طبقاً للدستور فى المادة الخامسة يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها، وتلازم المسئولية، مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته.
إلى جانب الضمانات القانونية التى وضعها الدستور لحماية مبدأ التداول السلمى للسلطة توجد أيضاً ضمانات سياسية تتمثل فى التعددية السياسية، حيث تتباين أنظمة الحكم وأفكار المجتمع، فالبعض يعتقد أنه فى الإمكان توحيد الاختلاف وحل التناقضات والتغلب عليها، ومن ثم لا حاجة بأى نوع من أنواع التعددية، بينما يذهب البعض الآخر إلى القول إن هذه الاختلافات والتناقضات لا تحل، وأن حلها قد يولد تناقضات جديدة تتجدد وتتبدل باستمرار وفى هذه الحالة يقبل المجتمع بالتعددية بكل ما ترفضه فى المجال السياسى والاعتراف بحق تلك الاتجاهات فى الوصول إلى السلطة وتداولها مع الآخرين وفقا لأحكام الدستور.
كما تلعب التعددية الحزبية دورا مهما فى تجاوز الاختلافات السياسية التى تحدث داخل النظام السياسى الواحد، ووجود التعددية الحزبية يؤمن التوازن بين التيارات السياسية ويحقق الاستقرار فيها.. إذ تخلق التعددية السياسية جوا ديمقراطيا قائما على قبول التنوع فى الآراء على خلاف نظام الحزب الواحد الذى يحتكر السلطة ويصادر حرية الآخرين فى اختيار الحاكم لصالحه فالتعددية الحزبية تعكس معالم النظام الديمقراطى وتساهم فى تفعيل مبدأ التناوب السلمى للسلطة.
لا وجود للديمقراطية الحقيقية بدون انتخابات حرة نزيهة، إذ تعد الانتخابات من أهم الوسائل التى يمكن من خلالها تداول السلطة سلميا عندما يقوم الناخبون بممارسة حقهم فى اختيار من يمثلهم فى ظل الديمقراطية النيابية ويكون بموجب تلك الوسيلة الشعب مصدر السلطات.
ولقد وضع فقهاء القانون معانى متعددة لمبدأ تداول السلطة استند كل منهم إلى مرجعية قانونية أو اجتماعية أو سياسية، إذ بيّن البعض بأن تداول السلطة مبدأ ديمقراطى لا يمكن وقفه لأى حزب سياسى أن يبقى فى السلطة إلى ما لا نهاية، بل يجب أن يعوض بتيار سياسى آخر ضمن احترام النظام السياسى القائم، والتداول على السلطة يدخل تغييرا فى الأدوار بين قوى سياسية تختلف بشكل طرفى عن السلطة لكى تدخل فى المعارضة، وقال البعض الآخر إن التداول السلمى للسلطة هى حركة متأرجحة بين حزبين رئيسيين يمر كل منهما من المعارضة إلى الحكم ثم من الحكم إلى المعارضة، مما تقدم يمكن القول إن التداول السلمى للسلطة هو أحد أركان النظم الديمقراطية، التى تضمن عملية انتقال وتداول السلطة من شخص إلى آخر أو من مجموعة سياسية إلى أخرى وفقا لمدة محددة فى الدستور، ووفقا لإطار ديمقراطى بعيدا عن الصراعات، إذ ينفذ من خلالها كل شخص أو كل حزب سياسى من الحكم إلى المعارضة أو العكس.
لذا يعد الانتخاب عمود الديمقراطية النيابية، فليس بإمكان شعب ممارسة السلطة بشكل مستمر إلا عن طريق النواب والممثلين، ويعد الانتخاب الطريق الأمثل لتأكيد سيادة الشعب فى ظل تعذر ممارسته للسلطة بنفسه، ويلعب الانتخاب دورا مهما وأساسيا فى تداول السلطة سلميا، كون تلك الوسيلة سلاحا بيد الشعب ضد الاستبداد والدكتاتورية والاستئثار بالسلطة، كونه لا يمثل اختيارا شخصيا بحسب، وإنما يمثل اختيار برنامج معين واتجاه معين وأهداف معينة، وبما أن النظام الانتخابى له علاقة تكاملية مع النظام السياسى، فإنه بالضرورة يؤثر على الأحزاب السياسية سلباً أو إيجاباً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المادة الخامسة التعددية السياسية
إقرأ أيضاً:
حقوقيون ينددون بعمليات اختطاف مؤثرين منتقدين للسلطة في كينيا
أعربت مجموعة حقوقية عن قلقها بشأن مصير 3 مؤثرين كينيين شبان من المنتقدين للسلطة بعد اختفائهم.
ونددت مجموعة "فريق العمل المعني بإصلاحات الشرطة"، وهي تحالف منظمات حقوقية، في بيان لها أمس الأربعاء، باستمرار صمت الدولة بشأن مصير بيلي موانغي، وبيتر موتيتي، وبينارد كافولي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقررة أممية: الجنائية الدولية أنسب مكان لمحاكمة الأسدlist 2 of 2فلسطينيون يرفعون دعوى بلندن ضد شركة بي بي لدعمها الجيش الإسرائيلي بالنفطend of listواختطف موانغي، البالغ 24 عاما، السبت بعد انتقاده الرئيس الكيني وليام روتو، بينما اختطف موتيتي، البالغ 22 عاما، في نيروبي صباح السبت على يد 4 مسلحين، أحدهم كان يرتدي زي شرطي، بحسب وسائل إعلام محلية.
أما كافولي، البالغ 24 عاما، فقد اختطفه مساء الأحد 4 مسلحين أيضا من محطة وقود في جنوب غرب نيروبي بعد نشره كتابات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحكومة.
وقالت المجموعة في بيان لها: "إذا لم تكن عمليات الخطف، كما أعلن المتحدث باسم الشرطة، من عمل الشرطة، فيجب على أجهزة الأمن وإنفاذ القانون إثبات التزامها بالعدالة من خلال محاسبة المسؤولين عن هذه العمليات".
وأبلغت منظمات حقوقية عن عشرات حالات الاختفاء في كينيا منذ الحملة العنيفة التي شنتها الشرطة لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في يونيو/حزيران ويوليو /تموز، إذ قتل أكثر من 60 شخصا.
إعلانكما نددت اللجنة الكينية لحقوق الإنسان -منظمة غير حكومية- مؤخرا بـ"موجة غير مسبوقة من عمليات الاختطاف والاغتيال" في كينيا.
وقد أبلغت المنظمة عن اختطاف 74 شخصا منذ الاحتجاجات، 26 منهم ما زالوا في عداد المفقودين.
وتتهم منظمات "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" و"كيه إن سي إتش آر" و"فوكال أفريكا" قوات الأمن بالوقوف وراء عمليات الاختطاف.