وغير ذلك.

المصدر: تاس + RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الصراع الأوکرانی

إقرأ أيضاً:

التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقساماً داخلياً ويزيد الضغوط على أوروبا.. وتصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت واشنطن تسريباً غير مسبوق للنقاشات الداخلية حول توجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، مما سلط الضوء على خلافات حادة داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكشف عن توجهات أكثر عدائية تجاه الحلفاء الأوروبيين.

التسريب، الذي تم عبر الصحفي جيفري جولدبيرج من مجلة The Atlantic، أظهر مداولات بين نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هاجسيث، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، وكبير مستشاري ترامب ستيفن ميلر، بشأن توقيت الضربة وأبعادها الاستراتيجية.

خلافات حول أوروبا ودورها في الدفاع عن مصالحها

رغم أن الضربة العسكرية استهدفت حماية حركة الملاحة البحرية وردع إيران، إلا أن فانس استغل النقاش للتأكيد على أن الولايات المتحدة تتحمل عبئًا يفترض أن يقع على عاتق أوروبا، مشيراً إلى أن "3% فقط من التجارة الأمريكية تمر عبر قناة السويس، بينما تعتمد أوروبا على الممر بنسبة 40%".

وأضاف: "ثمة خطر حقيقي في أن الرأي العام الأمريكي لا يدرك سبب تدخلنا"، ملمحًا إلى ضرورة تأجيل الضربة لشهر على الأقل لإعداد خطاب سياسي يبررها.

موقف فانس يعكس توجهه المتشدد تجاه أوروبا، حيث سبق أن وصف حلفاء مثل بريطانيا وفرنسا بأنهم مجرد "دول عشوائية لم تخض حربًا منذ 30 أو 40 عامًا"، متجاهلًا مشاركتهم في حربي أفغانستان والعراق.

تصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية

المداولات كشفت عن النفوذ المتزايد لفانس في صنع السياسة الخارجية، حيث أوكل مستشاره الأمني أندي بيكر تمثيله في المناقشات، فيما أرسل هاجسيث مستشاره دان كالدويل، المعروف بدعمه لفكرة تقليص التدخلات الأمريكية الخارجية لحماية أوروبا.

وأثار هذا التوجه قلق المسؤولين الأوروبيين، حيث اتهمت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فانس بـ"محاولة افتعال صراع" مع الحلفاء. فيما وصفه دبلوماسي أوروبي آخر بأنه "الأخطر على أوروبا داخل الإدارة"، معتبرًا أنه "مهووس بتقويض العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا".

ترامب أكثر براغماتية.. لكن فانس أكثر تصعيدًا

بينما ينظر ترامب إلى العلاقة مع أوروبا من منظور براغماتي قائم على الضغط لزيادة إنفاقها الدفاعي، يبدو أن فانس أكثر تشددًا، إذ يرى أن الحلفاء الأوروبيين يتبنون قيماً "لا تتوافق مع الولايات المتحدة".

وقد حاول هاجسيث تهدئة النقاش، مشيرًا إلى أن الضربة تخدم "القيم الأمريكية الأساسية" مثل حرية الملاحة، لكنه وافق على إمكانية تأجيلها. أما والتز، صاحب التوجه التقليدي في السياسة الخارجية، فقد أكد أن "الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على إعادة فتح الممرات البحرية"، لكنه أيد فرض تكلفة على أوروبا مقابل التدخل.

في النهاية، وضع ميلر حدًا للنقاش، مؤكدًا أن ترامب "أعطى الضوء الأخضر"، لكنه شدد على ضرورة أن تدرك أوروبا ومصر "ما يُنتظر منهما في المقابل".

تحول استراتيجي: الخليج بديل عن أوروبا؟

التوجه العدائي تجاه أوروبا امتد إلى تصريحات إعلامية، حيث أشار المبعوث الأمريكي البارز ستيف ويتكوف إلى أن "اقتصادات الخليج قد تصبح بديلًا أقوى من أوروبا"، بينما وافقه المذيع المحافظ تاكر كارلسون قائلاً: "سيكون ذلك أفضل للعالم، لأن أوروبا تحتضر".

وتكشف هذه التسريبات عن سياسة أمريكية جديدة أقل التزامًا تجاه أوروبا وأكثر استعدادًا لاستخدام النفوذ العسكري كورقة مساومة، مما يضعف الثقة في التحالف عبر الأطلسي. فمع تصاعد الانقسامات داخل الإدارة الأمريكية بين نهج ترامب البراغماتي وموقف فانس التصعيدي، تزداد الضغوط على أوروبا لإعادة النظر في استراتيجيتها الدفاعية في عالم أكثر اضطرابًا.

 

مقالات مشابهة

  • مدير مكتب الرئيس الأوكراني: العلاقات بين كييف وواشنطن عادت لمسارها الصحيح
  • التبدّل في الخطاب الأمريكي تجاه روسيا.. هل سيُترجم في الواقع؟
  • ما هي توابع تسريب الحوثيين على أوروبا وحلفاء واشنطن؟
  • الرئيس المشاط يوجّه رسالة للرئيس الأمريكي المجرم ترامب
  • التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين يكشف انقساماً داخلياً ويزيد الضغوط على أوروبا.. وتصاعد نفوذ فانس داخل الإدارة الأمريكية
  • لافروف: أوروبا تعارض بشكل واضح موقف إدارة ترامب بشأن تسوية أزمة أوكرانيا
  • هيئة البث الأوكراني: وفد كييف في السعودية يلتقي بالفريق الأمريكي في الرياض
  • بوتين وبن زايد يبحثان تعزيز جهود الوساطة في النزاع الأوكراني
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • مفاوضات في الرياض بين كييف وواشنطن لبحث هدنة أوكرانيا