حرب الضفة الغربية.. خطة نتانياهو لإرضاء المتشددين
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة حيز التطبيق يوم الأحد الماضي، أطلقت إسرائيل عملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية المحتلة كما هاجم مستوطنون يهود بلدتين فلسطينيتين.
وجاءت موجة العنف الإسرائيلي الجديدة ضد الضفة الغربية في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغطاً داخلياً من جانب حلفائه من اليمين المتطرف بعد موافقته على الهدنة وتبادل إطلاق سراح المحتجزين مع حركة حماس.
كما ألغى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب العقوبات التي فرضها سلفه جو بايدن على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف في الضفة.
هذا المزيج العنيف يمكن أن ينسف وقف إطلاق النار المفترض استمراره 6 أسابيع على الأقل يتم خلالها إطلاق سراح عشرات المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل مئات السجناء الفلسطينيين في سجون إسرائيل والذين سيتم إطلاق أغلبهم في الضفة الغربية.
وفي مساء الاثنين الماضي هاجم عشرات الملثمين قريتين فلسطينيتين في شمال الضفة الغربية ورشقوا السكان بالحجارة وأشعلوا النار في عدد من السيارات والمنازل بحسب مسؤولين محليين فلسطينيين.
وقالت خدمة الهلال الأحمر الفلسطيني إن 12 شخصاً على الأقل أصيبوا في هذه الهجمات.
وفي الوقت نفسه نفذ الجيش الإسرائيلي هجوماً عسكرياً في منطقة أخرى بالضفة الغربية قائلاً إنها كانت رداً على رشق سيارات إسرائيلية بعبوات حارقة.
وأضاف أنه تم القبض على عدد من المشتبة بهم الفلسطينيين لاستجوابهم. وأظهر تسجيل فيديو تم تداوله عبر الإنترنت عشرات الأشخاص وهم يسيرون في الشوارع.
وفي يوم الثلاثاء الماضي أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية كبيرة في مدينة ومخيم جنين بشمال الضفة الغربية حيث اعتاد الجيش اقتحامهما والاشتباك مع المسلحين الفلسطينيين فيهما خلال السنوات الأخيرة وحتى قبل هجوم حركة حماس ضد مستوطنات وقواعد غلاف غزة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي فجر حرب غزة الأخيرة التي استمرت حوالي 15 شهراً.
ولقي 9 فسطينيين على الأقل حتفهم، بينهم فتى عمره 16 عاماً وأصيب حوالي 40 آخرون في الهجوم الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات جوية وفكك قنابل أرضية وقتل 10 مسلحين، دون أن يوضح ما يعنيه ذلك.
كما كشف السكان الفلسطينيون عن تزايد نقاط التفتيش والحواجز الأمنية الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية وهو ما يزيد صعوبة حياتهم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس إن عملية جنين جزء من عملية أكبر ضد إيران والميليشيات الحليفة لها في المنطقة، مضيفاً "سنضرب أذرع الأخطبوط حتى تتكسر".
Two Palestinian terrorists were killed in the West Bank by Israeli security forces during operations in the West Bank.https://t.co/HqFhj30pnW
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) January 23, 2025 سيطرة إسرائيليةويرى الفلسطينيون في مثل هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية وتوسيع المستوطنات وسيلة لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة التي يعيش فيها حوالي 3 مليون فلسطيني تحت احتلال إسرائيلي يبدو بلا نهاية، في حين تدير السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة.
وترى منظمات حقوق الإنسان الدولية البارزة الاحتلال الإسرائيلي للضفة شكلاً من أشكال الفصل العنصري حيث يعيش أكثر من 500 ألف مستوطن يتمتعون بكل الحقوق التي تضمنها الجنسية الإسرائيلية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
ويحاول نتانياهو جاهداً إخماد تمرد شركائه في الائتلاف الحاكم من القوميين المتطرفين منذ موافقته على وقف إطلاق النار في غزة، حيث ينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم أنحاء القطاع وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، في مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين الذين اختطفهم المسلحون الفلسطينيون في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
واستقال إيتمار بن غفير من الحكومة احتجاجاً على وقف إطلاق النار، في حين يهدد وزير المالية بتسائيل سموتريتش بالاستقالة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في أوائل مارس (آذار) المقبل.
كما يريد اليمين المتطرف المشارك في حكم إسرائيل بضم الضفة الغربية وإعادة بناء المستوطنات في غزة، مع تشجيع أكبر عدد من الفلسطينيين على ما يسمونها بالهجرة الطوعية من فلسطين.
ورغم استقالة بن غفير مازال نتانياهو يتمتع بالأغلبية البرلمانية اللازمة لاستمرار حكومته، لكن خسارة سموتريتش الذي يعتبر أيضاً الحاكم الفعلي للضفة الغربية، ستضعف الائتلاف الحاكم بشدة وقد تؤدي إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل.
ويمكن أن ينهي هذا فترة حكم نتانياهو التي استمرت حوالي 16 عاماً، وتجعله عرضة بصورة أكبر للمحاكمة بتهم الفساد، وفتح الباب أمام تحقيق عام مستقل في فشل إسرائيل في منع هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول).
كما أن عودة ترامب ربما تطلق يد المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وكذلك يمكن أن تؤدي عودته إلى إعطاء قبلة حياة محتملة لنتانياهو.
فترامب الذي منح إسرائيل دعماً غير مسبوق خلال فترة حكمه الأولى، يحيط نفسه في ولايته الجديدة بمساعدين يدعمون الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وبعضهم يؤيد مزاعم المستوطنين بشأن الحق التوراتي لهم في الضفة الغربية، في حين يعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة هذه المستوطنات غير مشروعة.
وفي حين يدعي ترامب أنه صاحب الفضل في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في الأيام الأخيرة لحكم سلفه بايدن، فإنه قال في وقت سابق من الأسبوع الحالي أنه "غير واثق" في إمكانية استمرار وقف إطلاق النار مشيراً إلى احتمال منح إسرائيل حرية استئناف الحرب في القطاع بقوله "إنها ليست حربنا، إنها حربهم".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو الهدنة ترامب الضفة الغربية اتفاق غزة غزة وإسرائيل نتانياهو عودة ترامب الضفة الغربية وقف إطلاق النار فی فی الضفة الغربیة الفلسطینیین فی إطلاق سراح فی حین
إقرأ أيضاً:
تورك يتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي بالضفة
عبر فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الاثنين عن قلق عميق بسبب ممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تورك في اجتماع بـمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومنزعج من تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.
وتابع قائلا "يجب أن تتوقف تحركات إسرائيل الأحادية وتهديداتها بالضم في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وفي شأن إنساني ذي صلة مرتبط بسياسات إسرائيل في غزة، أعرب منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أمس الأحد عن قلقه من قرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، مشددا على ضرورة أن "يصمد" اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال فليتشر عبر منصة إكس، إنّ "قرار إسرائيل تعليق المساعدات لغزة مقلق. القانون الدولي واضح: يجب أن يسمح لنا بالوصول لتقديم مساعدات حيوية منقذة للحياة". وشدد على ضرورة عدم "التراجع عن التقدم المحرز في الأيام الـ42 الماضية"، في إشارة لبدء تطبيق الهدنة، مضيفا "يجب أن يصمد وقف إطلاق النار".
إعلان