تساؤلات إسرائيلية عن الثمن الكبير لوقف النار
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
شكل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بصيص أمل بعد 15 شهراً من الأخبار المدمرة الآتية من الشرق الأوسط.
يتساءلوا لماذا لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف النار قبل ستة أو سبعة أو ثمانية أشهر
وظل الجمهور الإسرائيلي ينتظر هذا الحدث لأشهر، حيث أشارت استطلاعات الرأي العام المتتالية إلى أن أغلبية كبيرة كانت تؤيد إنهاء الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
ومع مرور الأشهر، عمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وائتلافه الحاكم اليميني على تجنب مثل هذه الصفقة؛ وهو ما فعلته حماس أيضاً، وعلى الرغم من الجهود المكثفة التي بذلتها الإدارة الأمريكية في الوساطة بين الطرفين، لم تمارس ضغوطاً فعّالة لحمل أيهما على تغيير مساره.
وفي الوقت نفسه، انخفض عدد الرهائن الإسرائيليين الأحياء تدريجياً، وزادت الخسائر بين الجنود الإسرائيليين، واستمرت معاناة السكان المدنيين في غزة.
OPINION: Gaza cease-fire: The view from Israel.https://t.co/iiptqbc2kq
— POLITICOEurope (@POLITICOEurope) January 22, 2025ويقول نمرود غورين، رئيس ومؤسّس المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية "ميتفيم" إن الإسرائيليين يؤيديون الآن اتفاق وقف إطلاق النار، ولكنهم لا يستطيعون أيضاً إلا أن يتساءلوا لماذا لم يتم التوصل إليه قبل 8 أشهر، إذ كانت الشروط التي نوقشت ورُفضت في ذلك الوقت متطابقة تقريباً مع الشروط المتفق عليها الآن.
ويتساءل د. غورين، أحد مؤسّسي مجلس الدبلوماسية المتوسّطية "ديبلومدز"، في مقال بموقع بولتيكو قائلاً: "لماذا كان من الضروري أن يموت المزيد من الرهائن والجنود والمدنيين قبل أن يتخذ القادة قراراً في نهاية المطاف؟"
اتفاق يجلب الراحةويضيف الكاتب "رغم يجلب الاتفاق معه بعض الراحة"، وتابع أن "أسر الرهائن خاضت كفاحاً شجاعاً لإعادتهم في مواجهة هجمات شرسة وقبيحة من قِبَل اليمين المتطرف".
The ceasefire in #Gaza is welcomed in Israel by a sigh of relief, a heavy heart and a spark of optimism. My article in @politico, on the mood in #Israel and the need to make the #ceasefire permanent https://t.co/jswELiRjwr
— Nimrod Goren (@GorenNimrod) January 22, 2025وتابع الكاتب قائلاً: "بدأت الأمور تتحرك أخيراً إلى الأمام، وشعر الجميع بالفرح لعودة الرهائن الثلاثة، لكن في الوقت نفسه، نستقبل إعلان وقف إطلاق النار بمشاعر متباينة. فليس جميع الرهائن الثلاثة والثلاثين، الذين من المقرر الإفراج عنهم تدريجياً في المرحلة الأولى من الصفقة، على قيد الحياة. ولا أحد يعلم على وجه الدقة من هم الرهائن الذين سيعودون".
أسئلة تفرض نفسهاومن الأسئلة الأخرى المطروحة: ما الحالة الصحية لأولئك العائدين؟ وما مصير الرهائن الـ65 المتبقين الذين من المقرر إطلاق سراحهم في المراحل اللاحقة من الصفقة التي لا يبدو نتانياهو حريصاً على تنفيذها؟ وما هو مستقبل غزة بعد انسحاب إسرائيل؟
هل عادت حماس إلى غزة؟ - موقع 24بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار في غزة يوم الأحد الماضي، ظهر عشرات المقاتلين المقنعين من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، مرتدين أقنعتهم السوداء المميزة وعصابات الرأس الخضراء، وقاموا بتسليم 3 رهائن إلى سيارات الصليب الأحمر، التي نقلتهم إلى الحرية في إسرائيل.وتابع الكاتب: "رغم أن سحابة المجهول ما تزال تخيم على الكثير من التفاصيل، إلا أن إعلان وقف إطلاق النار أضاء شرارة من التفاؤل. فهذا الاتفاق يثبت أن الدبلوماسية يمكن أن تحقق النجاح في نهاية المطاف، وأن الوسطاء الدوليين قادرون على تقديم نتائج ملموسة، وأن أطراف الصراع المرير يمكنها التوصل إلى حلول. كما يؤكد أن الضغوط العامة قد تحدث فرقاً".
فرص جديدةأشار الكاتب إلى أن وقف إطلاق النار يفتح أبواباً لفرص جديدة في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة. فابتداءً من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مروراً بالتحولات الجذرية في سوريا، وصولاً إلى إضعاف إيران، تعمل هذه التطورات مجتمعة على تعزيز الوضع الجيوسياسي لإسرائيل.
وأضاف: "لو أن إسرائيل تمتلك حكومة تسعى لاستثمار هذه التحولات في دفع حل الدولتين، لكنا شهوداً على تحول أكثر دراماتيكية، بما في ذلك إمكانية تحقيق تطبيع العلاقات مع السعودية".
ضرورة القيادة المعتدلةوأوضح الكاتب أن تحقيق هذه الفرصة يتطلب قيادة إسرائيلية جديدة وأكثر اعتدالاً، مع التركيز على كبح التطرف اليميني وتهميشه.
كما أكد على أهمية التصدي للاتجاهات المناهضة للديمقراطية داخل المجتمع والسياسة الإسرائيلية، والعمل على إحياء المواقف المؤيدة للسلام والممارسات التي تسهم في تحقيقه.
خطة بنّاءة للمستقبلأما الأولوية الفورية، وفقاً للكاتب، فتتمثل في تنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار بدقة، ووضع خطة شاملة لمستقبل قطاع غزة.
وشدد على ضرورة أن تتضمن هذه الخطة دوراً محورياً للسلطة الفلسطينية والدول الإقليمية، بحيث يكون على حساب نفوذ حماس.
وأكد الكاتب أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب دعماً دولياً متواصلاً، وخاصة من الولايات المتحدة.
رسم مستقبل أفضلواختتم الكاتب قائلاً: "لقد آن الأوان لطي صفحة الهجوم المؤلم الذي شهدناه في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والبدء في رسم مستقبل أفضل وأكثر سلاماً يستحقه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين. إن وقف إطلاق النار خطوة تقربنا من هذا الهدف، ويجب أن يُشكر الوسطاء الذين نجحوا في تحقيقه، مع التشديد على ضرورة مواصلة جهودهم لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة نتانياهو حماس إسرائيل وحزب الله سوريا إيران اتفاق غزة غزة وإسرائيل نتانياهو حماس إسرائيل وحزب الله سقوط الأسد إيران وإسرائيل وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
خلال أيام.. مبعوث ترامب يبدأ محادثات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة
ذكر موقع "والا" العبري، مساء اليوم الأربعاء، أن مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة محادثات مع الأطراف المعنية في المنطقة، بهدف تحديد تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذه المحادثات إلى ضمان استدامة الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، في الوقت الذي يعكف فيه المسؤولون على إيجاد حلول طويلة الأمد للأوضاع الإنسانية في المنطقة.
وفي السياق ذاته، نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن إسرائيل ستطالب خلال المفاوضات بأن يتم التخلص من سلطة حركة حماس في غزة، وأن يكون هناك تغيير في قيادة القطاع بحيث يتم تسليمه إلى جهة أخرى.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل ترى أن استمرار حكم حماس في غزة يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي وأنه لا يمكن لأي تسوية شاملة أن تتم في ظل بقائها في السلطة.